Kitab Nashoihul Ibad PDF [PDF]

  • 0 0 0
  • Suka dengan makalah ini dan mengunduhnya? Anda bisa menerbitkan file PDF Anda sendiri secara online secara gratis dalam beberapa menit saja! Sign Up
File loading please wait...
Citation preview

‫نصائح العباد‬ ‫شرح‬ ‫محمد نووي بن عمر الجاوي‬ ‫على‬



‫املنبهات على اإلستعداد ليوم املعاد‬ ‫تأليف‬ ‫شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن‬ ‫أحمد بن حجر العسقالني‬ ‫(‪ 258 777‬هـ)‬



‫بسم اهلل الرحمن لرحيم‬ ‫أرفع الصفات‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال اهلل وحده‬ ‫العلم َ‬ ‫الحمد هلل الذى جعل َ‬



‫خص من شاء من عباده بالمآثر الحكمية‪ ،‬وأشهد أن‬ ‫ال شريك له الذى ّ‬ ‫خصه اهلل تعالى بجميع كماالت العبودية‪ ،‬وصلى‬ ‫محمدا عبده ورسوله الذى ّ‬ ‫اهلل على سيدنا محمد الذى مألّ اهلل تعالى قلبه صلى اهلل عليه وسلم من جالله‬



‫جل وعال‪ ،‬وعينه صلى اهلل عليه وسلم من جماله األسنى فصار صلى‬ ‫األعلى ّ‬ ‫اهلل عليه وسلم مسرورا منصورا‪ ،‬وعلى آله وأصحابه والسالكين على منهجه‬



‫فنالوا خيرا وافرا‪.‬‬ ‫سا ِوى محمد نووى بن عمر الجاوي‪:‬‬ ‫(أما بعد)‪ :‬فيقول المرتجى غَ ْف َر َ‬ ‫الم َ‬



‫هذا شرح وضعته على الكتاب المشتمل على المواعظ للعالمة الحافظ الشيخ‬ ‫شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن أحمد الشافعي الشهير بابن خجر‬ ‫العسقالني ثم المصري تغمده اهلل تعالى برحمته آمين‪ ،‬وسميته‪( :‬نصائح العباد‬ ‫فى بيان ٍ‬ ‫ألفاظ منبه ٍ‬ ‫ات على اإلستعداد ليوم المعاد)‪ .‬وأسأل اهلل الكريم أن‬ ‫ينفع به المسلمين‪ ،‬وأن يجعله ذخيرة إلى يوم الدين آمين‪.‬‬ ‫(بِس ِم ِ‬ ‫الرِح ِ‬ ‫يم) وتسن عند ابتداء كل أمور غير مح ّقرات‪ ،‬فإن‬ ‫الر ْح َم ِن َّ‬ ‫اهلل َّ‬ ‫ْ‬ ‫تركها فى أولها أتة بها فى أثنائها بقوله "بسم اهلل فى أوله وآخره"‪( .‬الحم ُد ِ‬ ‫هلل‬ ‫كل ِح ْي ٍن) أي زمان قل أوكثر (وأَوقَ ٍ‬ ‫ات ْْ) وهي أزمنةٌ محدودةٌ‪ ،‬وهي من‬ ‫فى ِّ‬ ‫َْ‬ ‫خاص على ٍ‬ ‫عطف ٍ‬ ‫العطف من اهلل ومن غيره ( َعلَى َر ُس ْو ِله)‬ ‫الصالةُ) أي‬ ‫عام ( َو َّ‬ ‫ُ‬ ‫إلى كافّة الخلق (أَش َْر ِ‬ ‫الخل ِْق) وهو كل ما أوجده اهلل تعالى على تقدي ٍر‬ ‫ف َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ات ِْ) أي المخلوقات مطلقا أو التى فى األرض‪ ،‬فهي‬ ‫أوجب ْته الحكمةُ (والبَ ِريَّ ْ‬



‫من عطف المرادف أو من عطف الخاص على العام‪ ،‬فسيدنا محمد صلى اهلل‬ ‫أفضل الخلق كلهم‪.‬‬ ‫عليه وسلم‬ ‫ُ‬ ‫هات على اإلستعداد ليوم المعاد)‬ ‫( َه ِذهِ) أي‬ ‫المستحضرة فى الذهن ( ُمنبِّ ٌ‬ ‫َ‬ ‫التأهب ألجل ِ‬ ‫وقت الرجوِع إلى اهلل تعالى (فإ ّن منها) أي المنبهات‬ ‫أي على ّ‬ ‫شرة)‬ ‫الع َ‬ ‫(ما يكون َمثْـنَى) أي زوجين زوجين (ومنها ما يكون ثُالَثَى‪ ،‬إلى تمام َ‬ ‫آثار‪،‬‬ ‫وأربع عشرَة‪،‬‬ ‫األخيار خمسةٌ وأربعون‪ ،‬والبواقى ٌ‬ ‫وجملةُ المقاالت مائتان َ‬ ‫ُ‬ ‫التبرك بإتيان حديثين شريفين جليلين‪:‬‬ ‫وأنا اآلن أريد َ‬



‫فالحديث األول)‪ :‬أجازني به العالمة الشيخ محمد الخطيب الشامي ثم‬ ‫(‬ ‫ُ‬



‫المدني الحنبلي وهو ابن عثمان بن عباس بن عثمان‪ ،‬عن مشايخه متصال إلى‬ ‫ذر الغِفاري رضي اهلل عنه عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فيما يرويه‬ ‫أبى ّ‬ ‫عن رلبه عز وجل‪ ،‬قال تعالى‪(( :‬يا ِعب ِ‬ ‫ادي إني َح َّرْم ُ ُّ‬ ‫ْم على نَـ ْف ِسي‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ت الظل َ‬ ‫وجعلْتُهُ بـيـنَ ُكم مح َّرما فال تَظَالَموا‪ ،‬يا ِعب ِ‬ ‫ض ٌّ‬ ‫ادي ُكلُّ ُك ْم َ‬ ‫ال إالَّ من َه َديْـتُهُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َْ ْ ُ َ ً‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فاستَطْعِ ُمونى‬ ‫فاستَـ ْه ُد ْونى أ َْهد ُك ْم‪ ،‬يا عبَادي ُكلُّ ُك ْم َجائِ ٌع إالّ من أَط َْع ْمتُهُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ادي ُكلُّ ُكم َعا ٍر إالّ من َكسوتُهُ فاستَ ْكسونى أَ ْكس ُكم‪ ،‬يا ِعب ِ‬ ‫أُطْعِم ُكم‪ ،‬يا ِعب ِ‬ ‫ادي‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫َّها ِر وأنا أَغْ ِف ُر ُّ‬ ‫فاستَـغْ ِفرونى أَغْ ِف ْر لَ ُك ْم‪،‬‬ ‫إِنَّ ُك ْم تُ ْخطئُو َن بِاللَّْي ِل َوالنـ َ‬ ‫وب جميعا ْ‬ ‫الذنُ َ‬ ‫يا ِعب ِ‬ ‫ض ُّرونِي َولَ ْن تَـ ْبـلُغُوا نَـ ْفعِي فَـتَـ ْنـ َف ُعونِي‪ ،‬يا‬ ‫ض ِّري فَـتَ ُ‬ ‫ادي إِنَّ ُك ْم لَ ْن تَـ ْبـلُغُوا َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِعب ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ُك ْم َو ِجنَّ ُك ْم َكانُوا على أَتْـ َقى قَـل ِ‬ ‫ادي لو أ َّ‬ ‫ْب َر ُج ٍل‬ ‫َ‬ ‫َن أ ََّولَ ُك ْم َوآخ َرُك ْم َوإنْ َ‬ ‫َن أ ََّولَ ُكم و ِ‬ ‫وِ‬ ‫ْكي َشيئًا‪ ،‬يا ِعب ِ‬ ‫اد ذلك في مل ِ‬ ‫ادي لو أ َّ‬ ‫آخ َرُك ْم‬ ‫اح ٍد ِمنْ ُك ْم ما َز َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْب رج ٍل و ِ‬ ‫اح ٍد ما نَـ َقص ذلك من مل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْكي‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫س ُك ْم َوجنَّ ُك ْم َكانُوا على أَفْ َج ِر قَـل ِ َ ُ َ‬ ‫َوإنْ َ‬ ‫يد و ِ‬ ‫ِ‬ ‫آخرُكم وإِنْس ُكم و ِجنَّ ُكم قَاموا في ِ ٍ‬ ‫شيئا‪ ،‬يا ِعب ِ‬ ‫ادي لو أ َّ‬ ‫اح ٍد‬ ‫َ‬ ‫َن أ ََّولَ ُك ْم َو َ ْ َ َ ْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫صع َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ت ُك َّل إِنْ ٍ‬ ‫ص‬ ‫سأَلُونِي فَأَ ْعطَْي ُ‬ ‫ص ذلك م َّما ع ْندي إالّ كما يَـ ْنـ ُق ُ‬ ‫سان َم ْسأَلَتَهُ ما نَـ َق َ‬ ‫َ‬ ‫فَ َ‬



‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُح ِ‬ ‫يها لَ ُك ْم ثُ َّم أ َُوفِّي ُك ْم‬ ‫ال ِْم ْخيَ ُ‬ ‫صَ‬ ‫ط إذا أُ ْدخ َل الْبَ ْح َر‪ ،‬يا عبَادي إنما ه َي أَ ْع َمالُ ُك ْم أ ْ‬ ‫وم َّن إال‬ ‫إِيَّ َ‬ ‫غير ذلك فال يَـلُ َ‬ ‫اهان فَ َم ْن َو َج َد َخ ْيـ ًرا فَـلْيَ ْح َم ْد اهللَ‪َ ،‬وَم ْن َو َج َد َ‬ ‫سهُ))‪.‬‬ ‫نَـ ْف َ‬ ‫(والحديث الثانى)‪ :‬أجازني به العالمة السيد أحمد المرصفي المصري‬ ‫بعد أن أجازني به السيد عبد الوهاب بن ألحمد فرحات الشافعي‪ ،‬عن‬ ‫النبي صلى اهلل‬ ‫مشايخه مسلسال باألولية إلى عبد اهلل بن عمرو بن العاص عن ّ‬ ‫الر ِ‬ ‫الر ْح َم ُن تبارك وتعالى ْار َح ُموا َم ْن فِي‬ ‫اح ُمو َن يَـ ْر َح ُم ُه ْم َّ‬ ‫عليه وسلم أنه قال‪َّ (( :‬‬ ‫ِ‬ ‫الس َم ِاء))‪ ،‬والمعنى‪ :‬الراحمون لمن فى األرض من‬ ‫األرض يَـ ْر َح ْم ُك ْم من في َّ‬ ‫آدمي وحيوان لم يؤمر بقتله باإلحسان إليهم يحسن الرحمن إليهم‪ ،‬اِ ْرحموا من‬ ‫غير عاقل بالشفقة‬ ‫تستطيعون أن ترحموه من أصناف مخلوقاته تعالى ولو َ‬ ‫عليهم ودعائكم لهم بالرحمة والمغفرة يرحمكم المالئكة‪ ،‬ومن رحمته عامة‬



‫ألهل السماء الذين هم أكثر من أهل األرض‪ .‬وال يجوز لشخص أن يدعو‬ ‫لجميع المسلمين بغفر جميع ذنوبهم أو يدعو لفقير بنحو مائة دينار وليس له‬ ‫جهة يتسهل منها ذلك ويقول هذا من الرحمة بالخلق ألنه مخالف لنصوص‬ ‫الشرع اهـ‪ .‬رؤي الغزالي فى النوم فقيل له‪ :‬ما فعل اهلل بك؟‪ ،‬فقال أوقفني بين‬ ‫فصرت أذكر أعمالي‪ ،‬فقال‪ :‬لم أقبلها‪،‬‬ ‫علي؟‪،‬‬ ‫يديه‪ ،‬وقال لي‪ :‬بم‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫قدمت ّ‬ ‫وأنت‬ ‫قبلت منك ذات يوم نزلت ذبابةٌ على مداد قلمك لتشرب منه َ‬ ‫وإنما ُ‬ ‫أخذت حظها رحمة بها‪ ،‬ثم قال تعالى‪ :‬امضوا‬ ‫كت الكتابة حتى‬ ‫ْ‬ ‫تكتب فتر َ‬ ‫الجزم‬ ‫بعبدي إلى الجنة‪ .‬وفى قوله صلى اهلل عليه وسلم "يرحمكم" روايتان‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫والرفع على أنه جملة دعائية‪ ،‬وهو أولى ألن دعائه‬ ‫على أنه جواب األمر‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم غير مردود‪.‬‬



‫ومن أسباب حسن الخاتمة‪ :‬المواظبة على هذا الدعاء‪ ،‬وهو‪" :‬اللهم أك ِرْم‬ ‫هذه األمةَ المحمديةَ بجميل عوائدك فى الدارين إكراما لمن جعلتها من أمته‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم "‪.‬‬ ‫اللهم‬ ‫ومنها‪ :‬المواظبة على هذا الدعاء بين سنة الصبح وفرضه‪ ،‬وهو‪ّ " :‬‬ ‫اغفر ألمة سيدنا محمد‪ ،‬اللهم ارحم أمة سيدنا محمد‪ ،‬اللهم استر أمة سيدنا‬ ‫محمد‪ ،‬اللهم اجبر أمة سيدنا محمد‪ ،‬اللهم أصلِ ْح أمة سيدنا محمد‪ ،‬اللهم‬ ‫ِ‬ ‫عاف أمةَ سيدنا محمد‪ ،‬اللهم احفظ أمة سيدنا محمد‪ ،‬اللهم ارحم أمة سيدنا‬ ‫محمد رحمة عامة يا رب العالمين‪ ،‬اللهم اغفر ألمة سيدنا محمد مغفرة عامة‬ ‫فر ْج عن أمة سيدنا محمد فرجا عاجال يا رب‬ ‫يا رب العالمين‪ ،‬اللهم ّ‬ ‫العالمين"‪.‬‬ ‫ومنها‪ :‬مالزمة هذا الدعاء‪ ،‬وهو‪" :‬يا رب كل شيء بقدرتك على كل شيء‬ ‫اغفر لي كل شيء‪ ،‬وال تسألني عن كل شيء‪ ،‬وال تحاسبني فى كل شيء‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫وأعطني كل شيء"‪ .‬اهـ‬



‫اب الثُـنَائي‬ ‫بَ ُ‬ ‫وفيه ثالثون موعظة‪ ،‬أربعة أخبار والباقى آثار‪ .‬ونعنى باألخبار أقوال النبي‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وباآلثار أقوال الصحابة والتابعين‪.‬‬ ‫( ِ‬ ‫فم ْنهُ) أي فالمقالة األولى من المنبهات الثنائية (ما ُروي عن النبي صلى‬ ‫ضل ِم ْنـ ُهما‪ :‬ا ِإليْما ُن بِ ِ‬ ‫اهلل َوالنَـ ْف ُع‬ ‫اهلل عليه وسلم أنه قال‪َ :‬خ ْ‬ ‫َ‬ ‫صلَتَان الَ َش ْي َء أَفْ َ ُ َ‬ ‫ِ‬ ‫ْم ْسلِ ِم ْي َن) بالمقال أو بالجاه أو بالمال أو بالبدن‪ .‬قال رسول اهلل صلى اهلل‬ ‫لل ُ‬



‫عليه وسلم‪" :‬من أَصبح الَ يـ ْن ِوي الظُلْم َعلَى أ ٍ ِ‬ ‫َصبَ َح‬ ‫َحد غُف َر لَهُ َما َجنَى‪َ ،‬و َم ْن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫يـن ِوي نصرَة المظْلُوِ‬ ‫ض ِاء حاج ِ‬ ‫َج ِر َح َّج ٍة َم ْبـ ُرْوَرْة"‪ .‬وقال‬ ‫ة‬ ‫ق‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫الم ْسلِ ِم َكانَ ْ‬ ‫َ‬ ‫ت لَهُ كأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ُ ْ َ َ ْ َ‬ ‫ب العِب ِ‬ ‫اس لِلن ِ‬ ‫اد إِلَى اهللِ تعالى أَنْـ َف ُع النَ ِ‬ ‫ض ُل األ ْع َمال‬ ‫َّاس‪َ ،‬وأَفْ َ‬ ‫َح ُّ َ‬ ‫عليه السالم‪" :‬أ َ‬ ‫الس ُرْوِر َعلَى قَـل ِ‬ ‫ف َع ْنهُ َك ْرباً أ َْو‬ ‫إِ ْد َخ ُ‬ ‫الم ْؤِم ِن‪ ،‬يَط ُْر ُد َع ْنهُ ُج ْو ًعا أ َْو يَ ْك ِش ُ‬ ‫ْب ُ‬ ‫ال ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الشر ُك بِاهللِ‬ ‫يـ ْق ِ‬ ‫صلَتَان الَ َش ْي َء أَ ْخبَ ُ‬ ‫ض ْى لَهُ َديْـنًا"‪َ ( .‬و َخ ْ‬ ‫َ‬ ‫ث) أي أنجس (م ْنـ ُه َما‪ْ :‬‬ ‫والض ُّر لِل ُْم ْسلِ ِم ْي َن) فى أبدانهم أو أموالهم‪ ،‬فإن جميع أوامر اهلل تعالى ترجع‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫يموا َّ‬ ‫الصالةَ‬ ‫إلى خصلتين‪ :‬التعظيم هلل تعالى والشفقة لخلقه‪ ،‬كقوله تعالى‪" :‬أَق ُ‬ ‫َوآتُوا َّ‬ ‫ك" [لقمان‪:‬‬ ‫الزَكاةَ" [البقرة‪ ،]37 :‬وقوله تعالى‪" :‬ا ْش ُك ْر لِي َولَِوالِ َديْ َ‬ ‫‪.]43‬‬



‫فقلت‬ ‫مررت فى بعض سياحتي براهب‪،‬‬ ‫روي عن أويس أنه قال‪ُ " :‬‬ ‫ُ‬ ‫رد المظالم وخ ّفة الظهر من‬ ‫ياراهب‪ ،‬ما أول درجة يرقاها المريد؟‪ ،‬قال‪ّ :‬‬



‫عمل وعليه تبعةٌ أومظلمةٌ‪.‬‬ ‫التبعات‪ ،‬فإنه ال يصعد للعبد ٌ‬



‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِة ال ُْعلَ َم ِاء)‬ ‫( َو) المقالة الثانية (قَ َ‬ ‫السالَ ُم‪َ :‬علَْي ُك ْم ب ُم َجالَ َ‬ ‫ال) النبي ( َعلَْيه َ‬ ‫أي العاملين (و ْ ِ‬ ‫ْح َك َم ِاء) أي العالمين بذات اهلل تعالى المصيبين‬ ‫است َم ِاع َكالَِم ال ُ‬ ‫َ‬ ‫ت بِنُوِر ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْح ْك َم ِة) أي‬ ‫الميِّ َ‬ ‫ْب َ‬ ‫فى أقوالهم وأفعالهم (فَِإ َّن اهللَ تَـ َعالَى يُ ْحيي الْ َقل َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫المطَ ِر) وفى رواية الطبراني عن أبى‬ ‫العلم النافع ( َك َما يُ ْحيِي األَ ْر َ‬ ‫الم ْيتَةَ ب َماء َ‬ ‫ض َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ماء"‪ .‬وفى رواية‪:‬‬ ‫اء َو َسائلُوا ُ‬ ‫العلَماءَ َو َخالطُوا ُ‬ ‫الح َك َ‬ ‫س ْوا ال ُكبَر َ‬ ‫حنيفة " َجال ُ‬ ‫"جالِس العلماء و ِ‬ ‫ط ال ُكبَراَ َء" أي فإ ّن العلماء ثالثة‬ ‫الح َكماَ َء َو َخالِ ْ‬ ‫َ ْ ََُ َ َ‬ ‫ب ُ‬ ‫صاح ْ‬ ‫أقسام‪ :‬العلماء بأحكام اهلل تعالى وهم أصحاب الفتوى‪ ،‬والعلماء بذات اهلل‬ ‫فقط‪ ،‬وهم الحكماء ففى مداخلتهم تهذيب لألخالق ألنهم أشرقت قلوبهم‬ ‫بمعرفة اهلل وأشرقت أسرارهم بأنوار جالل اهلل والعلماء بالقسمين وهم الكبراء‬



‫فإن مخالطة أهل اهلل تكسب أحواال سنية والنفع باللحظ فوق النفع باللفظ‬ ‫فمن نفعك لحظه نفعك لفظه ومن ال فال‪ .‬وكان السهروردي يطوف فى بعض‬ ‫مسجد الخيف بمنى يتصفح الوجوه‪ ،‬فقيل له فيه‪ ،‬فقال‪ :‬إن هلل عبادا إذا‬ ‫نظروا إلى شخص أكسبوه سعادة فأنا أطلب ذلك‪ .‬قال النبي صلى اهلل عليه‬ ‫العلماء وال ُف َق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫هاء فَـي ْبتَِليهم اهلل بِثَالَ ِ‬ ‫ث‬ ‫من‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫وسلم‪َ " :‬سيَأْتي َزَما ٌن َعلى أ َُّمتي يَف ُّرْون َ‬ ‫بلِيَّ ٍ‬ ‫سلِّط اهللُ تعالى عليهم‬ ‫ات‪ ،‬أ ُْو َ‬ ‫َ‬ ‫الها يَـ ْرفَ ُع اهللُ البركةَ من كسبهم‪ ،‬والثانيةُ يُ َ‬ ‫سلطاناً ظالما‪ ،‬والثالثة يخرجون من الدنيا بغير ٍ‬ ‫إيمان"‪.‬‬ ‫( َو) المقالة الثالثة ( َع ْن أَبِ ْى بَ ْك ٍر الصديق رضي اهلل عنه‪َ :‬م ْن َد َخ َل ال َق ْبـ َر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ب البَ ْح َر بِالَ َس ِف ْيـنَ ٍة) أي فيغرق غرقا‬ ‫بالَ َزاد) أي من العمل الصالح (فَ َكأَنَّ َما َرك َ‬



‫ت في‬ ‫ال خالص له إالّ بمن ينقذه‪ ،‬كما قال صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬ما الميّ ُ‬ ‫المغو ِ‬ ‫ث" أي الطالب ألن يغاث‪.‬‬ ‫قبرهِ إالّ كالغَريق ِّ‬



‫( َو) المقالة الرابعة ( َع ْن ُع َم َر رضي اهلل عنه) نقل عن الشيخ عبد المعطي‬ ‫السمالوي‪" :‬أن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال لجبريل عليه السالم‪ِ :‬‬ ‫ف لِ ْي‬ ‫ص ْ‬ ‫حسنَ ِ‬ ‫خصرتُها‪،‬‬ ‫والشجر أقالماً لَما‬ ‫دادا‬ ‫ات ُع َم َر‪ ،‬فقال‪ :‬لوكانت‬ ‫البحار ِم ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ف لِي ح ِ‬ ‫ِ‬ ‫عمر حسنةٌ من حسنات أبى بكر"‪.‬‬ ‫سنَات أبى بكر‪ ،‬فقال‪ُ :‬‬ ‫فقال‪ :‬ص ْ ْ َ َ‬ ‫( ِع ُّز ال ُدنْـيا بِالم ِ ِ ِ ِ‬ ‫صالِ ِح األَ ْعم ِ‬ ‫ال) أي فال تتغوى أمور الدنيا وال‬ ‫ال َوع ُّز اآلخ َرة بِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫لصلح إالّ باألموال وال تتغوى أمور اآلخرة وال تصلح إالّ باألعمال الصالحة‪.‬‬ ‫( َو) المقالة الخامسة ( َع ْن ُعثْ َما َن رضي اهلل عنه‪َ :‬ه ُّم ال ُدنيَا ظُل َْمةٌ فِ ْى‬ ‫ْب‪ ،‬وه ُّم ِ‬ ‫اآلخ َرةِ نُـ ْوٌر فِى ال َقل ِ‬ ‫ْب) أي الحزن فى األمور المتعلقة بالدنيا صار‬ ‫ال َقل ِ َ َ‬ ‫ْ‬



‫منوًرا للقلب‪.‬‬ ‫مظلِما فى القلب‪ ،‬والحز ُن فى األمور المتعلقة باآلخرة صار ِّ‬ ‫همنا وال َم ْبل َغ علمنا‪.‬‬ ‫اللهم ال تجعل الدنيا أكبر ّ‬ ‫( َو) المقالة السادسة ( َع ْن َعلِ ٍّي رضي اهلل عنه) وكرم وجهه ( َم ْن َكا َن فِ ْى‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ب الم ْع ِ‬ ‫طَلَ ِ‬ ‫ار فِ ْى‬ ‫صيَ ِة َكانَ ْ‬ ‫ب العِل ِْم َكانَ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫ت النَ ُ‬ ‫الجنَّةُ ف ْى طَلَبه‪َ ،‬وَم ْن َكا َن ف ْى طَلَ ِ َ‬ ‫طَلَبِ ِه) أي من اشتغل فى العلم النافع الذى ال يجوز للبالغ العاقل جهله كان‬ ‫فى الحقيقة طالبا للجنة ولرضا اهلل تعالى‪ ،‬ومن كان مريدا للمعصية كان فى‬ ‫الحقيقة طالبا للنار ولسخط اهلل تعالى‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫صى اهللَ َك ِريْ ٌم)‬ ‫( َو) المقالة السابعة ( َع ْن يَ ْحيَى بْ ِن ُم َعاذ رضي اهلل عنه‪َ :‬ما َع َ‬



‫أي حميد الفعال‪ ،‬وهو من يكرم نفسه بالتقوى وباإلحتراس عن المعاصى ( َوالَ‬ ‫ضلها (علَى ِ‬ ‫مصيب فى‬ ‫اآلخ َرةِ َح ِك ْي ٌم) أي‬ ‫آثر ال ُدنْـيَا) أي ال ق ّدمها وال ف ّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫أفعاله‪ ،‬وهو من يمنع نفسه من مخالفة عقله السليم‪.‬‬



‫( َو) المقالة الثامنة ( َع ِن األَ ْع َم ِ‬ ‫ش) اسمه سايمان بن مهران الكوفي (رضي‬ ‫صِ‬ ‫بح ِديْنِ ِه‪َ ،‬وَم ْن‬ ‫ف ِر ِ‬ ‫س َمالِ ِه التَـ ْق َوى َكلَّ ْ‬ ‫لس ُن َع ْن َو ْ‬ ‫اهلل عنه‪َ :‬م ْن َكا َن َرأْ ُ‬ ‫ت األَ ُ‬ ‫ف ُخسر ِ‬ ‫صِ‬ ‫ان ِديْنِ ِه) والمعنى من‬ ‫س َمالِ ِه ال ُدنْـيَا َكلَّ ْ‬ ‫ْس ُن َع ْن َو ْ‬ ‫َْ‬ ‫َكا َن َرأْ ُ‬ ‫ت األَل ُ‬ ‫أسس‬ ‫تمسك على التقوى بامتثال أوامر اهلل تعالى واجتناب المعاصى بأن ّ‬ ‫أفعاله بموافقات الشرع فله حسنات كثيرة ال تحصى‪ ،‬ومن تمسك على أمور‬ ‫سيئات كثيرة عجزت األلسن عن ذكر ذلك بالعدد‪.‬‬ ‫مخالفات للشرع فله‬ ‫ٌ‬ ‫( َو) المقالة التاسعة ( َع ْن ُس ْفيَا َن الثَـ ْوِري رضي اهلل عنه) وهو شيخ اإلمام‬ ‫مالك ( ُك ُّل م ْع ِ‬ ‫صيَ ٍة) ناشئة ( َع ْن َش ْه َوةٍ) أي اشتياق النفس إلى شيء (فَِإنَّهُ يُـ ْر َجي‬ ‫َ‬ ‫غُ ْفرانُـ َها) أي المعصية (وُك ُّل م ْع ِ‬ ‫صيَ ٍة) نشأت ( َع ْن كِْب ٍر) أي دعوى الفضل (فَِإنَّهُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬



‫صيةَ إِبلِيس َكا َن أَصلُها) أي المعصية ( ِمن ِ‬ ‫ِ‬ ‫الك ْب ِر) يزعم‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫الَ يُـ ْر َجي غُ ْف َرانُـ َها ألَ َّن َم ْع َ ْ ْ َ‬ ‫َصلُ َها‬ ‫آدم) عليه‬ ‫خير من سيدنا آدم ( َو) أل ّن ( َزلَّةَ) سيدنا ( َ‬ ‫السالم ( َكا َن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫أنه ٌ‬ ‫ش ْه َوةِ) بسبب اشتياقه إلى ذوق ثمرة شجرة الشهوة المنهي عنها‪.‬‬ ‫ِم َن ال َ‬ ‫ض الزه ِ‬ ‫َّاد) وهم الذين احتقروا الدنيا ولم‬ ‫( َو) المقالة العاشرة ( َع ْن بَـ ْع ِ ُ‬ ‫تحمله ( َو ُه َو‬ ‫ب َذنْـبًا) أي ّ‬ ‫يبالوا بها‪ ،‬بل أخذوا منها قدر ضرورتهم ( َم ْن أَ ْذنَ َ‬ ‫بتحمله (فَِإ َّن اهللَ يُ ْد ِخلُهُ النَ َار َو ُه َو يَـ ْب ِكى) ألن‬ ‫يَ ْ‬ ‫ض َح ُ‬ ‫ك) أي والحال أنه يفرح ّ‬ ‫ِ‬ ‫حياء من اهلل‬ ‫حقه أن يندم ويستغفر اهلل تعالى لذلك ( َوَم ْن أَطَ َ‬ ‫اع َو ُه َو يَـ ْبكى) ً‬ ‫ِ‬ ‫الجنَّةَ‬ ‫تعالى وخوفا منه تعالى على تقصيره فى تلك الطاعة (فَِإ َّن اهللَ يُ ْدخلُهُ َ‬ ‫ك) أي يفرح غاية الفرح لحصول مطلوبه وهو عفو اهلل تعالى‪.‬‬ ‫َو ُه َو يَ ْ‬ ‫ض َح ُ‬ ‫( َو) المقالة الحادية عشرة ( َع ْن بَـ ْع ِ‬ ‫الح َك َم ِاء) أي األولياء‪( :‬الَ تَ ْح ِق ُرْوا‬ ‫ض ُ‬ ‫ش َّع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار)‬ ‫ب ِّ‬ ‫ب م ْنـ َها ال ُذنُـ ْو ُ‬ ‫ال ُذنُـ ْو َ‬ ‫ب الكبَ ُ‬ ‫الصغَ َار) أي ال ُتع ّدوها صغارا (فَِإنَّـ َها الَ تَـتَ َ ُ‬



‫وأيضا ربما يكون غضب اهلل تعالى فى تلك الصغار‪.‬‬



‫صغِ ْيـ َرةَ َم َع‬ ‫( َو) المقالة الثانية عشرة (عن النبي صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬الَ َ‬ ‫ص َرا ِر) فإنها بالمواظبة عليها تَـ َعظّم فتصير كبيرًة‪ ،‬وأيضا أنها على عزم‬ ‫ا ِإل ْ‬ ‫استدامتها تصير كبيرًة فإن نية المرء فى المعاصى كانت معصية ( َوالَ َكبِْيـ َرَة َم َع‬ ‫ا ِإل ْستِغْ َفا ِر) أي التوبة بشروطها فإن التوبة تمحو أثر الخطيئة وإن كانت كبيرة‪.‬‬



‫روى هذا الحديث الديلمي عن ابن عباس‪ ،‬لكن بتقديم الجملة األخيرة عن‬



‫األولى‬ ‫(و) المقالة الثالثة عشرة (قِيل‪ :‬ه ُّم العا ِر ِ‬ ‫ف الثنَاءُ) أي مراد العارف باهلل‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫الثناء على اهلل تعال بجميل صفاته (وه ُّم ِ‬ ‫المع ِرض عن‬ ‫الزاه ِد ال ُد َعاءُ) أي مراد ْ‬ ‫ََ َ‬



‫الزا ئد قدر الحاجة من الدنيا بقلبه الدعاء‪ ،‬وهو التضرع إلى اهلل تعالى بسؤال‬ ‫ِ‬ ‫الز ِاه ِد‬ ‫العا ِرف َربُّهُ) ال الثواب وال الجنة ( َو َه َّم َ‬ ‫ما عنده من الخير (ألَ َّن َه َّم َ‬ ‫سهُ) أي منفعة نفسه من الثواب والجنة ففرق بين من همته الحور ومن همته‬ ‫نَـ ْف ُ‬ ‫رفع الستور‪.‬‬ ‫( َو) المقالة الرابعة عشرة ( َع ْن بَـ ْع ِ‬ ‫الح َك َم ِاء) أي أطبّاء القلوب‪ ،‬وهم‬ ‫ض ُ‬ ‫األولياء (من تَـوهَّم أ َّ ِ‬ ‫ت م ْع ِرفَـتُهُ بِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اهلل) والمعنى من ظن‬ ‫َن لَهُ َوليًّا أ َْولَى م َن اهلل قَـلَّ ْ َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َّم‬ ‫أن له ناصرا أقرب من اهلل وأكثر نصرًة منه فإنه لم يعرف اهلل تعالى ( َوَم ْن تَـ َوه َ‬ ‫ِِ‬ ‫أ َّ‬ ‫عدوا‬ ‫َن لَهُ َع ُد ًّوا أَ ْع َدى ِم ْن نَـ ْف ِس ِه قَـلَّ ْ‬ ‫ت َم ْع ِرفَـتُهُ بِنَـ ْفسه) أي ومن ظن أن له ّ‬ ‫واللوامة فإنه لم يعرف نفسه‪.‬‬ ‫أقوى من نفسه األمارة ّ‬



‫الصدِّيْ ِق رضي اهلل عنه فِ ْى قَـ ْولِ ِه‬ ‫( َو) المقالة الخامسة عشرة ( َع ْن أَبِى بَ ْك ٍر ِّ‬ ‫اد فِي الْبَـ ِّر َوالْبَ ْح ِر" [الروم‪ ]34 :‬قال) أي أبو بكر فى‬ ‫سُ‬ ‫تَـ َعاَلى‪" :‬ظَ َه َر الْ َف َ‬ ‫تفسير ذلك ("البَـ ّر ُه َو اللِسا ُن‪َ ،‬والبَ ْحر ُه َو ال َقل ُ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫بالسب‬ ‫سا ُن)‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫س َد الل َ‬ ‫ْب؛ فَإ َذا فَ َ‬ ‫َ‬ ‫مثال (ب َك ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْب)‬ ‫َ‬ ‫س َد ال َقل ُ‬ ‫ت َعلَْيه النُـ ُف ْو ُ‬ ‫س‪ )،‬أي األشخاص من بنى آدم ( َوإذَا فَ َ‬ ‫ت َعلَْي ِه الَمالَئِ َكةُ"‪ ).‬قيل‪ :‬الحكمة فى أن اللسان واحد تنبيه‬ ‫بالرياء مثال (بَ َك ْ‬ ‫يهمه وفى خي ٍر‪ .‬وقيل‪ :‬أل ّن اللسان‬ ‫للعبد فى أنه ال ينبغى أن يتكلم إالّ فيما ّ‬ ‫الذاكر بكل لغات كان ذكره للمذكور الواحد وهو اهلل تعالى‪ ،‬وكذلك القلب‬



‫بخالف نحو العين واألذن فإنه يتع ّدد‪ ،‬قيل ألن الحاجة إلى السمع والبصر‬ ‫أكثر من الحاجة إلى الكالم اهـ‪ .‬وإنما شبّه القلب بالبحر لشدة عُ ْمقه واتساعه‬



‫اهـ‪.‬‬



‫الملُ ْو َك َعبِْي ًدا) فإن‬ ‫( َو) المقالة السادسة عشرة (قِ ْي َل‪" :‬إِ َّن ال َ‬ ‫ش ْه َو َة تُ َ‬ ‫صيِّـ ُر ُ‬ ‫العبِْي َد ُملُ ْوًكا) ألن العبد بصبره ينال ما‬ ‫صيِّـ ُر َ‬ ‫الص ْبـ َر يُ َ‬ ‫من أحب شيئا فهو عبده ( َو َ‬ ‫قصة سيدنا الكريم ابن الكريم ابن‬ ‫يريد (أالَ تَـ َرى) أي أال يصل علمك (إِلَى) ّ‬ ‫ف) الصديق ابن يعقوب الصبور ابن إسحاق الحليم‬ ‫الكريم لبن الكريم (يُـ ْو ُس َ‬ ‫األواه هليهم السالم ( َوُزلَْي َخا؟ ") فإنها أحبت سيدنا يوسف‬ ‫ابن إبراهيم الخليل ّ‬ ‫نعاية الحب وهو يصبر على مكرها وأذيّتها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫( َو) المقالة السابعة عشرة (قِ ْي َل‪" :‬طُْوبَى) أي الخير الكثير (ل َم ْن َكا َن َع ْقلُهُ‬ ‫أ َِم ْيـ ًرا) بأن يقتدي بمراد عقله الكامل ( َو َه َواهُ) أي ميالن نفسه إلى ما التشتهيه‬ ‫من غير داعية الشرع (أ ِ‬ ‫هالك شدي ٌد‬ ‫َس ْيـ ًرا) أي ممنوعا من ذلك ( َوَويْ ٌل) أي ٌ‬ ‫(لِمن َكا َن َهواهُ أ َِميـرا) بأن أرسلها إلى مشتهياتها (و َع ْقلُهُ أ ِ‬ ‫َس ْيـ ًرا") أي ممنوعا‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ًْ‬ ‫من نحو التفكر فى نعم اهلل تعالى وفى عظمته تعالى‪.‬‬ ‫( َو) المقالة الثامنة عشرة (قِ ْي َل‪َ " :‬م ْن‬ ‫الح َر َام)‬ ‫النصيحة ويخشع لها ( َوَم ْن تَـ َر َك َ‬ ‫ت فِ ْك َرتُهُ") على مصنوعات اهلل تعالى الدالة على إحياء اهلل‬ ‫ص َّف ْ‬ ‫الحالَ َل َ‬ ‫( َوأَ َك َل َ‬



‫ب َر َّق ّْ قَـلْبُهُ) فيقبل‬ ‫تَـ َر َك ال ُذنُـ ْو َ‬ ‫فى المطعوم والملبوس وغيرهما‬



‫تأمل‬ ‫تعالى الخلق بعد الموت وعلى وحدته تعالى وقدرته وعلمه‪ ،‬وذلك بأن ّ‬



‫بفكره وتدبّر بعقله أن اهلل تعالى خلقه من نطفة فى الرحم فجعلها علقةً ثم‬ ‫وشق لها سمعا وبصرا‬ ‫مضغةً ثم خلق منها لحما وعظما وعروقا وأعصابا ّ‬ ‫سهل الخروج للجنين من بطن أمه وألهمه ارتضاغ الثدي وجعله فى‬ ‫وأعضاء ثم ّ‬ ‫ً‬



‫أول األمر بال أسنان ثم أنبت له األسنا َن ثم أسقطها وأزالها عند سبع سنين ثم‬ ‫أعادها مرة أخرى وجعل اهلل تعالى أحوال العبد متغيرة من ِ‬ ‫صغر إلى كبر ومن‬ ‫شباب إلى هرم ومن صحة إلى سقم وجعل العبد كل يوم ينام ويستيقظ‪،‬‬



‫وكذلك شعوره وأظفاره كلما سقط منها رجع إلى ما كان‪ ،‬وكذلك الليل والنهار‬ ‫يتناوبان كلما ذهب أحدهما جاء اآلخر‪ ،‬وكذلك الشمس والقمر والنجوم‬ ‫والسحاب والمطر كلها تجىء وتذهب‪ ،‬وكذلك القمر ينمحق كل شهر ثم‬ ‫يتكامل ثم ينمحق‪ ،‬وكذلك الكسوف للشمس والقمر حيث يذهب الضوء‬ ‫منها ثم يعود‪ ،‬وكذلك األرض تكون يابسة ثم يُـ ْنبت اهللُ فيها النبات ثم يذهب‬



‫قادر‬ ‫منها فتعود يابسة ثم تنبت مرة بعد أخرى‪ ،‬فالذى ق َدر على ذلك كله ٌ‬ ‫الفكر فى ذلك‬ ‫على إحياء الموتى بعد فنائهم فى األرض‪ ،‬فعلى العبد أن يُ ْكثر َ‬



‫حتى يقوى إيمانه بالبعث بعد الموت ويعلم أن اهلل يبعثه ويجازيه بأعماله‪ ،‬فعلى‬



‫قدر قوة إيمانه بذلك يجتهد فى الطاعات واجتناب المخالفات للشرع‪.‬‬ ‫ض األَنْبِي ِاء‪" :‬أ ِ‬ ‫( َو) المقالة التاسعة عشرة (أ ُْو ِح َي إِلَى بَـ ْع ِ‬ ‫َط ْع ِن ِْ ْي فِ ْي َما‬ ‫َ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ك") أي فيما دعوتك إلىما فيه الصالح ونهيتك‬ ‫ص ْحتُ َ‬ ‫أ ََم ْرتُ َ‬ ‫ك َوالَ تَـ ْعصن ْى ف ْي َما نَ َ‬ ‫عما فيه الفساد‪.‬‬



‫ِ‬ ‫ضو ِ‬ ‫ان ِ‬ ‫اهلل تَـ َعالَى‬ ‫( َو) المقالة العشرون (قِ ْي َل‪" :‬إِ ْك َم ُ‬ ‫ال َ‬ ‫الع ْق ِل اتِّـبَاعُ ِر ْ َ‬ ‫و ِْ‬ ‫اب َس َخ ِط ِه") أي فخالف ذلك جنون‪.‬‬ ‫اجتنَ ُ‬ ‫َ‬ ‫اض ِل والَ وطَن للِج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اه ِل")‬ ‫( َو) المقالة الحادية والعشرون (ق ْي َل‪" :‬الَ غُ ْربَةَ لل ْف ِ َ َ َ ْ‬ ‫أي بلد كان‪،‬‬ ‫مكرما َ‬ ‫معظَّما عند الناس فى ّ‬ ‫أي المتصف بالعلم والعمل كان َ‬ ‫فكان كل بلد عنده وطنا ولوكان غريبا‪ ،‬والجاهل بخالف ذلك‪.‬‬ ‫اع ِة ِعنْ َد ِ‬ ‫اهلل قَ ِريْـبًا َكا َن‬ ‫( َو) المقالة الثانية والعشرون (قيل‪َ " :‬م ْن َكا َن بِالطَ َ‬ ‫بَـ ْي َن النَ ِ‬ ‫شا‬ ‫اس غَ ِريْـبًا") أي من استأنس باشتغال طاعة اهلل تعالى صار ُم ْستَـ ْو ِح ً‬ ‫عن الناس‪.‬‬



‫(و) المقالة الثالثة والعشرون (قِيل‪" :‬حرَكةُ ًْ الطَ ِ ِ‬ ‫الم ْع ِرفَ ِة‪َ ،‬ك َما أ َّ‬ ‫َن‬ ‫َ‬ ‫اعة َدل ْي ُل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ََ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحيَاةِ") والمعنى أن إتيان العبد الطاعة هلل تعالى عالمة‬ ‫َح َرَكةَ الج ْس ِم َدل ْي ُل َ‬ ‫ت‪ ،‬أل ّن‬ ‫قلت قلّ ْ‬ ‫على معرفته هلل‪ ،‬فإذا كثرت الطاعة كثرت المعرفة‪ ،‬وإذا ْ‬ ‫الظاهر مرآة الباطن‪.‬‬



‫( َو) المقالة الرابعة والعشرون (قَ َ‬ ‫ال النَبِ ُّي صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬أ ْ‬ ‫َصلُ‬ ‫ب ال ُدنْـيا) وهي ما زاد عن الحاجة (وأَصل ج ِمي ِع ِ‬ ‫الفتَ ِن َم ْن ُع‬ ‫َج ِم ْي ِع َ‬ ‫َ ُْ َ ْ‬ ‫الخطَايَا ُح ُّ َ‬ ‫الع ْش ِر َوال َزَكاةِ") وهذا من عطف العام على الخاص‪ ،‬ألن العشر خاص بالزروع‬ ‫ُ‬ ‫والثمار‪ ،‬والزكاة شاملة لذلك ولزكاة النقد واأنعام ولزكاة البدن‪.‬‬



‫ِ‬ ‫الم ِق ُّر بِالتَـ ْق ِ‬ ‫ص ْْي ِر) أي بالعجز عن‬ ‫( َو) المقالة الخامسة والعشرون (ق ْي َل‪ُ :‬‬ ‫الطاعة (أب ًدا م ْحمو ٌد‪ ،‬وا ِإلقـْرار بِالتَـ ْق ِ‬ ‫ص ْي ِر َعالَ َمةُ ال َقبُـ ْو ِل) ألنه إشارة إلى عدم‬ ‫َ َ ُْ َ َ ُ‬



‫العجب والكبر‪.‬‬



‫( َو) المقالة السادسة والعشرون (قِ ْي َل‪ُ :‬ك ْف َرا ُن النِ ْع َم ِة لُْؤٌم) أي عدم شكر‬ ‫ص ْحبَةُ األَ ْح َم ِق) وهي واضع الشيء فى غير‬ ‫النعمة دليل على دناءة النفس ( َو ُ‬



‫محله مع العلم بقبحه ( ُش ْؤٌم) أي غير مبارك‪ ،‬كما روى الطبراني عن بشير أنه‬ ‫صلى اهلل عليه وسلم قال‪ِ " :‬‬ ‫وده‪،‬‬ ‫اص ِرم األَ ْح َم َق" بكسر الهمزة والراء أي اقطع ّ‬ ‫ْ‬



‫سراقة وقد يسرق طبعك منه‪.‬‬ ‫والمعنى ال تصاحبه لقبح حالته وألن الطباع ّ‬ ‫صلَ ِ‬ ‫تان َم ْن‬ ‫وروى الترمذي عن ابن عمر أ ّن َّ‬ ‫النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪َ " :‬خ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم ْن لَ ْم تَ ُكونَا فِ ِيه لَ ْم يَ ْكتُْبهُ اهللُ َشاكِراً وال‬ ‫كانَتا فيه َكتَبَهُ اهلل شاكراً صابًِرا‪َ ،‬‬ ‫صابًِرا‪َ :‬م ْن نَظََر في ِدينِ ِه إلى َم ْن ُه َو فَـ ْوقَهُ فاقـْتَ َدى بِهِ ونَظََر في ُدنْياهُ إلى َم ْن‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ُهو ُدونَهُ فَح ِم َد اهلل على ما فَ َّ ِ ِ‬ ‫وم ْن نَظََر في‬ ‫َ‬ ‫ضلَهُ بِه َعلَْيه َكتَبَهُ اهلل شاكراً صابًِرا‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬



‫ِدينِ ِه إلى من ُهو ُدونَهُ ونَظَر في ُدنْياهُ إلى من ُهو فَـوقَهُ فَ ِ‬ ‫ف َعلى ما فاتَهُ لَ ْم‬ ‫أس َ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫يَ ْكتُْبهُ اهلل شاكِراً وال صابًِرا" اهـ‪ .‬هذا الحديث جامع لجميع أنواع الخير‪.‬‬ ‫المجزو‪:‬‬ ‫( َو) المقالة السابعة والعشرون (قال الشاعر‪ ):‬من بحر الكامل‬ ‫ّ‬ ‫(يَا َم ْن بِ ُدنْـيَاهُ ا ْشتَـغَ ْل ‪ ...‬قَ ْد غَ َّرهُ طُْو ُل األَ َمل‬ ‫أ ََو لَ ْم يَـ َز ْل فِ ْى غَ ْفلَ ٍة ‪َ ...‬حتَّى َدنَا ِم ْنهُ األَ َجل‬ ‫المو ُ ِ‬ ‫الع َمل‬ ‫ص ْن ُد ْ‬ ‫وقُ َ‬ ‫ت يَأت ْي بَـغْتَةً ‪َ ...‬وال َق ْبـ ُر ُ‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬ ‫ت إِالَّ بِاألَ َجل)‬ ‫مو َ‬ ‫إِ ْ‬ ‫صبِ ْر َعلى أ َْه َوال َها ‪ ...‬الَ ْ‬ ‫وروى الديلمي أنّه صلى اهلل عليه وسلم قال‪" :‬تَـ ْر ُك ُّ‬ ‫الص ْب ِر‬ ‫الدنْيا َأم ُّر ِم َن َّ‬ ‫السي ِ‬ ‫ِ‬ ‫وف في َسبِ ِ‬ ‫َح ٌد إِالَّ أَ ْعطَاهُ اهللُ ِمثْ َل َما‬ ‫يل اهلل‪َ ،‬والَ يَـ ْتـ ُرُك َها أ َ‬ ‫وأ َش ُّد م ْن َحط ِْم َّ ُ‬ ‫ض الثَـنَ ِاء ِم َن النَ ِ‬ ‫اس‪ ،‬فإنه من‬ ‫اء‪َ ،‬وتَـ ْرُك َها قِلَّةُ األَ ْك ِل َوال َ‬ ‫يُـ ْع ِطى ال ُ‬ ‫ش ْب ِع َوبُـغْ ُ‬ ‫ش َه َد َ‬



‫أحب الثناء من الناس أحب الدنيا ونعيمها ومن سره النعيم كل النعيم فليدع‬



‫الدنيا والثناء من الناس"‪ .‬وروى ابن ماجه أنه صلى اهلل عليه وسلم قال‪" :‬من‬ ‫اآلخرةَ جمع اهلل َشملَه وجعل ِغناه في قَـ ْلبِ ِه وأَتَـ ْته ال ُّدنْـيا ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫اغ َمةً‪َ ،‬وَم ْن‬ ‫كانت نِيَّتُهُ َ َ َ َ ُ ْ ُ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫الدنْـيَا فَـ َّر َق اهللُ َعلَْي ِه أ َْم َرهُ َو َج َع َل فَـ ْق َرهُ بين َع ْيـنَـ ْي ِه ولم يَأْتِهِ ِم َن ُّ‬ ‫كانت نِيَّتُهُ ُّ‬ ‫الدنْـيَا‬ ‫ِ‬ ‫ب لَهُ"‪.‬‬ ‫إِالَّ َما ُكت َ‬ ‫ف ب ِن جح َد ٍر ( ِ‬ ‫(و) المقالة الثامنة والعشرون ( َعن أبِى ب ْك ٍر) ُدلَ ِ‬ ‫الش ْبلِ ِّي‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َرِح َمهُ اهلل) بغدادي المولد والمنشأ صحب الجنيد ومن فى عصره مالكي‬



‫المذهب عاش سبعا وثمانين سنة ومات سنة أربع وثالثين وثالثمائة وقبره‬



‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال) فى مناجاته إلهي (إنّي‬ ‫ين) باهلل تعالى (قَ َ‬ ‫ببغداد ( َو ُه َو م ْن ُعظَ َماء َ‬ ‫العا ِرف َ‬ ‫أِ‬ ‫ب أَ ْنَ أ ََهب لَ َ ِ‬ ‫سنَاتِي َم َع فَـ ْق ِري) أي احتياجي للحسنات‬ ‫ُح ُّ‬ ‫َ‬ ‫ك َجم ْي َع َح َ‬ ‫ب ّْ َسيِّ ِد ْي) بحذف‬ ‫ف الَ تُ ِح ُّ‬ ‫ض ْع ِفي) أي عجزي عن إكثار العبادات (فَ َك ْي َ‬ ‫( َو ُ‬ ‫ي‬ ‫ب لِ ْي) أي تسمح لي ( َج ِم ْي َع َسيِّئَاتي َم َع ِغنَ َ‬ ‫اك َم ْوالَ َ‬ ‫حرف النداء (أَ ْن تَـ َه َ‬ ‫َعنِّي) أي عذابي فإ ّن سيئاتي ال تضرك وحسناتي ال تنفعك‪ ،‬وقد أجازني بعض‬ ‫الفضالء أن أقرأ بعد صالة الجمعة سبع مرات هذه األبيات الثالثة من بحر‬



‫الوافر‪:‬‬ ‫ت لِل ِْف ْر َد ْو ِ‬ ‫الج ِح ْيم‬ ‫إلَ ِهي لَ ْس ُ‬ ‫أقوى َعلى نا ِر َ‬ ‫س أ َْهالً ‪َ ...‬والَ َ‬ ‫ك غَافِ ُر ال َذنْ ِ‬ ‫الع ِظ ْي ِم‬ ‫ب لِ ْي تَـ ْوبَةً َوا ْغ ِف ْر ذُنُـ ْوبي ‪ ...‬فَِإنَّ َ‬ ‫ب ِْ َ‬ ‫فَـ َه ْ‬ ‫َو َع ِاملْنِ ْي ُم ًع َاملَةَ ال َك ِريْ ِم ‪َ ...‬وتُـثْبِتُنِي َعلَى النَـ ْه ِج ال َق ِويْ ِم‬ ‫(حكاية) قدم الشبلي على ابن مجاهد فعانقه ابن مجاهد وقبل بين عينيه‬ ‫فسئل عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬رأيت النبي صلى اهلل عليه وسلم فى النوم وقد أقبل‬ ‫الشبلي‪ ،‬فقام النبي صلى اهلل عليه وسلم إليه وقبل بين عينيه‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول‬ ‫اهلل أتفعل هذا بالشبلي؟ قال نعم‪ ،‬إنه لم يصل فريضة إال وهو يقرأ خلفها‬ ‫اء ُك ْم َر ُس ٌ‬ ‫ول ِم ْن أَنْـ ُف ِس ُك ْم} إلى آخر اآليتين ويقول‪ :‬صلى اهلل عليك يا‬ ‫{لََق ْد َج َ‬ ‫محمد‪ ،‬فسألت الشبلي عما يقوله بعد الصالة فذكر مثله‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫س‬ ‫( َو) المقالة التاسعة والعشرون (قَ َ‬ ‫ال) أي الشبلي (إ َذا أ ََر ْد َ‬ ‫ت أَ ْن تَستَأن َ‬ ‫باهلل) أي يسكن قلبك مع اهلل وال ينفر منه (فَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك) أي فاقطع‬ ‫ش ِم ْن نَـ ْف ِس َ‬ ‫استَـ ْوح ْ‬ ‫ْ‬ ‫مودات نفسك‪ .‬سئل الشبلي بعد موته عن حاله فى المنام‪ ،‬فقال‪ :‬قال اهلل لي‪:‬‬ ‫ّ‬



‫غفرت لك؟‪ ،‬قلت بصالح عملي‪ ،‬قال‪ :‬ال‪ .‬قلت‪:‬‬ ‫بم‬ ‫ُ‬ ‫يا أبا بكر أتدرى َ‬ ‫بإخالص عبوديتي‪ ،‬قال‪ :‬ال‪ .‬قلت‪ :‬بحجي وصومي وصالتي‪ ،‬قال‪ :‬ال‪ .‬قلت‬ ‫بهجرتي للصالحين ولطلب العلم‪ .‬قال‪ :‬ال‪ .‬قلت‪ :‬إلهي فبِ َم؟‪ ،‬فقال تعالى‪:‬‬ ‫أتذكر حين كنت تمشى فى درب بغداد فوجدت هرة صغيرة قد أضعفها البرد‬ ‫وهي تنزوى من شدته فأخذتها رحمة لها وأدخلتها فى فَـ ْر ٍو كان عليك وقايةً‬ ‫لها‪ ،‬فقلت‪ :‬نعم‪ .‬فقال تعالى‪ :‬برحمتك لتلك الهرة رحمتك‪.‬‬



‫صلَ ِة) أي‬ ‫( َو) المقالة الثالثون (قَ َ‬ ‫الو ْ‬ ‫ال) أي الشبلي (لَْو ذُقـْتُ ْم َحالَ َو َة َ‬ ‫ال ُق ْرب مع اهلل تعالى (لَ َع َرفْـتُ ْم َم َر َارةَ ال َق ِط ْيـ َع ِة) أي البُـ ْعد عنه تعالى‪ ،‬فإنه عذاب‬ ‫اللهم ْارُزقْنِي‬ ‫عظيم عند أهل اهلل تعالى‪ .‬وكان من دعائه صلى اهلل عليه وسلم‪َّ " :‬‬ ‫ك ال َك ِريْ ِم َو َّ‬ ‫ك"‪.‬‬ ‫الش ْو َق إِلَى لَِقائِ َ‬ ‫لَ َّذةَ النَّظَ ِر إِلَى َو ْج ِه َ‬



‫(‪ )4‬باب الثالثي‬ ‫وفيه خمس وخمسون موعظة‪ ،‬سبعة أحبار والباقى آثار‪.‬‬ ‫َصبَ َح)‬ ‫المقالة األولى (روي عن النبي صلى اهلل عليه وسلم أنَّهُ قَ َ‬ ‫ال‪َ :‬م ْن أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫الم َع ِ‬ ‫أنما‬ ‫اش فَ َك َّ‬ ‫أي دخل فى وقت الصباح ( َو ُه َو يَ ْش ُك ْو) إلى الناس (ض ْي َق َ‬



‫يَ ْش ُك ْو َربَّهُ) والشكاية ال تليق إال إلى اهلل‪ ،‬فإنها من جملة الدعاء‪ .‬أما الشكاية‬



‫إلى الناس فهي من عالمات عدم الرضا بقسمة اهلل تعالى له‪ ،‬كما روي عن عبد‬ ‫ُعلِّ ُم ُك ْم‬ ‫اهلل بن مسعود قال‪ :‬قال رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬أَالَ أ َ‬ ‫ات التي تَ َكلَّم بِها موسى علَي ِه َّ ِ‬ ‫ال َكلِم ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ائيل؟ "‪،‬‬ ‫َ َ ُْ َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫السالَ ُم ح ْي َن َج َاوَز البَ ْح َر ببَن ْي إ ْس َر َ‬ ‫فَـ ُقلْنَا بـلَى يا رسو َل ِ‬ ‫ت‬ ‫اهلل‪ ،‬قَ َ‬ ‫الم ْشتَ َكى َوأَنْ َ‬ ‫الح ْم ُد َوإِلَْي َ‬ ‫اللهم لَ َ‬ ‫ك َ‬ ‫َ َ َ ُْ‬ ‫ك ُ‬ ‫ال‪(( :‬قولوا ّ‬ ‫اهلل ِ‬ ‫ِ‬ ‫الع ِظ ْي ِم))‪ .‬قال األعمش فما تركتهن‬ ‫العل ِّي َ‬ ‫الم ْستَـ َعا ُن َوالَ َح ْو َل َوالَ قُـ َّوةَ إِالَّ بِ َ‬ ‫ُ‬



‫منذ سمعتهن من ٍ‬ ‫شقيق األسدي الكوفي‪ ،‬وهو عن عبد اهلل بن مسعود رضي‬ ‫اهلل عنه‪ .‬قال األعمش أتاني ٍ‬ ‫آت فى المنام‪ ،‬فقال‪ :‬يا سليمان زد فى هذه‬ ‫ك َعلَى فَس ٍ‬ ‫صالَ َح أ َْم ِرنَا ُكلِّ ِه"‪َ ( .‬وَم ْن‬ ‫اد فِ ْيـنَا‪َ ،‬ونَ ْسأَلُ َ‬ ‫الكلمات " َونَ ْستَعِ ْيـنُ َ‬ ‫ك َ‬ ‫َ‬ ‫أَصبح) أي دخل فى الصباح (ألموِر ال ُدنْـيا ح ِزيـنا فَـ َق ْد أَصبح س ِ‬ ‫اخطًا َعلى ِ‬ ‫اهلل)‬ ‫َ َ ًْ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫والمعنى من حزن على أمور الدنيا فقد غضب على اهلل‪ ،‬ألنه لم يرض بقضاء‬ ‫اهلل ولم يصبر على بالئه ولم يؤمن بقدره ألن مل ما وقع فى الدنيا فهو بقضاء‬ ‫اهلل تعالى وقدره (ومن تَـو َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ب ثـُلُثَا ِديْنِ ِه) أي ألن الشريعة‬ ‫ََ ْ َ‬ ‫اض َع لغَن ٍّي لغنَاهُ فَـ َق ْد ذَ َه َ‬ ‫أن يكون تعظيم الناس ألجل صالحه وألجل علمه دون التعظيم ألجل ماله‪،‬‬ ‫فإن من أكرم المال أهان العلم والصالح‪.‬‬ ‫سره‪ :‬ال ب ّد لكل مؤمن فى‬ ‫قال سيدي عبد القادر الجيالني ق ّدس اهلل ّ‬ ‫سائر أحواله من ثالثة أشياء أمر يمتثله ونهي يجتنبه وقدر يرضى به‪ ،‬فأقل‬ ‫حاالت المؤمن ال يخلو فيها من أحد هذه األشياء الثالثة‪ ،‬فينبغى له أن يلزم‬ ‫همها قلبه ويح ّدث بها نفسه ويأخذ الجوارح بها فى سائر أحواله اهـ‪.‬‬ ‫الصدِّيْ ِق ر ِ‬ ‫(و) المقالة الثانية ( َعن أَبِي ب ْك ٍر ِ‬ ‫ث الَ تُ ْد َر ُك‬ ‫ض َي اهللُ َع ْنهُ‪ :‬ثَالَ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫المنَى) بصم الميم‬ ‫بثَالَث) أي ثالث خصال ال تطلب بثالثة أشياء (الغنَى ب ُ‬



‫اب‬ ‫جمع منية‪ ،‬أي فال يحصل الغنى باألمانى بل بالقسمة من اهلل تعالى ( َوال َ‬ ‫شبَ ً‬ ‫اب) فال يحصل الشباب بخضاب الشعر ِ‬ ‫بِ ِ‬ ‫بالحنّاء ونحوه (و ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫الص َّحةُ‬ ‫الخ َ‬ ‫َ‬ ‫بِاألَ ْد ِويَِة) فال تحصل الصحة بنفس األدوية با بشفاء اهلل تعالى‪.‬‬ ‫ضي اهلل َع ْنهُ‪ :‬حسن التَـود ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّد) أي المحبة‬ ‫(و) المقالة الثالثة ( َع ْن عُ َم َر َر َ ُ‬ ‫ُُْ َ‬ ‫(إِلَى النَ ِ‬ ‫الع ْقل) كما روى ابن حبان والطبراني والبيهقى عن جابر بن‬ ‫ص ُ‬ ‫اس نِ ْ‬ ‫ف َ‬



‫عبد اهلل أ ّن النبي صلى اهلل عليه وسلم قال‪ُ (( :‬م َد َاراةُ النَ ِ‬ ‫ص َدقَةٌ)) أي‬ ‫اس َ‬ ‫مالطفة الناس بالقول والفعل يثاب هليها ثواب الصدقة‪ ،‬وكان من مدارته صلى‬ ‫اهلل عليه وسلم أنه ال يذم طعاما وال ينهر خادما وال يضرب امرأة‪ .‬والمداراة‬ ‫الس َؤ ِال) أي للعلماء‬ ‫هي ترك الدنيا ألجل الدين عكس المداهنة ( َو ُح ْس ُن ُ‬ ‫ف العِل ِْم) ألن العلم يحصل به ( َو ُح ْس ُن التَ ْدبِْي ِر) أي إجراء األمور على‬ ‫ص ُ‬ ‫(نِ ْ‬ ‫ش ِة) وهي مكسب اإلنسان الذى يعيش بسببه‪.‬‬ ‫المعِ ْي َ‬ ‫ص ُ‬ ‫علم العواقب (نِ ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ِ‬ ‫أقل‬ ‫(و) المقالة الرابعة ( َع ْن ُعثْ َما َن َرض َي اهللُ َع ْنهُ‪َ " :‬م ْن تَـ َر َك ال ُدنْـيَا) بأن ّ‬ ‫َحبَّهُ اهللُ تَـ َعالَى) ألنه ترك الرياء‬ ‫الشبع واألكل وأبغض الثناء من الناس (أ َ‬ ‫المالَئِ َكةُ) ألنه ال يتعب الكتبة الذين يكتبون‬ ‫والتفاخر ( َوَم ْن تَـ َر َك ال ُذنُـ ْو َ‬ ‫بأَ‬ ‫َحبَّهُ َ‬ ‫ِِ‬ ‫َحبَّهُ‬ ‫الم ْسلم ْي َن) أي قطعه عنهم (أ َ‬ ‫س َم الطَ َم َع َع ِن ُ‬ ‫السيئات ( َوَم ْن َح َ‬ ‫الم ْسلِ ُم ْو َن") ألنه ال يكدر قلوبهم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ضي اهللُ َع ْنهُ) وكرم وجهه ( َّ‬ ‫إن ِم ْن نَعِ ْي ِم‬ ‫(و) المقالة الخامسة ( َع ْن َعل ٍّي َر َ‬ ‫ك ا ِإل ْسالَ ُم نِ ْع َمةً) فإن أعظم نعم اهلل للعبد إخراجه من العدم إلى‬ ‫ال ُدنْـيَا يَ ْك ِف ْي َ‬ ‫الوجود‪ ،‬وإخراجه من ظلمات الكفر إلى نور اإلسالم ( َو َّ‬ ‫ك‬ ‫إن ِم َن ال ُ‬ ‫شغْ ِل يَ ْك ِف ْي َ‬ ‫اعةُ ُشغْالً) فطاعة اهلل تعالى أعظم اإلستغال ( َوإِ َّن ِم َن العِ ْبـ َرةِ) أي العِظة‬ ‫الطَ َ‬ ‫ت ِع ْبـ َرةً) فإن الموت أكبر المواعظ للناس‪.‬‬ ‫الم ْو ُ‬ ‫(يَ ْك ِف ْي َ‬ ‫ك َ‬ ‫اهلل بْ ِن مسعو ٍد ر ِ‬ ‫(و) المقالة السادسة ( َعن َع ْب ِد ِ‬ ‫ض َي اهللُ َع ْنهُ‪َ :‬ك ْم ِم ْن‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ُْ َ‬ ‫ُم ْستَ ْد َر ٍج) أي مأخوذ قليال قليال (بِالنِ ْع َم ِة) بإكثارها ( َعلَْي ِه‪ ،‬وَك ْم ِم ْن َم ْفتُـ ْو ٍن) أي‬ ‫ممتحن بالبالء (بِالثَـنَ ِاء) أي بكثرة ثناء الناس ( َعلَْي ِه‪ ،‬وَك ْم ِم ْن َمغْ ُرْوٍر) أي‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ستُّ ِر) أي بستر اهلل عيوبه ( َعلَْي ِه)‪.‬‬ ‫مطمئن قلبه فى الدنيا وغافل عن اآلخرة (بالتَ َ‬



‫(و) المقالة السابعة ( َع ْن داود النبي) (قال‪ :‬أوحي فى الزبور‪( )،‬حق على‬



‫العاقل) (أن ال يشتغل إال بثالث) (تزود لمعاد‪( )،‬ومؤونة لمعاش‪( )،‬وطلب لذة‬ ‫بحالل)‪.‬‬



‫وعن أبي هريرة أنه قال‪ :‬قال النبي‪ :‬ثالث منجيات‪ ،‬وثالث مهلكات‪،‬‬ ‫وثالث درجات وثالث كفارات‪ ،‬أما المنجيات فخشية اهلل تعالى فى السر‬ ‫والعالنية‪ ،‬والقصد فى الفقر والغنى‪ ،‬والعدل فى الرضاء والغضب‪ ،‬وأما‬ ‫المهلكات فشح شديد‪ ،‬وهوى متبع‪ ،‬وإعجاب المرء بنفسه‪ .‬وأما الدرجات‬ ‫فإفشاء السالم‪ ،‬وإطعام الطعام‪ ،‬والصالة بالليل والناس نيام‪ .‬وأما الكفارات‬ ‫فإسباغ الوضوء فى السبرات ونقل األقدام إلى الجماعات‪ ،‬وانتظار الصالة بعد‬ ‫الصالة‪.‬‬ ‫وقال جبريل‪ :‬يا محمد عش ما شئت فإنك ميت‪ ،‬واحبب من شئت فإنك‬ ‫مفارقها‪ ،‬واعمل ما شئت فإنك مجزي به‪.‬‬ ‫قال النبي‪ :‬ثالث نفر يظلهم اهلل تحت ظل عرش يوم ال ظل إال ظله‪:‬‬ ‫المتوضىء فى المكاره والماشي إلى المساجد فى الظلم‪ ،‬ومطعم الجائع‪.‬‬ ‫وقيل إلبراهيم ألي شيء اتخذك اهلل خليال؟ قال بثالثة أشياء‪ :‬اخترت أمر اهلل‬ ‫تعالى على أمر غيره‪ ،‬وما إهتممت بما تكفل اهلل لي‪ ،‬وما تعشيت وما تغديت‬ ‫إال مع الضيف‪.‬‬ ‫صص‪ .‬ذكر اهلل تعالى‪ ،‬ولقاء‬ ‫وعن بعض الحكماء‪ :‬ثالثة أشياء تفرج الغُ َ‬ ‫أوليائه‪ ،‬وكالم الحكماء‪.‬‬



‫وعن الحسن البصري من ال أدب له ال علم له‪ ،‬ومن ال صبرله ال دين له‪،‬‬ ‫ومن ال ورع له ال زلفى له‪.‬‬ ‫وروي أن رجال خرج من بني إسرائيل إلى طلب العلم فبلغ ذلك نبيهم‬ ‫فبعث إليه (النبي) فأتاه (الرجل) فقال له‪ :‬يا فتى‪ ،‬أعظك بثالث خصال فيها‬ ‫علم األولين واألخرين‪ ،‬خف اهلل فى السر والعالنية‪ ،‬وامسك لسانك عن‬ ‫الخلق ال تذكرهم إال بخير‪ ،‬وانظر (حبزك) الذي تأكله حتى يكون من‬ ‫الحالل‪ .‬فامتنع الفتى عن الخروج‪.‬‬ ‫وروي أن رجال من بني إسرائيل جمع ثالثين تابوتا من العلم ولم ينتقع‬ ‫بعلمه‪ ،‬فأوحى اهلل تعالى إلى نبيهم أن قل لهذا الجامع لو جمعت كثيرا من‬ ‫العلم لم ينفعك إال أن تعمل بثالثة أشياء‪ :‬ال تحب الدنيا فليس بدار‬ ‫المؤمنين‪ ،‬وال تصاحب الشيطان فليس برفيق المؤمنين‪ ،‬وال تؤذ أحدا فليس‬ ‫بحرفة المؤمنين‪.‬‬ ‫وعن أبي سليمان الداراني أنه قال فى المناجاة‪ :‬إلهي‪ ،‬لئن طالبتني بذنبي‬ ‫ألطلبنك بعفوك ولئن طالبتني ببخلي ألطلبنك بسخائك‪ ،‬ولئن أدخلتني النار‬ ‫ألخبرت أهل النار بأني أحبك‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬أسعد الناس من له قلب عالم‪ ،‬وبدن صابر‪ ،‬وقناعة بما فى اليد‪.‬‬ ‫وعن إبراهيم النخعي إنما هلك من هلك قبلكم بثالث خصال‪ :‬بفضول‬ ‫الكالم‪ ،‬وفضول الطعام‪ ،‬وفضول المنام‪.‬‬



‫وعن يحيى بن معاذ الرازي‪ :‬طوبى لمن ترك الدنيا قبل أن تتركه‪ ،‬وبني قبره‬ ‫قبل أن يدخله‪ ،‬وأرضى ربه قبل أن يلقاه‪.‬‬ ‫وعن علي‪ :‬من لم يكن عنده سنة اهلل وسنة رسوله وسنة أوليائه فليس فى‬ ‫يده شيء‪ .‬قيل له‪ :‬ما سنة اهلل؟ قال‪ :‬كتمان السر‪ .‬وقيل‪ :‬ما سنة الرسول؟‬ ‫قال‪ :‬إحتمال األذى عن الناس‪ .‬وكانوا من قبلنا يتواصون بثالث خصال‬ ‫ويتكاتبون بها‪ :‬من عمل آلخرته كفاه اهلل أمر دينه ودنياه‪ .‬ومن أحسن سريرته‬ ‫أحسن اهلل عالنياته‪ ،‬ومن أصلح ما بينه وبين اهلل أصلح اهلل ما بينه وبين الناس‪.‬‬ ‫وعن علي‪ :‬كن عند اهلل خير الناس‪ ،‬وكن عند النفس شر الناس‪ ،‬وكن عند‬ ‫الناس رجال من الناس‪.‬‬ ‫[قيل] أوحى اهلل تعالى إلى عزير النبي قال‪ :‬يا عزير‪ ،‬إذا أذنبت ذنبا‬ ‫صغيرا فال تنظر إلى صغره وانظر إلى من الذي أذنبت له‪ ،‬وإذا أصابك خير‬ ‫يسير فال تنظر إلى صغره وانظر إلى من الذي رزقك‪ ،‬وإذا أصابك بلية فال‬ ‫إلي مساويك‪.‬‬ ‫تشكوني إلى خلقي كما ال أشكوك إلى مالئكتي إذا صعدت ّ‬ ‫وعن حاتم األصم‪ :‬ما من صباح إال ويقول الشيطان لي ما تأكل؟ وما تلبس؟‬ ‫وأين تسكن؟ فأقول له‪ :‬آكل الموت‪ ،‬وألبس الكفن‪ ،‬وأسكن القبر‪.‬‬ ‫وعن النبي‪ :‬من خرج من ظل المعصية إلى عز الطاعة أغناه اهلل تعالى من غير‬ ‫مال‪ ،‬وأيده من غير جند‪ ،‬وأعزه من غير عشيرة‪.‬‬ ‫وروي أنه عليه السالم خرج ذات يوم على أصحابه فقال‪ :‬كيف‬



‫أصبحتم؟ فقالوا‪ :‬أصبحنا مؤمنين باهلل‪ .‬فقال‪ :‬وما عالمة إيمانكم؟ قالوا‪ :‬نصبر‬



‫على البالء‪ .‬ونشكر على الرخاء‪ ،‬ونرضى بالقضاء‪ .‬فقال عليه السالم‪ :‬أنتم‬ ‫مؤمنون حقا ورب الكعبة‪.‬‬ ‫أوحى اهلل تعالى إلى بعض األنبياء‪ :‬من لقيني وهو يحبني أدخلته جنتي‪،‬‬ ‫ومن لقيني وهو يخافني جنبته ناري‪ ،‬ومن لقيني وهو يستحي مني أنسيت‬ ‫الحفظة ذنوبه‪.‬‬ ‫وعن عبد اهلل بن مسعود‪ :‬أد ما افترض اهلل عليك تكن أعبد الناس‪،‬‬ ‫واجتنب محارم اهلل تكن أزهد الناس‪ ،‬وارض بما قسم اهلل لك تكن أغنى‬ ‫الناس‪.‬‬ ‫وعن صالح المرقدي أنه مر ببعض الديار فقال‪ :‬أين أهلك األولون‪ ،‬وأين‬ ‫عمارك الماضون‪ ،‬وأين سكانك األقدمون؟ فهتف به هاتف‪ :‬انقطعت أثارهم‪،‬‬ ‫وبليت تحت التراب أجسامهم‪ ،‬وبقيت أعمالهم قالئد فى أعناقهم‪.‬‬ ‫ضل على من شئت فأنت أميره‪ ،‬واسأل عمن شئت فأنت أسيره‪،‬‬ ‫وعن علي‪ :‬تَـ َف ّ‬ ‫واستغن عمن شئت فإنك نظيره‪.‬‬



‫وعن يحيى بن معاذ (رحمة اهلل عليه)‪ :‬ترك الدنيا كلها أخذها كلها‪ ،‬فمن‬ ‫تركها كلها أخذها كلها‪ ،‬ومن أخذها كلها تركها كلها‪ ،‬فأخذها فى تركها وتركها‬ ‫فى أخذها‪.‬‬ ‫وعن إبراهيم بن األدهم رحمه اهلل أنه قيل له‪ :‬بم وجدت الزهد؟ قال‪:‬‬ ‫بثالثة أشياء‪ :‬رأيت القبر موحشا وليس معي مؤنس‪ ،‬ورأيت طريقا طويال وليس‬ ‫معي زاد‪ ،‬ورأيت الجبار قاضيا وليس معي حجة‪.‬‬



‫وعن الشبلي رحمه اهلل (وهو من عظماء العارفين قال‪ :‬إلهي! أحب أن‬ ‫أهب لك جميع حسناتي مع فقري وضعفى‪ ،‬فكيف ال تحب سيدي أن تهب‬ ‫لي جميع سيئاتي مع غناك موالي عني! وقال‪ :‬إذا أردت أن تستانس باهلل‬ ‫فاستوحش من نفسك‪ .‬وقال‪ :‬لو ذقتم حالوة الوصلة لعرفتم مرارة القطيعة‪.‬‬ ‫وعن سفيان الثوري رحمه اهلل أنه سئل عن األنس باهلل تعالى‪ ،‬ما هو؟ فقال‪ :‬أن‬ ‫ال تستأنس بكل وجه صبيح وال بصوت طيب وال بلسان فصيح‪.‬‬ ‫وعن ابن عباس رضي اهلل عنهما أنه قال‪ :‬الزهد ثالثة أحرف‪ :‬زاي وهاء ودال‪،‬‬ ‫فالزاي زاد للمعاد‪ ،‬والهاء هدى للدين‪ ،‬والدال دوام على الطاعة‪.‬‬ ‫وقال فى موضع أخر‪ :‬الزهد ثالثة أحرف‪ :‬الزاي ترك الزينة‪ ،‬والهاء ترك الهوى‪،‬‬ ‫والدال ترك الدنيا‪.‬‬ ‫وعن حامد اللفاف رحمه اهلل أنه قال أتاه رجل فقال له أوصني‪ ،‬فقال له‪:‬‬ ‫اجعل لدينك غالفا كغالف المصحف‪ .‬قيل له‪ :‬ما غالف الدين؟ قال‪ :‬ترك‬ ‫الكالم إال ما ال بد منه‪ ،‬وترك الدنيا إال ما ال بد منه‪ ،‬وترك مخالطة الناس إال‬ ‫ما ال بد منه‪ .‬ثم اعلم أن أصل الزهد اإلجتناب عن المحارم‪ ،‬كبيرها وصغيرها‪،‬‬ ‫وأداء جميع الفرائض‪ ،‬يسيرها وعسيرها‪ ،‬وترك الدنيا على أهلها‪ ،‬قليلها‬ ‫وكثيرها‪.‬‬ ‫وعن لقمان الحكيم أنه قال البنه‪ :‬يا بني‪ ،‬إن الناس ثالثة أثالث‪ :‬ثلث‬ ‫هلل‪ ،‬وثلث لنفسه‪ ،‬وثلث للدود‪ .‬فأما ما هو هلل (من المرء) فروحه‪ ،‬وما هو‬



‫لنفسه فعمله‪ ،‬وأما ما للدود فجسمه‪.‬‬



‫وعن علي كرم اهلل وجهه أنه قال‪ :‬ثالثة يزدن فى الحفظ ويذهبن البلغم‪:‬‬ ‫السواك‪ ،‬والصوم‪ ،‬وقراءة القرآن‪.‬‬ ‫وعن كعب األخبار رضي اهلل عنه‪ :‬الحصون للمؤمنين ثالث‪ :‬المسجد‬ ‫حصن‪ ،‬وذكر اهلل حصن‪ ،‬وقراءة القرآن حصن‪.‬‬ ‫وعن بعض الحكماء أنه قال‪ :‬ثالث من كنز اهلل تعالى ال يعطيها اهلل إال‬ ‫من أحبه‪ :‬الفقر‪ ،‬والمرض‪ ،‬والصبر‪.‬‬ ‫وعن ابن عباس (رضي اهلل عنهما) حين سئل‪ :‬ما خير األيام؟ وما خير‬ ‫الشهور؟ وما خير األعمال؟ فقال‪ :‬خير األيام يوم الجمعة‪ ،‬وخير الشهور شهر‬ ‫رمضان‪ ،‬وخير األعمال الصلوات الخمس لوقتها‪ .‬فمضى على ذلك ثالثة أيام‬ ‫فبلغ عليا رضي اهلل عنه أن ابن عباس (رضي اهلل عنهما) سئل عن ذلك‬ ‫فأجاب بكذا فقال علي (رضي اهلل عنه)‪ :‬لو سئل العلماء والحكماء والفقهاء‬ ‫من المشرق إلى المغرب لما أجابوا بمثل ما أجاب به ابن عباس‪ ،‬إال أني‬ ‫أقول‪ :‬خير األعمال ما يقبل اهلل تعالى منك‪ ،‬وخير الشهور ما تتوب فيه إلى‬ ‫اهلل توبة نصوحا‪ ،‬وخير األيام ما تخرج فيه من الدنيا إلى اهلل تعالى مؤمنا باهلل‪.‬‬ ‫وقال شاعر‪:‬‬ ‫أما ترى كيف يبلينا الجديدان • ونحن نلعب فى سر وإعالن‬ ‫ال تركنن إلى الد نيا ونعمتها • فإن أوطانها ليست بأوطان‬ ‫واعمل لنفسك من قبل الممات فال • تغررك كثرة أصحاب وإخوان‬



‫وقيل‪ :‬إذا أراد اهلل بعبد خيرا فقهه فى الدين‪ ،‬وزهد فى الدنيا‪ ،‬وبصره‬ ‫بعييوب نفسه‪.‬‬ ‫وعن رسول اهلل أنه قال‪ :‬حبب إلي من دنياكم ثالث‪ :‬الطيب‪ ،‬والنساء‪،‬‬ ‫وجعلت قرة عيني فى الصالة‪ ،‬وكان معه أصحابه جلوسا فقال أبو بكر‬ ‫الصديق (رضي اهلل عنه)‪ :‬صدقت يا رسول اهلل‪ ،‬وحبب إلي من الدنيا ثالث‪:‬‬ ‫النظر إلى وجه رسول اهلل‪ ،‬وإنفاق مالي على رسول اهلل‪ ،‬وأن يكون ابنتي تحت‬ ‫رسول اهلل‪ .‬فقال عمر (رضي اهلل عنه)‪ :‬صدقت يا أبا بكر‪ ،‬وحبب إلي من‬ ‫الدنيا ثالث‪ :‬األمر بالمعروف‪ ،‬والنهي عن المنكر‪ ،‬والثوب الخلق‪ .‬فقال‬ ‫عثمان (رضي اهلل عنه)‪ :‬صدقت يا عمر‪ ،‬وحبب إلي من الدنيا ثالث‪ :‬إشباع‬ ‫الجيعان‪ ،‬وكسوة العريان‪ ،‬وتالوة القرآن‪ .‬فقال علي (رضي اهلل عنه)‪ :‬صدقت‬ ‫يا عثمان‪ ،‬وحبب إلي من الدنيا ثالث‪ :‬الخدمة للضيف‪ ،‬والصوم فى الصيف‪،‬‬ ‫والضرب بالسيف‪ .‬فبينما هم كذلك إذ جاء جبرائيل وقال‪ :‬أرسلني اهلل تبارك‬ ‫وتعالى لما سمع مقالتكم وأمرك أن تسألني عما أحب إن كنت من أهل الدنيا‪.‬‬ ‫فقال‪ :‬ما تحب إن كنت من أهل الدنيا؟ فقال‪ :‬إرشاد الضالين‪ ،‬ومؤانسة‬ ‫الغرباء القانتين‪ ،‬ومعاونة أهل العيال المعسرين‪ .‬وقال جبرائيل‪ :‬يحب رب العزة‬ ‫جل جالله من عباده ثالث خصال‪ :‬بذل اإلستطاعة‪ ،‬والبكاء عند الندامة‪،‬‬ ‫والصبر عند الفاقة‪.‬‬ ‫وعن بعض الحكماء‪ :‬من اعتصم بعقله (أي اعتمد) ضل‪ ،‬ومن استغنى‬



‫بماله قل‪ ،‬ومن عز بمخلوق ذل‪.‬‬



‫وعن بعض الحكماء‪ :‬ثمرة المعرفة ثالث خصال‪ :‬الحياء من اهلل تعالى‪،‬‬ ‫والحب فى اهلل‪ ،‬واألنس باهلل‪.‬‬ ‫وعن النبي عليه السالم أنه قال‪ :‬المحبة أساس المعرفة‪ ،‬والعفة عالمة‬ ‫اليقين‪ ،‬ورأس اليقين التقوى والرضى بتقدير اهلل تعالى‪.‬‬ ‫وعن سفيان بن عيينة (رضي اهلل تعالى) قال‪ :‬من أحب اهلل أحب من أحبه‬ ‫اهلل تعالى‪ ،‬ومن أحب من أحب اهلل تعالى أحب ما أحب فى اهلل تعالى‪ ،‬ومن‬ ‫أحب ما أحب فى اهلل تعالى أحب أن ال يعرفه الناس‪.‬‬ ‫وعن النبي صالة والسالم أنه قال‪ :‬صدق المحبة فى ثالث خصال‪ :‬أن‬ ‫يختار كالم حبيبه على كالم غيره‪ ،‬ويختار مجالسة حبييه على مجالسة غيره‪،‬‬ ‫ويختار رضى حبيبه على رضى غيره‪.‬‬ ‫وعن وهب بن منبه اليماني (رضي اهلل عنه)‪ :‬مكتوب فى التوراة الحريص‬ ‫فقير وإن كان ملك الدنيا‪ ،‬والمطيع مطاع وإن كان مملوكا‪ ،‬والقانع غني وإن‬ ‫كان جائعا‪.‬‬ ‫وعن بعض الحكماء‪ :‬من عرف اهلل لم يكن له مع الخلق لذة‪ ،‬ومن عرف‬ ‫الدنيا لم يكن له فيها رغبة ومن عرف عدل اهلل تعالى لم يتقدم إليه الخصماء‪.‬‬ ‫وعن ذي النون المصري‪ :‬كل خائف هارب‪ ،‬وكل راغب طالب‪ ،‬وكل آنس‬ ‫باهلل مستوحش عن نفسه‪ .‬وقال [ذو النون]‪ :‬العارف باهلل تعالى أسير‪ ،‬وقلبه‬ ‫بصير‪ ،‬وعمله هلل كثير‪ .‬وقال‪ :‬العارف باهلل تعالى وفى‪ ،‬وقلبه ذكي‪ ،‬وعمله هلل‬



‫زكي‪.‬‬



‫وعن أبي سليمان الداراني أنه قال‪ :‬أصل كل خير فى الدنيا واآلخرة‬ ‫الخوف من اهلل‪ ،‬ومفتاح الدنيا الشبع‪ ،‬ومفتاح اآلخرة الجوع‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬العبادة حرفة‪ ،‬حانوتها الخلوة‪ ،‬ورأس مالها التقوى‪ ،‬وربحها الجنة‪.‬‬ ‫قال مالك بن دينار‪ :‬أحسن ثالثا بثالث حتى تكون من المؤمنين‪ :‬الكبر‬ ‫بالتواضع‪ ،‬والحرص بالقناعة‪ ،‬والحسد بالنصيحة‪.‬‬



‫باب الرباعي‬ ‫روي عن رسول اهلل أنه قال ألبي ذر الغفاري رضي اهلل عنه‪ :‬يا أبا ذر‪،‬‬ ‫جدد السفينة فإن البحر عميق‪ ،‬وخد الزاد كامال فإن السفر بعيد‪ ،‬وخفف‬ ‫الحمل فإن العقبة كؤود‪ ،‬وأخلص العمل فإن الناقد بصير‪ .‬وقال الشاعر‪:‬‬ ‫فرض على الناس أن يتوبوا • لكن ترك الذنوب أوجب‬ ‫والصبر فى النائبات صعب • لكن فوت الثواب أصعب‬ ‫والدهر فى صرفه عجيب • لكن غفلة الناس أعجب‬ ‫وكل ما قد يجي قريب • ولكن الموت من ذاك أقرب‬ ‫وعن بعض الحكماء‪ :‬أربعة حسن ولكن أربعة منها أحسن‪ :‬الحياء من‬ ‫الرجال حسن ولكنه من المرأة أحسن؛ والعدل من كل أحد حسن ولكنه من‬



‫األمراء أحسن؛ والتوبة من الشيخ حسن ولكنها من الشباب أحسن؛ والجود‬ ‫من األغنياء حسن ولكنه من الفقراء أحسن‪.‬‬ ‫وعن بعض الحكماء‪ :‬أربعة قبيح لكن أربعة منها أقبح‪ :‬الذنب من الشاب‬ ‫قبيح ومن الشيخ أقبح؛ واإلشتغال بالدنيا من الجاهل قبيح ومن العالم أقبح؛‬ ‫والتكسل فى ا لطاعة من جميع الناس قبيح ومن العلماء والطلبة أقبح؛ والتكبر‬ ‫من األغنياء قبيح ومن الفقراء أقبح‪.‬‬ ‫وقال النبي عليه السالم‪ :‬الكواكب ألهل السماء أمانة‪ ،‬فإذا انتثرت كان‬ ‫القضاء على أهل السماء؛ وأهل بيتي أمان ألمتي فإذا زال أهل بيتي كان‬ ‫القضاء على أمتي؛ وأنا أمان ألصحابي فإذا ذهبت كان القضاء على أصحابي‪،‬‬ ‫والجبال أمان ألهل األرض فإذا ذهبت كان القضاء على أهل األرض‪.‬‬ ‫وعن أبي بكر الصديق أنه قال‪ :‬أربعة تمامها بأربعة‪ :‬تمام الصالة بسجدتي‬ ‫السهو‪ ،‬والصوم بصدقة الفطر‪ ،‬والحج بالفدية‪ ،‬واإليمان بالجهاد‪.‬‬ ‫وعن عبد اهلل بن المبارك‪ :‬من صلى كل يوم إثنتي عشرة ركعة فقد أدى‬ ‫حق الصالة‪ ،‬ومن صام كل شهر ثالثة أيام فقد أدى حق الصيام‪ .‬ومن قرأكل‬ ‫يوم مائة آية فقد أدى حق القراءة‪ ،‬ومن تصدق فى جمعة بدرهم فقد أدى حق‬ ‫الصدقة‪.‬‬ ‫وقال عمر (رضي اهلل عنه)‪ :‬البحور أربعة‪ :‬الهوى بحر الذنوب‪ ،‬والنفس‬ ‫بحر الشهوات‪ ،‬والموت بحر األعمار‪ ،‬والقبر بحر الندامات‪.‬‬



‫وعن عثمان (رضي اهلل عنه)‪ :‬وجدت حالوة العبادة فى أربعة أشياء‪ :‬أولها‬ ‫فى أداء فرائض اهلل‪ ،‬والثاني فى اجتناب محارم اهلل‪ ،‬والثالث فى األمر‬ ‫بالمعروف ابتغاء ثواب اهلل‪ ،‬والرابع فى النهي عن المنكر اتقاء غضب اهلل‪.‬‬ ‫وقال أيضا (رضي اهلل عنه)‪ :‬أربعة ظاهرهن فضيلة وباطنهن فريضة‪ :‬مخالطة‬ ‫الصالحين فضيلة واإلقتداء بهم فريضة؛ وتالوة القرآن فضيلة والعمل به‬ ‫فريضة وزيارة القبور فضيلة واإلستعداد لها فريضة؛ وعيادة المريض فضيلة‬ ‫واتخاذ الوصية منه فريضة‪.‬‬ ‫وعن علي (رضي اهلل عنه) أنه قال‪ :‬من اشتاق إلى الجنة سارع إلى‬ ‫الخيرات‪ ،‬ومن أشفق من النار انتهى عن الشهوات‪ ،‬ومن تيقن بالموت‬ ‫انهدمت عليه اللذات‪ ،‬ومن عرف الدنيا هانت عليه المصيبات‪.‬‬ ‫وعن النبي عليه السالم أنه قال‪ :‬الصالة عماد الدين والصمت أفضل‪،‬‬ ‫والصدقة تطفى عضب الرب والصمت أفضل‪ ،‬والصوم جنة من النار والصمت‬ ‫أفضل‪ ،‬والجهاد ِسنام الدين والصمت أفضل‪.‬‬ ‫قيل أوحى اهلل تعالى إلى نبي من األنبياء من بني إسرائيل وقال‪ :‬صمتك‬ ‫عن الباطل لي صوم‪ ،‬وحفظك الجوارح عن المحارم لي صالة‪ ،‬وإياسك عن‬ ‫الخلق لي صدقة‪ ،‬وكفك األذى عن المسلمين لي جهاد‪.‬‬ ‫وعن عبد اهلل بن مسعود (رضي اهلل عنه) قال‪ :‬أربعة من ظلمة القلب‪:‬‬ ‫بطن شبعان من غير مباالة‪ ،‬وصحبة الظالمين‪ ،‬ونسيان الذنوب الماضية‪،‬‬



‫وطول األمل‪ .‬وأربعة من نور القلب‪ :‬بطن جائع من حذر‪ ،‬وصحبة الصالحين‪،‬‬ ‫وحفظ الذنوب الماضية‪ ،‬وقصر األمل‪.‬‬



‫وعن حاتم األصم (رحمة اهلل تعالى) أنه قال‪ :‬من ادعى أربعة بال أربعة‬ ‫فدعواه كذب‪ :‬من ادعى حب اهلل ولم ينته عن محارم اهلل فدعواه كذب‪ ،‬ومن‬ ‫ادعى حب النبي عليه السالم وكره الفقراء والمساكين فدعواه كذب‪ ،‬ومن‬ ‫ادعى حب الجنة ولم يتصدق فدعواه كذب‪ ،‬ومن ادعى خوف النار ولم ينته‬ ‫عن الذنوب فدعواه كذب‪.‬‬ ‫وعن النبي عليه السالم أنه قال‪ :‬عالمة الشقاوة أربعة‪ :‬نسيان الذنوب‬ ‫الماضية وهي عند اهلل تعالى محفوظة؛ وذكر الحسنات الماضية وال يدري‬ ‫أقبلت أم ردت؛ ونظره إلى من فوقه فى الدنيا؛ ونظره إلى من دونه فى الدين‪.‬‬ ‫بقول اهلل‪ :‬أردته ولم يردني‪ ،‬فتركته‪ .‬وعالمة السعادة أربعة‪ :‬ذكر الذنوب‬ ‫الماضية‪ ،‬ونسيان الحسنات الماضية‪ ،‬ونظره إلى من فوقه فى الدين‪ ،‬ونظره‬ ‫إلى من دونه فى الدنيا‪.‬‬ ‫وعن بعض الحكماء أن شعائر اإليمان أربعة‪ :‬التقوى والحياء والشكر‬ ‫والصبر‪.‬‬ ‫روي أنه صلى اهلل عليه وسلم قال‪ :‬ذروة اإليمان أربع خالل‪ :‬الصبر‬ ‫للحكم والرضا بالقدر واإلخالص للتوكل واإلستسالم للرب‪ ،‬رواه أبو نُعيم‪.‬‬



‫وعن النبي أنه قال‪ :‬األمهات أربعة‪ :‬أم األدوية‪ ،‬وأم األداب‪ ،‬وأم العبادات‪ ،‬وأم‬ ‫األماني؛ فأم األدوية قلة األكل‪ ،‬وأم األداب قلة الكالم‪ ،‬وأم العبادات قلة‬ ‫الذنوب‪ ،‬وأم األماني الصبر‪.‬‬ ‫وقال عليه السالم‪ :‬أربعة جواهر فى جسم بني آدم يزيلها أربعة أشياء‪ .‬أما‬ ‫الجواهر‪ :‬فالعقل‪ ،‬والدين‪ ،‬والحياء‪ ،‬والعمل الصالح‪ .‬فالغضب يزيل العقل‪،‬‬



‫والحسد يزيل الدين‪ ،‬والطمع يزيل الحياء‪ ،‬والغيبة تزيل العمل الصالح‪.‬‬ ‫وعن النبي أنه قال‪ :‬أربعة فى الجنة خير من الجنة‪ :‬الخلود فى الجنة خير من‬ ‫الجنة‪ ،‬وخدمة المالئكة فى الجنة خيرمن الجنة‪ ،‬وجوار األنبياء فى الجنة خير‬ ‫من الجنة‪ ،‬ورضى اهلل تعالى فى الجنة خير من الجنة‪ .‬وأربعة من النار شر من‬ ‫النار‪ :‬الخلود فى ا لنار شر من النار‪ ،‬وتوبيح المالئكة الكفار فى النار شر من‬ ‫النار‪ ،‬وجوار الشيطان فى النار شر من النار‪ ،‬وغضب اهلل تعالى فى النار شر‬ ‫من النار‪.‬‬ ‫وعن بعض الحكماء حين سئل‪ :‬كيف أنت؟ فقال‪ :‬أنا مع المولى على‬ ‫الموافقة ومع النفس على المخالفة‪ ،‬ومع الخلق على النصيحة‪ ،‬ومع الدنيا‬ ‫على الضرورة‪.‬‬ ‫واختار بعض الحكماء أربع كلمات من أربع كتب هذه هي من التوراة‪ :‬من‬ ‫رضي بما أعطاه اهلل تعالى استراح فى الدنيا واآلخرة؛ ومن اإلنجيل‪ :‬من هدم‬ ‫الشهوات عز فى الدنيا واآلخرة؛ ومن الزبور‪ :‬من تفرد عن الناس نجا فى الدنيا‬ ‫واآلخرة؛ ومن الفرقان‪ :‬من حفظ اللسان سلم فى الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫وعن عمر (رضي اهلل عنه)‪ :‬واهلل ما ابتليت ببلية إال وكان هلل تعالى علي‬ ‫فيها أربع نعم‪ ،‬أولها إذا لم تكن فى ذنبي‪ ،‬والثانى إذا لم تكن أعظم منها‪،‬‬ ‫والثالث إذا لم تكن محرم الرضاء بها‪ ،‬والرابع أني أرجو الثواب عليها‪.‬‬ ‫وعن عبد اهلل بن المبارك قال‪ :‬إن رجال حكيما جمع األحاديث فاختار منها‬ ‫أربعين ألفا‪ ،‬ثم اختار منها أربعة أالف‪ ،‬ثم اختار منها أربعمائة‪ ،‬ثم اختار منها‬



‫أربعين‪ ،‬ثم اختار منها أربع كلمات إحداهن‪ :‬ال تثقن بإمرأة على كل حال‪،‬‬



‫والثانية‪ :‬ال تغتر بالمال على كل حال‪ ،‬والثالثة‪ :‬ال تحمل معدتك ما ال تطيقه‪،‬‬ ‫والرابعة‪ :‬ال تجمع من العلم ما ال ينفعك‪.‬‬ ‫وعن محمد بن أحمد رحمه اهلل فى قول اهلل عز وجل‪ :‬وسيدا وحصورا‬ ‫ونبيا من الصالحين‪ .‬قال‪ :‬ذكر اهلل يحيى سعيدا وهو عبده ألنه [أي يحيى]‬ ‫كان غالبا على أربعة أشياء‪ :‬على الهوى‪ ،‬وعلى إبليس‪ ،‬وعلى اللسان‪ ،‬وعلى‬ ‫الغضب‪.‬‬ ‫وعن علي (رضي اهلل عنه)‪ :‬ال يزال الدين والدنيا قائمين ما دام أربعة‬ ‫أشياء ما دام األغنياء ال يبخلون بما خولوا‪ ،‬وما دام العلماء يعملون بما علموا‪،‬‬ ‫وما دام الجهالء ال يستكبرون عما لم يعلموا‪ ،‬وما دام الفقراء ال يبيعون‬ ‫آخرتهم بدنياهم‪.‬‬ ‫وعن النبي أنه قال‪ :‬إن اهلل تع الى يحتج يوم القيامة بأربعة أنفس على أربعة‬ ‫أجناس من الناس‪ :‬على األغنياء بسليمان بن داوود‪ ،‬وعلى العبيد بيوسف‬ ‫وعلى المرضى بأيوب‪ ،‬وعلى الفقراء بعيسى‪ ،‬عليهم السالم‪.‬‬ ‫وعن سعد بن بالل (رحمه اهلل) أن العبد إذا أذنب من اهلل تعالى عليه‬ ‫بأربع خصال‪ :‬ال يحجب عنه الرزق‪ ،‬وال يحجب عنه الصحة‪ ،‬وال يظهرعليه‬ ‫الذنب‪ ،‬وال يعاقبه عاجال‪.‬‬ ‫وعن حاتم األصم رحمه اهلل أنه قال‪ :‬من صرف أربعا إلى أربع وجد الجنة‪:‬‬ ‫النوم إلى القبر‪ ،‬والفخر إلى الميزان‪ ،‬والراحة إلى الصراط‪ ،‬والشهوة إلى‬



‫الجنة‪.‬‬



‫وعن حامد اللفاف رحمه اهلل أنه قال‪ :‬اربعة طلبناها فى أربعة‪ ،‬فأخطأنا‬ ‫طرقها‪ ،‬فوجدناها فى أربعة أخرى‪ :‬طلبنا الغنى فى المال فوجدناه فى القناعة‪،‬‬ ‫وطلبنا الراحة فى الثورة فوجدناها فى قلة المال‪ ،‬وطلبنا اللذات فى النعمة‬ ‫فوجدناها فى البدن الصحيح‪ ،‬وطلبنا الرزق فى األرض فوجدناه فى السماء‪.‬‬ ‫وعن علي رضي اهلل عنه أنه قال‪ :‬أربعة أشياء قليلها كثير‪ :‬الوجع‪ ،‬والفقر‪،‬‬ ‫والنار‪ ،‬والعداوة‪.‬‬ ‫وعن حاتم األصم أنه قال‪ :‬أربعة أشياء ال يعرف قدرها إال أربعة‪ :‬الشباب‬ ‫ال يعرف قدره إال الشيوخ‪ ،‬والعافية ال يعرف قدرها إال أهل البالء‪ ،‬والصحة ال‬ ‫يعرف قدرها إال المرضى‪ ،‬والحياة ال يعرف قدرها إال الموتى‪ .‬قال الشاعر أبو‬ ‫نواس‪:‬‬ ‫ذنوبي إن فكرت فيها كثيرة • ورحمة ربي من ذنوبي أوسع‬ ‫وما طمعي فى صالح إن عملته • ولكنني فى رحمة اهلل أطمع‬ ‫هو اهلل موالي الذي هو خالقي • وإني له عبد أقر وأخضع‬ ‫فإن يك غفران فذلك رحمة • وإن تكن األخرى فما أنا أصنع‬ ‫قال النبي‪ :‬إذا كان يوم القيامة يوضع الميزان فيؤتى بأهل الصالة فيوفون‬ ‫أجورهم بالميزان‪ ،‬ثم يؤتى بأهل الصوم فيوفون أجورهم بالميزان‪ ،‬ثم يؤتى بأهل‬ ‫البالء ال ينصب لهم ميزان وال ينشر لهم ديوان فيوفون أجورهم بغير حساب‬ ‫حتى يتمنى أهل العافية أن لو كانوا بمنزلتهم من كثرة ثواب اهلل تعالى‪.‬‬



‫وعن بعض الحكماء‪ :‬يستقبل ابن آدم أربع نهبات‪ :‬ينتهب ملك الموت‬ ‫روحه‪ ،‬وينتهب الورثة ماله‪ ،‬وينتهب الدود جسمه‪ ،‬وينتهب الخصماء يوم‬ ‫القيامة عرضه‪.‬‬ ‫وعن بعض الحكماء‪ :‬من اشتغل بالشهوات فال بد له من النساء‪ ،‬ومن‬ ‫اشتغل بجمع المال فال بد له من الحرام‪ ،‬ومن اشتغل بمنافع المسلمين فال بد‬ ‫له من المداراة‪ ،‬ومن اشتغل بالعبادة فال بد له من العلم‪.‬‬ ‫وعن علي (رضي اهلل عنه) أن أصعب األعمال أربع خصال‪ :‬العفو عند‬ ‫الغضب‪ ،‬والجود فى العسرة‪ ،‬والعفة فى الخلوة‪ ،‬وقول الحق لمن يخافه أو‬ ‫يرجوه‪.‬‬ ‫وفى الزبور‪ :‬أوحى اهلل تعالى إلى داوود عليه السالم أن العاقل الحكيم ال‬ ‫يخلو من أربع ساعات‪ :‬ساعة فيها يناجي ربه‪ ،‬وساعة فيها يحاسب نفسه‪،‬‬ ‫وساعة يمشي فيها إلى إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه‪ ،‬وساعة فيها يخلى بين‬ ‫نفسه وبين لذاتها الحالل‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء‪ :‬جميع العبادات (من العبودية) أربعة‪ :‬الوفاء‬ ‫بالعهود‪ ،‬والمحافظة بالحدود‪ ،‬والصبر على المفقود‪ ،‬والرضى بالوجود‪.‬‬



‫باب الخماسي‬ ‫روي عن النبي‪ :‬من أهان خمسة خسر خمسة‪ :‬من استخف بالعلماء‬ ‫خسر الدين‪ ،‬ومن استخف باألمراء خسر الدنيا‪ ،‬ومن استخف بالجيران خسر‬ ‫المنافع‪ ،‬ومن استخف باألقوياء خسر المودة‪ ،‬ومن استخف بأهله خسر طيب‬ ‫المعيشة‪.‬‬ ‫وقال النبي عليه السالم‪ :‬سيأتي زمان على أمتي يحبون خمسا وينسون‬ ‫خمسا‪ :‬يحبون الدنيا وينسون العقبى‪ ،‬يحبون الدور وينسون القبور‪ ،‬ويحبون‬ ‫المال وينسون الحساب‪ ،‬يحبون العيال وينسون الحق‪ ،‬ويحبون النفس‬ ‫وينسون اهلل‪ ،‬هم مني برآء وأنا منهم بريء‪.‬‬ ‫وقال النبي عليه السالم‪ :‬ال يعطى اهلل ألحد خمسا إال وقد أعد له خمسا‬ ‫أخرى‪ :‬ال يعطيه الشكر إال وقد أعد له الزيادة‪ ،‬وال يعطيه الدعاء إال وقد أعد‬ ‫له اإلستجابة‪ ،‬وال يعطيه اإلستغفار إال وقد أعد له الغفران‪ ،‬وال يعطيه التوبة إال‬ ‫وقد أعد له القبول‪ ،‬وال يعطيه الصدقة إال وقد أعد له التقبل‪.‬‬ ‫وعن أبي بكر الصديق رضي اهلل عنه‪ :‬الظلمات خمس والسرج لها‬ ‫خمس‪ :‬حب الدنيا ظلمة والسراج له التقوى‪ ،‬والذنب ظلمة والسراج له‬ ‫التوبة‪ ،‬والقبر ظلمة والسراج لها ال إله إال اهلل محمد رسول اهلل‪ ،‬واآلخرة ظلمة‬ ‫والسراج لها العمل الصالح‪ ،‬والصراط ظلمة والسراج لها اليقين‪.‬‬ ‫وعن عمر (رضي اهلل عنه) أنه قال‪ :‬موقوفا عليه أو مرفوعا إلى النبي‪ :‬لوال‬



‫ادعاء الغيب لشهدت على خمس نفر أنهم أهل الجنة‪ :‬الفقير صاحب العيال‪،‬‬



‫والمرأة الراضى عنها زوجها‪ ،‬والمتصدق بمهرها على زوجها‪ ،‬والراضي عنه‬ ‫أبواه‪ ،‬والتائب من الذنوب‪.‬‬ ‫وعن عثمان (رضي اهلل عنه)‪ :‬خمس هن عالمة المتقين‪ :‬أولها أن ال‬ ‫يجالس إال من يصلح الدين معه ويغلب الفرج واللسان‪ ،‬وإذا أصابه شيء‬ ‫عظيم من الدنيا يراه وباال‪ ،‬وإذا أصابه شيء قليل من الدين اغتنم ذلك‪ ،‬وال‬ ‫يمأل بطنه من الحالل خوفا من أن يخالطه حرام‪ ،‬ويرى الناس كلهم قد نجوا‬ ‫ويرى نفسه قد هلكت‪.‬‬ ‫وعن علي (رضي تعالى عنه)‪ :‬لو ال خمس خصال لصار الناس كلهم‬ ‫صالحين‪ :‬أولها القناعة بالجهل‪ ،‬والحرص على الدنيا‪ ،‬والشح بالفضل‪ ،‬والرياء‬ ‫فى العمل‪ ،‬واإلعجاب بالرأي‪.‬‬ ‫وعن جمهور العلماء (رحمة اهلل عليهم أجمعين) أن اهلل تعالى أكرم نبيه‬ ‫محمدا (صلعم) بخمس كرمات‪ :‬أكرمه باإلسم والجسم والعطاء والخطاء‬ ‫والرضاء‪ :‬أما االسم فنداه بالرسالة ولم يناده باالسم‪ ،‬كما نادى جميع األنبياء‬ ‫مثل آدم ونوح وإبراهيم وغيرهم؛ وأما الجسم فإذا دعا النبي شيأ فأجاب هو‬ ‫بنفسه عنه‪ ،‬ولم يفعل ذلك لسائر األنبياء؛ وأما العطاء فأعطاه بال سؤال؛ وأما‬ ‫الخطاء فذكر العفو قبل ذنبه حيث قال عفا اهلل عنك؛ وأما الرضى فلم يرد‬ ‫عليه فديته وال صدقته وال نفقته؛ كما ردها على سائر األنبياء‪.‬‬ ‫وعن عبد اهلل بن عمرو بن العاص (رضي اهلل عنهما)‪ :‬خمس من كن فيه‬



‫سعد فى الدنيا واألخرة‪ :‬أولها أن يذكر ال إله إال اهلل محمد رسول اهلل وقتا‬ ‫بعدوقت‪ ،‬وإذا ابتلى ببلية قال إنا هلل وإنا إليه راجعون وال حول وال قوة إال باهلل‬



‫العلي العظيم‪ ،‬وإذا أعطي بنعمة قال‪ :‬الحمد هلل رب العالمين شكرا للنعمة‪،‬‬ ‫وإذا ابتدأ فى شيء قال بسم اهلل الرحمن الرحيم‪ ،‬وإذا أفرط منه ذنبا قال‬ ‫أستغفراهلل العظيم وأتوب إليه‪.‬‬ ‫وعن الحسن البصري (رحمه اهلل) أنه قال‪ :‬مكتوب فى التوراة خمسة‬ ‫أحرف‪ :‬أن الغنية فى القناعة‪ ،‬وأن السالمة فى العزلة‪ ،‬وأن الحرمة فى رفض‬ ‫الشهوات‪ ،‬وأن التمتع فى أيام طويلة‪ ،‬وأن الصبر فى أيام قليلة‪.‬‬ ‫وعن النبي‪ :‬إغتنم خمسا قبل خمس‪ :‬شبابك قبل هرمك‪ ،‬وصحتك قبل‬ ‫سقمك‪ ،‬وغناك قبل فقرك‪ ،‬وحياتك قبل موتك‪ ،‬وفراغك قبل شغلك‪.‬‬ ‫وعن يحيى بن معاذ الرازي (رحمه اهلل)‪ :‬من كثر شبعه كثر لحمه‪ ،‬ومن كثر‬ ‫لحمه كثرت شهوته‪ ،‬ومن كثرت شهوته كثرت ذنوبه‪ ،‬ومن كثرت ذنوبه قسى‬ ‫قلبه‪ ،‬ومن قسى قلبه غرق فى آفات الدنيا وزينتها‪.‬‬ ‫وعن سفيان الثوري أنه قال‪ :‬اختار الفقراء خمسا واختار األغنياء خمسا‪:‬‬ ‫اختار الفقراء راحة النفس‪ ،‬وفراغة القلب‪ ،‬وعبودية الرب‪ ،‬وخفة الحساب‪،‬‬ ‫والدرجة العليا‪ ،‬واختار األغنياء تعب النفس‪ ،‬وشغل القلب‪ ،‬وعبودية الدنيا‪،‬‬ ‫وشدة الحساب‪ ،‬والدرجة السفلى‪.‬‬ ‫وعن عبد اهلل األنطاكي (رحمه اهلل)‪ :‬خمسة هن من دواء القلب‪ :‬مجالسة‬ ‫الصالحين‪ ،‬وقراءة القرآن‪ ،‬وخالء البطن‪ ،‬وقيام الليل‪ ،‬والتضرع عند الصباح‪.‬‬ ‫وعن جمهور العلماء أن الفكرة على خمسة أوجه‪ :‬فكرة فى آيات اهلل‬



‫يتولد منها التوحيد واليقين‪ ،‬وفكرة فى آالء اهلل يتولد منها المحبة‪ ،‬وفكرة فى‬



‫وعد اهلل تعالى يتولد منها الرغبة‪ ،‬وفكرة فى وعيد اهلل يتولد منها الهيبة‪ ،‬وفكرة‬ ‫فى تقصير نفسه عن الطاعة مع إحسان اهلل إليه يتولد منها الحياء‪.‬‬ ‫وعن بعض الحكماء [قولهم]‪ :‬بين يدي التقوى خمس عقبات من جاوزها‬ ‫نال التقوى‪ ،‬أولها‪ :‬اختيار الشدة على النعمة‪ ،‬وثانيها‪ :‬اختيار الجهد على‬ ‫الراحة‪ ،‬وثالثها‪ :‬اختيار الذل على العز‪ ،‬ورابعها‪ :‬اختيار السكوت على‬ ‫الفضول‪ ،‬وخامسها‪ :‬اختيار الموت على الحياة‪.‬‬ ‫وعن النبي عليه السالم‪ :‬النجوى يحصن األسرار‪ ،‬الصدقة تحصن‬ ‫األموال‪ ،‬واإلخالص يحصن األعمال‪ ،‬والصدق يحصن األقوال‪ ،‬والمشورة‬ ‫تحصن األراء‪.‬‬ ‫[و] قال النبي عليه السالم‪ :‬إن فى جمع المال خمسة أشياء‪ :‬العناء فى‬ ‫جمعه‪ ،‬والش غل عن ذكر اهلل تعالى بإصالحه‪ ،‬والخوف من سالبه وسارقه‪،‬‬ ‫واحتمال اسم البخيل لنفسه‪ ،‬ومفارقة الصالحين من أجله‪ ،‬وفى تفريقه خمسة‬ ‫أشياء‪ :‬راحة النفس من طلبه‪ ،‬والفراغ لذكر اهلل من حفظه‪ ،‬واألمن من سالبه‬ ‫وسارقه‪ ،‬واكتساب اسم الكريم لنفسه‪ ،‬ومصاحبة الصالحين لفراقه‬ ‫وعن سفيان الثوري (رحمه اهلل)‪ :‬ال يجتمع فى هذا الزمان ألحد مال إال وعنده‬ ‫خمس خصال‪ :‬طول األمل‪ ،‬وحرص غالب‪ ،‬وشح شديد‪ ،‬وقلة الورع‪ ،‬ونسيان‬ ‫اآلخرة‪.‬‬ ‫قال القائل‪:‬‬ ‫ياخاطب الدنيا إلى نفسه • إن لها فى كل يوم خليال‬



‫تستنكح البعل وقد وطئت • فى موضع أخر منه بديال‬ ‫ما أقبل الدنيا لخطابها • لقتلهم [فيها] قتيال قتيال‬ ‫إني لمغتر وإن البالء • يعمل فى جسمي قليال قليال‬ ‫تزودوا للموت زادا فقد • نادى المنادي الرحيل الرحيال‬ ‫وعن حاتم األصم (رحمه اهلل) أنه قال‪ :‬العجلة من الشيطان إال فى خمس‬ ‫مواضع فإنها من سنن رسول اهلل‪ :‬إطعام الضيف إذا نزل‪ ،‬وتجهيز الميت إذا‬ ‫مات‪ ،‬وتزويج البنت إذا بلغت‪ ،‬وقضاء الدين إذا وجب‪ ،‬والتوبة من الذنوب‬ ‫إذا فرط‪.‬‬ ‫وقال محمد بن الدوري‪ :‬شقي إبليس بخمسة أشياء‪ :‬لم يقر بالذنب‪ ،‬ولم‬ ‫يندم‪ ،‬ولم يلم نفسه‪ ،‬ولم يعزم على التوبة‪ ،‬وقنط من رحمة اهلل؛ وسعد آدم‬ ‫بخمسة أشياء‪ :‬أقر بالذنب‪ ،‬وندم عليه‪ ،‬والم نفسه‪ ،‬وأسرع فى التوبة‪ ،‬ولن‬ ‫يقنط من رحمة اهلل‪.‬‬ ‫عن شقيق البلخي (رحمه اهلل) أنه قال‪ :‬عليكم بخمس خصال فاعملوها‪:‬‬ ‫اعبدوا اهلل بقدر حاجتكم إليه‪ ،‬وخذوا من الدنيا بقدر عمركم فيها‪ ،‬وأذنبوا اهلل‬ ‫بقدر طاقتكم على عذابه‪ ،‬وتزودوا فى الدنيا بقدر مكثكم فى القبر‪ ،‬واعملوا‬ ‫للجنة بقدر ما تريدون فيها المقام‪.‬‬ ‫وقال عمر (رضي اهلل عنه) رأيت جميع األخالء فلم أر خليال أفضل من‬ ‫حفظ اللسان‪ ،‬ورأيت جميع اللباس فلم أر لباسا أفضل من الورع‪ ،‬ورأيت‬



‫جميع المال فلم أر ماالً أفضل من القناعة‪ ،‬ورأيت جميع البر فلم أر برا‬ ‫أفضل من النصيحة‪ ،‬ورأيت جميع األطعمة فلم أر طعاما ألذ من الصبر‪.‬‬ ‫وعن بعض الحكماء أنه قال‪ :‬الزهد خمس خصال‪ :‬الثقة باهلل‪ ،‬والتبري‬ ‫عن الخلق‪ ،‬واإلخالص فى العمل‪ ،‬واحتمال الظلم‪ ،‬والقناعة فى اليد‪.‬‬ ‫وعن بعض العباد أنه قال فى المناجاة‪ :‬إلهي طول األمل غرني‪ ،‬وحب‬ ‫الدنيا أهلكني‪ ،‬والشيطان أضلني‪ ،‬والنفس األمارة بالسوء عن الحق‪ ،‬منعتني‪،‬‬ ‫وقرين السوء على المعصية أعانني فأغثني يا غياث المستغيثين‪ ،‬فإن لم‬ ‫ترحمني فمن ذا الذي يرحمني غيرك‪.‬‬ ‫قال النبي عليه السالم‪ :‬سيأتي على أمتي زمان يحبون الخمس وينسون‬ ‫الخمس‪ :‬يحبون الدنيا وينسون اآلخرة‪ ،‬ويحبون الحياة وينسون الموت‪،‬‬ ‫ويحبون القصور وينسون القبور‪ ،‬ويحبون المال وينسون الحساب‪ ،‬ويحبون‬ ‫الخلق وينسون الخالق‪.‬‬ ‫وقال يحيى بن معاذ الرازي (رحمه اهلل) فى المناجاة‪ :‬إلهي‪ ،‬ال يطيب‬ ‫الليل إال بمناجاتك‪ ،‬وال يطيب النهار إال بطاعتك‪ ،‬وال تطيب الدنيا إال‬ ‫بذكرك‪ ،‬وال تطيب اآلخرة إال بعفوك‪ ،‬وال تطيب الجنة إال برؤيتك‪.‬‬



‫باب السداسي‬ ‫قال النبي‪ :‬ستة أشياء هن غريبة فى ستة مواضع‪ :‬المسجد غريب فيما بين‬ ‫قوم ال يصلون فيه‪ ،‬والمصحف غريب فى منزل قوم ال يقرأون فيه‪ ،‬والقرآن‬



‫غريب فى جوف الفاسق‪ ،‬والمرأة المسلمة الصالحة غريبة فى يد رجل ظالم‬ ‫سيئ الخلق‪ ،‬والرجل المسلم الصالح غريب فى يد امرأة رديّة سيئة الخلق‪،‬‬ ‫والعالم غريب بين قوم ال يستمعون إليه‪ .‬ثم قال (النبي عليه السالم)‪ :‬إن اهلل‬ ‫تعالى ال ينظر إليهم يوم القيامة نظر الرحمة‪.‬‬ ‫وقال النبي‪ :‬ستة لعنتهم ولعنهم اهلل تعالى‪ ،‬وكل نبي مجاب الدعوات‪:‬‬ ‫الزائد فى كتاب اهلل تعالى‪ ،‬والمكذب بقدر اهلل تعالى‪ ،‬والمتسلط بالجبروت‬ ‫ليعز من أذله اهلل ويذل من أعزه اهلل‪ ،‬والمستحل لحرم اهلل تعالى‪ ،‬والمستحل‬ ‫من عترتي ما حرم اهلل‪ ،‬وتارك لسنتي‪ ،‬فإن اهلل تعالى ال ينظر إليهم يوم القيامة‬ ‫نظر الرحمة‪.‬‬ ‫قال أبو بكر الصديق‪ :‬إن إبليس قائم أمامك‪ ،‬والنفس عن يمينك‪،‬‬ ‫والهوى عن يسارك‪ ،‬والدنيا عن خلفك‪ ،‬واألعضاء عن حولك‪ ،‬والجبار فوقك‬ ‫(يعني بالقدرة ال بالمكانة)؛ فإإلبليس لعنه اهلل يدعوك إلى ترك الدين‪ ،‬والنفس‬ ‫تدعوك إلى المعصية‪ ،‬والهوى يدعوك إلى الشهوة‪ ،‬والدنيا تدعوك إلى اختيارها‬ ‫على اآلخرة‪ ،‬واألعضاء تدعوك إلى الذنوب‪ ،‬والجبار يدعوك إلى الجنة‬ ‫والمغفرة‪ ،‬قال اهلل تعالى‪ :‬واهلل يدعو إلى الجنة والمغفرة فمن أجاب إبليس‬ ‫ذهب عنه الدين‪ ،‬ومن أجاب النفس ذهب عنه الروح‪ ،‬ومن أجاب الهوى‬ ‫ذهب عنه العقل‪ ،‬ومن أجاب الدنيا ذهب [ذهبت] عنه اآلخرة‪ ،‬ومن أجاب‬ ‫األعضاء ذهبت عنه الجنة‪ ،‬ومن أجاب اهلل تعالى ذهبت عنه السيئات ونال‬



‫جميع الخيرات‪.‬‬



‫وقال عمر (رضي اهلل تعالى عنه)‪ :‬إن اهلل تعالى كتم ستة فى ستة‪ :‬كتم‬ ‫الرضاء فى الطاعة‪ ،‬وكتم الغضب فى المعصية‪ ،‬وكتم اسمه األعظم فى القرآن‪،‬‬ ‫وكتم ليلة القدر فى شهر رمضان‪ ،‬وفى نسخة وكتم أولياءه فيما بين الناس‬ ‫وكتم الموت فى العمر‪ ،‬وكتم الصالة والوسطى فى الصالة‪.‬‬ ‫وقال عثمان (رضي اهلل عنه)‪ :‬إن المؤمن فى ستة أنواع من الخوف‪:‬‬ ‫أحدها من قبل اهلل تعالى أن يأخذ منه اإليمان‪ ،‬والثاني من قبل الحفظة أن‬ ‫يكتبوا عليه ما يفتضح به يوم القيامة‪ ،‬والثالث من قبل الشيطان أن يبطل‬ ‫عمله‪ ،‬والرابع من قبل ملك الموت أن يأخذه فى غفلة بغتة‪ ،‬والخامس من‬ ‫قبل الدنيا أن يغتر بها وتشغله عن اآلخرة‪ ،‬والسادس من قبل األهل والعيال أن‬ ‫يشتغل بهن فى شغلونه عن ذكر اهلل تعالى‪.‬‬ ‫وعن علي (رضي اهلل عنه) أنه قال‪ :‬من جمع ستة خصال لم يدع للجنة‬ ‫مطلبا وال عن النار مهربا‪ :‬أولها عرف اهلل تعالى فأطاعه‪ ،‬وعرف الشيطان‬ ‫فعصاه‪ ،‬وعرف اآلخرة فطلبها‪ ،‬وعرف الدنيا فرفضها‪ ،‬وعرف الحق فاتبعه‪،‬‬ ‫وعرف الباطل فاجتنبه‪ .‬وقال [اإلمام علي] أيضا‪ :‬النعم ستة أشياء‪ :‬اإلسالم‪،‬‬ ‫والقرآن‪ ،‬ومحمد رسول اهلل‪ ،‬والعافية‪ ،‬والستر‪ ،‬والغني عن الناس‪.‬‬ ‫وعن يحيى بن معاذ الرازي (رحمه اهلل)‪ :‬العلم دليل العمل‪ ،‬والفهم وعاء‬ ‫العلم‪ ،‬والعقل قائد للخير‪ ،‬والهوى مركب للذنوب‪ ،‬والمال رداء المتكبرين‪،‬‬ ‫والدنيا سوق اآلخرة‪.‬‬



‫وقال أبو ذر جمهر‪ :‬ست خصال تعدل جميع الدنيا‪ :‬الطعام المريء‪،‬‬ ‫والولد الصالح‪ ،‬والزوجة الموافقة‪ ،‬والكالم المحكم‪ ،‬وكمال العقل‪ ،‬وصحة‬ ‫البدن‪.‬‬ ‫وعن الحسن البصري (رحمه اهلل)‪ :‬لو ال األبدال لخسفت األرض وما‬ ‫فيها‪ ،‬ولو ال الصالحون لهلك الطالحون‪ ،‬ولو ال العلماء لصار الناس كلهم‬ ‫كالبهائم‪ ،‬ولو ال السلطان ألهلك [الناس] بعضهم بعضا‪ ،‬ولو ال الحمقاء‬ ‫لخربت الدنيا‪ ،‬ولو ال الريح ألنتن كل شيئ‪.‬‬ ‫وعن بعض الحكماء أنه قال‪ :‬من لم يخش اهلل لم ينج من زلة اللسان‪،‬‬ ‫ومن لم يخش قدومه على اهلل لم ينج قلبه من الحرام والشبهة‪ ،‬ومن لم يكن‬ ‫أئسا عن الخلق لم ينج من الطمع‪ ،‬ومن لم يكن حافظا على عمله لم ينج من‬ ‫الرياء‪ ،‬ومن لم يستعن باهلل على إحتراس قلبه لم ينج من الحسد‪ ،‬ومن لم ينظر‬ ‫إلى من هو أفضل منه علما وعمال لم ينج من العجب‪.‬‬ ‫وعن الحسن البصري أنه قال‪ :‬إن فساد القلوب عن ستة أشياء‪ ،‬أولها‪:‬‬ ‫يذنبون برجاء التوبة‪ ،‬ويتعلمون العلم وال يعملون [به]‪ ،‬وإذا عملوا ال‬ ‫يخلصون‪ ،‬ويأكلون رزق اهلل وال يشكرون‪ ،‬وال يرضون بقسمة اهلل‪ ،‬ويدفنون‬ ‫موتاهم وال يعتبرون‪ .‬وقال [الحسن البصري] أيضا‪ :‬من أراد الدنيا واختارها‬ ‫على اآلخرة عاقبه اهلل بست عقوبات‪ ،‬ثالث فى الدنيا وثالث فى اآلخرة؛ أما‬ ‫الثالث التي هي فى الدنيا فأمل ليس له منتهى‪ ،‬وحرص غالب ليس له قناعة‪،‬‬



‫وأخذ منه حالوة العبادة‪ .‬وأما الثالث التي هي فى اآلخرة فهول يوم القيامة‪،‬‬ ‫والحساب الشديد‪ ،‬والحسرة الطويلة‪.‬‬



‫وقال أحنف بن قيس (رضي اهلل عنه)‪ :‬ال راحة للحسود‪ ،‬وال مروة‬ ‫للكذوب‪ ،‬وال حيلة للبخيل‪ ،‬وال وفاء للملوك‪ ،‬وال سؤدد لسيئ الخلق‪ ،‬والراد‬ ‫لقضاء اهلل‪ .‬وسئل (عن) بعض الحكماء‪ :‬هل يعرف العبد إذا تاب أن توبته‬ ‫قبلت أم ردت؟ قال‪ :‬ال أحكم فى ذلك‪ ،‬ولكن لذلك عالمة‪ :‬إحداها أن يرى‬ ‫نفسه غير معصومة من المعصية‪ ،‬ويرى فى قلبه الفرح غائبا والحزن شاهدا‪،‬‬ ‫ويقرب أهل الخير ويباعد أهل الشر‪ ،‬ويرى القليل من الدنيا كثيرا ويرى الكثير‬ ‫من عمل اآلخرة قليال‪ ،‬ويرى قلبه مشتغال بما ضمن من اهلل تعالى فارغا عما‬ ‫ضمن اهلل تعالى منه‪ ،‬ويكون حافظ اللسان دائم الفكرة الزم الغم والندامة‪.‬‬ ‫وقال يحيى بن معاذ (رحمه اهلل)‪ :‬من أعظم اإلغترار عندي التمادي فى‬ ‫الذنوب على رجاء العفو من غير ندامة‪ ،‬وتوقع القرب من اهلل تعالى بغير‬ ‫طاعة‪ ،‬وانتظار زرع الجنة ببذر النار‪ ،‬وطلب دار المطيعين بالمعاصي‪ ،‬وانتظار‬ ‫الجزاء بغير عمل‪ ،‬والتمني على اهلل عز وجل مع اإلفراط‪.‬‬ ‫يرجو النجاة وال يسلك مسلكها • إن السفينة ال تجري على اليبس‬ ‫وقال أحنف بن قيس حين سئل‪ :‬ما خير ما يعطى العبد؟ قال‪ :‬عقل‬ ‫غريزي‪ ،‬قيل‪ :‬فإن لم يكن؟ قال‪ :‬أدب صالح‪ ،‬قيل‪ :‬فإن لم يكن؟ قال‪:‬‬ ‫صاحب موافق‪ ،‬قيل‪ :‬فإن لم يكن؟ قال‪ :‬قلب مرابط‪ ،‬قيل‪ :‬فإن لم يكن؟‬ ‫قال‪ :‬طول الصمت‪ ،‬قيل‪ :‬فإن لم يكن؟ قال‪ :‬موت حاضر‪.‬‬



‫باب السباعي‬ ‫عن أبي هريرة (رضي اهلل عنه) عن النبي‪ :‬سبعة نفر يظلهم اهلل يوم القيامة‬ ‫تحت ظل عرشه يوم ال ظل إال ظله أولها‪ :‬إمام عادل‪ ،‬وشاب نشأ فى عبادة‬ ‫اهلل تعالى‪ ،‬ورجل ذكر اهلل خاليا ففاضت عيناه دمعا من خشية اهلل تعالى‪،‬‬ ‫ورجل قلبه متعلق بالمسجد حتى يرجع إليه‪ ،‬ورجل تصدق بصدقة فأخفأها فلم‬ ‫تعلم شماله بما صنعت يمينه‪ ،‬ورجالن تحابا فى اهلل‪ ،‬ورجل دعته امرأة ذات‬ ‫جمال إلى نفسها فأبى وقال إني أخاف اهلل تعالى‪.‬‬ ‫وقال أبو بكر الصديق رضي اهلل عنه‪ :‬البخيل ال يخلو من إحدى السبع‪:‬‬ ‫إما أن يموت فيرثه من يبذل ماله وينفقه لغير ما أمر اهلل تعالى‪ ،‬أو يسلط اهلل‬ ‫عليه سلطانا جائرا فيأخذه منه بعد تذليل نفسه‪ ،‬أو يهيج له شهوة يفسد عليه‬ ‫ماله‪ ،‬أو يبدو له رأي فى بناء أو عمارة فى أرض خراب فيذهب فيه ماله‪ ،‬أو‬ ‫يصيب له نكبة من نكبات الدنيا من غرق أو حرق أو سرقة وما أشبه ذلك‪ ،‬أو‬ ‫يصيبه علة دائمة فينفق ماله فى مداواتها‪ ،‬أو يدفنه فى موضع من المواضع‬ ‫فينساه فال يجده‪.‬‬ ‫قال عمر (رضي اهلل عنه)‪ :‬من كثر ضحكه قلت هيبته‪ ،‬ومن استخف‬ ‫بالناس استُ ِخف به‪ ،‬ومن أكثرفى شيء عرف به‪ ،‬ومن كثر كالمه كثر سقطه‪،‬‬ ‫ومن كثر سقطه قل حياؤه‪ ،‬ومن قل حياؤه قل ورعه‪ ،‬ومن قل ورعه مات قلبه‪.‬‬



‫وعن عثمان (رضي اهلل عنه) أنه قال فى قوله تعالى‪ :‬وكان تحته كنز لهما‬



‫وكان أبوهما صالحا قال‪ :‬الكنز لوح من ذهب وعليه سبعة أسطر مكتوب فى‬



‫إحداها عجبت لمن عرف الموت وهو يضحك‪ ،‬وعجبت لمن عرف الدنيا‬ ‫فانية وهو يرغب فيها‪ ،‬وعجبت لمن عرف أن األمور بأقدار وهو يغتم للفوات‪،‬‬ ‫وعجبت لمن عرف الحساب وهو يجمع ماال‪ ،‬وعجبت لمن عرف النار وهو‬ ‫يذنب‪ ،‬وعجبت لمن عرف اهلل يقينا وهو يذكر غيره‪ ،‬وعجبت لمن عرف‬ ‫الجنة يقينا وهو يستريح بالدنيا‪ ،‬وعجبت لمن عرف الشيطان عدوا فأطاعه‪،‬‬ ‫وسئل عن علي (رضي اهلل عنه)‪ :‬ما أثقل من السماء وما أوسع من األرض‪ ،‬وما‬ ‫أغنى من البحر‪ ،‬وما أشد من الحجر‪ ،‬وما أحر من النار‪ ،‬وما أبرد من‬ ‫الزمهرير‪ ،‬وما أمر من السم؟ فقال علي (رضي اهلل عنه)‪ :‬البهتان على البرايا‬ ‫أثقل من السماء‪ ،‬والحق أوسع من األرض‪ ،‬وقلب القانع أغنى من البحر‪،‬‬ ‫وقلب المنافق أشد من الحجر‪ ،‬والسلطان الجائر أحر من النار‪ ،‬والحاجة من‬ ‫اللئيم أبرد من الزمهرير‪ ،‬والصبر أمر من السم‪( .‬وقيل النميمة أمر من السم)‪.‬‬ ‫وقال النبي عليه السالم‪ :‬الدنيا دار من ال دار له‪ ،‬ومال من ال مال له‪ ،‬ولها‬ ‫يجمع من ال عقل له‪ ،‬ويشتغل بشهوتها من ال فهم له‪ ،‬وعليها يعاقب من ال‬ ‫علم له‪ ،‬ولها يحسد من ال لب له‪ ،‬ولها يسعى من ال يقين له‪.‬‬ ‫وعن جابر بن عبد اهلل األنصاري (رضي اهلل عنه) عن النبي أنه قال‪ :‬ما‬ ‫زال يوصيني جبرائيل بالجار حتى ظننت أنه يجعله وارثا‪ ،‬وما زال يوصيني‬ ‫بالنساء حتى ظننت أنه سيحرم طالقهن‪ ،‬وما زال يوصيني بالمملوكين حتى‬ ‫ظننت أنه يجعل لهم وقتا يعتقون فيه‪ ،‬وما زال يوصيني بالسواك حتى ظننت‬ ‫أنه فريضة‪ ،‬وما زال يوصيني بالصالة فى الجماعة حتى ظننت أنه ال يقبل اهلل‬



‫تعالى صالة إال فى الجماعة‪ ،‬وما زال يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أنه ال‬ ‫نوم بالليل‪ ،‬وما زال يوصيني بذكر اهلل حتى ظننت أنه ال ينفع قول إال به‪.‬‬



‫وقال النبي عليه السالم‪ :‬سبعة ال ينظر إليهم الخالق يوم القيامة وال‬ ‫يزكيهم ويدخلهم النار‪ :‬الفاعل‪ ،‬والمفعول به‪ ،‬والناكح بيده‪ ،‬وناكح البهيمة‪،‬‬ ‫ون اكح المرأة من دبرها‪ ،‬والجامع بين المرأة وابنتها‪ ،‬والزاني بحليلة جاره‪،‬‬ ‫والمؤذي جاره حتى يلعنه‪.‬‬ ‫وقال النبي‪ :‬الشهداء سبعة سوى المقتول فى سبيل اهلل‪ ،‬أولهم‪ :‬المبطون‬ ‫شهيد‪ ،‬والغريق شهيد‪ ،‬وصاحب ذات الجنب شهيد‪ ،‬والمطعون شهيد‪،‬‬ ‫والحريق شهيد‪ ،‬والميت تحت الهدم شهيد‪ ،‬والمرأة التي ماتت عن الوالدة‬ ‫شهيد‪.‬‬ ‫وعن بن عباس (رضي اهلل عنهما)‪ :‬حق على العاقل أن يختار سبعا على‬ ‫سبع‪ :‬الفقر على الغني‪ ،‬والذل على العز‪ ،‬والتواضع على الكبر‪ ،‬والجوع على‬ ‫الشبع‪ ،‬والغم على السرور‪ ،‬والدون على المرتفع‪ ،‬والموت على الحياة‪.‬‬



‫باب الثماني‬ ‫قال النبي عليه السالم‪ :‬ثمانية أشياء ال تشبع من ثمانية‪ :‬العين من النظر‪،‬‬ ‫واألرض من المطر‪ ،‬واألنثى من الذكر‪ ،‬والعالم من العلم‪ ،‬والسائل من‬ ‫المسئلة‪ ،‬والحريص من الجمع‪ ،‬والبحر من الماء‪ ،‬والنار من الحطب‪.‬‬ ‫وقال أبو بكر الصديق (رضي اهلل عنه) ثمانية أشياء هن زينة لثمانية أشياء‪:‬‬ ‫العف اف زينة الفقر‪ ،‬والشكر زينة النعمة‪ ،‬والصبر زينة البالء‪ ،‬والحلم زينة‬



‫العلم‪ ،‬والتذلل زينة المتعلم‪ ،‬وكثرة البكاء زينة الخوف‪ ،‬وترك المنة زينة‬ ‫اإلحسان‪ ،‬والخشوع زينة الصالة‪.‬‬ ‫وقال عمر (رضي اهلل عنه)‪ :‬من ترك فضول الكالم منح الحكمة‪ ،‬ومن‬ ‫ترك فضول النظر منح خشوع القلب‪ ،‬ومن ترك فضول الطعام منح لذة‬ ‫العبادة‪ ،‬ومن ترك فضول الضحك منح الهيبة‪ ،‬ومن ترك المزاح منح البهاء‪،‬‬ ‫ومن ترك حب الدنيا منح حب اآلخرة‪ ،‬ومن ترك االشتغال بعيوب غيره منح‬ ‫اإلصالح لعيوب نفسه‪ ،‬ومن ترك التجسس فى كيفية اهلل تعالى منح البراءة من‬ ‫النفاق‪.‬‬ ‫وعن عثمان (رضي اهلل عنه) أنه قال‪ :‬عالمات العارفين ثمانية أشياء‪ :‬قلبه‬ ‫مع الخوف والرجاء‪ ،‬ولسانه مع الحمد والثناء‪ ،‬وعيناه مع الحياء والبكاء‪،‬‬ ‫وإرادته مع الترك والرضاء (يعني ترك الدنيا وطلب رضا مواله)‪.‬‬ ‫وعن علي (رضي اهلل عنه)‪ :‬ال خير فى صالة ال خشوع فيها‪ ،‬وال خير فى‬ ‫صوم ال امتناع فيه عن اللغو‪ ،‬وال خير فى قراءة ال تدبر فيها‪ ،‬وال خير فى علم‬ ‫ال ورع فيه‪ ،‬وال خير فى مال ال سخاوة فيه‪ ،‬وال خير فى أخوة ال حفظ فيها‪،‬‬ ‫وال خير فى نعمة ال بقاء لها‪ ،‬وال خير فى دعاء ال إخالص فيه‪.‬‬



‫باب التساعي‬ ‫قال النبي‪ :‬أوحى اهلل تعالى إلى موسى بن عمران فى التوراة أن أمهات‬ ‫الخطايا ثالثة‪ :‬الكبر‪ ،‬والحسد‪ ،‬والحرص‪ ،‬فنشأمنها ستة فصرن تسعة‪ :‬األولى‬ ‫من الستة الشبع‪ ،‬والنوم‪ ،‬والراحة‪ ،‬وحب األموال‪ ،‬وحب الثناء والمحمدة‪،‬‬ ‫وحب الرياسة‪.‬‬ ‫وقال أبو بكر الصديق (رضي اهلل عنه)‪ :‬العباد ثالثة أصناف‪ ،‬لكل صنف‬ ‫ثالث عالمات يعرفون بها‪ :‬صنف يعبدون اهلل تعالى على سبيل الخوف‪،‬‬ ‫وصنف يعبدون اهلل على سبيل الرجاء‪ ،‬وصنف يعبدون اهلل على سبيل الحب؛‬ ‫فلألول ثالث عالمات‪ :‬يستحقر نفسه‪ ،‬ويستقل حسناته‪ ،‬ويستكثر سيئاته؛‬ ‫وللثاني ثالث عالمات‪ :‬يكون قدوة الناس فى جميع الحاالت‪ ،‬ويكون أسخى‬ ‫الناس كلهم بالمال فى الدنيا‪ ،‬ويكون أحسن الظن باهلل فى الخلق كلهم؛‬ ‫وللثالث ثالثة عالمات‪ :‬يعطي ما يحبه وال يبالي بعد أن يرضى ربه‪ ،‬ويعمل‬ ‫بسخط نفسه بعد أن يرضى ربه‪ ،‬ويكون فى جميع الحاالت مع سيده فى أمره‬ ‫ونهيه‪.‬‬ ‫وقال عمر (رضي اهلل عنه)‪ :‬إن ذرية الشيطان تسعة‪ :‬زليتون‪ ،‬ووثين‪،‬‬ ‫ولقوس‪ ،‬وأعوان‪ ،‬وهفاف‪ ،‬ومرة‪ ،‬والمسوط‪ ،‬وداسم‪ ،‬وولهان‪ .‬فأما زليتون فهو‬ ‫صاحب األسواق فنصب فيها رايته؛ وأما وثين فهو صاحب المصيبات؛ وأما‬ ‫أعوان فهو صاحب السلطان‪ ،‬وأما هفاف فهو صاحب الشراب‪ ،‬وأما مرة فهو‬



‫صاحب المزامير‪ ،‬وأما لقوس فهو صاحب المجوس‪ ،‬وأما المسوط فهو‬



‫صاحب األخبار يلقيه ا فى أفواه الناس وال يجدون لها أصال؛ وأما الداسم فهو‬



‫صاحب البيوت إذا دخل الرجل المنزل ولم يسلم ولم يذكر اسم اهلل تعالى‬ ‫أوقع فيما بينهم [بينهما] المنازعة حتى يقع الطالق والخلع والضرب؛ وأما‬ ‫ولهان فهو يوسوس فى الوضوء والصالة والعبادات‪.‬‬ ‫وقال عثمان (رضي اهلل عنه)‪ :‬من حفظ الصلوات الخمس لوقتها ودوام‬ ‫عليها أكرمه اهلل بتسع كرامات‪ .‬أولها‪ :‬أن يحبه اهلل‪ ،‬ويكون بدنه صحيحا‪،‬‬ ‫وتحرسه المالئكة‪ ،‬وتنزل البركة فى داره‪ ،‬ويظهر على وجهه سيماء الصالحين‪،‬‬ ‫ويلين اهلل قلبه‪ ،‬ويكور على صراط المستقيم كالبرق الالمع‪ ،‬وينجيه اهلل من‬ ‫النار‪ ،‬وينزله اهلل فى جوار الذين ال خوف عليهم وال هم يحزنون‪.‬‬ ‫وعن علي (رضي اهلل عنه)‪ :‬البكاء على ثالثة أوجه‪ ،‬أحدها من خوف‬ ‫عذاب اهلل تعالى‪ ،‬والثاني من رهبة السخط‪ ،‬والثالث من خشية القطيعة‪ .‬فأما‬ ‫األول فهو كفارة الذنوب‪ ،‬وأما الثاني فهو طهارة للعيوب‪ ،‬وأما الثالث فهو‬ ‫الوالية مع رضى المحبوب؛ فثمرة كفارة الذنوب النجاة من العقوبات‪ ،‬وثمرة‬ ‫طهارة العيوب النعيم المقيم والدرجات العلى‪ ،‬وثمرة الوالية مع رضى‬ ‫المحبوب حسن البشارة من اهلل تعالى بالرضى والرؤية‪ ،‬وزيارة المالئكة زيادة‬ ‫الفضيلة‪.‬‬



‫باب العشاري‬ ‫قال رسول اهلل‪ :‬عليكم بالسواك فإن فيه عشر خصال‪ :‬يطهر الفم‪،‬‬



‫ويرضي الرب‪ ،‬ويسخط الشيطان‪ ،‬ويحبه الرحمن والحفظة‪ ،‬ويشد اللثة‪،‬‬



‫ويقطع البلغم‪ ،‬ويطيب النكهة‪ ،‬ويطفئ المرة‪ ،‬ويجلي البصر‪ ،‬ويذهب البخرة‪،‬‬ ‫وهو من السنة‪ .‬ثم قال عليه السالم‪ :‬والصالة بالسواك أفضل من سبعين‬ ‫صالة بغير سواك‪.‬‬ ‫وقال أبو بكر الصديق (رضي اهلل عنه)‪ :‬ما من عبد رزقه اهلل عشر خصال‬ ‫إال وقد نجا من اآلفات والعاهات كلها‪ ،‬وصار فى درجة المقربين‪ ،‬ونال درجة‬ ‫المتقين‪ :‬أولها صدق دائم معه قلب قانع‪ ،‬والثاني صبر كامل معه شكر دائم‪،‬‬ ‫والثالث فقر دائم معه زهد حاضر‪ ،‬والرابع فكر دائم معه بطن جائع‪،‬‬ ‫والخامس حزن دائم معه خوف متصل‪ ،‬والسادس جهد دائم معه بدن‬ ‫متواضع‪ ،‬والسابع رفق دائم معه رحم حاضر‪ ،‬والثامن حب دائم معه حياء‪،‬‬ ‫والتاسع علم نافع معه حلم دائم‪ ،‬والعاشر إيمان دائم معه عقل ثابت‪.‬‬ ‫وقال عمر (رضي اهلل عنه)‪ :‬عشرة ال تصلح بغير عشرة‪ :‬ال يصلح العقل‬ ‫بغير ورع‪ ،‬وال الفضل بعير علم‪ ،‬وال الفوز بغير خشية‪ ،‬وال السلطان بغير‬ ‫عدل‪ ،‬وال الحسب بغير أدب‪ ،‬وال السرور بغير أمن‪ ،‬وال الغنى بغير جود‪ ،‬وال‬ ‫الفقر بغير قناعة‪ ،‬وال الرفعة بغير تواضع‪ ،‬وال الجهاد بغير توفيق‪.‬‬ ‫وقال عثمان (رضي اهلل عنه)‪ :‬أضيع األشياء عشرة‪ :‬عالم ال يسأل عنه‪،‬‬ ‫وعلم ال يعمل به‪ ،‬ورأي صواب ال يقبل‪ ،‬وسالح ال يستعمل‪ ،‬ومسجد ال‬ ‫يصلى فيه‪ ،‬ومصحف ال يقرأ عنه‪ ،‬ومال ال ينفق منه‪ ،‬وخيل ال يركب‪ ،‬وعلم‬ ‫الزهد فى بطن من يريد الدنيا‪ ،‬وعمر طويل ال يتزود [صاحبه] فيه لسفره‪.‬‬



‫وقال علي (رضي اهلل عنه)‪ :‬العلم خير ميراث‪ ،‬واألدب خير حرفة‪ ،‬والتقوى‬ ‫خير زاد‪ ،‬والعبادة خير بضاعة‪ ،‬والعمل الصالح خير قائد‪ ،‬وحسن الخلق خير‬



‫قرين‪ ،‬والحلم خير وزير‪ ،‬والقناعة خير غني‪ ،‬والتوفيق خير عون‪ ،‬والموت خير‬ ‫مؤدب‪.‬‬ ‫وقال عليه السالم‪ :‬عشرة من هذه األمة هم كفار باهلل العظيم ويظنون أنهم‬ ‫المؤمنون‪ :‬القاتل بغير حق‪ ،‬والساحر‪ ،‬والديوث الذي ال يغار على أهله‪ ،‬ومانع‬ ‫الزكاة‪ ،‬وشارب الخمر‪ ،‬ومن وجب عليه الحج فلم يحج‪ ،‬والساعي فى الفتن‪،‬‬ ‫وبائع السالح من أهل الحرب‪ ،‬وناكح المرأة فى دبرها‪ ،‬وناكح ذات رحم‬ ‫محرم‪ .‬إن علم هذه األفعال حالال فقد كفر‪.‬‬ ‫وقال النبي‪ :‬ال يكون العبد فى السماء وال فى األرض مؤمنا حتى يكون‬ ‫وصوال‪ ،‬وال يكون وصوال حتى يكون مسلما‪ ،‬وال يكون مسلما حتى يسلم‬ ‫الناس من يده ولسانه‪ ،‬وال يكون مسلما حتى يكون عالما‪ ،‬وال يكون عالما‬ ‫حتى يكون بالعلم عامال‪ ،‬وال يكون بالعلم عامال حتى يكون زاهدا‪ ،‬وال يكون‬ ‫زاهدا حتى يكون ورعا‪ ،‬وال يكون ورعا حتى يكون متواضعا‪ ،‬وال يكون‬ ‫متواضعا حتى يكون عارفا بنفسه‪ ،‬وال يكون عارفا بنفسه حتى يكون عاقال فى‬ ‫كالمه‪.‬‬ ‫وقيل‪ :‬رأى يحيى بن معاذ الرازي (رحمه اهلل) فقيها راغبا فى الدنيا فقال‪:‬‬ ‫يا صاحب العلم والسنة‪ ،‬قصوركم قيصرية‪ ،‬وبيوتكم كسروية‪ ،‬ومساكنكم‬ ‫قارونية‪ ،‬وأبوابكم طالوتية‪ ،‬وثيابكم جالوتية‪ ،‬ومذاهبكم شيطانية‪ ،‬وضياعكم‬ ‫ماردية‪ ،‬وواليتكم فرعونية‪ ،‬وقضائكم عاجيلية أصحاب رشوة غشاشية‪،‬‬



‫ومماتكم جاهلية فأين المحمدية‪ .‬وقال‪:‬‬



‫أيها المناجي ربه بأنواع الكالم • والطالب مسكنه فى دار السالم‬



‫والمتسوف للتوبة عاما بعد عام • وما أراك منصفا لنفسك بين األنام‬ ‫إنك لو رافقت يومك يا غافل بالصيام • وأحييت طول ليلك بالقيام‬ ‫واقتصرت بالقليل من الماء والطعام • لكنت أحرى أن تنال شرف المقام‬ ‫والكرامة العظيمة من رب األنام • والرضوان األكبر من ذي الجالل واإلكرام‬ ‫وقال بعض الحكماء‪ :‬عشر خصال يبغصها اهلل سبحانه وتعالى من عشرة‬ ‫أنفس‪ :‬البخل من األغنياء‪ ،‬والكبر من الفقراء‪ ،‬والطمع من العلماء‪ ،‬وقلة‬ ‫الحياء من النساء‪ ،‬وحب الدنيا من الشيوخ‪ ،‬والكسل من الشباب‪ ،‬والجور من‬ ‫السلطان‪ ،‬والجبن من الغزاة‪ ،‬والعجب من الزاهد‪ ،‬والرياء من العباد‪.‬‬ ‫وقال رسول اهلل‪ :‬العافية على عشرة أوجه‪ ،‬خمسة فى الدنيا وخمسة فى‬ ‫اآلخرة؛ فأما التي فى الدنيا [فهي] العلم‪ ،‬والعبادة‪ ،‬والرزق من الحالل‪،‬‬ ‫والصبر على الشدة‪ ،‬والشكر على النعمة‪ ،‬وأما التي فى اآلخرة فإنه يأتيه ملك‬ ‫الموت بالرحمة واللطف‪ ،‬وال يروعه منكر ونكير فى القبر‪ ،‬ويكون آمنا فى‬ ‫الفزع األكبر‪ ،‬وتمحى سيئاته وتقبل حسناته‪ ،‬ويمر على الصراط كالبرق‬ ‫الالمع‪ ،‬ويدخل الجنة فى السالمة‪.‬‬ ‫وقال أبو الفضل رحمه اهلل‪ :‬سمى اهلل تعالى كتابه بعشرة أسماء‪ :‬قرآنا‪،‬‬ ‫وفرقانا‪ ،‬وكتابا‪ ،‬وتنزيال‪ ،‬وهدى‪ ،‬ونورا‪ ،‬ورحمة‪ ،‬وشفاء‪ ،‬وروحا‪ ،‬وذكرا؛ أما‬ ‫القرآن والفرقان والكتاب والتنزيل فمشهور‪ ،‬وأما الهدى والنور والرحمة‬ ‫والشفاء [فقد] قال اهلل تعالى‪ :‬يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم‬ ‫وشفاء لما فى الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين‪ ،‬قد جاءكم من اهلل نور وكتاب‬



‫مبين‪ ،‬وأما الروح فقال‪ :‬وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا‪ ،‬وأما الذكر فقال‪:‬‬ ‫وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس‪.‬‬ ‫وقال لقمان البنه‪ :‬يابني إن الحكمة أن تعمل عشرة أشياء‪ :‬أحدها تحيى‬ ‫القلب الميت‪ ،‬وتجلس المسكين‪ ،‬وتتقي مجالس الملوك‪ ،‬وتشرف الوضيع‪،‬‬ ‫وتحرر العبيد‪ ،‬وتؤوي الغريب‪ ،‬وتغني الفقير‪ ،‬وتزيد ألهل الشرف شرفا وللسيد‬ ‫سؤددا‪ .‬وهي أفضل من المال‪ ،‬وحرز من الخوف‪ ،‬وعدة فى الحرب‪ ،‬وبضاعة‬ ‫حين يربح‪ .‬وهي شفيعة حين يعتريه (العبد) الهول‪ ،‬وهي دليلة حين ينتهي به‬ ‫اليقين إلى النفس‪ ،‬وهي سترة حين ال يستره ثوب‪.‬‬ ‫وقال بعض الحكماء‪ :‬ينبغي للعقل إذا تاب أن يفعل عشر خصال‪،‬‬ ‫إحداها إستغفار باللسان‪ ،‬وندم بالقلب‪ ،‬وإقالع بالبدن‪ ،‬والعزم أن ال يعود‬ ‫[إلى المعصية] أبدا‪ ،‬وحب اآلخرة‪ ،‬وبغض الدنيا‪ ،‬وقلة الكالم‪ ،‬وقلة األكل‬ ‫والشرب حتى يتفرغ للعلم والعبادة‪ ،‬وقلة النوم‪ .‬وقال اهلل تعالى‪ :‬كانوا قليال‬ ‫من الليل ما يهجعون وباألسحار هم يستغفرون‪.‬‬ ‫قال أنس بن مالك (رضي اهلل عنه)‪ :‬إن األرض تنادي كل يوم بعشر‬ ‫كلمات وتقول‪ :‬يا ابن آدم‪ ،‬تسعى على ظهري ومصيرك فى بطني‪ ،‬وتعصي‬ ‫على ظهري وتعذب فى بطني‪ ،‬وتضحك على ظهري وتبكي فى بطني‪ ،‬وتفرح‬ ‫على ظهري وتحزن فى بطني‪ ،‬وتجمع المال على ظهري وتندم فى بطني‪،‬‬ ‫وتأكل الحرام على ظهري وتأكلك الديدان فى بطني‪ ،‬وتختال على ظهري‬



‫وتذل فى بطني‪ ،‬وتمشي مسرورا على ظهري وتقع حزينا فى بطني‪ ،‬وتمشي فى‬



‫نور على ظهري وتقع فى الظلمات فى بطني‪ ،‬وتمشي على المجامع على‬ ‫ظهري وتقع وحيدا فى بطني‪.‬‬ ‫قال رسول اهلل‪ :‬من كثر ضحكه عوقب بعشر عقوبات‪ :‬أولها يموت قلبه‪،‬‬ ‫ويذهب الماء على وجهه‪ ،‬ويشمت به الشيطان‪ ،‬ويغضب عليه الرحمن‪،‬‬ ‫ويناقش به يوم القيامة‪ ،‬ويعرض عنه النبي يوم القيامة‪ ،‬وتلعنه المالئكة‪ ،‬ويبغضه‬ ‫أهل السموات واألرضين‪ ،‬وينسى كل شيء‪ ،‬ويفتضح يوم القيامة‪.‬‬ ‫وقال الحسن البصري (رحمه اهلل)‪ :‬يوما بينما أنا أطوف أزقة البصرة وفى‬ ‫أسواقها مع شاب عابد فإذا أنا بلغنا بطبيب وهو جالس على الكرسي بين يديه‬ ‫رجال ونساء وصبيان بأيديهم قوارير فيها ماء‪ ،‬وكل واحد منهم يستوصف دواء‬ ‫لدائه‪ ،‬فقال‪ :‬فتقدم الشاب إلى الطبيب فقال‪ :‬أيها الطبيب هل عندك دواء‬ ‫يغسل الذنوب‪ ،‬ويشفى مرض القلوب؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬هات‪ ،‬فقال‪ :‬خذ‬ ‫مني عشر أشياء‪ :‬خذ عروق شجرة الفقر مع عروق شجرة التواضع‪ ،‬واجعل‬ ‫فيها هليلج التوبة‪ ،‬واطرحه فى هاون الرضاء‪ ،‬واسحقه بمنجار القناعة‪ ،‬واجعله‬ ‫فى قدر التقى‪ ،‬وصب عليه ماء الحياء‪ ،‬واغله بنار المحبة‪ ،‬واجعله فى قدح‬ ‫الشكر‪ ،‬وروحه بمروحة الرجاء‪ ،‬واشربه بملعقة الحمد ‪ ...‬فإنك إن فعلت‬ ‫ذلك فإنه ينفعك من كل داء وبالء فى‬ ‫وقيل بعض الملوك خمسة من العلماء والحكماء فأمرهم أن يتكلم كل‬ ‫واحد بحكمة‪ ،‬فتكلم كل واحد منهم بحكمتين فصارت عشرا‪ .‬فقال األول‪:‬‬ ‫خوف الخالق آمن وأمنه كفر‪ ،‬وأمن المخلوق عتق وخوفه رق‪ .‬وقال الثاني‪:‬‬ ‫الرجاء من اهلل تعالى غني يضره فقر‪ ،‬واليأس عنه فقر ال ينفع معه غني‪ .‬وقال‬



‫الثالث‪ :‬ال يضر معه غني القلب فقر الكيس‪ ،‬وال ينفع مع فقر القلب غني‬ ‫الكيس‪ .‬وقال الرابع‪ :‬ال يزداد غني القلب مع الجود إال غنى‪ ،‬وال يزداد فقر‬ ‫القلب مع غني الكيس إال فقرا‪ .‬وقال الخامس‪ :‬أخذ القليل من الخير خير‬ ‫من ترك الكثير من الشر‪ ،‬وترك الجميع من الشر خير من أخذ القليل من‬ ‫الخير‪.‬‬ ‫وقال ابن عباس (رضي اهلل تعالى عنه) عن النبي‪ :‬عشرة أصناف من أمتي‬ ‫ال يدخلون الجنة إال من تائب‪ ،‬أولهم القالع‪ ،‬والجيوف‪ ،‬والقتات‪ ،‬والدبوب‪،‬‬ ‫والديوث‪ ،‬وصاحب العرطبة‪ ،‬وصاحب الكوبة‪ ،‬والعتل‪ ،‬والزنيم‪ ،‬والعاق لوالديه‬ ‫قيل‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬ما القالع؟ قال‪ :‬الذي يمشي بين يديه األمراء‪ .‬وقيل‪ :‬ما‬ ‫الجيوف؟ قال‪ :‬النباش‪ ،‬وقيل‪ :‬ما القتات؟ قال‪ :‬النمام‪ ،‬وقيل ما الدبوب؟ قال‪:‬‬ ‫الذي يجمع فى بيته الفتيات للفجور‪ ،‬وقيل‪ :‬ما الديوث؟ قال‪ :‬الذي ال يغار‬ ‫على أهله‪ ،‬وقيل ما صاحب العرطبة؟ قال‪ :‬الذي يضرب بالطبل‪ ،‬وقيل‪ :‬ما‬ ‫صاحب الكوبة؟ قال‪ :‬الذي يضرب الطنبور‪ ،‬وقيل‪ :‬ما العتل؟ قال‪ :‬الذي ال‬ ‫يعفو عن الذنب وال يقبل العذر‪ ،‬وقيل‪ :‬ما الزنيم؟ قال‪ :‬الذي ولد من الزنى‬ ‫ويقعد على قارعة الطريق فيغتاب الناس‪ ،‬والعاق مشهور‪.‬‬ ‫قال النبي‪ :‬عشرة نفر لن يقبل اهلل تعالى صالتهم‪ :‬رجل صلى وحيدا بغير‬ ‫قراءة‪ ،‬ورجل ال يؤدي الزكاة‪ ،‬ورجل يؤم قوما وهم له كارهون‪ ،‬ورجل مملوك‬ ‫آبق‪ ،‬ورجل شارب الخمرمدمن‪ ،‬وامرأة باتت وزوجها ساخط عليها‪ ،‬وامرأة حرة‬ ‫تصلى بغير خمار‪ ،‬وآكل الربى‪ ،‬واإلمام الجائر‪ ،‬ورجل ال تنهاه صالته عن‬



‫الفحشاء والمنكر ال يزداد من اهلل إال بعدا‪.‬‬



‫وقال النبي‪ :‬ينبغي للداخل فى المسجد عشر خصال‪ :‬أولها أن يتعاهد‬ ‫خفيه أو نعله‪ ،‬وأن يبدأ برجله اليمنى‪ ،‬وأن يقول إذا دخل بسم اهلل وسالم على‬ ‫رسول اهلل وعلى مالئكة اهلل‪ ،‬اللهم افتح لنا أبواب رحمتك إنك أنت الوهاب‪،‬‬ ‫وأن يسلم على أهل المسجد‪ ،‬وأن يقول إذا لم يكن فيه أحد السالم علينا‬ ‫وعلى عباد اهلل الصالحين‪ ،‬وأن يقول أشهد أن ال إله إال اهلل وأن محمدا رسول‬ ‫اهلل وال يمر بين يدي المصلى‪ ،‬وأن ال يعمل بعمل الدنيا وال يتكلم بكالم‬ ‫الدنيا‪ ،‬وأن ال يخرج حتى يصلى ركعتين‪ ،‬وأن ال يدخل إال بوضوء‪ ،‬وأن يقول‬ ‫إذا قام سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن ال إله إال أنت‪ ،‬أستغفرك وأتوب‬ ‫إليك‪.‬‬ ‫وعن أبي هريرة (رحمه اهلل) عن النبي‪ :‬الصالة عماد الدين وفيها عشر‬ ‫خصال‪ :‬زين الوجه‪ ،‬ونور القلب‪ ،‬وراحة البدن‪ ،‬وأنس فى القبر‪ ،‬ومنزل‬ ‫الرحمة‪ ،‬ومفتاح السماء‪ ،‬وثقل الميزان‪ ،‬ومرضاة الرب‪ ،‬وثمن الجنة‪ ،‬وحجاب‬ ‫من النار؛ ومن أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين‪.‬‬ ‫وعن عائشة عن النبي أنه قال‪ :‬إذا أراد اهلل تعالى أن يدخل أهل الجنة فى‬ ‫الجنة بعث إليهم ملكا ومعه هدية وكسوة من الجنة‪ ،‬فإذا أرادوا أن يدخلوها‬ ‫قال لهم الملك‪ :‬قفوا‪ ،‬إن معي هدية من رب العالمين‪ .‬قالوا وما تلك الهدية؟‬ ‫فيقول الملك‪ :‬هي عشرة خواتم مكتوب على أحدها‪ :‬سالم عليكم طبتم‬ ‫فادخلوها خالدين؛ وفى الثاني مكتوب‪ :‬رفعت عنكم األحزان والهموم؛ وفى‬ ‫الثالث مكتوب‪ :‬وتلك الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون؛ وفى الرابع مكتوب‪:‬‬



‫ألبسناكم الحلل والحلى؛ وفى الخامس مكتوب‪ :‬وزوجناهم بحور عين‪ ،‬إني‬ ‫جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون؛ وفى السادس مكتوب‪ :‬هذا‬



‫جزاءكم اليوم بما فعلتم من الطاعة؛ وفى السابع مكتوب‪ :‬صرتم شبابا ال‬ ‫تهرمون أبدا؛ وفى الثامن مكتوب‪ :‬صرتم آمنين وال تخافون أبدا؛ وفى التاسع‬ ‫مكتوب‪ :‬رافقتم األنبياء والصديقين والشهداء والصالحين؛ وفى العاشر‬ ‫مكتوب‪ :‬سكنتم فى جوار الرحمن ذي العرش الكريم؛ ثم يقول الملك‬ ‫أدخلوها بسالم آمنين‪ .‬فيدخلون الجنة ويقولون الحمد هلل الذي أذهب عنا‬ ‫الحزن إن ربنا لغفور شكور‪ ،‬الحمد هلل الذي صدقنا وعده وأورثنا األرض نتبوأ‬ ‫من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين‪.‬‬ ‫وإذا أراد اهلل أن يدخل أهل النار فى النار بعث إليهم ملكا ومعه عشرة‬ ‫خواتم أولها مكتوب‪ :‬أدخلوها ال تموتون فيها أبدا وال تحيون وال تخرجون؛‬ ‫وفى الثاني مكتوب‪ :‬خوضوا فى العذاب ال راحة لكم؛ وفى الثالث مكتوب‪:‬‬ ‫يئسوا من رحمتي؛ وفى الرابع مكتوب‪ :‬أدخلوها فى الهم والغم والحزن أبدا؛‬ ‫وفى الخامس مكتوب‪ :‬لباسكم النار‪ ،‬وطعامكم الزقوم‪ ،‬وشرابكم الحميم‪،‬‬ ‫ومهادكم النار‪ ،‬وغواشيكم النار؛ وفى السادس مكتوب‪ :‬هذا جزائكم اليوم بما‬ ‫فعلتم من معصيتي؛ وفى السابع مكتوب‪ :‬سخطي عليكم فى النار أبدا؛ وفى‬ ‫الثامن مكتوب‪ :‬عليكم اللعنة بما تعمدتم من الذنوب الكبائر ولم تتوبوا ولم‬ ‫تندموا؛ وفى التاسع مكتوب‪ :‬قرنائكم الشياطين فى النارأبدا؛ وفى العاشر‬ ‫مكتوب‪ :‬اتبعتم الشيطان وأردتم الدنيا وتركتم اآلخرة فهذا جزائكم‪.‬‬ ‫وعن بعض الحكماء‪ :‬طلبت عشرة فى عشرة مواطن فوجدتها فى عشرة‬



‫أخرى‪ :‬طلبت الرفعة فى التكبر فوجدتها فى التواضع‪ ،‬وطلبت العبادة فى‬ ‫الصالة فوجدتها فى الورع‪ ،‬وطلبت الراحة فى الحرص فوجدتها فى الزهد‪،‬‬ ‫وطلبت نور القلب فى صالة النهار جهرا فوجدته فى صالة الليل سرا‪ ،‬وطلبت‬



‫نور القيامة فى الجود والسخاوة فوجدته فى العطش والصوم‪ ،‬وطلبت الجواز‬ ‫على الصراط فى أضحية فوجدتها فى الصدقة‪ ،‬وطلبت النجاة من النار فى‬ ‫المباحات فوجدتها فى ترك الشهوات‪ ،‬وطلبت حب اهلل تعالى فى الدنيا‬ ‫فوجدتها [ته] فى ذكر اهلل تعالى‪ ،‬وطلبت العافية فى المجامع فوجدتها فى‬ ‫العزلة‪ ،‬وطلبت نور القلب فى المواعظ وقراءة القرآن فوجدتها فى التفكر‬ ‫والبكاء‪.‬‬ ‫وقال ابن عباس (رضي اهلل عنهما) فى قوله تعالى‪ :‬وإذ ابْـتَـلَى إبراهيم ربُه‬ ‫بكلمات فأَتَ َّم ُه َّن قال‪ :‬عشر خصال من السنة‪ ،‬خمس فى الرأس وخمس فى‬ ‫البدن؛ فأما فى الرأس السواك [فهي]‪ ،‬والمضمضة‪ ،‬واإلستنشاق‪ ،‬وقص‬ ‫الشارب‪ ،‬والحلق‪ .‬وأما فى البدن [فهي] نتف اإلبط‪ ،‬وتقليم األظفار‪ ،‬وحلق‬ ‫العانة‪ ،‬والختان‪ ،‬واإلستنجاء‪.‬‬ ‫وعن ابن عباس قال‪ :‬من صلى على النبي واحدة صلى اهلل عليه عشرة‬ ‫(‪ )4‬ومن سبه مرة سب اهلل عليه عشرة مرات؛ أال ترى لقوله تعالى للوليد بن‬ ‫مغيرة لعنة اهلل عليه حين سب النبي مرة واحدة سبه اهلل عشر مرات فقال‪ :‬وال‬ ‫َّاع للخير ُم ْعتَ ٍد أ ٍ‬ ‫ش ٍاء بنَ ِم ٍ‬ ‫كل َحالَّفٍ َمهي ٍن‪َ ،‬ه َّما ٍز َم َّ‬ ‫َثيم‪ُ ،‬عتُ ٍّل بع َد ذالك‬ ‫يم‪َ ،‬من ٍ‬ ‫تُ ِط ْع َّ‬ ‫األولين يعني‬ ‫َزنِيم‪ ،‬أ ْن كان ذا مال وبنين‪ ،‬إذا تُـ ْتلى عليه آياتُنا قال‬ ‫أساطير َّ‬ ‫ُ‬ ‫يكذب بالقرآن‪.‬‬ ‫وقال إبراهيم بن أدهم (رحمه اهلل) حين سألوه عن قوله تعالى أدعوني‬



‫أستجب لكم‪ ،‬وإنا ندعو فلم يستجب لنا‪ .‬فقال‪ :‬ماتت قلوبكم من عشرة‬ ‫ْ‬ ‫أشياء‪ :‬أولها أنكم عرفتم اهلل ولم تؤدوا حقه‪ ،‬وقرأتم كتاب اهلل ولم تعملوا به‪،‬‬



‫وادعيتم عداوة إبليس وواليتموه‪ ،‬وادعيتم حب الرسول وتركتم أثره وسنته‪،‬‬ ‫وادعيتم حب الجنة ولم تعملوا لها‪ ،‬وادعيتم خوف النار ولم تنتهوا عن‬ ‫الذنوب‪ ،‬وادعيتم أن الموت حق ولم تستعدوا له‪ ،‬واشتغلتم بعيوب غيركم‬ ‫وتركتم عيوب أنفسكم‪ ،‬وتأكلون رزق اهلل وال تشكرونه‪ ،‬وتدفنون موتاكم وال‬ ‫تعتبرون‪.‬‬ ‫وقال النبي‪ :‬ما من عبد وأمة دعا بهذا الدعاء فى ليلة عرفة ألف مرة وهي‬ ‫عشر كلمات لم يسأل اهلل شيئا إال أعطاه ما لم يدع بقطيعة رحم أومأثم‪ ،‬أولها‬ ‫سبحان الذي فى السماء عرشه‪ ،‬سبحان الذي فى األرض ملكه وقدرته‪،‬‬ ‫سبحان الذي فى البر سبيله‪ ،‬سبحان الذي فى الهوى روحه‪ ،‬سبحان الذي فى‬ ‫النار سلطانه‪ ،‬سبحان الذي فى األرحام علمه‪ ،‬سبحان الذي فى القبور‬ ‫قضاؤه‪ ،‬سبحان الذي رفع السماء بال عمد‪ ،‬سبحان الذي وضع األرض‪،‬‬ ‫سبحان الذي ال ملجأ وال منجأ منه إال إليه‪.‬‬ ‫__________‬ ‫(‪ )4‬عشرة‪( :‬هكذا فى األصل) والصحيح عشرا‪.‬‬ ‫وعن ابن عباس (رضي اهلل عنهما) أنه قال‪ :‬قال رسول اهلل ذات يوم‬ ‫إلبليس عليه اللعنة‪ :‬كم أحباؤك من أمتي؟ قال‪ :‬عشر نفر أولهم اإلمام‬ ‫الجائر‪ ،‬والمتكبر‪ ،‬والغني الذي ال يبالي من أين يكتسب المال وفى ماذا‬ ‫ينفق‪ ،‬والعالم الذي صدق األمير على جوره‪ ،‬والتاجر الخائن‪ ،‬والمحتكر‪،‬‬ ‫والزاني‪ ،‬وآكل الربا‪ ،‬والبخيل الذي ال يبالي من أين يجمع المال‪ ،‬وشارب‬



‫الخمر مدمن عليها‪ .‬ثم قال النبي صلي اهلل عليه وسلم‪ :‬فكم أعداؤك من‬



‫أمتي؟ قال‪ :‬عشرون نفرا أولهم أنت يا محمد فإني أبغضك‪ ،‬والعالم العامل‬ ‫بالعلم‪ ،‬وحامل القرآن إذا عمل بما فيه‪ ،‬والمؤذن هلل فى خمس صلوات‪،‬‬ ‫ومحب الفقراء والمساكين واليتامى‪ ،‬وذو قلب رحيم‪ ،‬والمتواضع للحق‪،‬‬ ‫وشاب نشأ فى طاعة اهلل تعالى‪ ،‬وآكل الحالل‪ ،‬والشابان متحابان فى اهلل‪،‬‬ ‫والحريص على الصالة فى الجماعة‪ ،‬والذي يصلى بالليل والناس نيام‪ ،‬والذي‬ ‫يمسك نفسه عن الحرام‪ ،‬والذي ينصح (وفى رواية‪ :‬يدعو لألخوان) وليس فى‬ ‫قلبه شيء‪ ،‬والذي يكون أبدا على وضوء‪ ،‬وسخي‪ ،‬وحسن الخلق‪ ،‬والمصدق‬ ‫ربه بما ضمن اهلل له‪ ،‬والمحسن إلى مستورات األرامل‪ ،‬والمستعد للموت‪.‬‬ ‫وقال وهب ابن منبه‪ :‬مكتوب فى التوراة من تزود فى الدنيا صار يوم‬ ‫القيامة آمنا من عذاب اهلل‪ ،‬ومن ترك الحسد صار يوم القيامة محمودا على‬ ‫رؤوس الخالئق‪ ،‬ومن ترك حب الرياسة صار يوم القيامة عزيزا عند الملك‬ ‫الجبار‪ ،‬ومن ترك الفضول فى الدنيا صار ناعما فى األبرار ومن ترك الخصومة‬ ‫فى الدنيا صار من الفائزين‪ ،‬ومن ترك البخل فى الدنيا صار مذكورا عند رؤوس‬ ‫الخالئق‪ ،‬ومن ترك الراحة فى الدنيا صار يوم القيامة مسرورا‪ ،‬ومن ترك الحرام‬ ‫فى الدنيا صار يوم القيامة فى جوار األنبياء‪ ،‬ومن ترك النظر فى الحرام فى‬ ‫الدنيا أفرح اهلل عينه يوم القيامة فى الجنة‪ ،‬ومن ترك الغنى فى الدنيا واختار‬ ‫الفقر بعثه اهلل يوم القيامة مع الوليين والنبيين‪ ،‬ومن قام بحوائج الناس فى الدنيا‬ ‫قضى اهلل تعالى حوائجه فى الدنيا واآلخرة‪ ،‬ومن أراد أن يكون فى قبره مؤنس‬



‫فليقم فى ظلمة الليل وليصل‪ ،‬ومن أراد أن يكون فى ظل عرش الرحمن فليكن‬ ‫زاهدا‪ ،‬ومن أراد أن يكون حسابه يسيرا فليكن ناصحا لنفسه وإخوانه‪ ،‬ومن‬ ‫أراد أن يكون المالئكة زائرين [به] فليكن ورعا‪ ،‬ومن أراد أن يسكن فى‬



‫بحبوحة الجنة فليكن ذاكر اهلل بالليل والنهار‪ ،‬ومن أراد أن يدخل الجنة بغير‬ ‫حساب فليتب إلى اهلل توبة نصوحا‪ ،‬ومن أراد أن يكون غنيا فليكن راضيا بما‬ ‫قسم اهلل تعالى‪ ،‬ومن أراد أن يكون مع اهلل فقيها فليكن خاشعا‪ ،‬ومن أراد أن‬ ‫يكون حكيما فليكن عالما‪ ،‬ومن أراد أن يكون سالما من الناس فال يذكر أحدا‬ ‫إال بخير وليعتبر فيها [الناس] من أي شيء خلقت‪ ،‬ولماذا خلقت‪ ،‬ومن أراد‬ ‫الشرف فى الدنيا واآلخرة فليختر األخرة على الدنيا‪ ،‬ومن أراد الفردوس‬ ‫والنعيم الذي ال يفنى ال يضيع عمره فى فساد الدنيا‪ ،‬ومن أراد الجنة فى‬ ‫الدنيا واآلخرة فعليه بالسخاوة ألن السخي قريب إلى الجنة وبعيد من النار‪،‬‬ ‫ومن أراد أن ينور قلبه بالنور التام فعليه بالتفكر واإلعتبار‪ ،‬ومن أراد أن يكون‬ ‫لديه بدن صابر ولسان ذاكر وقلب خاشع فعليه بكثرة اإلستغفار للمؤمنين‬ ‫والمؤمنات والمسلمين والمسلمات‪.‬‬