Margaret Atwood [PDF]

  • 0 0 0
  • Suka dengan makalah ini dan mengunduhnya? Anda bisa menerbitkan file PDF Anda sendiri secara online secara gratis dalam beberapa menit saja! Sign Up
File loading please wait...
Citation preview

‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫سلسلة دراسات في النقد والنظريات األدبية )‪(2‬‬



‫الرواية الكندية‪ :‬مارجريت أتود‬ ‫نموذجا‬ ‫نقد أدبي‬



‫د‪ .‬أشرف إبراھيم زيدان‬ ‫جامعة بورسعيد‪ ،‬مصر‬ ‫حمارتك العرجا للنشر اإللكتروني‬ ‫طبعة أولى‬ ‫أغسطس ‪2015‬‬ ‫‪1 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬ ‫سلسلة دراسات في النقد والنظريات األدبية )‪(2‬‬ ‫سلسلة تصدر عن حمارتك العرجا للنشر اإللكتروني‬ ‫المؤلف‪ :‬د‪ .‬أشرف إبراھيم زيدان‬ ‫العنوان‪ :‬الرواية الكندية‪ :‬مارجريت أتود نموذجا‬ ‫التصنيف‪ :‬نقد ]نقد أدبي‪ ،‬علم السرد‪ ،‬األدب الكندي[‬ ‫الطبعة األولى‪ :‬أغسطس ‪2015‬‬ ‫تصميم الغالف‪ :‬المبدع محمود الرجبي‬ ‫تصميم الكتاب وتنسيقه‪ :‬د‪ .‬جمال الجزيري‬ ‫الناشر‪ :‬حمارتك العرجا للنشر اإللكتروني‬ ‫دار نشر إلكترونية مجانية ال تھدف للربح‬ ‫للمراسلة لنشر أعمالكم في السالسل المختلفة التي تصدرھا حمارتك العرجا‪ ،‬الرجاء تقديم طلب‬ ‫على موقع الدار‪:‬‬ ‫‪http://homartkelarja.wix.com/homartk‬‬ ‫‪https://www.facebook.com/Hemartakalarja‬‬ ‫‪/https://www.facebook.com/groups/Hemartak.Alarja‬‬ ‫وإرسال الملف وفقا لشروط النشر على إيميل الدار باسم د‪ .‬جمال الجزيري أو على إيميله الخاص‪:‬‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫@‪ 2015‬حقوق نشر النصوص ملك ألصحابھا‪ ،‬وحقوق ھذه الطبعة اإللكترونية ملك لدار حمارتك‬ ‫العرجا للنشر اإللكتروني‪ .‬وكل كاتب مسئول عن لغته وعن أسلوبه وعن محتوى كتابه وأية‬ ‫منازعات خاصة بحقوق الملكية الفكرية يكون طرفھا المؤلف وليست الدار طرفا فيھا‪.‬‬



‫‪2 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪3 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تقديم‬ ‫ُ‬ ‫كتابات مارغريت أتوود )‪ (1939‬المتنوعة‬ ‫لقد أثرت‬ ‫في الحركة األدبية والحركة النسائية في كندا‪ .‬وصنف بعض‬ ‫النقاد رواياتھا على أنھا روايات الخيال العلمي‪ ،‬إال أنھا تري‬ ‫أن الروايات التأملية خير ممثل ألعمالھا‪ ،‬ومن أھمھا‪" :‬امرأة‬ ‫صالحة لألكل" ‪ ،1969‬و"السطح" ‪ ،1972‬و"الحياة قبل‬ ‫اإلنسان" ‪ ،1979‬و"حكاية الخادمة " ‪ ،1985‬و"القاتل‬ ‫األعمى" ‪ 2000‬الحائزة على جائزة بوكر مان في العام‬ ‫نفسه‪ ،‬و"السيدة أوريكل" )‪ (1976‬و"عام الفيضان"‬ ‫‪ ،2009‬و"المخلصة بنلوبي‪".‬‬ ‫وتتناول ھذه الدراسة ثالث روايات للكاتبة الكندية‬ ‫مارغريت أتوود )‪" -(1939‬امرأة صالحة لألكل"‪،‬‬ ‫و"السطح"‪ ،‬و"حكاية الخادمة"‪ .‬وقد تم اختيار ھذه الروايات‬ ‫بالتحديد دون غيرھا لألسباب اآلتية‪ .‬أوال‪ :‬تتسم ھذه‬ ‫الروايات بالنھايات المفتوحة ذات النبرة السلبية التشاؤمية‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تتنوع وسائل السيطرة‪ ،‬والھيمنة‪ ،‬واالضطھاد بالنسبة‬ ‫‪4 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫للمرأة‪/‬كندا ما بين دينية‪ ،‬وطبيعية‪ ،‬وسياسية‪ .‬ثالثا‪ :‬تقدم ھذه‬ ‫الروايات العديد من األصوات‪ .‬رابعا‪ :‬تصور ھذه الروايات‬ ‫المراحل المختلفة التي مرت بھا أتوود في كتاباتھا‪ :‬تستخدم‬ ‫الروايتان األوليان الواقعية التقليدية‪ ،‬وتستخدم الثالثة الخيال‬ ‫العلمي حيث تستدعي خاتمتھا إعادة قراءة الرواية مرة ثانية‪.‬‬ ‫وأخيرا‪ :‬تھتم ھذه الروايات بفكرة الھوية القومية‪ ،‬والنزعة‬ ‫النسوية الليبرالية‪ ،‬وقضية الغزو الثقافي األمريكي‪.‬‬ ‫تقسم ھذه الدراسة إلي عدة محاور‪ .‬وقد بدأ الباحث ھذه‬ ‫الدراسة بملخص ألھم األحداث السياسية واألدبية في كندا‬ ‫)كرونولوجيا(‪ ،‬ويتناول المحور األول السمات العامة لألدب‬ ‫الكندي‪ .‬ويلقي المحور الثاني الضوء علي تطور الرواية‬ ‫الكندية طوال ثالثة قرون ونصف‪ ،‬وأما المحور الثالث‬ ‫فيعطي نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية للكاتبة‪ ،‬وأخيرًا يأتي‬ ‫تحليل ھذه الروايات محل الدراسة من أجل كشف النقاب عن‬ ‫مدي االنتھاكات التي تتعرض لھا المرأة‪/‬كندا‪.‬‬



‫‪5 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وتكمن أھمية ھذه الدراسة أيضا في أنھا أول‬ ‫دراسة أكاديمية تلقي الضوء علي تاريخ كندا األدبي‪ ،‬وقد‬ ‫ازدادت ھذه األھمية بعد ترجمة العديد من األعمال الكندية‬ ‫إلي العربية ومنھا‪ :‬روايات الكاتبة مارجريت أتود‪" :‬حكاية‬ ‫الخادمة" التي نشرتھا دار الھالل‪ ،‬وثالث روايات أخري‬ ‫منھا‪" :‬السيدة أوركل" و"القاتل األعمى" نشرھا المجلس‬ ‫األعلى للثقافة‪.‬‬ ‫وأخيرا وليس آخرا فإن ھذه الدراسة تعد حلقة أولى‬ ‫من سلسة دراسات تتناول مدى تطور الرواية الكندية‪ ،‬وﷲ‬ ‫الموفق‪.‬‬ ‫دكتور‪ /‬أشرف إبراھيم زيدان‬ ‫صناديد‪/‬طنطا‬ ‫‪2012‬‬



‫‪6 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫كرونولوجيا‬ ‫‪Chronology‬‬ ‫التاريخ؛ األحداث التاريخية؛ األحداث األدبية‬ ‫‪ 11000‬قبل الميالد‪ :‬دليل على وجود اإلنسان في كندا في‬ ‫مقاطعة يوكون ‪ ،‬شمال غرب كندا‪ .‬وھناك من يؤكد وجود‬ ‫البشر قبل ھذا التاريخ‪ .‬ويعود أصل كلمة "كندا" إلى لغة‬ ‫اإليروكواس وتعني "قرية أو مستوطنة‪".‬‬ ‫‪ 9000‬قبل الميالد‪:‬‬



‫استقرار بعض الصيادين على الساحل‬



‫الغربي‪.‬‬ ‫‪ 1000‬قبل الميالد‪:‬‬



‫دليل على وجود الزراعة في المناطق‬



‫المطلة على المحيط الھادي‪.‬‬ ‫‪ 800‬قبل الميالد‪:‬‬



‫ثقافة دورست ‪] Dorset‬مقاطعة تقع‬



‫جنوب غرب إنجلترا بھا العديد من المدن السياحية المطلة‬ ‫على الساحل‪ .‬وقد اتخذھا توماس ھاردي مسرحا ألحداث‬



‫‪7 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫معظم رواياته‪ .‬وقد أطلق عليھا ‪ ،[Wessex‬مضيق ھدسون‪.‬‬



‫‪ 300‬بعد الميالد‪ :‬انتشار ثقافة البراري ]منطقة شاسعة من األرض‬ ‫المستوية في أمريكا الشمالية يغطيھا العشب أو القمح‪[.‬‬ ‫‪:985‬‬



‫وصول األوربيين إلى كندا‪.‬‬



‫‪:1000‬‬



‫استقرار القبائل االسكندنافية في نيو فوند الند ‪ ،‬إحالل‬



‫ثقافة الجرين الند ]الدنمارك أو النُورْ ِوج[ بدال من ثقافة‬ ‫دورست‪.‬‬ ‫‪ :1450-1390‬تأسيس "عصبة السالم والقوة" التي ضمت‬ ‫العديد من القبائل منھا‪ :‬الموھوك‪ ،‬أونايدا‪ ،‬أنونداجا‪ ،‬كيما‪،‬‬ ‫سينيكيا‪ ،‬وكوسكارورا‪ ،‬وقد أطلق عليھا اسم كونفدرالية‬ ‫األيركوا‬



‫]والية نيويورك اآلن[‪ .‬وتعني كلمة األيروكوا‬



‫"شعب البيت الطويل‪".‬‬ ‫‪:1497‬‬



‫أبحر جيوفاني َكابُتو رافعا العلم اإلنجليزي من برستول‬



‫إلى نيو فوند الند‪.‬‬ ‫‪8 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1524‬‬



‫أبحر جيوفاني دو فيرازونا تحت العلم الفرنسي وسمي‬



‫المناطق الساحلية الشمالية الغربية من أمريكا الشمالية بـ‬ ‫"فرنسا الجديدة‪".‬‬ ‫‪:1534‬‬



‫أبحر جاك كارتر من سانت مالو إلى خليج سانت‬



‫لورنس‪.‬‬ ‫‪:1556‬‬



‫رسم أول خريطة ل "فرنسا الجديدة‪".‬‬



‫‪ :1578-1576‬رحالت‬



‫فروبشر)‪(94-1539‬‬



‫مارتن‬



‫إلى‬



‫المناطق القطبية في شمال كندا‪ ،‬إحالل ثقافة اإلنويت‬ ‫)اإلسكيمو( بدال من ثقافة الجرين الند‪ .‬بداية ظھور بعض‬ ‫الكتابات عن استكشاف كندا‪.‬‬ ‫‪:1583‬‬



‫إعالن نيو فوند الند أول مستعمرة بريطانية عبر‬



‫البحار‪.‬‬ ‫‪:1604‬‬



‫استقرار الفرنسيين في مستعمرة أر كيديا‪.‬‬



‫‪:1605‬‬



‫أسس صامويل دو شامبالن )‪ (1635-1567‬بورت‬



‫رويال في أركيديا‪.‬‬ ‫‪9 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1606‬‬



‫تمثيل أول مسرحية في كندا ]مسرح نبتيون[ في‬



‫أركيديا‪.‬‬ ‫‪:1608‬‬



‫أسس صامويل دو شامبالن كيبك‪ .‬وتعني كلمة "كيبك"‬



‫المكان الذي يق ّل فيه حجم النھر‪.‬‬ ‫‪:1610‬‬



‫أبحر ھنري ھدسون )‪ (1611-1565‬من لندن إلى‬



‫ھدسون وخليج جيمز‪ .‬ظھور أول خطابات ترسل من البعثة‬ ‫التبشيرية في أركيديا‪.‬‬ ‫‪ :1632‬نشر خطابات البعثة التبشيرية سنويا حتي ‪.1673‬‬ ‫‪:1642‬‬



‫تأسيس مونتريال‪.‬‬



‫‪:1649‬‬



‫اشتعال الحرب بين األيروكوا والھونيون ‪Huron‬‬



‫)قبائل استقرت في أونتاريو وخليج جورجيا‪ ،‬وقد تم تدميرھم‬ ‫من قبل األيروكوا( ‪ ،‬وفاة الكثير من زعماء البعثة التبشيرية‬ ‫مثل ‪ Brébeuf :‬و‪. Lalemant‬‬ ‫‪:1670‬‬



‫تأسيس شركة خليج ھدسون‪.‬‬



‫‪10 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪ :1697-1689‬حرب الملك وليام‪ :‬أول الحروب األربعة عبر‬ ‫المستعمرات في كيبك بين فرنسا وبريطانيا حول المقاطعات‬ ‫األمريكية الشمالية‪ .‬واستمرت ھذه الحروب أكثر من ‪74‬‬ ‫سنة‪ .‬أطلق على الحرب الثانية ‪ :‬حرب "الملكة آن" )‪-1702‬‬ ‫‪ ،(1713‬وعلى الثالثة حرب "الملك جورج" )‪-1744‬‬ ‫‪ ،(1748‬وعلى األخيرة‪" :‬حرب الفرنسيين والھنود "‬ ‫)‪.(1763-1754‬‬ ‫‪ :1692-1690‬تأسيس مجلة "رحالت ساسا َكتش ﱢون"‪.‬‬ ‫‪:1696‬‬



‫سيطرة فرنسا على نيو فاوند الند‪.‬‬



‫‪:1713‬‬



‫معاھدة أترخيت‪ :‬تنازلت فرنسا عن نيو فوند الند‪،‬‬



‫ومعظم أركيديا‪ ،‬ومستعمراتھا في خليج ھدسون لبريطانيا‪.‬‬ ‫‪:1736‬‬



‫نشر جون جايلز )‪" (1755-160‬مذكرات مغامرات‬



‫غريبة‪ ".‬شارك في كثير من الحروب بين فرنسا وإنجلترا‪،‬‬ ‫وعمل مترجما لمعرفته باللھجات الھندية أثناء حرب الملكة‬ ‫آن‪.‬‬ ‫‪11 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1749‬‬



‫أسس اإلنجليز ھاليفاكس كمدينة أساسية في‬



‫نوفاسكوشيا‪.‬‬ ‫‪ :1752-1751‬ظھور أول مطبعة وأول جريدة في ھاليفاكس‪.‬‬ ‫‪ :62-1755‬تھجير سكان أركيديا‪ :‬قام اإلنجليز بترحيل أكثر من‬ ‫‪ 11,500‬من سكان مقاطعة أركاديا )نوفاسكوشيا‪ ،‬برنزويك‪،‬‬ ‫وجزيرة األمير إدوارد( إلى الواليات الثالث عشرة ثم إلى‬ ‫فرنسا بسبب تشكيل بعضھم الكثير من الميليشيات العسكرية‬ ‫ضد اإلنجليز باإلضافة إلى تحالفھم مع الھنود ‪.‬‬ ‫‪ :1763-1756‬حرب السنوات السبع بين فرنسا وإنجلترا‪.‬‬ ‫‪:1759‬‬



‫معركة كيبك‪ :‬وفاة القائدين اإلنجليزي جيمز ولف‬



‫والفرنسي مونت كالم‪.‬‬ ‫‪ :1763‬معاھدة باريس‪ :‬تخلت فرنسا عن ما تبقي لھا في "فرنسا‬ ‫الجديدة"‪.‬‬ ‫‪ :1764-1763‬آخر حركات المقاومة األساسية من قبل السكان‬ ‫األصليين ضد التوسع األوربي في كندا‪ :‬استطاع بونتياك‪،‬‬ ‫‪12 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫زعيم قبيلة أوتاوا وقوات التحالف من القبائل األخرى إبعاد‬ ‫اإلنجليز خارج حصون البحيرات العظمي‪.‬‬ ‫‪:1769‬‬



‫انفصال جزيرة القديس يوحنا )جزيرة األمير إدوارد‬



‫حاليا( عن نوفاسكوشيا‪ ،‬وأصبحت لھا‬ ‫االستعمارية‪.‬‬



‫حكومتھا‬



‫نشرت فرانسيس بروك روايتھا "تاريخ‬



‫إميلي مونتيجيو"‪.‬‬ ‫‪:1774‬‬



‫ُ‬ ‫قانون كيبك بالحرية الدينية الكاثوليكية والقانون‬ ‫نادى‬



‫المدني الفرنسي رغبة ‪ -‬ولو جزئيا ‪ -‬في منع مشاركة‬ ‫الفرنسيين في الثورات األمريكية‪.‬‬ ‫‪ :1783-1776‬الثورة األمريكية‪ :‬ھجرة أكثر من ‪ 40,000‬من‬ ‫الموالين للملكة المتحدة إلى المناطق البحرية وكندا‪.‬‬ ‫‪:1783‬‬



‫رسمت معاھدات السالم الحدود بين الواليات المتحدة‬



‫والمستعمرات البريطانية في الشمال )التي يطلق عليھا‬ ‫أمريكا الشمالية البريطانية(‪.‬‬



‫‪13 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1784‬‬



‫انفصال نيو برنزويك عن نوفاسكوشيا‪ ،‬تزايد ھجرة‬



‫االسكتلنديين إلى كندا نتيجة حركات التھجير التي استمرت‬ ‫حتي ‪.1854‬‬



‫نشر جيمس كوك "رحلة إلى المحيط‬



‫الھادئ‪".‬‬ ‫‪:1789‬‬



‫تأسيس أول مجلة أدبية بعنوان "مجلة نوفاسكوشيا‪".‬‬



‫‪:1791‬‬



‫قسم القانون الدستوري كيبك إلى كندا العليا )أونتاريو(‬



‫وكندا السفلى )كيبك(‪ .‬بدأت إليزابث سيمكو )‪-1762‬‬ ‫‪ - (1850‬زوجة جون جريف سيمكو‪ ،‬أول حاكم لكندا العليا‬ ‫ في كتابة مذكراتھا عن حياتھا في كندا في ‪ ،1796‬وقد‬‫نشرت عام ‪.1911‬‬ ‫‪:1792‬‬



‫قام البحار جورج فانكوفر واثنان من البحارة األسبان‬



‫)جالٮانو وفَال ِديس( برسم خريطة لساحل المحيط الھادي‪.‬‬ ‫‪:1798‬‬



‫نشر فانكوفر روايته "رحلة اكتشاف‪".‬‬



‫‪ :1814-1812‬حرب ‪.1812‬‬



‫‪14 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1815‬‬



‫موجة جديدة من الھجرة من أوروبا بعد حروب‬



‫نابليون‪.‬‬ ‫‪:1821‬‬



‫بدأت "خطابات استبشر"‬



‫للكاتب توماس ماك في‬



‫الظھور في مجلة ‪. Acadian Recorder‬‬ ‫‪:1824‬‬



‫رواية "راھبة كندا" للكاتبة جوليا بكويث ھارت‪.‬‬



‫‪:1825‬‬



‫ديوان الشاعر جولد سميث "القرية الصاعدة‪".‬‬



‫‪:1829‬‬



‫وفاة آخر السكان األصليين لكندا ‪) Beothuk‬وتعني‬



‫الناس(‪ :‬وھي فتاة في أواخر العشرينيات من عمرھا‪ .‬ومن ثم‬ ‫أعلن رسميا أن ھذه المجموعة العرقية منقرضة تماما في نيو‬ ‫فاوند الند‪ .‬مطبعة الكتاب المقدس )الميثودزم(‪.‬‬ ‫‪:1831‬‬



‫نشر بيتر جونز )‪" (56-1802‬مرتفعات بيرلنج‪ ،‬كندا‬



‫العليا " يعد جونز‪ ،‬الوزير والمترجم والكتاب‪ ،‬أول من قام‬ ‫بجولة في أمريكا الشمالية لجمع التبرعات من أجل‬ ‫"الميثودزم الجديدة"‪.‬‬



‫‪15 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1832‬‬



‫رواية "وا ُكستا" للكاتب جون ريتشاردسون‪ ،‬ورواية‬



‫"األماكن المھجورة في كندا" لكاثرين بار تريل‪ ،‬وأخيرا‬ ‫"الساعاتي" للكاتب توماس تشاندلر‪.‬‬ ‫‪ :1838-1837‬التمرد ضد الحكومة االستعمارية‪.‬‬ ‫‪:1838‬‬



‫تأسيس مجلة "جار الند األدبية" )استمرت حتي‬



‫‪ ،(1851‬نشرت آنا براونيل جيمسون )‪(1860-17960‬‬ ‫"دراسات الشتاء ونزه الصيف في كندا‪".‬‬ ‫‪:1839‬‬



‫استقصاء تقرير لورد درھام أسباب التمرد‪ .‬ضد‬



‫بريطانيا‪ ،‬وطالب باتحاد كندا في ظل حكم ذاتي‪.‬‬ ‫‪:1841‬‬



‫قانون االتحاد‪.‬‬



‫‪:1844‬‬



‫تأسيس تورنتو جلوب ‪.‬‬



‫‪:1847‬‬



‫بداية الھجرة بأعداد غفيرة لاليرلنديين بسبب ما عرف‬



‫بمجاعة البطاطس‪.‬‬



‫‪16 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1848‬‬



‫أصبحت نوفاسكوشيا أول مستعمرة بريطانية ذات‬



‫حكومة مستقلة‪ .‬افتتاح مسرح اليْ ِسيﱠم الملكي ‪Lyceum‬‬ ‫في تورنتو‪.‬‬ ‫‪ :1849‬جزيرة فانكوفر مستعمرة ملكية‪ ،‬وتأثير حركات الشغب‬ ‫ضد الفرنسيين أدي إلى فقد مونتريال باعتبارھا عاصمة‬ ‫لكندا‪.‬‬ ‫‪ :1852‬رواية سوزانا مودي "العيش في الغابة"‬ ‫‪ :1854‬معاھدة التعاون بين أمريكا الشمالية البريطانية والواليات‬ ‫المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫‪:1856‬‬



‫خط سكة حديد جراند ترانك يربط بين مونتريال‬



‫وتورنتو‪ .‬تشارلز سان جيستر "القديس لورانس ومدينة‬ ‫َس َجاناي‪".‬‬ ‫‪:1857‬‬



‫اختارت الملكة فيكتوريا أوتاوا عاصمة لوالية كندا‪.‬‬



‫مسرحية الشاعر والمسرحي ھيفي سيدج "طالوت"‬



‫‪17 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1858‬‬



‫تأسيس مستعمرة كولومبيا البريطانية الملكية‪ ،‬نھر‬



‫فريزر واكتشاف الذھب‪.‬‬



‫األغاني‬



‫الكندية"‬



‫للشاعر‬



‫توماس دي أركي ماك جي )‪. (1868-1825‬‬ ‫‪:1864‬‬



‫رواية الشاعرة والكاتبة ليبرون "أفراح وأحزان‬



‫غامضة‪".‬‬ ‫‪:1866‬‬



‫اتحاد‬



‫كولومبيا‬



‫البريطانية‬



‫وفانكوفر‪،‬‬



‫غارات‬



‫األيرلنديين المطالبين باالستقالل )‪ (Fenians‬عن بريطانيا‬ ‫ومصدرھا الواليات المتحدة على شبه جزيرة نياجرا‪.‬‬ ‫‪:1867‬‬



‫قانون أمريكا الشمالية البريطانية‪ :‬اتحاد أربع مقاطعات‬



‫)نيوبرونزويك‪ ،‬نوفاسكوشيا‪ ،‬أونتاريو‪ ،‬كيبك(‪ ،‬أصبح جون‬ ‫ماكدونالد أول رئيس وزراء حتي عام ‪.1873‬‬ ‫‪:1868‬‬



‫تأسيس منظمة "كندا أوال" القومية‪ .‬تشارلز مير "دريم‬



‫الند‪".‬‬ ‫‪:1870‬‬



‫اشتعال ثورة وتمرد النھر األحمر بقيادة ‪،Louis Riel‬‬



‫تأسيس مقاطعة ماني توبا نتيجة لھذه االنقالبات‪.‬‬ ‫‪18 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1871‬‬



‫انضمام كولومبيا البريطانية إلى الكونفدرالية‪ ،‬توقيع‬



‫معاھدات أراضي البراري مع السكان األصليين للبلد ‪-1871‬‬ ‫‪.1877‬‬ ‫‪:1876‬‬



‫مطالبة المرسوم الھندي بحقوق السكان البدائيين ولكن‬



‫تم تحويلھم إلى مجرد موالى لدي الدولة‪ ،‬خطوط السكك‬ ‫الحديدية تربط بين نوفاسكوشيا‪ ،‬نيو برنزويك‪ ،‬كيبك‪ ،‬وأخيراً‬ ‫أونتاريو‪ .‬تأسيس نادي أونتاريو النسائي األدبي‪.‬‬ ‫‪:1877‬‬



‫وليام كيربي "الكلب الذھبي‪ :‬أسطورة كيبك‪".‬‬



‫‪:1879‬‬



‫يقدم ماك دونالد "السياسة القومية" لحماية التعريفة‬



‫الجمركية والتنمية الغربية‪.‬‬ ‫‪:1880‬‬



‫السير تشارلز روبرت )‪" (1943-1860‬أريون‬



‫وقصائد أخرى‪".‬‬ ‫‪:1884‬‬



‫تحريم االحتفال بالمھرجانات التي تقيمھا أمم الشمال‬



‫الغربي للمحيط الھادي )‪.(Potlatch‬‬



‫ديوان‬



‫إيزابيال‬



‫فلنسي كروفورد "‪. "Malcolm's Katie‬‬ ‫‪19 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1885‬‬



‫مرسوم ھجرة الصينيين يفرض ضرائب على السكان‪،‬‬



‫إتمام خط سكة حديد المحيط الھادي ‪ ،‬فشل تمرد النھر‬ ‫األحمر‪.‬‬ ‫‪:1887‬‬



‫تأسيس مجلة ‪ Saturday Night‬حتي ‪.2001‬‬



‫‪:1888‬‬



‫جيمز دي ميل )‪" (80 -1833‬مخطوطة غريبة في‬



‫أسطوانة نحاسية‪".‬‬ ‫‪:1895‬‬



‫ديوان بولين جونسون "المحار األبيض‪".‬‬



‫‪ :1896‬ولفريد لورير )‪ (1919-1841‬أول رئيس وزراء‬ ‫للفرانكونيين‪ ،‬والسابع من بين رؤساء وزراء كندا )‪-1896‬‬ ‫‪.(1911‬‬



‫رواية جلبرت باركر "عرش العزيز‪".‬‬



‫‪ :1897‬طوفان البحث عن الذھب في كلوندايك‪.‬‬



‫رواية رالف‬



‫كونور "الصخر األسود" )مسلسلة(‪.‬‬ ‫‪ :1898‬تأسيس مقاطعة يوكون لتأمين البحث عن الذھب‪ .‬أرنست‬ ‫سيتون )‪" (1946-1860‬الحيوانات البرية التي أعرفھا‪".‬‬



‫‪20 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪ :1899‬إرسال قوات كندية للمشاركة في حرب البوير‪ Boer‬في‬ ‫جنوب أفريقيا )حربان من أجل الحرية بين اإلمبراطورية‬ ‫اإلنجليزية والبوير( التي عارضھا الكنديون الفرنسيون‪.‬‬ ‫‪ :1901‬استقبال ماركوني لرسالة السلكية عبر األطلسي‪ .‬تأسيس‬ ‫مطبعة جامعة تورنتو‪.‬‬ ‫‪:1904‬‬



‫رواية "المستعمر " للكاتبة سارة دنكن‪.‬‬



‫‪:1905‬‬



‫انفصال ساساكتشوين وألبرتا عن اتحاد المقاطعات‬



‫الشمالية الغربية‪.‬‬ ‫‪:1907‬‬



‫أول رحلة طيران في كندا‪ .‬ديوان روبرت سيرفس‬



‫)‪"Songs of a Sourdough " (1958-1874‬‬ ‫‪:1908‬‬



‫مطالبة كندا بجزر القطب الشمالي‪ .‬رواية نيلي ماك‬



‫كلنج " الزراعة في داني"‪ ،‬رواية مونتجومري "آن‬ ‫وال َج َملون األخضر‪".‬‬



‫‪21 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1912‬‬



‫اتساع حدود كل من ماني توبا‪،‬كيبك‪ ،‬وأونتاريو شماال‪.‬‬ ‫رواية ستيفن ميكوك "أشعة شمس على مدينة‬



‫صغيرة‪".‬‬ ‫‪:1916‬‬



‫أول قانون يسمح للمرأة بحق التصويت )محافظات‬



‫البراري(‪ .‬تعتبر أجنس ماك فايل أول امرأة تنتخب في‬ ‫البرلمان )‪ .(1921‬لم يطبق ھذا القانون في كيبك حتي‬ ‫‪.1940‬‬ ‫‪:1917‬‬



‫انفجار ھاليفاكس‪ :‬انفجار شحنة من المواد الكيميائية‬



‫في أحد الموانئ يقتل ‪ 1500‬ويجرح ‪ ،9000‬أزمة التجنيد‬ ‫تستبعد الكثيرين من الحكومة وخاصة الفرانكونيين‪.‬‬ ‫‪:1919‬‬



‫إضراب عام في ‪ ،Winnipeg‬موجة اإلضراب‬



‫القومي‪.‬‬ ‫‪:1920‬‬



‫تأسيس مجلة "الكاتب والناشر الكندي‪".‬‬



‫انضمام كندا إلى مجموعة السبع التي تأسست عام‬



‫‪ ،1975‬وأعلنت رسميا عام ‪) 1920‬بعد إضافة روسيا عام‬ ‫‪ 1997‬أطلق عليھا ‪.(G8‬‬



‫تأسيس المنتدي الكندي ‪.‬‬ ‫‪22 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1921‬‬



‫انتخاب وليام ماكنزي رئيسا للوزراء‪.‬‬



‫تأسيس‬



‫جمعية الكتاب الكنديين‪.‬‬ ‫‪:1923‬‬



‫قانون استبعاد الصينيين يمنع ھجرة الصينيين )ألغي‬



‫‪ .( 1947‬رواية لورا جودمان سلفيرسون )‪(1970-1890‬‬ ‫"قلب الفايكنج"‪ ،‬ديوان برات "شعر نيو فوند الند"‬ ‫‪:1925‬‬



‫اتحاد كنائس كندا‪.‬‬



‫رواية‬



‫جروف‬



‫"مستوطنو‬



‫المستنقعات"‪ ،‬ورواية مارثا أوستن "اإلوز البري‪".‬‬ ‫‪:1926‬‬



‫رواية "القمح" للكاتب روبرت ستيد‪.‬‬



‫‪:1927‬‬



‫سلسلة روايات "جلنا" للكاتبة ميزو دي ال روتشي‪.‬‬



‫‪:1928‬‬



‫رواية "الھارب الغريب" للكاتب مورلي كالغان‬



‫رواية "جزيرة روك بوند"‬



‫‪،‬‬



‫لفرانك باركر داي )‪-1881‬‬



‫‪.(1950‬‬ ‫‪:1929‬‬



‫السماح للنساء بالمشاركة في جميع مناحي الحياة‬



‫العامة‪.‬‬



‫رواية "النرجس األبيض" للكاتب ريموند نستر‬



‫)‪. (1932-1899‬‬ ‫‪23 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1931‬‬



‫االعتراف بالحكم الذاتي من قبل البرلمان اإلنجليزي‬



‫للمستعمرات اإلنجليزية )كندا‪ ،‬نيو فوند الند‪ ،‬جنوب أفريقيا ‪،‬‬ ‫جزيرة إيرلندا باستثناء إيرلندا الشمالية (‪.‬‬ ‫‪:1932‬‬



‫تأسيس ھيئة اإلذاعة الكندية ‪.CBC‬‬



‫‪:1934‬‬



‫رواية جراي أُ ْول "حجاج البر‪".‬‬



‫‪:1936‬‬



‫تأسيس جوائز الحاكم العام األدبية‪ ،‬كتاب سميث‬



‫باالشتراك مع آخرين "المحافظات الجديدة‪".‬‬ ‫‪:1939‬‬



‫زيارة الملك جورج السادس لكندا )أول ملك إنجليزي‬



‫يزور كندا(‪ ،‬اشتراك كندا في الحرب العالمية الثانية‪ .‬إيرين‬ ‫"تراث الخراب"‪ ،‬رواية ھورد أو ھيجن " تاي‬



‫بيرد‬ ‫جون‪".‬‬ ‫‪:1940‬‬



‫انضمام كندا لمنظومة الدفاع األوربية‪ .‬ديوان‬



‫كلين‬



‫" ھاث ليس يھوديا‪".‬‬



‫‪24 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1941‬‬



‫ايملي كار )‪ " (1945-1871‬كلي وايك "‪ ،‬ماك لينن‬



‫)‪" (1990-1907‬انتفاضة مؤشر"‪ ،‬رواية سنكلير روس‬ ‫)‪" (96-1908‬بالنسبة لي ولمنزلي‪".‬‬ ‫‪:1942‬‬



‫اعتقال الكنديين اليابانيين‪ ،‬استفتاء على التجنيد‬



‫)باستثناء أھالي كيبك(‪ .‬ديوان إيرل بيرني )‪(1995-1904‬‬ ‫"ديفيد وقصائد أخري"‪ ،‬توماس رانديل )‪(1994-1903‬‬ ‫"جاللة إلٮانكيز‪".‬‬ ‫‪:1943‬‬



‫الناقد واألكاديمي براون )‪" (51-1905‬في الشعر‬



‫الكندي‪".‬‬ ‫‪:1944‬‬



‫"الليل والنھار" للشاعرة دورثي اليفساي )‪-1909‬‬



‫‪.(1996‬‬ ‫‪:1945‬‬



‫اكتشاف شبكة تجسس لحساب الروس في كندا‪ .‬الشاعر‬



‫إيرفنج ليتون )‪" (2006-1912‬ھنا واآلن"‪ ،‬الشاعر سكوت‬ ‫)‪(1985-1899‬‬



‫"استھالل"‪ ،‬والشاعرة ميريام )‪-1917‬‬



‫‪" (2004‬العالم األخضر" ‪.‬‬ ‫‪25 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1946‬‬



‫زيادة الھجرات الجماعية األوربية إلى كندا بعد الحرب‬



‫بأعداد ھائلة‪.‬‬



‫الشاعر الحداثي لوي ديوك‬



‫)‪-1918‬‬



‫‪" (2001‬شرق المدينة"‪ ،‬باتريشا كاثرين بيدج )‪-1916‬‬ ‫‪" (2010‬كما في سن العاشرة‪ ،‬في سن العشرين"‪ ،‬والشاعر‬ ‫ريموند سوستر)‪" (1921‬عندما كنا شبابا"‬ ‫‪:1947‬‬



‫تفعيل مبدأ المواطنة الكندية ‪ ،‬إلغاء لقب "الدومنيون"‪،‬‬



‫حق الجميع في االنتخاب باستثناء اليابانيين والسكان‬ ‫البدائيين‪ .‬رواية "سارة بينكس" للكاتب الساخر بول‬ ‫ھايبرت‬



‫)‪ ،(1987-1892‬رواية مالكولم لوري )‪-1909‬‬



‫‪" (57‬تحت البركان"‪ ،‬وليام ميتشل )‪" (98-1914‬من رأي‬ ‫الرياح‪".‬‬ ‫‪:1948‬‬ ‫‪:1949‬‬



‫إلغاء قانون التمييز العنصري الخاص باالنتخابات‪.‬‬ ‫انضمام نيو فوندالند وليبرادور‬



‫إلى الكونفدرالية‪،‬‬



‫زيادة عدد دول الناتو بفضل الدبلوماسية الكندية‪.‬‬



‫رواية‬



‫جارنر )‪" (79-1913‬ھبت العاصفة"‪ ،‬ديوان الشاعر جيمز‬ ‫ريني )‪" (1926‬القلب األحمر‪".‬‬ ‫‪26 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1951‬‬



‫إدخال بعض التعديالت على المرسوم الھندي )قانون‬



‫احترام الھنود(‪ :‬إلغاء قانون المحافظات وتطبيق قانون‬ ‫الفيدرالية ‪ ،‬حق حمل السالح‪ ،‬حق االحتفال بالمھرجانات‪،‬‬ ‫اإلعفاء من الضرائب‪...‬‬



‫تقرير ماس ّي بشأن اآلداب‬



‫والعلوم للحد من الھيمنة الثقافية األمريكية‪ ،‬ديوان الشاعرة‬ ‫آن ) ‪" (1961-1910‬أنغام ليلية‪".‬‬ ‫‪:1952‬‬



‫تعيين فنيست ماسي )‪ (1967-1887‬الحاكم العام لكندا‬



‫)أول حاكم يولد في كندا(‪ ،‬انطالق إذاعة ‪ CBC‬التليفزيونية‪.‬‬ ‫رواية أرنست بكلر )‪" (1908‬الجبل والوادي‪".‬‬ ‫‪:1953‬‬



‫تأسيس كل من المكتبة القومية الكندية ومھرجان‬



‫شكسبير في أونتاريو‪.‬‬ ‫‪:1954‬‬



‫رواية ايثل ولسون )‪" (1980-1888‬المالك الغارق‪".‬‬



‫‪:1956‬‬



‫مافي جالنت )‪" (1922‬باريس األخرى"‪ ،‬وايزمان‬



‫)‪" (92-1928‬التضحية‪".‬‬



‫‪27 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1957‬‬



‫تأسيس المركز الكندي لتمويل الفنون‪ ،‬الشاعر‬



‫ماكفرسون )‪" (1931‬المراكبي"‪ ،‬كتاب نورمان ليفين‬ ‫)‪" (2005-1923‬كندا صنعتني‪".‬‬ ‫‪:1959‬‬



‫افتتاح قناة بحرية بين مونتريال والبحيرات العظمي‪.‬‬ ‫تأسيس مجلة األدب الكندي ومجلة ‪ ،TISH‬رواية‬



‫موردخاي ريتشلر )‪" (2001-1931‬فترة تدريب دودي‬ ‫كرافتز" ‪ ،‬رواية شيال واطسون "خطاف مزدوج‪".‬‬ ‫‪:1960‬‬



‫مطالبة الھنود المسجلين بحقوقھم الفيدرالية للتصويت‪،‬‬



‫اشتعال ثورة كيبك الھادئة‪ .‬ديوان‬



‫مارغريت‬



‫أفيسون‬



‫)‪" (2007-1918‬شمس الشتاء"‪ ،‬الشاعر إيلي ماندل‬ ‫)‪" (1992-1922‬قصائد فيوزلي"‪ ،‬رواية بريان مور‬ ‫)‪" (1999-1921‬حظ جينجر كوفي"‪ ،‬فارلي موات‬ ‫)‪" (1921‬محنة الثلج"‪.‬‬ ‫‪:1962‬‬



‫افتتاح الطريق السريع عبر كندا‪ .‬ديوان‬



‫الشاعر‬



‫نيولف )‪" (2003-1938‬سادة القبور"‪ ،‬رواية رودي وايب‬ ‫"السالم سيدمر الكثير‪".‬‬ ‫‪28 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1964‬‬



‫مارغريت لورنس )‪" (87-1926‬المالك القاسي"‪،‬‬



‫مارغريت ماك اوين )‪" (87-1941‬ثورة نار"‪ ،‬جين رول‬ ‫)‪"(2007-1931‬ھجر القلوب‪".‬‬ ‫‪:1965‬‬



‫اعتماد علم جديد لكندا بدال من علم المملكة المتحدة‬ ‫الفريد بيردي )‪-1918‬‬



‫)علم ورقة االسفندان(‪.‬‬



‫‪" (2000‬خيول كاريبو "‪ ،‬نورثروب فراي "خاتمة للتاريخ‬ ‫األدبي الكندي"‪ ،‬مارغريت أتود "العودة إلى البدء"‪ ،‬ليونارد‬ ‫كوھن "الخاسر الجميل"‪ ،‬روبرت كروتش "ھذه مأساتي‪".‬‬ ‫‪:1967‬‬



‫إقامة المعرض الدولي والعالمي في كندا بعد اعتذار‬



‫روسيا‪ ،‬وقد شاركت فيه أكثر من ‪ 62‬دولة‪ .‬تأسيس دار نشر‬ ‫كندية )‪ (Anansi‬من أجل اكتشاف وتنمية األدباء الكنديين‬ ‫الجدد ‪ ،‬الشاعر باري فيليب نيكول )‪" (1988-1944‬الرحلة‬ ‫وما آلت إليه"‪ ،‬رواية سكوت سيمونز )‪(2009-1933‬‬ ‫"‪".Place d'Armes‬‬ ‫‪:1968‬‬



‫انتخاب ترودو رئيسا للوزراء )‪ ،(1984‬مطالبة‬



‫مقاطعة كيبك باالستقالل‪.‬‬



‫الشاعر بيل بيست )‪(1939‬‬ ‫‪29 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫"ھائم في الصحراء المرعبة"‪ ،‬دينس لي )‪" (1939‬المرثيات‬ ‫المدنية"‪ ،‬كاتبة القصة القصيرة إلٮس مورنو )‪(1931‬‬ ‫"رقص األشباح السعيدة‪".‬‬ ‫‪:1969‬‬



‫مرسوم اللغات الرسمية اعتمد كل من اإلنجليزية‬



‫والفرنسية لغتين أساسيتين متساويتين في كندا ‪.‬‬



‫جرام‬



‫جبسون "األرجل الخمس‪".‬‬ ‫‪:1970‬‬



‫أزمة أكتوبر )جبھة التحرير في كيبك بدأت بسلسلة من‬



‫االنفجارات‪ ،‬والتخريب‪ ،‬والسرقات‪ ،‬وانتھت بفقد عضويتھا‬ ‫والدعم الشعبي لھا(‪ ،‬المفوضية الملكية والتمييز بين الجنسين‬ ‫في المصانع‪ ،‬فرض الكثير من القيود على اإلذاعة‬ ‫والتليفزيون واالتصاالت في كندا من أجل الحفاظ على‬ ‫الھوية القومية‪ .‬الروائي‬



‫روبرت‬



‫ديفز)‪(95-1913‬‬



‫"المھمة الخامسة"‪ ،‬الشاعر جون جالسجو)‪(81-1909‬‬ ‫"مذكرات مونت بارناس"‪ ،‬الروائي أُد ﱢري توماس )‪(1935‬‬ ‫"السيدة دم"‪ ،‬الروائي والشاعر مايكل أنداتشي )‪" (1943‬‬ ‫األعمال الكاملة لبيلي كيد‪".‬‬ ‫‪30 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1971‬‬



‫تنفيذ سياسة التعددية الثقافية الرسمية‪ ،‬إنشاء وزارة‬



‫البيئة‪.‬‬ ‫‪:1973‬‬



‫االعتراف بحق السكان البدائيين في ملكيتھم لألراضي‬



‫التي توارثوھا منذ ‪.1763‬‬



‫ماريا‬



‫كامبل‬



‫)‪(1940‬‬



‫"الھجين"‪ ،‬جاري جيدز )‪" (1940‬خطاب من صاحب‬ ‫الفرس‪".‬‬ ‫‪:1975‬‬



‫الشاعرة لي ماريكال )‪" (1950‬بوبي لي‪ :‬المتمرد‬



‫الھندي‪".‬‬ ‫‪:1976‬‬



‫إلغاء حكم اإلعدام‪.‬‬



‫الروائية ميرين أنجيل )‪-1933‬‬



‫‪" (85‬الدب"‪ ،‬الروائي جاك ھودجن )‪" (1938‬أمطار خفيفة‬ ‫في جزيرة ديالني"‪ ،‬اليستير ماك ليود )‪" (1936‬ھبة الملح‬ ‫المفقود‪".‬‬ ‫‪:1977‬‬



‫إعالن اللغة الفرنسية لغة وحيدة في كيبك‪.‬‬



‫رواية‬



‫فندلي "الحروب‪".‬‬



‫‪31 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1978‬‬



‫جوان بارفوت )‪" (1946‬أبرا"‪ ،‬أريثا فان ھيرك‬



‫)‪" (1954‬جوديث"‪ ،‬ريتا جو )‪" (2007-1932‬قصائد ريتا‬ ‫جو‪".‬‬ ‫‪:1980‬‬



‫ترفض مقاطعة كيبك االنفصال في استفتاء شعبي‪،‬‬



‫اعتماد "يا كندا" كنشيد وطني‪.‬‬



‫جورج بَورينج "الماء‬



‫المحترق"‪ ،‬الروائية والشاعرة كريستينا جانر)‪(1948‬‬ ‫]ايسلندية كندية["قصائد االستقرار‪".‬‬ ‫‪:1981‬‬



‫إنشاء المجلس العالمي للدراسات الكندية‪ .‬الشاعرة‬



‫والروائية جوي كوجاوا )من أصول يابانية( "العمة‬ ‫‪".Obasan‬‬ ‫‪:1982‬‬



‫كتابة الدستور الكندي )قطع الروابط الدستورية‬



‫والتشريعية مع بريطانيا(‬



‫الروائي جوان كالرك )‪(1934‬‬



‫"رسالة من بعيد"‪ ،‬جاي فاندر ھيج )‪" (1951‬ھبوط البشر"‬ ‫‪:1983‬‬



‫سوزان سوان )‪" (1945‬أضخم امرأة عصرية‬



‫في العالم‪".‬‬ ‫‪32 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪ :1984‬جين سوفيه‬



‫‪ (1993-1922) Jeanne Sauvé‬أول‬



‫امرأة تتقلد منصب الحاكم العام ]رقم ‪ 23‬منذ الكونفدرالية[‪.‬‬ ‫وليم جيبسون )‪" (1948‬لعبة الفيديو‪".‬‬ ‫‪:1985‬‬



‫الروائية والناشطة سارة أرمسترونج )‪(1948‬‬



‫"االنتحار"‪ ،‬الشاعر والروائي فريدريك جيمس وه )‪(1939‬‬ ‫"في انتظار ساسكتشوين‪".‬‬ ‫‪:1986‬‬



‫الشاعر والروائي جينس كيفر )‪" (1952‬قطار باريس‪-‬‬



‫نابولي السريع"‪ ،‬جين إيركيت )‪" (1949‬الدوامة‪".‬‬ ‫‪:1987‬‬



‫إعالن اتفاقية التجارة الحرة بين الواليات المتحدة وكندا‬



‫)شھدت كثيراً من الجدل والمعارضات ولكنھا دخلت حيز‬ ‫التنفيذ ‪.(1989‬‬ ‫‪:1988‬‬



‫قانون التعددية الثقافية الكندية‪ ،‬تعويضات للكنديين‬



‫اليابانيين‪ .‬توماس ھايواي "أخوات رز" ]أول عرض‬ ‫مسرحي لھا ‪ ،[1986‬دافني ماالت " ‪" Ana Historic‬‬ ‫‪:1989‬‬



‫مذبحة الفنون التطبيقية‪.‬‬ ‫‪33 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1990‬‬



‫فشل حزمة من التعديالت الدستورية الكندية من أجل‬



‫إقناع كيبك بااللتزام بدستور ‪ 1982‬والتأييد المتزايد ألن‬ ‫تبقى المقاطعة تابعة لكندا‪ ،‬أزمو أوكا بين الحكومة والسكان‬ ‫األصليين‪ .‬الرواية الشعرية لجورج كالرك "شالالت‬ ‫وايلي"‪ ،‬سكاي لي "اختفاء مقاھي القمر"‪ ،‬دانيال ديفيد‬ ‫"مدينة كايوتي "‪ ،‬نينو ريتشي‬



‫"حيوات القديسين"‪ ،‬دي‬



‫جانيت سيرز)‪" (1959‬عزف أفريقي منفرد‪".‬‬ ‫‪:1991‬‬



‫دوجالس كوبالند "الجيل ‪ ،"x‬روھنتون ميستري "يا‬



‫لھا من رحلة طويلة"‪ ،‬مونيك موجاكا "األميرة بوكاھونتس‬ ‫واألنشطة الزرقاء" ]أول إخراج مسرحي لھا عام ‪[.1989‬‬ ‫‪:1992‬‬



‫اتفاق شارلوت تاون من أجل تعديل الدستور الكندي‬



‫من قبل الحكومات الفيدرالية واإلقليمية ولكن رفضھا‬ ‫االستفتاء العام في العام نفسه )‪ 26‬أكتوبر(‪.‬‬



‫ساندرا بيرد‬



‫ِسل )‪" (1942‬جناح الكروم"‪ ،‬إليزابث ھاي )‪(1951‬‬ ‫"الكوكايين الوحيد في ھافانا‪".‬‬



‫‪34 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1993‬‬



‫تعيين كيم كامبل )‪ (1946‬كأول رئيسة وزراء )من‬



‫يونيه إلى نوفمبر ‪.(1993‬‬



‫كارول شيلد )‪" (2003-1935‬‬



‫يوميات حجر‪".‬‬ ‫‪:1994‬‬



‫تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة ألمريكا الشمالية‪.‬‬



‫الكاتبة‬



‫اليابانية ِھرُميي جوتو )‪" (1966‬جوقة عيش الغراب"‪،‬‬ ‫الروائي إم‪ .‬جي‪ .‬فاسنجي )‪" (1950‬كتاب األسرار‪".‬‬ ‫‪:1995‬‬



‫فشل االستفتاء السيادي الثاني لمقاطعة كيبك بفارق‬



‫ضئيل‪.‬‬ ‫‪:1996‬‬



‫آن ماري‪-‬ماكدونالد )‪" (1958‬الخضوع"‪ ،‬آن مايكل‬



‫"قطع ھاربة"‪ ،‬شاني موتوو )‪" (1957‬زھور تتفتح ليال"‪،‬‬ ‫أنيتا بَدامي )‪" (1961‬مذكرات تاماريند"‪ ،‬راند "األرض‬ ‫الموعودة"‪ ،‬روبرت ماجزل )‪" (1950‬مدينة النسيان‪".‬‬ ‫‪:1998‬‬



‫أسوأ موجة صقيع في العالم‪ .‬الروائي واين جونسون‬



‫)‪" (1958‬مستعمرة األحالم المجانية‪".‬‬



‫‪35 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪:1999‬‬



‫تأسيس مقاطعة نونافوت كأوسع وأحدث مقاطعة في‬



‫كندا بعد انفصالھا عن المقاطعات الشمالية الغربية‪ .‬وايد‬ ‫كومبتون )‪" (1972‬المزامير"‪ ،‬كاميال جيب )‪(1968‬‬ ‫"تحريك الشفاه‪".‬‬ ‫‪:2001‬‬



‫مؤتمر مدينة كيبك للتجارة الحرة يعارضه المناھضون‬



‫للعولمة‪.‬‬



‫يان مارتل "حياة ‪ ،"Pie‬ريتشارد رايت " كالرا‬



‫كاالن‪".‬‬ ‫‪:2002‬‬



‫برتوكول كيوتو للمحافظة على البيئة‪.‬‬



‫أصبح جورج‬



‫بورنج أول شاعر يفوز بلقب أمير الشعراء‪ ،‬أوستن كالرك‬ ‫"المعزقة المصقلة"‪ ،‬كاثرين جافر "الخلق‪".‬‬ ‫‪:2003‬‬



‫انفجار أزمة مرض االلتھاب الرئوي الحاد في تورنتو‪،‬‬



‫أول زواج مثلي قانوني في أونتاريو‪.‬‬



‫فرانسس‬



‫إيتاني‬



‫"الصم‪".‬‬ ‫‪:2004‬‬



‫اكتشاف فضيحة الدعم المالى )سوء استغالل الموارد‬



‫المالية العامة المخصصة لإلعالنات الحكومية في كيبك(‪.‬‬ ‫‪36 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وايسون كوي )‪" (1939‬كل ھذا يھم"‪ ،‬مريام تيفز‬ ‫)‪" (1964‬مشاعر معقدة‪".‬‬ ‫‪:2005‬‬



‫ديفيد بيرجين )‪" (1957‬موعد توافقي"‪ ،‬ليزا‬



‫مور "القاطور"‬ ‫‪:2006‬‬



‫القبض على ‪ 15‬إرھابيا في أوتاوا خططوا لتفجير‬



‫البرلمان والعديد من البنوك‪.‬‬



‫‪37 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫سوزانا موودي‬ ‫‪SUSANAAH MOODIE‬‬



‫‪38 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪2‬‬ ‫السمات العامة األدب الكندي‬ ‫ھاجم بعض النقاد ‪ -‬وعلى رأسھم الشاعر ديفي فرانك‬ ‫األدب الكندي؛ ألنه اھتم باألمور القومية‬ ‫)‪- (1940-‬‬ ‫َ‬ ‫واإلقليمية دون النظر إلى القضايا العالمية‪ .‬كما ھوجم النقد‬ ‫الكندي أيضا؛ ألنه انصبّ على الموضوعات فقط‪ ،‬دون‬ ‫النظر إلى الشكل والنواحي الفنية األخرى ‪ .‬وھذا ما يقلل من‬ ‫قيمة االستمتاع بالتعقيدات األخرى لألدب ال ُمنتج في ھذه‬ ‫الدولة‪ .‬وفي ھذه الحالة اعتبر األدب الكندي موضةً قديمة‬ ‫ومضلالً وقلي َل الشأن‪.‬‬ ‫ويعد كتاب ديفي فرانك "النجاة من الصياغة النثرية‬ ‫للشعر" )‪ (1976‬بداية فترة جديدة للنقد األدبي الكندي حيث‬ ‫انتقد األعمال النقدية ‪ -‬التي تعتبر من كالسيكيات النقد األدبي‬ ‫الكندي‪ -‬لكل من مارغريت أتود )‪ ،(1939‬ويوحنا موس‬ ‫)‪ ،(1940‬ودي‪ .‬جي‪ .‬جونز )‪ ،(1929‬وأخيراً نورثروب‬ ‫فراي )‪ .(91-1912‬واعتقد فرانك ّ‬ ‫أن ھؤالء ال ُكتﱠاب قد‬ ‫‪39 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫أفرطوا في تبسيط اإلبداع الكندي بربطه بالحتمية الجغرافية‪،‬‬ ‫ومفادھا ّ‬ ‫أن األرض واألمة تحددان طبيعة األدب‪ .‬ويعتبر‬ ‫ديفي أول من قدم نظرية ما بعد الحداثة إلى كندا‪ ،‬وقدم‬ ‫نصائح جليلة في صورة تحليالت أدبية مترابطة مؤثرة‪ .‬ولذا‬ ‫صُنف األدب الكندي على أساس أنه أدب ثانوي‪ ،‬وغير‬ ‫متطور‪ ،‬وبال قيمة أدبية‪.‬‬ ‫ويري فراي ‪ Frye‬في كتابه "حديقة األعشاب"‬ ‫)‪ّ (1965‬‬ ‫أن كندا لم تنتج كاتبا كالسيكيا ً صاحب رؤية أفضل‬ ‫من قرائه‪ّ ،‬‬ ‫وأن الكثير من الظواھر الثقافية الكندية إما ذات‬ ‫طابع امريكي أو غربي )‪ .(214‬ويؤكد فراي استحالة الجمع‬ ‫والتوفيق بين الطاقة األمريكية والبنية االجتماعية البريطانية‬ ‫كما يزعم ھَالِبرْ تُون‪ ،‬فالكنديون أكثر وال ًء لبريطانيا من‬ ‫الملكة إليزابيث نفسھا‪ ،‬ويدفعھم في ذلك حب احترام العادات‬ ‫والتقاليد والشعور باألمن واألمان‪ ،‬باإلضافة إلى استقرار‬ ‫بعضھم في إنجلترا‪ .‬وأما شعور كندا تجاه أمريكا فھو‬ ‫إحساس دولة صغيرة تجاورھا إمبراطورية إمبريالية‬ ‫‪40 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ضخمة‪ .‬ودائما ما يُنظر إلى كندا جزءاً‪ :‬إما من الغابات‪ ،‬أو‬ ‫أمريكا‪ ،‬أو بريطانيا‪ ،‬أو العالم أجمع‪ ،‬و إما سلعةً‪ ،‬وربما‬ ‫يكون ذلك السبب في وجود كندا على الخريطة الدولية‪.‬‬ ‫والكاتب الكندي ال يستطيع أن يكتب بلغة كندية‬ ‫خالصة؛ ألنه ببساطة ُمجبر على أن يعبر عن نفسه باللغة‬ ‫التي تربي عليھا‪ :‬الفرنسية أو اإلنجليزية أو األيسلندية‪ .‬ولذا‬ ‫يسعي الكاتب إلى محاولة أن يُ َكيﱢف ھذه اللغة مع بيئته التي‬ ‫ھي ‪ -‬لألسف ‪ -‬غريبة عليه وعلى اللغة التي يستخدمھا‪.‬‬ ‫وتقبله لھذه اللغة‪ -‬أيا ً كانت‪ -‬يُجبره أن يقلد أصحابھا‪ .‬فالكاتب‬ ‫الكندي في القرن التاسع عشر – على سبيل المثال ‪ -‬يسير‬ ‫على درب كيتس وتنيسون‪ .‬ومن يكتب بالفرنسية فيتخذ‬ ‫تشارلز بوديلير )‪ (1867-1821‬وفيكتور ھيوج ُو)‪-1802‬‬ ‫‪ (1885‬مثالً أعلى‪ .‬ويُعد ذلك دليالً بيﱢنا ً على مدي تأثر الثقافة‬ ‫الكندية بكل من الثقافات اإلنجليزية‪ ،‬والفرنسية‪ ،‬والثقافات‬ ‫القومية األخرى‪ .‬وقد ازداد ھذا التأثر عندما أعلن رئيس‬ ‫ُودو‪ (Trudeau (1971‬أن كندا قد أصبحت‬ ‫الوزراء تر ْ‬ ‫‪41 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫دولة متعددة الثقافات‪ ،‬ومن ثم ازدادت حركة الھجرة إليھا‬ ‫سواء من الكتّاب أو من القراء خاصة في العقود األخيرة‪.‬‬ ‫وھذا ما ساعد ‪ -‬في البداية ‪ -‬على ضياع الھوية القومية نظراً‬ ‫العتماد الكنديين ثقافيا ً واقتصاديا ً على اآلخرين وخاصة‬ ‫الواليات المتحدة‪ .‬ويري الدكتور نبيل راغب في كتابه‬ ‫"معالم األدب العالمي المعاصر" ّ‬ ‫أن ما يحدث ألدباء‬ ‫نيويورك وسان فرانسيسكو نجده يحدث تلقائيا ً ألدباء تورنتو‬ ‫وفانكوفر؛ ألن المؤثرات الثقافية في أمريكا الشمالية تنتشر‬ ‫مثل الجبال الممتدة شماالً وجنوباً‪ ،‬وليس صوب الشرق‬ ‫والغرب مثل الحدود الدولية للبلدين )‪ .(164‬وقد حصد‬ ‫الكتاب الكنديون العديد من الجوائز العالمية مثل جائزة بوكر‬ ‫مان ]بوكر سابقا [ وجائزة األورانج‪.‬‬ ‫يعكس األدب الكندي‪ ،‬سواء المكتوب باللغة اإلنجليزية‬ ‫أو اللغة الفرنسية‪ ،‬بعضا ً من القضايا التي تبدو متسقة مع‬ ‫العقلية العسكرية مثل‪ :‬الطبيعة والحدود وموقع كندا بين‬



‫‪42 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الدول‪ .‬وأضفي بعض الكتّاب المتميزين على األدب الكندي‬ ‫بعضا ً من التنوع العرقي والثقافي كما سنوضح الحقا ً‪.‬‬ ‫يُقسﱠم األدب الكندي من حيث حجمه واتساعه‪ ،‬إلى‬ ‫أجزاء متعددة بحسب‪:‬‬ ‫•‬



‫المنطقة أو اإلقليم‪.‬‬



‫•‬



‫المؤلف‪.‬‬



‫•‬



‫الفترة األدبية ‪" :‬الشعراء الكنديون بين الحروب" أو‬ ‫"ما بعد الحداثة الكندية"‪.‬‬ ‫ويتميز األدب الكندي باآلتي‪:‬‬



‫•‬



‫اإلحباط كقيمة أساسية‪ :‬تظھر العبثية والفشل بوضوح‬ ‫في أعمال العديد من الكتاب مثل آن ھيربرت‪.‬‬



‫•‬



‫الدعابة‪.‬‬



‫•‬



‫العداء المعتدل ألمريكا ‪ ،‬ونقد الذع أحيانا‪ ،‬أو منافسة‬ ‫حميمة‪ ،‬أو سخرية طفيفة‪.‬‬



‫•‬



‫تعدد الثقافات ‪ ،‬وقد بدأت مع الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫‪43 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫•‬



‫الطبيعة واإلنسان ‪ :‬وتصور الطبيعة عادة عدواً أو قوة‬ ‫إلھية‪.‬‬



‫•‬



‫السخرية والتھكم‪.‬‬



‫•‬



‫استنكار الذات‪.‬‬



‫•‬



‫التقويم الذاتي للقارئ‪.‬‬



‫•‬



‫البحث عن الذات ‪ :‬سعي الفرد لتحقيق ھُويته مع‬ ‫إمكانية تبرير ھدف وجوده في الحياة‪.‬‬



‫•‬



‫البطل الخاسر‪ :‬صراع الفرد العادي مع منظمات‬ ‫عتيدة‪.‬‬



‫•‬



‫المدني ضد الريفي‪:‬‬



‫والصراع بين الثقافة الريفية‬



‫والثقافة الحضرية ]انتصار أخالقيات الريف[‪.‬‬ ‫ھذا وقد تغيرت الدراسات النقدية الكندية بسرعة في‬ ‫السنوات األخيرة للعديد من األسباب لعل من أھمھا ‪:‬‬ ‫أوالً‪ :‬اعتناق الدارسين العدي َد من المناھج النظرية‬ ‫الجديدة‪.‬‬ ‫‪44 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ثانيا‪ :‬سلكت ھذه الدراسات األدبية القومية اتجاھين‬ ‫محددين‪ :‬مشاركة الدارسين والتربويين في كيفية تقديم كندا‬ ‫في مجموعة أعمال لغوية وإقليمية وعرقية لكتّاب كنديين‬ ‫أصليين وكتاب عرقيين من األقليات باإلضافة إلى تحليل‬ ‫أعمال البيض الذين كانت لھم السيطرة والھيمنة على الساحة‬ ‫األدبية الكندية‪ .‬وكذا فقد بدأ الباحثون أيضا ً في اكتشاف‬ ‫ودراسة األعمال المھملة لكتاب القرن التاسع عشر والقرن‬ ‫العشرين‪ ،‬فقد تم تجاھل ھؤالء الكتاب؛ ألنھم كتبوا أنماطا ً‬ ‫أدبية شعبية أو ألنھم نشروا إبداعاتھم في مجالت سريعة‬ ‫الزوال‪ .‬وھناك تغير واضح بسبب زيادة عدد الكتّاب الكنديين‬ ‫الذين أصبحت لھم مكانة عالمية متميزة منذ ‪ .1990‬ويعود‬ ‫الفضل في ذلك إلى ظاھرة "النجم األدبي" التي غيرت في‬ ‫الكيفية التي يُستقبل به األدب الكندي محليا ً وعالميا ً‪.‬‬ ‫يبدأ تاريخ األدب الكندي بقصص‬



‫وحكايات‬



‫المستكشفين وتجار الفرو والبعثات التبشيرية مع بدايات‬ ‫القرن السابع عشر‪ ،‬وكانت معظم ھذه الكتابات باللغة‬ ‫‪45 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الفرنسية‪ .‬ومع نھاية القرن الثامن عشر ‪ 1780‬بدأت تظھر‬ ‫ٌ‬ ‫كتابات باللغة اإلنجليزية تصف الرحالت التي قاموا بھا حول‬ ‫العالم‬



‫كما ھو الحال في أعمال‬



‫البحاريْن اإلنجليزييْن‬



‫جيمس كوك )‪] (1779-1728‬والذي تعتبر أعماله ترجمات‬ ‫عن الروسية[‪ ،‬وجورج فانكوفر)‪] (98-1758‬ومن أھم‬ ‫أعماله‪" :‬رحلة اكتشاف المحيط الھادي الشمالي وجولة حول‬ ‫العالم في الفترة بين ‪ ،[(1801) "1795-1790‬والتاجر‬ ‫والرحالة االسكتلندي الجزندر مكنزي )‪(1820-1764‬‬ ‫]ومن أھم أعماله‪" :‬رحالت من مونتريال إلى قارة أمريكا‬ ‫الشمالية " )‪ .[(1801‬وقد حافظ ھؤالء الكتاب وغيرھم ‪-‬‬ ‫ومعظمھم من إيرلندا وإسكتلندا وبعض الموظفين في‬ ‫الحكومة البريطانية االستعمارية‪ -‬على التقاليد اإلنجليزية في‬ ‫الكتابة باإلضافة إلى تقييم الثقافة الكندية المحلية‪.‬‬



‫وقد‬



‫وصلت أول مطبعة إلى كندا عام ‪ 1751‬في ھالى فاكس‪ ،‬ثم‬ ‫انتشرت بعد ذلك في جميع أنحاء الدولة الكندية‪.‬‬



‫‪46 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫فبعد احتالل اإلنجليز لكندا تعرضت إلى موجات ھجرة‬ ‫واسعة من قبل البيورتانيين المتشددين الموالين للحكومة‬ ‫البريطانية وخاصة في مقاطعة نوفا سكوشيا‪ .‬وقد بدت‬ ‫عاداتھم االجتماعية وآراؤھم السياسية فطرية بالنسبة‬ ‫ألقرانھم الكنسيين الموجودين ھناك ]الكاثوليك الفرنسيين‬ ‫المستقرين في كيبك[‪ .‬ومن ثم شجعت وعززت المدرسة‬ ‫والكنيسة ھذه الروح التي أعطت شكالً ولونا ً للمؤسسات في‬ ‫كندا باإلضافة إلى استلھام األدب‪ .‬وفي عام ‪ 1776‬ھاجر‬ ‫الصحفي والشاعر‬



‫يوحنا ھو)‪ (1873-1808‬إلى كندا‬



‫ليؤسس أقدم صحيفة في أمريكا الشمالية "مجلة نوفاسكوشيا"‬ ‫)‪ ،(1824‬والتي مھدت الطريق لبداية ما يمكن تسميته‬ ‫باألدب الكندي األصلي ‪ .‬وقد أسھمت كل من الصحافة‬ ‫والشعور باإلقليمية في إثراء الناحية األدبية الكندية ‪ .‬وبوجه‬ ‫عام اتسم أدب ھذه الفترة بأنه‪ :‬ثانوي‪ ،‬ومقلد‪ ،‬وغير منطقي‪،‬‬ ‫وغير ذي قيمة أدبية تذكر كما أسلفنا سابقا ‪.‬‬



‫‪47 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وتعتبر مجلة نوفا سكوشيا )‪ (1828‬أول مجلة تصدر‬ ‫في كندا‪ ،‬ويعود الفضل في ذلك إلى المخضرم جوزيف ھوو‬ ‫‪ Howe‬أحد الموالين لإلمبراطورية اإلنجليزية‪ ،‬والذي لم‬ ‫يتجاوز العشرين من عمره في آنذاك‪ .‬واتسمت ھذه المجلة‬ ‫بمقاالتھا السياسية واألدبية الالذعة‪ ،‬واعتبرت أيضا البداية‬ ‫الحقيقية لألدب السياسي الكندي‪ .‬وقد وصلت مطبوعاتھا إلى‬ ‫بريطانيا األم نفسھا‪ .‬وطالب جوزيف ھوو بحرية الصحافة‬ ‫والديمقراطية‪ .‬وظلت المجلة محايدة في بدايتھا‪ ،‬ولم تتخذ‬ ‫موقفا عدائيا ً من أحد إال أنھا اضطرت إلى تسديد ضربات‬ ‫قاسية للطبقة الحاكمة في كندا بسبب الفساد المالي والسياسي‬ ‫‪ ،‬حيث اتھمت الحكومة بسرقة وتبديد أكثر من ‪ 30‬ألف‬ ‫جنيھا إسترلينياً‪ ،‬لذا رُفعت ضده قضية تشھير ‪.libel‬‬ ‫واتسمت مرافعته‪ ،‬التي استمرت تقريبا أكثر من ست ساعات‬ ‫مرتجلة‪ ،‬بأسلوبھا الصحفي األدبي الساخر‪ .‬ونشر ھوو العديد‬ ‫من المقاالت تحت عنوان "رحالت غربية" ثم "رحالت‬ ‫شرقية‪ ".‬واتسم أسلوبھا بالتلسين ‪ ،gossipy‬والواقعي‪،‬‬ ‫‪48 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫والمباشر‪ ،‬والمفعم بالصور والتشبيھات ذات السخرية‬ ‫الالذعة‪ .‬واعتبر النقاد أن ھذه المقاالت بداية مطمئنة للنثر‬ ‫الكندي‪ .‬وكانت ھناك اجتماعات أسبوعية في منزل جوزيف‬ ‫ھوو مع زمالئه ھالِبرتُون والسير يوحنا كينكيد ‪Sir John‬‬ ‫‪ Kincaid‬لتسديد ھجمات متواصلة ضد الحاكم‪ ،‬ثم إلى‬ ‫األدب‪ ،‬وأخيرا صوب المجتمع‪ .‬وقد تفوقت عليھا مجلة‬ ‫"النادي" ‪ The Club‬التي بدأت عام ‪ ،1832-1828‬والتي‬ ‫أشرف عليھا المھاجرون اإلسكتلنديون‪.‬‬ ‫وتعد رواية مز مودي "العيش في الغابة" أول رواية‬ ‫كندية‪ .‬وتؤكد ھذه الرواية كيف صُدم المھاجرون الحالمون‬ ‫بجنات عدن الكندية بصعوبة الحياة ھناك بسبب صعوبة‬ ‫التعامل مع السكان األصليين )‪ ،(Aboriginal‬والمناخ‬ ‫السيئ‪ ،‬والحياة البرية غير المألوفة‪ ،‬والحرمان البدني‬ ‫والثقافي‪ ،‬فضالً عن الكثير من األمراض المعدية التي قضت‬ ‫على معظم المھاجرين‪ .‬إن الروايات الرومانس التاريخية‬ ‫التي تعد أكثر األشكال الروائية شعبية في تلك الفترة تَدين‬ ‫‪49 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫بالفضل لكل من‪ :‬كيربي ‪ ،‬وباركر‪ ،‬ويوحنا ريتشاردسون‪،‬‬ ‫وللروائية روزانا إلينر ليبروھن )‪ .(1879-1829‬فقد‬ ‫ظھرت بعد ذلك رواية وليام كيربي "الكلب الذھبي"‬ ‫)‪ (1877‬التي اتخذت من األماكن التاريخية في كيبك مسرحا ً‬ ‫ألحداثھا‪ .‬وقد تركت فرانسيس بروك في رواياتھا "تاريخ‬ ‫إيملي مونتيجيو")‪ (1769‬التي نشرت في ثالثة مجلدات‪،‬‬ ‫أفضل سلسلة للوصف المختصر للحياة االجتماعية في كيبك‪.‬‬ ‫وقد سارت ھذه الرواية على درب رواية "باميال"‪ .‬أما رواية‬ ‫جوليا بيْك ﱢوث )‪" (1867–1796‬راھبة كندا" )‪ (1824‬فھي‬ ‫رواية كندية خالصة‪ ،‬غير أنھا بال قيمة أدبية‪ .‬ھذا ويعتبر‬ ‫شدسن األب الروحي للرواية الكندية وأول‬ ‫ميجور يوحنا ِر ْت ِ‬ ‫مؤرخ علمي لكندا‪ .‬وتجمع رواياته بين التاريخ والمذكرات‪،‬‬ ‫ويبدو ذلك واضحا في روايته "التنبؤ" )‪ .(1832‬وقبل نھاية‬ ‫‪ 1880‬أصبح من حق الكنديين أن يعلنوا للعالم أجمع ّ‬ ‫أن‬ ‫لديھم أدبا ً كنديًّا يتسم بالتعبير عن شخصيتھم وأخالقھم‪،‬‬



‫‪50 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫والتصوير الصادق للروح القومية والعادات االجتماعية‬ ‫واألنساق السياسية والفكرية‪.‬‬ ‫صنﱠف أعمال الروائية فرانسيس بروك )‪-1724‬‬ ‫تُ َ‬ ‫‪ (1789‬وآخرين باألعمال الكالسيكية الكندية ‪ ،‬حيث جمعت‬ ‫بين وصف الطبيعة وحياة البشر‪ ،‬وتھتم أعمالھا الروائية‬ ‫بالوصف األمين للمناظر الخالبة لفصل الشتاء في كيبك‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى التركيز على حياة وأخالق سكانھا‪ .‬ومع ذلك ال‬ ‫يمكن وصفھا أيضا بأنھا كندية ‪ .‬أما أعمال أوليفر جولد‬ ‫سميث )‪ (1774-1730‬وتوماس تشاليندر ھالبرتون‬ ‫)‪ ،(1865-1796‬وتوماس ماك فھي أعمال كندية خالصة‪،‬‬ ‫إذ تنتقد ھذه األعمال العادات والتقاليد واللھجات والعيوب‬ ‫الموجودة في نوفاسكوشيا ]أول مستعمرة إنجليزية[‪ .‬وھذا‬ ‫مما ساعد على تأسيس نوع أدبي أطلق عليه "روح الدعابة‬ ‫الشعبية"‪ .‬ولألسف لم يترك سميث تابعا له على الرغم من‬ ‫شھرته‪ ،‬ووجدت الشيء نفسه مع الشاعر تشارلز ھيفِي‬ ‫سيدج )‪ (1876-1816‬أول المسرحيين الكنديين ‪ .‬واتخذ‬ ‫‪51 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ھؤالء الكتﱠاب اإلنجي َل مصدراً ألفكارھم‪ ،‬واتبعوا أسلوب‬ ‫وليام شكسبير وميلتون في كتاباتھم‪ .‬ومع ذلك صُبغت ھذه‬ ‫بروح كندي ٍة خالصة‪.‬‬ ‫األعمال‬ ‫ٍ‬ ‫كتبت الروائية اإلنجليزية فرانسس بروك )‪-1724‬‬ ‫‪ (1789‬أول رواية عن كندا تحت عنوان "تاريخ إيملي‬ ‫ُم ْنتِجيّو" )‪ .(1769‬وتعتبر بروك روائية‪ ،‬ومترجمة‪ ،‬وكاتبة‬ ‫مسرح ومقاالت‪ -‬سافرت إلى كندا مع زوجھا القس‪ .‬وتتسم‬ ‫أعمالھا بالحكمة‪ ،‬والخبرة‪ ،‬والتنوع‪ .‬مكثت بروك خمس‬ ‫سنوات في والية كيبك ‪ Quebec‬بعد سقوط المستعمرات‬ ‫الفرنسية الكندية في أيدي اإلنجليز )‪ .(1763‬وقد استخدمت‬ ‫بروك الشكل المستورد للرواية العاطفية‪ ،‬ولكنھا تعد أول‬ ‫كاتبة تستغل موضوعات ھذا العالم الجديد وتنقلھا للجمھور‬ ‫اإلنجليزي‪ .‬والحقا قدم العديد من الكتاب اإلنجليز الزائرين‬ ‫لكندا روايات متعددة منھا‪" :‬المقيمون في كندا"‬



‫)‪(1884‬‬



‫لإلنجليزي فريدريك ماريﱢت )‪،Marryat (1848-1792‬‬



‫‪52 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ورواية "تجار الفرو الصغار"‬ ‫االسكتلندي روبرت مايكل بَلَ ْنتَايﱢن‬



‫)‪(1856‬‬



‫للمغامر‬



‫)‪.(1894-1825‬‬



‫وفريدريك ماريﱢت روائي معاصر‪ ،‬وصديق لتشارلز‬ ‫ديكنز‪ .‬ويعد رائداً لـ "قصة البحر"‪ .‬ومن أشھر رواياته‬ ‫األخرى "أطفال الغابة الجديدة‪ ".‬التحق بالبحرية الملكية‬ ‫ضابط صف بحري‪ .‬ووصل إلى ھالي فاكس عام ‪.1811‬‬ ‫واستولي على العديد من السفن األمريكية في أثناء حرب‬ ‫‪ .1812‬وقام بتحرير جريدة‬



‫‪The Metropolitan‬‬



‫‪ Magazine‬من ‪ .1835 -1832‬وحققت رواية سيرته‬ ‫الذاتية نجاحا ضخما‪Mr Midshipman " (1836) :‬‬ ‫‪ ."Easy‬ونشر أكثر من ‪ 27‬عمالً أدبيا ً‪.‬‬ ‫وأما بَلَ ْنتَايﱢن فقد تربي في أسرة مھتمة باألدب‪ .‬وكان‬ ‫جده جيمز يطبع مؤلفات السير ولتر سكوت‪ .‬واستأجرته‬ ‫شركة ھَ ْدس ْﱢن للعمل في كندا وھو في سن التاسعة عشرة حتي‬ ‫سن الثانية والعشرين‪ .‬وھناك تاجر مع الھنود المحليين‬ ‫والصيادين في أدغال كندا‪ .‬ويعتبر كتابه "زھرة اللبن الثلجية‬ ‫‪53 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وأشعة الشمس" سيرة ذاتية لھذه الفترة‪ .‬وقد دفعه الحنين‬ ‫لألسرة والوطن أن يكتب خطابات لوالدته جمعھا فيما بعد في‬ ‫كتاب بعنوان "مذكرات صناعة كتاب"‪ .‬فبعد عودته إلى‬ ‫إسكتلندا عام ‪ ،1847‬وجد والده قد توفي‪ ،‬وكانت الصدمة‬ ‫شديدة‪ ،‬ولكن دفعه ذلك إلى كتابة أفضل أعماله "جزيرة‬ ‫ال َمرجان" )‪ .(1857‬ويري بَلَ ْنتَايﱢن‬



‫ضرورة أن يعتاد‬



‫األطفال على المصاعب واألزمات كي ينمو جھازھم‬ ‫العصبي‪ ،‬ويساعدھم ذلك على االنتقال من مرحلة الطفولة‬ ‫إلى مرحلة الرجولة خالفا ً للمثل القديم‪ ":‬األوالد سيظلون‬ ‫أوالداً "‪.‬‬ ‫ھاجر اآلالف من األمريكيين إلى كندا في أثناء الثورة‬ ‫األمريكية ما بين عامي ‪ ،1783 -1775‬وقد كانت الثورة‬ ‫األمريكية انتفاضة سياسية في النصف الثاني من القرن‬ ‫الثامن عشر‪ .‬واشتعلت الثورة باتحاد ثالث عشرة والية في‬ ‫أمريكا الشمالية للتحرر من الحكم البريطاني‪ .‬وفي البداية‬ ‫رفضوا حكم البرلمان اإلنجليزي عبر البحار بدون ممثلين‪،‬‬ ‫‪54 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ثم طردوا الحقا ً الموظفين الملكيين‪ .‬وقضت معاھدة باريس‬ ‫))‪ 1783‬على كل آمال اإلنجليز في العودة مرة ثانية إلى‬ ‫أمريكا‪ .‬ويشار إلى المؤيدين للثورة بـ "الوطنيين" أو‬ ‫"‪ "Tories‬أو "الثوريين"‪ .‬وتشير كتب التاريخ إلى‬ ‫المعارضين لالنفصال عن الدولة األم بـ "الموالين" أو‬ ‫"‪ ."Whigs‬وكان من أھم نتائج الثورة كثرة التغيرات‬ ‫االجتماعية والثقافية والسياسية التي تركت أثرھا على األدب‬ ‫)الحلم األمريكي والتفرقة العنصرية(‪ ،‬ومنھا رفض حكم‬ ‫األقلية‪ ،‬والمناداة بالديمقراطية‪ ،‬والتسامح الديني‪ .‬وقد‬ ‫تعرضت الثورة لبعض من المجادالت الھزلية خوفا من‬ ‫"حكم الغوغاء"‪ .‬وبدأ األمريكيون في تطبيق مبادئ يوحنا‬ ‫لوك عن الحرية‪ ،‬والمساواة‪ ،‬والعدل‪ ،‬وكتابة الدستور‪.‬‬ ‫ولقد ازدادت أيضا نسبة المھاجرين االيرلنديين بسبب‬ ‫مجاعة البطاطس ما بين‬



‫‪ .1851- 1845‬وأدت زيادة‬



‫المتعلمين إلى تأسيس العديد من الدوريات مثل مجلة نوفا‬ ‫كوتشيا‪ ،‬ومجلة السياسة واألخبار‪ ،‬ومجلة األدب النقدي‬ ‫‪55 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الشامل‪ ،‬ومجلة النادي‪ .‬واعتمدت ھذه المجالت في بدايتھا‬ ‫على بعض المطبوعات من الجرائد األجنبية باإلضافة إلى‬ ‫نشر بعض الروايات والدواوين الشعرية المحلية‪ .‬وأثناء ھذه‬ ‫الفترة قدم الشعراء الكنديون العديد من المجلدات الشعرية‬ ‫المطبوعة في لندن أو في المطابع المصاحبة للحمالت‬ ‫االستعمارية الجديدة‪ .‬ويكشف شعر ھذه الفترة )‪-1780‬‬ ‫‪ّ (1790‬‬ ‫أن االستعمار قد أصبح جزءاً ال يتجزأ عن الواقع‬ ‫الثقافي العالمي‪.‬‬



‫وقد وصف ھؤالء الشعراء المجتمع‬



‫والمشاھد الكندية ]أمريكا الشمالية اإلنجليزية[ مستخدمين‬ ‫األنماط واأليديولوجيات اإلنجليزية الموروثة‪ .‬لذا أظھر أدب‬ ‫تلك الفترة مدي قوة العالقة بين جميع الطوائف في كندا‬ ‫وبريطانيا األم عندما اتحدوا جميعا ً في صد العدوان‬ ‫األمريكي على تلك المستعمرات اإلنجليزية‪ .‬ومن ھنا بدأت‬ ‫نزعة العداء ألمريكا تطفو على السطح‪ ،‬وھذا ما أكدته‬ ‫مارغريت أتود في روايتھا "السطح"‪ ،‬فقد أفردت فصالً‬ ‫كامالً لھذه النزعة في الرواية‪.‬‬ ‫‪56 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ويعد أوليفر جولد سميث )‪ (1861-1794‬أول شاعر‬ ‫يولد في كندا باإلضافة إلى كونه أول شاعر كندي تُنشر‬ ‫أعماله في كندا وإنجلترا‪ .‬ويخلط كثير من القراء بين الشاعر‬ ‫األنجلو‪ -‬إيرلندي د‪ .‬جولد سميث‪ ،‬صاحب ديوان "القرية‬ ‫المھجورة" )‪ ،(1770‬وبين الكندي جولد سميث صاحب‬ ‫ديوان "القرية الصاعدة" )‪ .(1825‬وقد اتبع سميث نفس‬ ‫األنماط والتقنيات الفنية التي استخدمھا األسالف‪ ،‬ولكن‬ ‫المحتوي والمضمون صُبغا بنكھة كندية خالصة‪ .‬ويعتبر‬ ‫سميث من الموالين لإلمبراطورية البريطانية‪ ،‬لذا رفض‬ ‫والده رشوة قدمھا له والد زوجته ليستقر في أمريكا الصاعدة‬ ‫بدال من العمل مع القوات البريطانية‪ .‬وظلت ھذه العائلة على‬ ‫زوك الجديدة حيث‬ ‫والئھا للتاج البريطاني‪ ،‬وانتقلوا إلى ب َر ْن ﱢ‬ ‫ولد شاعرنا العظيم‪ .‬وخدم شاعرنا في البحرية اإلنجليزية‬ ‫حتى أجبره المرض على االستقالة عام ‪ .1855‬وقد ھيمنت‬ ‫النبرة الدينية على معظم أعماله حتى صنفه النقاد بـ "الشاعر‬ ‫التقي‪".‬‬ ‫‪57 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وتعد جوليا بِ ْك ﱢوث ھارت )‪ (1867 -1796‬أول روائية‬ ‫أيضا تولد في كندا‪ .‬وتعتبر رواية "راھبة كندا"‬



‫أولى‬



‫رواياتھا‪ .‬وترصد ھذه الرواية الخلفية الدينية واالجتماعية‬ ‫ألقارب والدتھا القاطنين في كندا الشمالية‪ .‬ونشرت ھذه‬ ‫الرواية بدون ذكر اسم المؤلفة‪ .‬وتتميز روايتھا الثانية "االبن‬ ‫المتبني ألمريكا" بالبراعة الفائقة في التشويق‪ ،‬وعمق‬ ‫المشاعر‪ ،‬واللجوء قليال إلى التوافق والتزامن بين األحداث‪،‬‬ ‫ولكن اتسم أسلوبھا بالرطانة‪ ،‬وھيمنة نغمة النصح واإلرشاد‬ ‫كما ھو الحال في روايتھا األولي‪ .‬ولم تكن أعمالھا للتسلية‪،‬‬ ‫وإنما للتعبير عن مواقفھا من الطبيعة والمجتمع‪ .‬ولألسف لم‬ ‫يكتب لروايتھا الثالثة "يوم الحساب" الخروج إلى النور مع‬ ‫أنھا نالت إعجاب واحترام الكثير من المھتمين باألدب سواء‬ ‫من األصدقاء أو السكان المحليين‪.‬‬ ‫ظھرت أول حلقة أدبية كندية )‪ (1820‬بزعامة بعض‬ ‫الشباب المنحدرين من والية متشجن‪ ،‬والذين تربوا على‬ ‫التعاليم الدينية المسيحية لجون وزيلي ‪John Wesley:‬‬ ‫‪58 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫فجون وزيلي )‪ (1791-1703‬قائد ديني إنجليزي بدأ نوعا‬ ‫جديداً من المسيحية البروتستانتية التي تركز على أھمية‬ ‫القيمة األخالقية للفرد والمجتمع‪.‬‬



‫وقد أطلق عليھا اسم‬



‫"ميثو ِد ﱢزم"‪ Methodism.‬ولم تتوقف دعوته على إنجلترا‬ ‫فقط بل زار أيضا العديد من الدول‪ .‬وكان يعقد لقاءاته مع‬ ‫الناس خارج الكنيسة‪ .‬واشتھر بمساعدته للفقراء‪ .‬اشتملت ھذه‬ ‫الحلقة على كل من‪ :‬بيتر جونز‪ ،‬وجورج ُكبواي‪ ،‬وھنري‬ ‫شتاينھور‪ ،‬وآخرين‪.‬‬



‫وحققت ھذه الزمرة شھرة محلية‬



‫وعالمية نتيجة قراءتھم العامة‪ ،‬والخطب‪ ،‬والمحاضرات‪،‬‬ ‫والمحافظة على الزى الرسمي للبلد‪.‬‬ ‫ومن بين الجيل األول للروائيين المستقرين في كندا‬ ‫األختان اإلنجليزيتان كاثرين بار تريل )‪،(1899-1802‬‬ ‫وسوزانا مودي )‪.(1885-1803‬‬ ‫بدأت كاثرين بار تريل الكتابة بعد وفاة والدھا مباشرة‬ ‫لتفادي األزمة المالية التي تعرضت لھا العائلة‪ .‬وكانت البداية‬ ‫مع كتب األطفال‪ ،‬ومنھا‪" :‬اصغي جيداً لما تقوله ماما"‬ ‫‪59 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫)‪ (1818‬ورواية "سعي ٌد ألنه جيّد" )‪ .(1819‬ويعد كتابُھا‬ ‫"أدغال كندا" )‪ -(1836‬عبارة عن خطابات ومقاالت‬ ‫صحفية كانت ترسلھا لوالدتھا في إنجلترا تصف فيھا حياتھا‬ ‫الجديدة في كندا مع زوجھا توماس تريل‪ -‬مرجعا ً ھاما ً للحياة‬ ‫الكندية األولي حيث وصفت فيه الكاتبة حياة الناس وعالقة‬ ‫السكان األصليين بالمقيمين واألمريكان‪ ،‬باإلضافة إلى‬ ‫النباتات والحيوانات والظروف المناخية‪ .‬ونشرت تريل أكثر‬ ‫من عشرين كتابا‪.‬‬ ‫وأما أختھا سوزانا مودي فھي األخت الصغرى‪:‬‬ ‫أجْ نﱢس‪ Agnes‬وكاثرين وسوزانا‪ .‬وقد أطلق عليھن‬ ‫"الشابات"‪ .‬وتعتبر كتاباتھا ِسيَ ٌر ذاتيةٌ لحياتھا كمقيمة في‬ ‫كندا‪ .‬ونشرت باكورة إنتاجھا األدبي‬



‫وھو أيضا كتاب‬



‫لألطفال باإلضافة إلى قصص األطفال األخرى في لندن عام‬ ‫"جوجر َسا‪".‬‬ ‫‪ .1822‬ومن بين ھذه األعمال‪" :‬سبارتِكس" و‬ ‫ِ‬ ‫وفي لندن لعبت دورا بارزا في المنظمة التي نادت بإلغاء‬ ‫العبودية‪ .‬ونشرت مودي خمس روايات‪ ،‬وديوانيين شعريين‪،‬‬ ‫‪60 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وثمانية كتب لألطفال‪ ،‬وأخيرا ثالث سير ذاتية‪ ،‬ومجموعة‬ ‫خطابات‪.‬‬ ‫وبدأت أجْ نﱢس )‪ (1847-1796‬حياتھا األدبية شاعرة‬ ‫ثم احترفت الرواية‪ .‬وتفتقد أعمالھا التاريخية إلى‬ ‫الموضوعية‪ .‬ويتسم أسلوبھا بالمتوسط‪ .‬نشرت أجْ نﱢس أكثر‬ ‫من ثماني سير ذاتية أشھرھا "حيوات ملكات إنجلترا" )اثنا‬ ‫عشر مجلداً ( )‪ ،(1848-1840‬واثني عشر كتابا لألطفال‪.‬‬ ‫وقد ھاجرت كاثرين وسوزانا إلى كندا مع زوجيھما عام‬ ‫‪ .1832‬وغيرت الكاتبتان في أعمالھما ال ﱠشبيھة بالسﱢيرة‬ ‫ﱠ‬ ‫الذاتية بعضا من األنماط األدبية اإلنجليزية لتتناسب مع‬ ‫ذكريات تلك الفترة االستعمارية‪ .‬ومع أنھما لم تعودا إلى‬ ‫الدولة األم ولم تحاوال التَكيّف مع نمط الحياة الجديدة إال أنھما‬ ‫ظلتا متمسكتين بالثقافة اإلنجليزية ‪ ،‬وقاومتا الغزوات الثقافية‬ ‫األمريكية المتالحقة‪.‬‬ ‫وعلى الجانب اآلخر نجد بعض الكتاب بدأوا يعرﱢفون‬ ‫الشخصية الكندية على حسب موقعھا بين بريطانيا وأمريكا‪،‬‬ ‫‪61 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ومدي تميزھا عنھما ‪ .‬ومن بين ھؤالء الكتاب توماس‬ ‫ھالِبرتون )‪ . (1865 -1796‬وتُعد مجموعة "الساعاتي"‬ ‫)‪ (1835‬لـ "ھالبرتون" األكثر مبيعا في كندا‪ .‬وھذه‬ ‫المجموعة عبارة عن مجموعة من المشاھد الكوميدية للبطل‬ ‫األمريكي سام سليك‪.‬‬ ‫ولد ھالبرتون في مقاطعة نوفاسكوشيا‪ .‬وجمع مؤلف‬ ‫"الساعاتي" بين التجارة والقضاء‪ ،‬ولكن نال شھرة عالمية‬ ‫من خالل إبداعاته‪ .‬وتنوعت كتبه بين السياسة‪ ،‬والتاريخ‪،‬‬ ‫وتحسين الزراعة‪ .‬وحصد مؤلفنا على شھادات فخرية من‬ ‫جامعة أكسفورد نظير خدماته لألدب‪ ،‬وظل مخلصا ً لألدب‬ ‫حتي وفاته‪ .‬وتم إنشاء الجمعية األدبية في جامعة الملك تخليداً‬ ‫له ‪ .‬كما سميت أيضا قرية ھالبرتون في مقاطعة أونتاريو‬ ‫باسمه بعد ظھور كتابه "األرض الكندية وشركات الھجرة" ‪.‬‬ ‫وقد نشر ھالبرتون أكثر من أحد عشر كتاباً‪ ،‬منھا‪" :‬الطبيعة‬ ‫والطبيعة البشرية" )‪ ،(1855‬و"القاضي العجوز" )‪،(1849‬‬



‫‪62 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫و"وصف عام لنوفا سكوشيا" )‪ ،(1823‬و"الحكم وسوء‬ ‫الحكم في أمريكا اإلنجليزية" )‪.(1851‬‬ ‫فبعد إعالن الحكم الذاتي لكندا في ظل اإلمبراطورية‬ ‫اإلنجليزية عام ‪ ،1867‬بدأ الكثير في مناصرة وتأييد‬ ‫اإلمبراطورية القوية من أجل مقاومة التأثير والغزو‬ ‫األمريكي‪ .‬لذا تم تأسيس العديد من المجموعات األدبية‪،‬‬ ‫والثقافية‪ ،‬والسياسية‪ ،‬ومنھا ما أطلق عليھا اسم "كندا أوال"‪.‬‬ ‫وتضم ھذه الحركة الشاعر المؤسس تشارلز مير )‪-1838‬‬ ‫‪ (1927‬وآخرين‪.‬‬ ‫تشارلز مير شاعر وقومي متعصب‪ .‬لعب دوراً بارزاً‬ ‫في تأسيس جمعية "كندا أوال"‪ ،‬وكان له دور في معارضة‬ ‫حكومة لو ﱢوي ِرييﱠل )‪) Louis Riel (1885-1844‬أحد‬ ‫المطالبين بحقوق السكان األصليين للبلد ‪ (Metis‬أثناء‬ ‫انتفاضة‪/‬مقاومة النھر األحمر )‪ ،(1870-1869‬وانتفاضة‬ ‫الشمال الغربي )‪ .(1885‬وانضم شاعرنا إلى بعض‬ ‫المنظمات السرية من أجل تحرير واستقالل كندا‪ .‬وقد حاولت‬ ‫‪63 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ھذه المنظمات معالجة الموضوعات اإلنسانية العالمية‪ ،‬ولكن‬ ‫بصبغة كندية عن طريق استخدام أماكن محلية وموضوعات‬ ‫متعلقة بالتاريخ الكندي‪ .‬وفي عام ‪ 1890‬نادوا بتأسيس أول‬ ‫نقابة للكتاب الكنديين ومجلة أدبية قومية‪ ،‬ولكن لم يتحقق ھذا‬ ‫الحلم إال بعد عشرين عاما ً‪.‬‬ ‫وقد اتسم الشعر الكندي في فترة الكونفدرالية )‪-1850‬‬ ‫‪ (1870‬بعدة أمور‪ ،‬منھا‪:‬‬ ‫‪ - 1‬التأثير الواضح لكل من وردزورث وبايرون وتينسون‪.‬‬ ‫‪ - 2‬اكتشاف المناظر الطبيعية والمشاھد البحرية الكندية‬ ‫والتعبير عنھا بصورة معبرة‪.‬‬ ‫‪ - 3‬الفھم الجيد للشخصية الكندية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬وأخيراً الوصف الدقيق للطبيعية‪.‬‬ ‫ولعل أھم شعراء ھذه الفترة‪ :‬إيزابيال فلنسي كرُفيد‬ ‫)‪ ، (87-1850‬جورج فريدريك كامرون )‪،(1885-1854‬‬ ‫جلبرت باركر)‪ ،(1935-1862‬تشارلز مير )‪-1838‬‬ ‫‪64 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪ ،(1927‬تشارلز سنجتسر)‪ ،(92-1823‬وليام كيربي‬ ‫)‪ ،(1906-1817‬وليام ستيفنز )‪ ، (1941-1879‬أدم كيد‪،‬‬ ‫وأخيراً دبليو‪ .‬إف‪ .‬ھُولﱢي‪.‬‬ ‫وھكذا أصبحت كندا ناضجة ومستعدة لالشتراك في‬ ‫المارثون األدبي العالمي في الفترة من )‪،(1900-1870‬‬ ‫وخاصة بعد ظھور كل من أثر التمرد على السمات العامة‬ ‫للعصر الفيكتوري‪ ،‬واإلنجازات العلمية واألدبية الجديدة التي‬ ‫زعزعت الثقة في معظم مناحي الحياة وخاصة المعتقدات‬ ‫الدينية‪ ،‬وأخيراً ظھور الديمقراطية عقيدة جديدة )‪(1867‬‬ ‫]يري الشاعر األمريكي وولت ويتمان أن الحب‬ ‫والديمقراطية ھما السبيالن الوحيدان لتحقيق السعادة‬ ‫واالستقرار للفرد[‪ .‬وظھر أيضا الكثير من العوامل التي‬ ‫أسھمت في تأسيس أول مدرسة أدبية في كندا تضاھي‬ ‫المدارس البارزة في فرنسا وإنجلترا‪ ،‬وكان من أكثر ھذه‬ ‫العوامل تأثيرًا‪ :‬الحكم الذاتي‪ ،‬والتقدم المادي الذي حقق‬ ‫االكتفاء الذاتي للسكان‪ ،‬وظھور القومية والكونفدرالية ]بدأت‬ ‫‪65 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫بين نوفاسكوشيا‪ ،‬وبرنزويك‪ ،‬وكندا العليا )أونتاريو(‪ ،‬وكندا‬ ‫السفلى )كيبك([‪ ،‬والدور الذي لعبته اإلذاعة والتليفزيون‬ ‫باإلضافة إلى المھرجانات والمسابقات المتعددة‪ .‬وأھم كتّاب‬ ‫ھذه الفترة‪ :‬تشارلز روبرت )‪ ، (1943-1860‬جورج باركن‬ ‫)‪ ، (1922-1846‬وليام كامبل )‪ ، (1918-1860‬بليس‬ ‫كارمن )‪ ، Bliss (1929-1861‬آتشيبولد المبمان )‪-1861‬‬ ‫‪ ،(1899‬فردريك جورج سكوت )‪ ،(1944-1866‬دنكن‬ ‫كامبل سكوت )‪ ،(1947-1862‬بولين جونسون )‪-1861‬‬ ‫‪ ،(1913‬ھإلٮبٍرتون‪ ،‬وايزبيال كروفورد‪.‬‬ ‫وقد اختلفت ھذه الزمرة كثيراً عن أسالفھم في نقطة‬ ‫مھمة ‪ ،‬وھي أنه لم يعد الشاعر مھتما ً فقط بوصف الطبيعة‪،‬‬ ‫بل ركز على طبيعة االنسجام بين اإلنسان وبين ھذه الطبيعة‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى دمج الواقع بالخيال‪ .‬ونال دنكن سكوت شھرة‬ ‫عالمية الستيعابه الجيد لحياة السكان األوائل أكثر من اھتمام‬ ‫أعماله الشعرية بوصف تلك الحياة البرية في شمال كندا‪.‬‬ ‫وتختلف إيزابيال كثيراً عن أقرانھا الشعراء – السابقين أو‬ ‫‪66 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫المعاصرين – من حيث كان شعرھا يتميز بتعدد ألوانه ‪ ،‬فقد‬ ‫استلھمت صورھا من حياة السكان األوائل‪ ،‬وحياة الرواد‪،‬‬ ‫واألساطير‪ ،‬والطبيعة الحية الرمزية ‪.‬‬ ‫وشھد عام ‪ 1890‬ظھور أشھر كاتبات كندا األصليين‬ ‫أال وھي الشاعرة وممثلة المسرح إي‪ .‬بولين جونسون‬ ‫)‪ ، (1913-1861‬والتي تكشف أعمالھا عن مدي التفاعل‬ ‫بين الثقافة الشفھية التي ورثتھا من أبيھا الموھوكي‬ ‫‪ِ Mohawk‬من جھ ٍة ]قبيلة من ھنود أمريكا الشمالية الحمر‬ ‫في وادي نھر الموھوك بوالية نيويورك[ والميراث األدبي‬ ‫اإلنجليزي الذي ورثته من أمھا البيضاء ِمن جھ ٍة أخرى ‪.‬‬ ‫واتبعت جونسون نفس المنھج الذي استخدمته مجموعة بيتر‬ ‫جونز ‪ ،(Ojibwa (1820- 1830‬فاستخدمت – كزمالئھا‬ ‫– مھاراتھا البالغية لتحتل موقعا متوسطا بين ثقافة كلﱟ من‬ ‫البيض والسكان األصليين‪ .‬وقررت أن ترتدي الزي الرسمي‬ ‫للموھوكيين تحقيقا للھوية‪ ،‬خاصة بعد النجاح الذي حققه‬ ‫ديوانھا األول‪ .‬وتعود بعض شھرتھا إلى محاضراتھا العامة‬ ‫‪67 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫المقنعة‪ .‬ونشرت جونسون أعمالھا الشعرية في الواليات‬ ‫المتحدة‪ ،‬وبريطانيا‪ ،‬وكندا‪ .‬ومن الغريب أن شھرة بولين قد‬ ‫تضاءلت بعد وفاتھا‪ .‬وكتب دبليو‪ .‬جي‪ .‬كيث ‪: W.J. Keith‬‬ ‫" ّ‬ ‫أن حياتھا أكثر متعة وتشويقا من أعمالھا اإلبداعية‪ ....‬وأما‬ ‫بالنسبة لطموحھا كشاعرة لم تُ ْنتِج شيئا ً ذا قيمة‪ ،‬وخاصة في‬ ‫عيون النقاد المھتمين باألسلوب أكثر من المضمون‪".‬‬ ‫ونشرت أكثر من أربعة دواوين ]"ال َو ْمبَم األبيض" )‪،(1895‬‬ ‫و"في الظل" )‪ ،(1898‬و"مولود في كندا")‪،"(1903‬‬ ‫وأخيراً "حجر القداحة والملبس"[‪ ،‬وثالث مجموعات‬ ‫قصصية‪.‬‬ ‫وتحكي سارة جانيت دنكن )‪ (1922-1861‬في أشھر‬ ‫روايتھا "المستعمر" )‪ (1904‬قصة لورن ميرشيسون‬ ‫المحامي الصغير في مدينة اِلجن الخيالية التابعة لمقاطعة‬ ‫أونتاريو‪ .‬ويدافع لورن عن التجارة المتميزة مع المستعمرين‪.‬‬ ‫ويسيء إدارةَ البرلمان الكندي عندما يصبح ممثال لحزب‬ ‫الكتاب على نطاق واسع ؛ لتصويره‬ ‫الحرية‪ .‬وامتدح النقا ُد‬ ‫َ‬ ‫‪68 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫المرھف والمتبصر لمدينة صغيرة في مطلع القرن العشرين‬ ‫مع اإلشارة إلى األعراف االجتماعية في ھذه البلدة‪ .‬كما‬ ‫امتدحت الرواية إلدراكھا الذكي لوضع النساء في المجتمع‪،‬‬ ‫إال أنھا انتقدت أيضا لتركيزھا على الطبقات العليا‬ ‫والمتوسطة على حساب العمال والفقراء ولتصويرھا‬ ‫العنصري الوحشي للسكان األصليين للبلد‪ .‬ولم تحقق ھذه‬ ‫الرواية نجاحا ً ملحوظا ً في أثناء نشرھا‪ ،‬غير أن الكثير من‬ ‫رواياتھا األخرى حققت ذلك‪ .‬وفي معظم أعمالھا الروائية‬ ‫نجد أحد الشخصيات تضطر إلى العيش خارج عالمھا‬ ‫وثقافتھا القومية ومن ثم تظھر التوترات والتعقيدات‪ .‬ونجد‬ ‫عالم دنكن األدبي ممتداً عبر األطلسي كما ھو الحال عند‬ ‫ھنري جيمز‪.‬‬ ‫ونشرت دنكن أكثر من اثني عشر كتابا مشتمال على‬ ‫مجلدين لسيرتھا الذاتية ومجموعتھا القصصية بعنوان‬ ‫)حوض للسباحة في الصحراء(‪ .‬ومن أھم أعمالھا األخرى‪:‬‬ ‫"المغامرات البسيطة لل َم ْمصاحب‪ -‬زوجة موظف بريطاني‬ ‫‪69 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫في الھند" )‪ ،(1893‬و"بنات اليوم" )‪ ،(1894‬و"على‬ ‫الجانب األخر من المزالج" )‪ ،(1901‬و"بنت أمريكية في‬ ‫لندن" )‪ ،(1891‬و"سعادته الملكية" )‪ .(1914‬ويتميز‬ ‫أسلوبھا بأنه ساخر‪ ،‬وھذا ما جعلھا تقا َرن بال ّكتاب الساخرين‬ ‫المعاصرين من أمثال ستيفن ليكوك وتوماس كارليل‪ .‬ومن‬ ‫أقوالھا المأثورة ّ‬ ‫"إن اإلنسان يخسر الكثير من الضحكات إذا‬ ‫لم يسخر من ذاته‪ ".‬وأول كتبھا ھو "رحيل اجتماعي‪ :‬رحلتي‬ ‫مع أورثودوشيا حول العالم بمفردنا" )‪.(1890‬‬ ‫وتختلف دنكن عن أقرانھا في إعالن إعجابھا بالعديد‬ ‫من الكتاب األمريكيين وعلى رأسھم ھنري جيمز وويليام‬ ‫دين ھاولز على الرغم من والئھا المتزمت للثقافة البريطانية‪.‬‬ ‫واعتنقت دنكن – كزمالئھا‪ -‬المبدأ الواقعي على الرغم من‬ ‫أن أغلبية الروائيين وقراء الرواية الكنديين قد أظھروا حبھم‬ ‫للروايات المثالية ]الروايات التعليمية[‪ ،‬ورفضوا واستھجنوا‬ ‫تأثير كلﱟ من الواقعية والطبيعية‪.‬‬



‫‪70 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ويري البعض أن رواية لوسي مود مونتجومري‬ ‫))‪" 1942-1874‬آن والجملون األخضر" أقرب تمثيالً لھذه‬ ‫الفترة من رواية "المستعمر"‪ .‬وحققت ھذه الرواية نجاحا ً‬ ‫مدويا ً بعد نشرھا مباشرة‪ .‬ولفتت ھذه الرواية أيضا أنظار‬ ‫السياح إلى جزيرة األمير إدوارد‪ .‬وأسھمت رواياتھا‬ ‫ومجموعاتھا القصصية في إثراء األدب الكندي‪ .‬وما زالت‬ ‫ھذه األعمال مصدر إلھام للمسرح والتليفزيون واألفالم‪.‬‬ ‫وقد استقر أسالفُھا اإلسكتلنديون في كندا منذ أواخر‬ ‫عام ‪ .1770‬وعاشت لوسي طفولة مليئة بالمغامرات‬ ‫واالكتشافات‪ .‬ويعود الفضل في ذلك إلى جدھا الذي اعتاد أن‬ ‫يسرد لھا كثيراً من الحكايات الحقيقية والخيالية عن تحطم‬ ‫السفن فاستولى ذلك على خيال المؤلفة‪ .‬وفي عام ‪1923‬‬ ‫التحقت مود‪ ،‬كأول امرأة كندية‪ ،‬بالجمعية الملكية للفنون في‬ ‫بريطانيا‪ .‬وكان من بين أعضائھا‪ :‬أدم سميث‪ ،‬وكارل‬ ‫ماركس‪ ،‬وصامويل جونسون‪ ،‬ووليام ھوجارس‪ .‬وانھالت‬ ‫الكثير من الجوائز واألوسمة مع عام ‪ 1935‬عندما أصبحت‬ ‫‪71 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫عضوا في معھد الفنون واآلداب الفرنسي‪ ،‬ومنحت لقب‬ ‫ضابط لوسام اإلمبراطورية اإلنجليزية‪ .‬وفي عام ‪1943‬‬ ‫أعلنت كندا ّ‬ ‫أن مونتجومري شخصية ذات أھمية تاريخية‬ ‫قومية‪.‬‬ ‫وبالرغم من كل المديح والجوائز الذي نالته الكاتبة فقد‬ ‫انھارت سمعتھا األدبية وفقدت أعمالُھا شعبيتھا العالمية في‬ ‫منتصف ‪ .1930‬ويعود السبب في ذلك إلى استمرارھا في‬ ‫كتابة القصص ذات األسلوب الممتع‪ ،‬والشيق‪ ،‬والنھايات‬ ‫السعيدة متجاھلة تماما ما أحدثته الحرب العالمية األولي من‬ ‫س‪ .‬في حين اھتم أدب ما بعد الحرب العالمية‬ ‫كوارث ومآ ٍ‬ ‫األولي بوصف أھوال وفظاعة ووحشية وقبح الحروب‪،‬‬ ‫وسبر أغوار وأعماق النفس البشرية المظلمة غالبا ً بأسلوب‬ ‫واقعي مباشر بعيداً عن المثالية المفرطة والرومانسية‬ ‫العمياء‪ .‬وماتت مودي نتيجة أزمة قلبية في تورنتو في ‪24‬‬ ‫ابريل ‪ .1942‬وقد اتسم بعض كتاباتھا األولى بالنبرة الدينية‬ ‫حيث كتبت الكثير من األناشيد الدينية التي تمتدح فيھا الذات‬ ‫‪72 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫اإللھية‪ .‬ولكنھا نشرت أيضا ً العديد من القصائد والمذكرات‬ ‫ألصدقائھا وحيواناتھا‪ .‬وكان الموضوع المسيطر على جميع‬ ‫أعمالھا ھو "فقد البراءة فيما يخص الحياة والموت"‪ .‬ويعود‬ ‫السبب في ذلك إلى وفاة قطتھا المفضلة بوسي بالسم ‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫ھذه أول مرة في حياتي أدرك معني الموت‪ .‬ومنذ ذلك‬ ‫الحين ارتبط حبي لألشياء بالموت‪ .‬وفي ھذه اللحظة‬ ‫انتابني شعور مفاجئ ّ‬ ‫بأن الموت أصبح جزءاً من‬ ‫حياتي معلنا ً انتھاء جنة الطفولة التي اتسم كل شيء‬ ‫فيھا باالستمرارية‪.‬‬ ‫وتحكي ھذه الرواية قصة اليتيمة آن‪ .‬وتقع أحداث‬ ‫الرواية في قرية جزيرة األمير إدوارد الفاتنة‪ .‬وقد انتظرت‬ ‫ماريال وزوجھا ماثيو َكثّبيْرت ‪ Cuthbert‬ولداً يتيما ً‬ ‫يُساعدھما في المزرعة إال أنھما يفاجآن بـ "آن ‪،" Anne‬‬ ‫بنت الحادية عشرة وصاحبة الشعر األحمر‪ ،‬والتي تغير من‬ ‫مصير حياتھما‪ .‬ولحسن الحظ منحتھا طبيعتھا المرحة‬ ‫الودودة وخيالھا الغريب الممتع الفوز بقلوب متبنيَيْھا‬ ‫‪73 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫المتردديْن‪ .‬وأكسبتھا شخصيتھا المشاكسة أيضا الكثير من‬ ‫األصدقاء والكثير من المتاعب وبنفس الدرجة‪ .‬فلم يمر يوم‬ ‫واحد دون أن تتعرض لمواقف ميلودرامية في مسلسل حياتھا‬ ‫الذي يعج باألحداث التراجيدية والكوميدية‪ .‬وتعلن آن عداءھا‬ ‫وكراھيتھا لصديق الدراسة جلبرت باليز عندما انتقد لون‬ ‫شعرھا‪ ،‬وبناء عليه قامت بصبغ شعرھا باللون األخضر‪.‬‬ ‫ومع نھاية الرواية تقوم بإعداد كعكة لجارتھا الجديدة‪ .‬وبدالً‬ ‫من أن تضع فانيال تستخدم المراھم‪ .‬وقد حققت ھذه الرواية‬ ‫أعلى نسبة قراءة‪ ،‬وظلت محبوبة منذ ذلك الحين‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬ ‫فقد نظر إليھا زمالؤھا الروائيون من الرجال باحتقار بسبب‬ ‫ﱠ‬ ‫ولكن رواية آن‬ ‫شھرتھا العالمية التي كانوا بھا شغوفين‪.‬‬ ‫تتطابق ومفھومھم ع ﱠما ينبغي أن تكون عليه الرواية الكندية‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1920‬استمرت شعبية الرومانس المثالية‪.‬‬ ‫وكان كل من مونتجومري ‪ ،‬ونيلي مككلنج )‪-1873‬‬ ‫‪ ،(1951‬وميزو ِدالَ روش )‪ (1961-1879‬من أشھر‬ ‫األسماء المعروفة في تلك الفترة‪.‬‬ ‫‪74 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وتعتبر نيلي مككلنج ناشطة نسائية واجتماعية‪ .‬انضمت‬ ‫إلى حركة اإلصالح األخالقي واالجتماعي التي انتشرت في‬ ‫كندا الغربية مع البدايات األولي للقرن العشرين ‪ .1900‬وفي‬ ‫عام ‪ 1927‬أسست نيلي مع أربع نسوة أخريات جمعية أطلق‬ ‫عليھا "الصناديد الخمس" للمطالبة بحق المرأة في االنتخاب‬ ‫والتمثيل البرلماني في مجلس الشيوخ ‪ -‬وخاصة بعد انتھاء‬ ‫نقص في األيدي العاملة‬ ‫الحرب العالمية األولي التي أدت إلى‬ ‫ٍ‬ ‫الذكورية‪ .‬لذا احتضنتھا جمعية حقوق المرأة في وينيبج عام‬ ‫‪ 1914‬بسبب أسلوبھا الساخر‪ .‬ونادت بحقوق المرأة في‬ ‫الطالق قائلة‪" :‬لماذا تزود أقالم الرصاص بمحّايات إن لم‬ ‫تكن لتصحيح األخطاء؟" ومن أھم أعمالھا الروائية‪" :‬بذور‬ ‫اإلصالح" )‪ ،(1908‬و"الفرصة الثانية" )‪. (1910‬‬ ‫وتعتبر ميزو ِدالَ روش مؤلفة سلسلة روايات َج ْلنا‬ ‫‪ – Jalna‬ست عشرة رواية ‪-‬األكثر شعبية في زمانھا‪.‬‬ ‫وكتبت أولى قصصھا القصيرة في سن التاسعة ونشرتھا عام‬ ‫‪ .1902‬وتنقلت عائلتھا كثيراً بسبب ظروف أمھا الصحية‬ ‫‪75 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وأعمال أبيھا المتغيرة‪ .‬وكانت إحدي ھذه التنقالت إلى‬ ‫مزرعة أحد األثرياء الذي اتخذ مھنة الزراعة ھوايةً‪ .‬وھناك‬ ‫بدأت الكاتبة في إثراء عالمھا الخيالي فيما يخص الحياة‬ ‫األرستقراطية الريفية والتي أصبحت فيما بعد مصدراً‬ ‫لسلسلة روايات جلنا‪ .‬ومن أھم أعمالھا‪" :‬االستحواذ"‬ ‫)‪ ،(1923‬و"السعادة")‪ ،(1926‬و"جلنا" )‪.(1927‬‬ ‫ومع ذلك‪ ،‬فقد نافست الرواية الواقعية روايةَ الرومانس‬ ‫المثالية‪ .‬وھناك بعض األمثلة على ذلك منھا رواية )‪(1925‬‬ ‫"اإلوز البري"‬



‫للروائية مارثا أوس تن سو)‪-1900‬‬



‫‪ ،(1963‬ورواية "القمح" )‪ (1926‬للكاتب روبرت استيد‬ ‫)‪ ،(1959-1880‬ورواية "مستوطنو المستنقعات" )‪(1925‬‬ ‫لفيليب جروف )‪ .(1948-1879‬وتقع أحداث ھذه الروايات‬ ‫جميعھا في منطقة البراري في أمريكا الشمالية حيث العشب‬ ‫والقمح‪ .‬واتسمت ھذه األعمال بالطابع المحلي مستخدمة‬ ‫أنماطا ً واقعية ومثالية‪.‬‬



‫‪76 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ھاجرت مارسا أوس تن سو‪ -‬والنطق الصحيح للروائية‬ ‫ھو "أوستن" باللغة النرويجية كما أوضحت ذلك لجريدة‬ ‫الملخص األدبي ‪ – The Literary Digest‬إلى الواليات‬ ‫المتحدة مع عائلتھا عام ‪ ،1902‬ومنھا إلى كندا مستقرة في‬ ‫ماني تُوبا ]مقاطعة في كندا الوسطي[‪ .‬وتعتبر روايتھا "‬ ‫اإلوز البري " أفضل أعمالھا‪ ،‬وتم تحويلھا إلى فيلم سينمائي‬ ‫بعنوان "بعد الحصاد" )‪ .(2001‬وقدمت أوستن أكثر من‬ ‫خمس عشرة رواية‪ .‬وتعد رواية "أيھا النھر‪ ،‬تذكر"‬ ‫)‪ (1943‬أكثرھا نجاحا ً‪ .‬وتحكي قصة عائلة في وادي النھر‬ ‫األحمر في ميني سوتا‪ .‬وفازت ھذه الرواية بجائزة مختارات‬ ‫النقابة األدبية عام ‪ .1943‬وتجمع أعمالھا بين الرومانس‬ ‫والميلو‪-‬دراما‪ :‬تصور أوستن حياة المھاجرين الريفيين‬ ‫بنزاھة‪ ،‬ومعالجة العالقة بين الرجال والنساء واألرض ھو‬ ‫التيمة األساسية في معظم رواياتھا‪.‬‬ ‫بدأ روبرت استيد حياته األدبية بتأسيس جريدة‬ ‫أسبوعية في كارترايت عام ‪ ،1899‬وھو في سن الثامنة‬ ‫‪77 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫عشرة‪ .‬ونشر كتابه األول بعنوان "بناة اإلمبراطورية‬ ‫وقصائد أخري" عام ‪ .1908‬واستمر في كتابة الرواية‬ ‫والقصص القصيرة وكتب الشعر لمدة ثالث وعشرين سنة‬ ‫مساھما ً في إثراء فن التصوير لحياة المراعي الكندية‪ .‬وجمع‬ ‫استيد في ديوانه األول بين أسلوبي الشاعرين وليام سيرفس‬ ‫)‪ (1958-1874‬وروديارد كبلنج )‪ (1936-1865‬من أجل‬ ‫تقديم مفھوم قومي متشدد لكندا وللكنديين‪ .‬واستمرت ھذه‬ ‫العقيدة عندما انتقل إلى كتابة الرواية عام ‪ .1914‬وفيما يبدو‬ ‫أن توترات فترة الحرب فاقمت من تحيزاته‪ .‬فاتسمت رواياته‬ ‫لفترة ما بعد الحرب باألكثر ھدو ًء‪ ،‬وتسامحاً‪ ،‬وأقل‬ ‫رومانسية‪ .‬وتعتبر رواية "القمح" أشھر أعماله‪ .‬وأما رواية‬ ‫"الماء الجاف" التي كتبھا عام ‪ 1930‬فلم يجد لھا ناشر بسبب‬ ‫فترات الكساد العالمي ولكن نشرتھا جامعة أوتاوا عام‬ ‫‪.2008‬‬ ‫وأما فيليب جروف فھو كاتب كندي من أصول ألمانية‪.‬‬ ‫ھاجر إلى أمريكا عام ‪ ،1908‬ومنھا إلى كندا عام ‪.1912‬‬ ‫‪78 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وبدأ حياته األدبية مترجما ً كثير اإلنتاج لألدب العالمي‪ .‬ونشر‬ ‫سيرته الذاتية في أولي رواياته "البحث عن أمريكا"‬ ‫)‪ (1927‬قبل أن ينتقل إلى أونتاريو‪ .‬ومن ھناك استمر في‬ ‫الكتابة على الرغم من ظروفه الصحية السيئة ‪ ،‬حتي أوقفته‬ ‫السكتة الدماغية عن الكتابة عام ‪ .1946‬وقد نشر أكثر من‬ ‫تسع روايات‪ ،‬منھا‪" :‬خبزنا اليومي" ‪Our Daily Bread‬‬ ‫‪" ،((1928‬ثمار األرض" )‪" ،(1933‬عبودية الحياة"‬ ‫)‪ ،(1930‬و"البحث عن الذات" )‪.(1946‬‬ ‫والحداثة األدبية لم يكن لھا حظ وفير في اإلبداع الكندي‬ ‫الروائي إال في أعمال مولي كالھن )‪ .(1990-1903‬وكتب‬ ‫مولي كالھن الرواية‪ ،‬والقصة القصيرة‪ ،‬والمسرحية‪،‬‬ ‫والمقال‪ .‬وبدأ في كتابة القصص التي استقبلھا القراء بحفاوة‪.‬‬ ‫وبسرعة ذاع صوته باعتباره أحد الكتاب البارعين في‬ ‫األدب‪ .‬وفي عام ‪ ،1929‬قضي شھوراً قالئل في باريس‪،‬‬ ‫وانضم خاللھا إلى مجموعة الكتاب العظام في جمعية مون‬ ‫بارناس ‪ .Montparnasse‬ومن بين أعضائھا‪ :‬أرنست‬ ‫‪79 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ھيمنجواي ‪ ،‬إذرا بوند ‪ ،‬جير ترود شتاين ‪ ،‬فيتس جيرالد ‪،‬‬ ‫جميز جويس‪ .‬وقد استدعي مولي ھذه الفترة في مذكراته‬ ‫"ذاك الصيف في باريس" )‪ .(1963‬وأفاض كثيراً في‬ ‫تفاصيل مباراة المالكمة التي جمعت بينه وبين ھيمنجواي‬ ‫وتحكيم فيتس جيرالد‪ .‬وتتميز أعماله بنبرتھا الكاثوليكية‬ ‫الرومانية‪ .‬ونشر أكثر من ثالث عشرة رواية‪ ،‬وأكثر من‬ ‫ست روايات قصيرة‪ ،‬وثماني مجموعات قصصية‪ ،‬وكتابين‬ ‫غير نثريين‪ ،‬وأخيراً أربع مسرحيات‪ .‬ومن أھم رواياته‪:‬‬ ‫"اللصوص الغرباء" )‪" ،(1928‬ورثة األرض" )‪،(1935‬‬ ‫"عجوز متوحش على قارعة الطريق" )‪.(1988‬‬ ‫وأما نصيب الشعر الكندي من الحداثة فبدأ متأخرة‬ ‫قليالً‪.‬‬



‫ففي فترة ما بين الحروب ظھرت مجموعة من‬



‫الشعراء المنتراليين األنجلوفونيين ]مثل إف‪ .‬آر سكوت‬ ‫)‪ ،(1985-1899‬وأي‪ .‬جي‪ .‬إم‪ .‬سميث )‪[ (1980-1902‬‬ ‫التي أسست العديد من المجالت مثل مجلة‬



‫‪McGill‬‬



‫‪ . Fortnightly Review‬وھاجمت تلك اإلصدارات‬ ‫‪80 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫التقاليد القديمة لكتابة الشعر وأعلت أيضا ً من شأن الحداثة‬ ‫على حساب المألوف‪/‬التقاليد‪.‬‬ ‫ويعتبر إف‪ .‬آر‪ .‬سكوت شاعراً‪ ،‬ومفكراً‪ ،‬وفقيھا ً‬ ‫دستوريا ً‪ .‬لعب دورا بارزاً في استقالل كندا السياسي‪،‬‬ ‫والقانوني‪ ،‬واألدبي‪ .‬ولد وترعرع في مدينة كيبك‪ .‬وعاصر‬ ‫فترات الشغب ‪ riots‬التي تعرضت لھا المقاطعة أثناء أزمة‬ ‫التجنيد لعام ‪ .1917‬ودرس في جامعة أكسفورد‪ .‬وتأثر‬ ‫بأفكار كل من االشتراكي المسيحي تاوني ‪R.H. Tawney‬‬ ‫وحركة الطالب المسيحيين‪ .‬وتزوج من الرسامة الكندية‬ ‫المعاصرة ميرين ديل سكوت‪ .‬وأزعجته كثيراً فترة الكساد أو‬ ‫كما تسميه بعض المراجع "الثالثاء األسود" )‪-1929‬‬ ‫‪(1930‬؛ ولذا أسس مع زمالئه "جمعية إعادة البناء‬ ‫االجتماعي" لتقديم حلول اجتماعية لألزمة االقتصادية في‬ ‫كندا‪ .‬ونشر أكثر من ثمانية دواوين شعرية‪ ،‬وترجمتين‪،‬‬ ‫وثالثة عشر كتابا غير نثري‪ ،‬وحرّر مجموعتين من‬ ‫المقتطفات األدبية‪ ،‬وأخيراً ديسكو جرافي‪.‬‬ ‫‪81 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ولد الشاعر والناقد آرثر جيمز مارشال سميث في‬ ‫مونتريال‪ .‬وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة أدنبرا‬ ‫عام ‪ .1931‬ومن أشھر كتبه‪ :‬الشعر الكندي الحديث‬ ‫)‪ .(1967‬وقام بالتدريس في جامعة متشجن حتي تقاعده عام‬ ‫‪ .1972‬ونادي كل من سكوت وسميث‪ ،‬ومعھم الشاعر كلين‬ ‫‪ ، A. M. Klein‬بالتأكيد على الصور المجسدة‪ ،‬واللغة‬ ‫المكشوفة‪ ،‬والشعر الحر‪ .‬وقد شعر الحداثيون الكنديون ّ‬ ‫أن‬ ‫مھمة الشاعر تكمن في تحديد‪ ،‬وتسمية‪ ،‬وامتالك األرض‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1951‬تم تأسيس اللجنة الملكية للتنمية‬ ‫الفنون‬ ‫القومية في اآلداب والعلوم‪ .‬وأكدت ھذه اللجنة دو َر‬ ‫ِ‬ ‫والتلفزيون في تعزيز الشعور والھوية‬ ‫ث واإلذاع ِة‬ ‫واألبحا ِ‬ ‫ِ‬ ‫القومية في مواجھة الغزو الثقافي األمريكي‪ .‬وبنا ًء عليه‪،‬‬ ‫أوصت تلك اللجنة بفتح معاھد مراقبة حكومية وصناديق‬ ‫مالية‪ .‬وكنتيجة لذلك فقد تم إنشاء المكتبة القومية الكندية‬ ‫)‪ ،(1953‬والمجلس الكندي للفنون )‪ (1957‬والعديد من‬ ‫المراكز األدبية التي يعود تاريخھا إلى عام )‪ (1950‬مثل‬ ‫‪82 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫مھرجان شكسبير في مدينة أونتاريو والصحيفة األكاديمية‬ ‫لألدب الكندي‪.‬‬ ‫ھذا وقد شھدت كندا في الفترة ما بين ‪ 1960‬و ‪1970‬‬ ‫ازدھار النزعة القومية الثقافية‪ .‬وتم تحديث القيم المثالية‬ ‫التي تنادي بـ "كندا أوال ‪ ".‬وقدم نقاد األدب العدي َد من‬ ‫الدراسات لألدب القومي و أعلوا من شأن بعض األعمال‬ ‫التي تعطي صورة أمينة للحياة الكندية‪ .‬وعززت الحكومة‬ ‫الثقافة الكندية ذلك عن طريق الجوائز وتقديم المنح للفنانين‬ ‫والكتاب وتشجيع الدراسات األدبية الكندية في الخارج‪.‬‬ ‫ومع نھاية القرن العشرين حصلت كندا على استقاللھا‬ ‫التام ولم تعد تابعة لإلمبراطورية البريطانية ولكن ظلت‬ ‫الملكة إليزابيث الثانية على سدة الحكم في ظل حكم برلماني‬ ‫]ملكية دستورية[ ‪ .‬لذا لم يعد أصحاب الفكر والثقافة منشغلين‬ ‫بتلك النزعة االستعمارية وإنما أبدوا اھتماما ملحوظا بالتنوع‬ ‫الثقافي للمجتمع الكندي‪ .‬وفي عام ‪ 1971‬أصبحت كندا أول‬ ‫دولة تنجز وثيقة رسمية للثقافة التعددية نتيجة للتوتر بين‬ ‫‪83 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫المواطنين األنجلوفونيين والفرنكوفونيين‪ .‬وفي عام ‪1988‬‬ ‫ظھرت بعض التشريعات التي تؤكد كال من تعدد الجنسيات‬ ‫وتعدد اللغات باإلضافة إلى أحقية األقليات في دراسة أعمالھم‬ ‫اإلبداعية‪ .‬وأدرك التربويون والنقاد وصانعو القوانين أھمية‬ ‫األقليات العرقية والكتاب األصليين على الرغم من خطر‬ ‫تصنيف ھؤالء الكتاب طبقا لنماذج البيض‪.‬‬ ‫لقد سار كتاب القرن الجديد )‪ (1935-1900‬على‬ ‫درب كتاب المدرسة الكندية في ستينيات القرن الماضي‪ .‬فقد‬ ‫أبدي كل من أجنس ماشار )‪ (1927-1837‬ووليام ليتھول‬ ‫)‪ (1954-1857‬إعجابھما الشديد بالثقافة الھندية الشفھية‬ ‫وبنظام الحكم الفرنسي‪ .‬ونشر األخير العديد من الكتيبات‬ ‫واألبحاث في الفلسفة والموضوعات األخرى‪ .‬وتعكس رواية‬ ‫"الحجر األسود" للكاتب تشارلز جوردون )‪(1937-1860‬‬ ‫تجاربه الشخصية بوصفه شابا ً في ِجلِن َجاريا ً‪ ،‬وبعثته‬ ‫التبشيرية على الحدود الكندية ‪ ،‬وعمله قسيسا ً في الحرب‬ ‫العظمي ]الحرب العالمية األولي[‪ .‬وأھم أسماء ھذه الفترة‪:‬‬ ‫‪84 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫مارشال‬



‫سوندز‬



‫)‪(1947-1861‬‬



‫]كاتبة‬



‫األطفال‬



‫الكالسيكية[‪ ،‬توماس ماركس )‪ ، (1936-1864‬وليام ھنري‬ ‫درا ِمند )‪] (1907-1954‬شاعر الفالحين[‪ ،‬ولسون ماك‬ ‫دونالد )‪ ، (1967-1888‬إي‪ .‬جي‪ .‬برات )‪،(1964-1882‬‬ ‫مارجيري بيكثول )‪] (1923-1883‬شاعرة وكاتبة قصة‬ ‫قصيرة[‪ ،‬وأخرون في الرواية والمسرح والفنون األدبية‬ ‫األخرى‪.‬‬ ‫وقد عالجت النصوص األدبية الكندية في أواخر القرن‬ ‫العشرين العدي َد من القضايا مثل‪ :‬الھجرة والمنفي وال ّشتات‪.‬‬ ‫وھناك أيضا العديد من الكتاب التجريبيين الذين جعلوا‬ ‫الفروق بين الشعر‪ ،‬والرواية‪ ،‬والتاريخ‪ ،‬والسير الذاتية غير‬ ‫واضحة مثل‪ :‬الشاعرة دافني مالت )‪ ،(-1942‬وجورج‬ ‫إليوت كالرك )‪ ،(1960‬ومايكل أونداتشي )‪،(1943‬‬ ‫وآخرين‪.‬‬ ‫وتعتبر دافني مالت شاعرةً‪ ،‬وروائيةً‪ ،‬ومحررةً‪ ،‬وأ ًّما‪،‬‬ ‫وناشطة نسائية‪ .‬ويوحي ھذا التنوع بين األنواع األدبية‬ ‫‪85 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫المختلفة باھتماماتھا وقدراتھا الواسعة على التنقل من نوع‬ ‫أدبي آلخر بسھولة‪ .‬ھاجرت عائلتھا إلى كندا ]فانكوفر‬ ‫الشمالية[ عام ‪ .1951‬ونشرت روايتين‪ ،‬ورواية قصيرة ‪،‬‬ ‫وأربعة عشر ديوانا‪ .‬وقامت بتحرير العديد من المجالت‬ ‫والدوريات األدبية الكندية ]ومنھا مجالت ‪The Capilano‬‬ ‫‪ .[Review, Periodics, Island , TISH‬ولدت ألبوين‬ ‫إنجليزيين في ملبورن بأستراليا‪ .‬وحصلت على درجة‬ ‫الماجستير في األدب المقارن من جامعة إنديانا عام ‪.1968‬‬ ‫تعالج دافني في عملھا الشعري "إطارات قصة"‬ ‫)‪ (1969‬مشاكل التطور التي يواجھا الشاعر من أجل‬ ‫محاولة التحرر من األشكال التي تفرضھا أنماط الكلمة‬ ‫الموروثة واألكاذيب الضمنية من وجھة نظر العالم‪ -‬التي‬ ‫تصنف الخبرة على أنھا سرد قصة‪ -‬بأن ھناك أشكاالً عالمية‬ ‫موحدة كما لو كانت ھذه األعراف االجتماعية والظروف‬ ‫المعيشية في جميع أنحاء العالم دائما صحيحة وثابتة ال‬ ‫تتغير‪ .‬وفي ‪ 1969‬نشرت ديوانھا "ورقة شجر‪/‬أوراق‬ ‫‪86 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫شجر‪ ".‬وبعد انفصالھا عن زوجھا الشاعر والفنان روي‬ ‫كيوكا )‪ (1970‬عادت إلى فانكوفر فأصدرت ديوانھا الثاني‬ ‫"الخواتم" )‪ ، (1971‬وھي مجموعة من القصائد تناقش فيھا‬ ‫الحمل‪ ،‬والوالدة‪ ،‬واألبوة المبكرة‪ .‬وبدأت في تدريس الكتابة‬ ‫واألدب في جامعة كابِالَنو‪ .‬وتتميز أعمالھا الشعرية بالتكثيف‬ ‫والتعقيد‪.‬‬ ‫وجورج إليوت كالرك شاعر وكاتب مسرحي‪ .‬ھاجر‬ ‫إلى بريطانيا عندما اندلعت حرب ‪ ،1812‬ولكنه تم ترحيله‬ ‫مرة أخري إلى كندا‪ .‬واستمر كالرك في تحدي وفضح‬ ‫المواجھات التاريخية للعنصرية‪ ،‬والمناطق المعزولة‬ ‫عنصرياً‪ ،‬والتعصب‪ ،‬والكراھية‪ ،‬والترحيل اإلجباري‪ ،‬وفقد‬ ‫الشعور بالھوية واالنتماء من قبل المھاجرين السود بالرغم‬ ‫من وجودھم في كندا منذ مئات السنين‪ .‬وتمت مقارنة‬ ‫ھجرات السود من كندا وداخلھا برحالت اليھود التي بدأت‬ ‫بالعويل وانتھت بالھجرة الجماعية‪ .‬وأيضا ألقت أعماله‬ ‫الضوء على بعض المفاھيم‪ ،‬مثل الحنين واالضطھاد‬ ‫‪87 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫والمقاومة والرغبة في األمن والحرية والمساواة‪ ،‬وباقي‬ ‫حقوق اإلنسان‪ .‬وفي مقتطفاته األدبية "نار على سطح الماء"‬ ‫استخدم العديد من االقتباسات المتعددة من اإلنجيل‪ ،‬وسفر‬ ‫التكوين‪ ،‬والمزامير‪ ،‬واألمثال الشعبية‪ ،‬وأحيانا ً اإللھام من‬ ‫أجل اإلعالء من شأن الكتابات التي أنتجھا السود في فترة‬ ‫زمنية معينة‪ .‬واشتھر كالرك بأسلوبه الغنائي باإلضافة إلى‬ ‫إسھاماته الفكرية األخرى التي تتضمن قدرته على الجمع بين‬ ‫النقد األدبي من جھة وعلى المسرحية الخالبة من جھة‬ ‫أخرى ‪ ،‬مع االستمرار في معالجة الموضوعات المتعلقة‬ ‫بالثقافة الشمولية والرمزية الكندية األيقونية‪.‬‬ ‫إن أعمال كالرك تكتشف مجتمع الكنديين السود في‬ ‫نوفاسكوشيا وبرنزويك وتؤرخ له من أجل خلق جغرافيا‬ ‫ثقافية أطلق عليھا "األفريكندي" ‪] Africadian‬كلمة مكونة‬ ‫من "أفريقيا" و"أكيديا")منطقة في أمريكا الشمالية استقر‬ ‫فيھا الفرنسيون في القرن السابع عشر‪ ،‬وتمتد من مابين‬ ‫األمريكية ‪ Maine‬إلى كويبك الكندية ‪ .[(Québec‬ويعود‬ ‫‪88 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وجود ھذا المصطلح إلى فترة ما بين ‪1783‬و ‪ 1815‬عندما‬ ‫ھاجر الموالون والالجئون السود إلى نوفاسكوشيا‪ .‬وقام‬ ‫كالرك بالتدريس لفترة وجيزة في معھد الدراسات‬ ‫األمريكية‪-‬األفريقية بجامعة ديوك ‪ .Duke‬ويعمل اآلن أستاذاً‬ ‫لألدب اإلنجليزي بجامعة تورنتو‪ .‬ويُ ﱢدرس كالرك أدب‬ ‫الشتات األفريقي والكندي في جامعة تورنتو منذ ‪.1999‬‬ ‫وھو اآلن في طريقه من االنتھاء من المجلد الثاني لمجموعة‬ ‫من المقاالت عن األدب الكندي ‪ -‬األفريقي‪ .‬وينظر كالرك‬ ‫إلى ھذا األدب على أنه "أدب حقيقي متحرر‪ -‬أنا أمجد‬ ‫وأقدس األغاني والسّونتية‪ ،‬والتاريخ والمواعظ الدينية‬ ‫‪ . " homilies‬وقد تأثر كثيراً بفترة ‪ 1970‬حيث تأثر‬ ‫بمجموعة من المفكرين أُطلق عليھم "عصابة المفكرين‬ ‫السبعة"‪ .‬ومن بينھم الثوري الحداثي إذرا بوند‪ .‬ومن أھم‬ ‫سمات ھذه الزمرة بالرغم من عيوبھا‪ :‬اللغة المكشوفة‪،‬‬ ‫واألسلوب الدمث ‪ ،‬والحرية المتھورة ‪ ،‬والشبق الجنسي عند‬



‫‪89 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الرجال‪ ،‬والحماسة المفرطة والمشاكسة‪ ،‬وأغاني البطولة‬ ‫والفروسية‪ ،‬والتحرر المبالغ فيه‪.‬‬ ‫ولد مايكل أنداتشي في سيريالنكا وانتقل إلى إنجلترا‬ ‫بعد انفصال والدته بسبب إدمان الوالد للكحوليات عام‬ ‫‪ .1954‬وبدأ مھنة التدريس في جامعة أونتاريو الغربية من‬ ‫‪ 1967‬إلى ‪ .1972‬وكتب العديد من الروايات‪،‬‬ ‫والمسرحيات‪ ،‬والقصائد‪ ،‬وق ّدم العديد من الدراسات النقدية‪.‬‬ ‫وبالرغم من أعماله النقدية المتميزة إال ّ‬ ‫أن أنداتشي نال‬ ‫احترام الجميع كروائي‪ ،‬وخاصة بعد نشر روايته‬ ‫"اإلنجليزي المريض‪ ".‬وتلقي ھذه الرواية الضوء على‬ ‫المراحل األخيرة من الحرب العالمية الثانية في فيال مدمرة‬ ‫شمال مدينة فلورنسا‪ .‬وتدور أحداثھا حول أربع شخصيات‬ ‫من جنسيات مختلفة تسكن ھذا المبني‪ :‬الممرضة ھَنا ‪Hana‬‬ ‫بنت العشرين]متعبة ومحبطة[ واللص والجاسوس كارفاجيو‬ ‫]أحدث له العدو إعاقة دائمة[ كنديين‪ ،‬والھندي كيب ]أحد‬ ‫الجنود اإلنجليز المتدربين على آلية تفجير القنابل في‬ ‫‪90 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫بريطانيا من أجل تطبيقھا في إيطاليا التابعة لمحور الشر مع‬ ‫ألمانيا[‪ ،‬وأخيرا المريض اإلنجليزي المجري )بدون اسم(‬ ‫والمحترق جسده بصورة بالغة ويحاول أن يعيد بناء ماضيه‬ ‫الغامض‪ .‬ويؤكد المؤلف أننا جمعيا مخلوقات من الماضي‬ ‫تسعي إلى تعريف مستقبلھا نظرا لما حدث في الماضي‪ .‬ومن‬ ‫خالل دمج أربع شخصيات من جنسيات مختلفة في مكان‬ ‫واحد ليستقصي مفھوم "المنزل‪/‬الوطن" من خالل ھذه‬ ‫اإلقامة المؤقتة‪ .‬ونشر أنداتشي أكثر من خمسة عشر ديوانا‪،‬‬ ‫وثالث روايات‪ ،‬وفيلمين باإلضافة إلى األعمال األخرى‪.‬‬ ‫ولقد ازدھرت الدراما الكندية أيضا ً‪ .‬ومن بين الكتاب‬ ‫األكثر شھرة ونجاحا ً‪:‬‬



‫تومثي فندلي )‪،(2002-1930‬‬



‫وتمسون ھايواي )‪ ،(1951‬وآن ميري مكادونلد )‪،(1958‬‬ ‫وجون مايتون )‪ ،(1957‬وريتشارد جرينبالت )‪.(1953‬‬ ‫وقد عرضت مسرحيات روبرت ليباج )‪ ،(1957‬ثنائية‬ ‫اللغة‪ ،‬حول العالم‪ ،‬وكذلك نال تقديمه لويليام شكسبير نجاحا ً‬ ‫ملحوظا ً من قبل النقاد والجمھور‪.‬‬ ‫‪91 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تِميْثي فندلي ممثل‪ ،‬وروائي‪ ،‬وكاتب مسرح كندي‬ ‫مشھور‪ .‬حققت روايته الثالثة )الحروب‪ (1977،‬شھرة‬ ‫عالمية‪ .‬وقد تم تحويلھا إلى فيلم عام ‪ .1981‬تأثرت أعماله‬ ‫بالدراسات النفسية للعالم كارل جوستاف يونج‪ .‬وتعالج‬ ‫أعماله المتنوعة الكثير من القضايا‪ ،‬ومنھا‪ :‬األمراض‬ ‫العقلية‪ ،‬والجندر‪ ،‬والجنس ]قد أعلن فندلي أنه مثلّي في أحد‬ ‫البرامج التليفزيونية‪ .‬وربما يكون ذلك ھو السبب في انفصاله‬ ‫عن زوجه بعد مرور ثالثة شھور على الزواج‪ .[.‬ودائما ما‬ ‫تحمل شخصياته أسراراً سوداوية وغالبا ً ما يصابون‬ ‫باألمراض النفسية المستعصية نتيجة ھذه األعباء‪ .‬وحصد‬ ‫فندلي العديد من الجوائز المحلية والعالمية مثل "وسام‬ ‫أونتاريو" وأخري من فرنسا نظراً إلسھاماته األدبية‪ .‬وشغل‬ ‫فندلي العديد من المناصب المرموقة‪ ،‬ومن أھم ھذه المناصب‬ ‫رئيس اتحاد الكتاب العالميين‪ .‬ومن أشھر أعماله المسرحية‬ ‫"إليزابث‬



‫ركس"‬



‫)‪،(2001‬‬



‫و"األشباح"‬



‫)‪،(2001‬‬



‫و"القادمون الجدد" )‪ ،(1977‬و"ال تجعل المالئكة تسقط"‬ ‫‪92 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫)‪ .(1969‬ونشر فندلي أكثر من إحدي عشرة رواية‪ ،‬وثالث‬ ‫مجموعات قصصية‪ ،‬وثماني مسرحيات‪ ،‬وثالث مذكرات‬ ‫لسيرته الذاتية‪.‬‬ ‫وأما تومسون ھايواي فروائي‪ ،‬وكاتب مسرحي‪،‬‬ ‫وكاتب أطفال من أصول أمريكية حيث كانت قبيلته ‪the‬‬ ‫‪ Cree‬تقطن مونتانا الشمالية التي تمتد من الواليات المتحدة‬ ‫إلى كندا‪ .‬وعاش ھايواي حياة بدوية تماما ً ومن ثم استھوته‬ ‫الثقافة الشفھية للسرد‪ .‬وتعود شھرة ھايواي المحلية والعالمية‬ ‫إلى مسرحية "أخوات ِرز" )‪.Rez Sisters (1986‬‬ ‫وتصور ھذه المسرحية المجتمعات البدائية في جزيرة‬ ‫مانيتولن باإلضافة إلى التعاطف مع آمال وأحالم سبع نساء‬ ‫من ھذه القبيلة والالتي يخططن للخروج لممارسة لعبة البنغو‬ ‫]لعبة من ألعاب الحظ والمقامرة[ على المستوي العالمي في‬ ‫تورنتو رغبة في الحصول على المال‪ .‬ويعد االغتصاب من‬ ‫أھم الموضوعات التي تعالجھا ھذه المسرحية‪ .‬ويرمز‬ ‫االغتصاب إلى الھيمنة الغربية على المجتمعات البدائية‪.‬‬ ‫‪93 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وتھتم مسرحيته الثانية "الشفاه الجافة يجب أن تنتقل إلى‬ ‫‪ (Kapuskasing" (1989‬بمدي اھتمام الرجال بلعبة‬ ‫الھوكي باإلضافة إلى التحديات والظلم الذي يتعرضون له‪.‬‬ ‫وأما روز )‪ (2000‬فھي مسرحيته الثالثة‪ .‬ويتسم أسلوب‬ ‫ھايواي باألسلوب النظري البعيد عن الواقع باإلضافة إلى‬ ‫الواقعية الخشنة السوداوية‪ .‬وتجمع أعماله أيضا بين األنماط‬ ‫األدبية المألوفة وبعض السمات التقليدية لثقافته األصلية‪،‬‬ ‫ومنھا استخدامه لنموذج المحتال واللغة األصلية لھذه القبيلة‪.‬‬ ‫ومن أعماله الروائية رواية "قبلة ملكة الفرو" )‪.(1998‬‬ ‫وتدور أحداثھا حول األسباب التي أدت إلى وفاة أخيه بسبب‬ ‫اإليدز‪ .‬وكتب أيضا لألوبرا "رحلة بيموتووين" باللغة‬ ‫األصلية لقبيلته‪ .‬وأخيراً نشر تسع مسرحيات‪ ،‬ورواية واحدة‪،‬‬ ‫وثالثة كتب لألطفال‪.‬‬ ‫ولدت آن ماكدونالد في ألمانيا الغربية ثم استقرت في‬ ‫تورنتو‪ .‬وتعود أصولھا إلى إسكتلندا من ناحية أبيھا ولبنان‬ ‫من ناحية أمھا التي استقرت في سيدني‪ .‬وتنوع إنتاجھا‬ ‫‪94 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫األدبي ما بين المسرحية‪ ،‬والرواية‪ ،‬والتمثيل سواء في‬ ‫السينما أو التليفزيون أو المسرح‪ .‬ومن أھم أعمالھا‬ ‫المسرحية‪" :‬مساء الخير ِدز ِدي ُمونَا ‪ ،Desdemona‬صباح‬ ‫الخير جولييت" و"حديث العرب‪ ".‬وتصنف المسرحية‬ ‫األولى عمالً كوميديًّا ما بعد حداثي‪ .‬وتحكي فيه أستاذة‬ ‫جامعية شابة كيف تخترق وتغير عوالم ويليام شكسبير فيما‬ ‫يخص السلطة والھيمنة الذكورية‪ .‬وتعتبر المسرحية الثانية‬ ‫من الكوميديا السوداء التي تھتم بكيفية تحسين النسل‪ .‬وتدور‬ ‫أحداثھا في إسكتلندا في أواخر القرن التاسع عشر‪ .‬ولقد ضم‬ ‫أحد المجلدات المھتمة باألعمال النسائية مسرحيتين‬ ‫لماكدونالد مشاركة مع بيفرلي كوبر‪" :‬أين يعيش الشبح"‬ ‫)‪ (1989‬و"أسمع غناء الحوريات" )‪ .(1987‬وتعد رواية‬ ‫"الخضوع" )‪ (1996‬من أفضل أعمالھا الروائية‪ .‬وتلقي ھذه‬ ‫الرواية الضوء على مدي تأثير األسرار على استقرار‬ ‫العائلة‪ .‬وينظر إليھا بعض النقاد على أنھا سيرة ذاتية‪ .‬وأخيراً‬



‫‪95 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫حصدت آن العديد من الجوائز‪ ،‬ومنھا‪ :‬جائزة الحاكم العام‬ ‫للدراما‪.‬‬ ‫ولد روبرت ليباج في مدينة كيبك‪ .‬وفي سن الخامسة‬ ‫أصابه مرض الصلع ‪ alopecia‬فاتجه ليباج إلى المسرح‬ ‫متحديا ھذ الشعور بالخجل‪ .‬ألف ومثل وأخرج العديد من‬ ‫المسرحيات‪ .‬وحصدت مسرحيته "التداوالت" )‪(1984‬‬ ‫أفضل إخراج في مھرجان كيبك الدولي‪ .‬وفي العام التالي‬ ‫حققت ثالثية "التنين" شھرة عالمية‪ .‬وقد ھزت أعماله عقائد‬ ‫المسرح الكالسيكي باستخدامه التقنيات الجديدة‪ ،‬واعتبر‬ ‫التاريخ الحديث مصدر إلھامه‪ .‬وتجاوزت أعماله الحديثة‬ ‫والغريبة كل الحدود‪.‬‬ ‫إن إنتاج واستقبال األدب الكندي المعاصر قد تأثر‬ ‫بثالث ظواھر متصلة بعضھا ببعض‪ :‬ارتفاع مكانة األدب‬ ‫الكندي لما حققه من شھرة عالمية‪ ،‬وتنوع جوائز الكتب‪،‬‬ ‫وأخيراً بداية ظھور مھرجانات القراءة ‪ .‬وأصبحت كندا مليئة‬ ‫بالعديد من الكتّاب المشھورين عالميا مثل مارغريت أتود‪،‬‬ ‫‪96 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ويَان مارتل‪ ،‬وأليس مانرو‪ ،‬وآخرين‪ .‬وأصبح ھؤالء الكتاب‬ ‫يتزعمون المناقشات الحادة فيما يخص التيمة األدبية‪،‬‬ ‫ومفھوم الشعبية‪ ،‬واقتصاديات الثقافة ‪ .‬وحفز مھرجان "كندا‬ ‫تقرأ"‪ ،‬الذى بدأ منذ ‪ ،2002‬باإلضافة إلى المھرجانات‬ ‫األخرى ]كتاب واحد ‪ ...‬مجتمع واحد[‪ .‬واستفادت ھذه‬ ‫المھرجانات أيضا من شھرة الكتاب الكنديين التي زادت من‬ ‫بيع ومناقشة ودراسة اإلنتاج الكندي على المستويين المحلي‬ ‫والدولي‪.‬‬ ‫وقد تعرضت نظرية تعدد الثقافات للعديد من النقد‬ ‫سواء في كندا أو في العالم ؛ ألنھا قوة قد تسبب الخالفات‬ ‫التي من شأنھا إضعاف الوحدة القومية‪ ،‬وتساعد على ظھور‬ ‫العديد من الجيتوات‪ ،‬وعدم االندماج في المجتمع‪ .‬وتعتبر‬ ‫ھذه النظرية موافقة ضمنية على التمييز ضد المرأة التي‬ ‫توجد في بعض ثقافات األقليات‪ .‬وأخيرًا قد يُقترح مفھوم‬ ‫جديد للھوية البشرية يحكمه الجنس والعرق‪ .‬وعلى الرغم من‬



‫‪97 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ھذه االنتقادات الالذعة للثقافة المتعددة فإن قيمھا األساسية‬ ‫لالحترام والتسامح مقبولة على نطاق واسع في كندا‪.‬‬ ‫وفي العديد من النصوص الكندية يُستخدم ك ﱞل من تعدد‬ ‫الرواة والتحوالت في المنظور في رسم صورة درامية‬ ‫لوجھات النظر المختلفة فيما يخص القضايا العرقية‬ ‫والعنصرية‪ .‬ولذا نجد ھذه النصوص تتجنب استخدام تكنيك‬ ‫ثابت لمعالجة تلك القضايا ‪ .‬وإن وعي القراء قد يضيف رقة‬ ‫ودماثة لقراءة األعمال الكندية عن الجنس‪ .‬وھذا متصل‬ ‫باألعمال التي تخاطب القراء البيض واألصليين باإلضافة‬ ‫إلى الذين يدمجون كلمات في لغات غير اإلنجليزية أو‬ ‫يحاولون تقديم الثقافة الشفھية بطريقة مكتوبة‪ .‬والكثير من‬ ‫الكتابات العرقية والجنسية الكندية في القرن العشرين ال‬ ‫يمكن فھمھا بعيدا عن السياسات الحكومية ]مثل الشئون‬ ‫الھندية ونظرية تعدد الثقافات[ التي تشكل المناخ السياسي‬ ‫المعاصر‪ .‬وقد تفھم النصوص الكندية المبكرة من خالل‬



‫‪98 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫السياق التاريخي وخاصة من خالل العالقات بين اإلدارات‬ ‫االستعمارية وطبقات الشعب المتنوعة التي يحكمونھا‪.‬‬



‫‪99 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪Thomas Chandler Haliburton‬‬



‫‪100 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪3‬‬ ‫الرواية الكندية‪ :‬مسيرة ثالثة قرون ونصف‬ ‫لقد تطورت الرواية الكندية على المستويين الفني‬ ‫والموضوعي بالتزامن مع تغير مفاھيم الھوية الكندية‪ .‬انتقاالً‬ ‫من الرومانس الشعبية المكتوبة باللغة اإلنجليزية منذ‬ ‫منتصف القرن الثامن عشر وحتي القرن التاسع عشر‪ ،‬والتي‬ ‫ھيمنت على الساحة األدبية منذ منتصف القرن الثامن العشر‬ ‫وحتي القرن التاسع عشر‪ ،‬ومروراً باألنواع المتعددة من‬ ‫الرومانس األدبية والواقعية التي تشعبت وانتشرت مع أواخر‬ ‫القرن التاسع عشر إلى القرن العشرين‪ ،‬بدأت بنية‬ ‫وموضوعات الرواية الكندية المتغيرة تعكس المفاھيم‬ ‫االستعمارية والثنائية الثقافية واإلقليمية واالتحادية التي‬ ‫شكلت الحياة السياسية واالجتماعية والثقافية في كندا منذ نشر‬



‫‪101 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫أول رواية كندية للكاتبة فرانسيس بِروك‪ 1‬بعنوان "تاريخ‬ ‫إيملي مونتيجيو" )‪.(1769‬‬ ‫ھناك العديد من الروائيين الكنديين المشھورين من‬ ‫أمثال‪ :‬مارغريت أتود‪ ،(1939) 2‬مايكل أُن َداتشي‪ ،3‬أنطوناين‬ ‫ماليت‪ ،4‬وأخيراً آن ھيربرت‪ .5‬ولقد لفت ھؤالء المشاھير‬ ‫أنظا َر القراء العالميين والمحليين على نطاق واسع لألدب‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪ ‐ 1 ‬فرانسيس بروك ]‪12‬يناير‪ 23-1724‬يناير ‪  Frances Brooke [1789‬روائية إنجليزية‪ ،‬كاتبة مقال‪ ،‬كاتبة‬ ‫مسرح‪ ،‬ومترجمة‪ .‬تزوجت من دكتور جون بروك الذي انتقل إلي كندا مع القوات البريطانية للعمل كقسيس عسكري ‪.‬‬ ‫وانتقلت بروك إلي كندا عام‪  1763‬في نفس العام الذي كتبت روايتھا "تاريخ السيدة جوليا ماندفِيل" ‪The History of ‬‬ ‫سليفيرد ‪ Sleaford‬في إنجلترا‪.‬‬ ‫‪ .Lady Julia Mandeville‬وماتت في ِ‬



‫‪ (1939‐) Margaret Atwood 2 ‬روائية وشاعرة وناقدة أدبية وكاتبة قصة قصيرة وناشطة بيئية وسياسية‪ .‬قامت‬ ‫بالتدريس في العديد من الجامعات بعد الحصول علي درجة الماجستير في اآلداب‪ ،‬ولكنھا لم تكمل الدكتوراه بعد أن‬ ‫استمرت سنتين‪ . ‬نادت أتود بتطبيق الشريعة اإلسالمية لفض المنازعات األسرية وبحق الفلسطينيين في إقامة دولة جنبا‬ ‫إلي جنب مع إسرائيل‪ .‬ونشرت حتي اآلن خمسة عشر ديوانا‪ ،‬عشر روايات‪ ،‬ومجموعتين قصصيتين‪ .‬وأشھر أعمالھا‬ ‫الروائية "السطح" و"امرأة صالحة لألكل" و" أم الولد‪".‬‬ ‫‪12) Michael Ondaatje 3 ‬سبتمبر‪ (1943‬روائي وشاعر كندي من أصل سيركلني‪ .‬نشر ثالثة عشر ديوانا باإلضافة‬ ‫إلي سيرته الذاتية‪ .‬حصل علي درجة الماجستير من جامعة الملكة في كنجستون‪ ،‬وقام بتدريس األدب االنجليزي في‬ ‫العديد من الجامعات مثل "جامعة أونتاريو الغربية" وجامعة "يورك" ‪ .‬وأشھر أعماله الروائية "المريض اإلنجليزي"‬ ‫الحاصلة علي جائزة بوكر )‪ ، (1992‬وتم تحويلھا إلي فيلم فحصدت جائزة األوسكار علي أفصل تصوير)‪.(1996‬‬ ‫تزوج من الروائية واألكاديمية لندا سبولدنج ‪.Linda Spalding‬‬ ‫‪ 10) Antonine Maillet 4 ‬مايو‪ (‐1929‬روائية أركيدية‪ ،‬كاتبة مسرح‪ ،‬ومدرسة‪ .‬تعيش في مقاطعة كويبك‪ ،‬وتكتب‬ ‫باللغة الفرنسية‪ .‬حصلت علي درجة الدكتوراه في اآلداب عام ‪ 1970‬من جامعة الفال ‪ Laval‬؛ وقامت بتدريس األدب‬ ‫واألدب الشعبي في الفال ومونت﷼ من ‪.1961‐1976‬‬ ‫‪  1) Anne Herbert 5 ‬أغسطس ‪ 22-1919‬يناير ‪ ( 2000‬كاتبة كندية وشاعرة‪ .‬ماتت بمرض سرطان العظام‪.‬‬ ‫وأشھر أعمالھا الروائية‪" :‬الغرف الصامتة" )‪" ،(1958‬أول حديقة" )‪ ،(1988‬و"ھل أضايقك؟" )‪ .(1998‬وآخر‬ ‫رواياتھا "بدلة من نور" )‪.(1999‬‬



‫‪102 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الكندي‪ ،‬وكذلك الروائيون األوائل من أمثال جون‬ ‫ريتشاردسون‪،6‬‬



‫وفيليبي أوبرت دي جاسبيي‪ ،7‬وسوزانا‬



‫مودي‪ ،8‬وھيو ماكلينن‪ ،9‬و َجب َرايﱢل روي‪ ،10‬وآخرون نالوا‬ ‫إعجاب النقاد والقراء بسبب أعمالھم التي تناقش بطرق‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪ 4) John Richardson ‐  6 ‬أكتوبر ‪ 12 -1796‬مايو ‪ (1852‬ضابط في الجيش البريطاني؛ وأول كاتب يولد في كندا‬ ‫يحقق شھرة عالمية‪ .‬تم اعتقاله في السجون األمريكية لمدة عام أثناء حرب ‪ 1812‬عندما تم أسره في موقعة مورافيان‬ ‫تون؛ ‪ . Moravian town‬فتعرض لالضطھاد والتفرقة العنصرية عندما انتقل إلي الھند الغريبة؛ ويبدو ذلك واضح في‬ ‫أشھر رواياته "واكستا‪/‬التنبؤ" ‪ (1832) Wacousta‬و"األخوة الكنديون" )‪ (1840‬حيث يصور كيف تحول البيض إلي‬ ‫ھمجيين‪ .‬ومات ريتشاردسون في مدينة نيو يورك األمريكية بسبب الجوع‪ ،‬وقبره ما زال مجھوال‪ .‬بدأ حياته الروائية‬ ‫بالكتابة عن كندا اإلنجليزية والفرنسية ثم انتقل إلي الحدود مع أمريكا الشمالية‪.‬‬ ‫‪ (1786–1871) Philippe Aubert de Gaspe 7 ‬كاتب كندي فرنسي‪ .‬حقق شھرة ومركز مرموق جدا في كويبك‬ ‫لسنوات عديدة‪" .‬الكنديون القدامى" رواية كالسيكية لألدب الكندي الفرنسي تكمن قيمتھا في تصويرھا للحياة والعادات‬ ‫في كويبك في القرن الثامن عشر‪.‬‬ ‫‪ 6) Susanna Moodie 8 ‬ديسمبر ‪ 8 -1803‬أبريل ‪ (1885‬كاتبة إنجليزية مولودة في كندا كتبت عن تجربتھا كمقيمة‬ ‫في كندا‪ .‬وشاركت مودي في الحمالت المتكررة من أجل إلغاء العبودية‪ .‬ھاجرت إلي كندا مع عائلتھا عام ‪ .1832‬وتھتم‬ ‫أعمالھا بما يدور في كندا مثل عادات السكان األصليين والمناخ والحياة البرية والعالقات بين الكنديين واألمريكيين‬ ‫واإلحساس القوي بالمجتمع والعمل الجماعي "مجتمع النحل"‪ .‬وعانت من األزمة االقتصادية التي تعرضت لھا كندا عام‬ ‫‪ .1836‬ولقد انتقدت اإلصالحيين المتطرفين من أمثال الين مِكنزي ‪ Lyon Mackenzie‬الذي قد تمرد ضد كند العليا‬ ‫)‪(1837‬؛ وقد سبب ذلك مشاكل لزوجھا الذي وافقھا الرأي؛ وقد شارك في ميليشيات ضده‪ .‬وفي عام ‪ 1852‬نشرت‬ ‫روايتھا " العيش في األدغال" ‪ Roughing it in the Bush‬والتي تعطينا صورة تفصيلية لحياتھا في المزرعة عام‬ ‫‪ .1830‬وفي عام ‪ 1853‬نشرت " الحياة في الھواء الطلق في مقابل الحياة في األدغال" ‪Life in the Clearings ‬‬ ‫‪ Versus the Bush‬والتي تسرد فترة إقامتھا في بيلي فايل ‪.Belleville‬‬ ‫‪ 20) Hugh MacLennan 9 ‬مارس ‪ 9 -1907‬نوفمبر ‪ (1990‬كاتب كندي وأستاذ لألدب االنجليزي في جامعة ماك‬ ‫جل ‪ ،Mc Gill‬حصد جائزة الحاكم العام خمس مرات وجائزة البنك الملكي‪ .‬وأشھر أعماله "عزلتان" )‪ (1945‬والتي‬ ‫تلقي الضوء علي فترات التوتر بين انجلترا وفرنسا بعد عام ‪.1945‬‬ ‫‪22)  Gabrielle Roy 10 ‬مارس ‪ 13-1909‬يوليه ‪ (1983‬كاتبة كندية فرنسية‪ .‬تعد رواية "مناسبة سعيدة "‪ ‬أول‬ ‫رواياتھا‪ ،‬وتعطي صورة واقعية لحيوات الناس في مدينة القديس ھنري ‪ -Saint‐ Henry‬منطقة مجاورة لمونت﷼‬ ‫يقطنھا أغلبية من الطبقة المتوسطة‪ .‬وأشعلت ھذه الرواية في نفوس أھالي كويبك مدي أھمية مكانتھم علي المستويين‬ ‫المحلي والدولي‪ .‬وبنا ًء عليه تم إرساء البذور األولي ل"ثورة كوي َبك الھادئة" عام ‪ . 1960‬ماتت روي عن عمر يناھز‬ ‫أربع وسبعون عاما‪ ،‬وقد كتبت سيرتھا الذاتية تحت عنوان "السعادة والحزن" )‪ ،(1984‬وتغطي الفترة التي قضتھا منذ‬ ‫طفولتھا في مانِتوبا ‪ Manitoba‬إلي الوقت الذي استقرت فيه في كويبك‪.‬‬



‫‪103 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫مختلفة العالقات التقويمية الفعالة بين األفراد والمجتمعات في‬ ‫أوقات حرجة في أثناء تطور كندا السياسي واالجتماعي‪.‬‬ ‫ترمي ھذه المقدمة إلى إلقاء الضوء على األصول‬ ‫الرومانسية للرواية الكندية المكتوبة باللغتين الفرنسية‬ ‫واإلنجليزية في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن‬ ‫التاسع عشر‪ .‬وتتسع بؤرة ھذه المقدمة لتشمل الرومانس‬ ‫والواقعية ]تسمي الرومانس التاريخية‪ ،‬والواقعية النفسية‪،‬‬ ‫واإلقليمية األدبية[ التي تغيرت أنماطُھا الفنية وموضوعاتُھا‬ ‫الرئيسة مع بداية ظھور النزعة القومية الكندية‪ .‬وتؤكد ھذه‬ ‫المقدمة أيضا ً على الترابط الوثيق بين التطور الروائي‬ ‫والتغيرات االجتماعية والسياسية في اللحظات التاريخية‬ ‫الفارقة في تاريخ كندا مثل‪ :‬اتحاد الشمال والجنوب‬ ‫)‪ ،(1841‬والكونفدرالية )‪ ،(1867‬والحربين العالميتين‬ ‫األولي والثانية‪ ،‬وثورة كيبك الھادئة‪ ،(70-1960) 11‬وأخيراً‬ ‫إصدار قانون تعدد الثقافات‪.(1988) 12‬‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪ 11 ‬وتميزت ھذه الثورة بالتغيير السريع والمؤثر حيث أصبح المجتمع علمانيا‪ ،‬والدولة أكثر رفاھية‪ ،‬والسياسة أكثر‬ ‫تنظيما )فيدرالية ومنفصلة(‪ .‬تولت الحكومة اإلقليمية السيطرة علي قطاعات التعليم والصحة التي كانت تحت سيطرة‬



‫‪104 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وتعتبر الرومانس الشعبية والقوطية البذور األولي‬ ‫للرواية الكندية مثل رواية فرانسيس بروك "إيملي‬ ‫مونتيجيو"‪ ،‬ورواية جوليا بيكوث ھارت "دير القديسة‬ ‫إيرشوال" )‪ ،(1824‬ورواية فيليبي دي جاسبي "تأثير كتاب"‬ ‫)‪ .(1837‬ويعود تطور الرومانس الكندية إلى تأثير الروائييْن‬ ‫التاريخييْن األمريكي جيمس فينيمور كوبر )‪(1851-1789‬‬ ‫واالسكتلندي وولتر سكوت )‪ ((1832-1771‬في أوائل‬ ‫القرن التاسع عشر ]فترة الرومانسية[‪ .‬فأول الروايات الكندية‬ ‫تأثراً بھما رواية ريتشاردسون "النبوءة‪ :‬حكاية كندا"‪،‬‬ ‫‪                                                                                                                                                         ‬‬ ‫الكنيسة الكاثوليكية الرومانية‪ .‬ومن أھم إنجازات ھذه الفترة إنشاء وزرات للتعليم والصحة‪ ،‬ووسعت من الخدمات‬ ‫العامة‪ ،‬وقامت باستثمارات ھائلة في قطاع التعليم العام والبنية التحية للمقاطعة‪ .‬وسمحت الحكومة للقطاع المدني‬ ‫بالمشاركة في تعديل مسار كويبك‪ .‬واتخذت أيضا إجراءات للھيمنة علي االقتصاد وتأمين إنتاج الكھرباء وتوزيعھا‪ .‬ومع‬ ‫أن ھذه الثورة شھدت تطورا اقتصاديا واجتماعيا عنيفا‪ ،‬إال أنھا زادت من الشعور بالقومية الذي يظل موضوعا مثيرا‬ ‫للجدل في تاريخ مجتمع كويبك الحديث‪.‬‬ ‫‪ 12 ‬تم اعتماد التعددية الثقافية كوثيقة كندية رسمية في عھد رئيس الوزراء ترودو في ‪1970‬و ‪ .1980‬وتوصف كندا‬ ‫علي أنھا الدولة الرائدة في تطبيق ھذه االيدلوجية بسبب التأكيد العام علي األھمية االجتماعية للمھاجرين‪ .‬في عام ‪2001‬‬ ‫ھاجر إلي كندا أكثر من ‪ 250,640‬مھاجر أغلبھم من أسيا والشرق األوسط‪ .‬استقر معظم المھاجرين في المناطق‬ ‫المدنية في تورنتو ومونت﷼ وفانكوفر‪ .‬يعتبر اتھام شخص بالعنصرية باألمر الخطير‪ .‬ويري المؤيدون للتعددية الثقافية‬ ‫أنھا نظام أكثر عدال حيت يستطيع المواطن أن يعبر بحرية أكثر عن ھويته في مجتمع أكثر تسامحا وبالتالي يتكيف‬ ‫بسھولة مع القضايا االجتماعية‪ .‬ويري ھؤالء المھاجرون أن الثقافة عبارة عن مجموعة من العوامل المتغيرة‪ ،‬وليست‬ ‫قائمة علي جنس أو دين محدد‪ ،‬ألن العالم نفسه متغير‪ .‬ويري المعارضون للتعددية الثقافية‪ ،‬وعلي رأسھم أستاذ العلوم‬ ‫السياسية بجامعة ھارفرد روبرت َبتنِم ‪ ،Robert D. Putnam‬أنھا تزيد من عدم الثقة االجتماعية بين األفراد الذين‬ ‫ينتسبون ليس فقط لجماعات مختلفة عنا ولكن بين من يشبھوننا‪ .‬وتري سوزن مولر أوكن )‪Susan  (1946‐2004‬‬ ‫‪ Moller Okin‬أنھا أكثر خطورة علي المرأة‪.‬‬



‫‪105 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ورواية أوبريت دي جاسبيي "كنديون من الزمن القديم"‬ ‫)‪.(1863‬‬ ‫تناقش ھاتان الروايتان النتائج النفسية والثقافية‬ ‫للتضامن بين اإلمبراطورية اإلنجليزية والمؤسسات الكندية‪:‬‬ ‫األنجلو‪-‬كندية‪ ،‬والكنديين الفرنسيين‪ ،‬والقدماء‪/‬السكان األوائل‬ ‫لكندا‪ .‬ويري موريس ليمير ّ‬ ‫أن الرواية التاريخية ظلت‬ ‫محبوبة في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين ألنھا‬ ‫أكثر األنواع األدبية التي تساعدنا على دراسة ظھور وتطور‬ ‫القومية األدبية‪ .‬ولقد بعث الروائيون التاريخيون الروح في‬ ‫ھذا النوع األدبي في أواخر القرن العشرين وبداية القرن‬ ‫الواحد والعشرين عن طريق دمج بعض األنواع األدبية في‬ ‫بعضھا البعض مثل الرواية المصورة‪ّ .13‬‬ ‫إن التغيرات التي‬ ‫طرأت على أشكال وموضوعات ھذا النمط األدبي ]الرواية‬ ‫التاريخية[ ترمز إلى رغبة الكنديين المتصاعدة في محاولة‬ ‫فھم تطورھم التاريخي المعقد من منظور جديد‪.‬‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪ graphic novels 13 ‬رواية يجمع السرد فيھا ما بين النص والفن‪ ،‬وغالبا ما تكون علي شكل مسلسل ھزلي‪.‬‬



‫‪106 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫لقد كانت جذور الواقعية األدبية في كندا تعود إلى كل‬ ‫من الرواية النفسية النسائية للكاتبة الكندية الفرنسية لورا‬ ‫كونن‪ ،(Angeline de Montbrun " (1884" 14‬ورواية‬ ‫المھاجر األلماني فردريك فيليب جروف )‪(1948– 1879‬‬ ‫"المستقرون على الحدود" )‪ .(1925‬وفي منتصف ونھاية‬ ‫القرن العشرين ساعد إحياء القومية الثقافية‪ ،‬التي خرجت من‬ ‫رحم كل من "مئوية كندا" )‪ (1967‬و"ثورة كيبك الھادئة"‪،‬‬ ‫على ظھور الرواية الواقعية كأداة مھمة وفعالة لمعالجة‬ ‫القضايا التالية‪ :‬المدنية‪ ،‬والغزو الثقافي األمريكي‪ ،‬والعالقات‬ ‫بين الجنسين ]الجيندر[‪ ،‬وأخيراً ميراث اإلمبراطورية‬ ‫االستعمارية‪ .‬فتمثل رواية مارغريت أتود "السطح"‬ ‫)‪ ،(1972‬على سبيل المثال‪ ،‬رفضا قويا للتأثير الثقافي‬ ‫األمريكي ]وتصوره الكاتبة مجازيا ً بالعدواني والمذكر[ على‬ ‫الشخصية الكندية القومية ]وتصورھا باالنطوائية واألنثوية[‪.‬‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪ 9) Laure Conan 14 ‬يناير ‪ 6 -1845‬يونيه ‪ (1924‬تعد كونن أول روائية كندية فرنسية متميزة‪ .‬نشرت أكثر من‬ ‫أحد عشر كتابا ركزت فيھم بنسبة كبيرة علي الدين وبنية العائلة‪ .‬ماتت بأزمة قلبية علي إثر عملية جراحية بسبب‬ ‫سرطان الرحم تم تشخيصه قبل وفاتھا بأيام قليلة من قبل حفيدھا‪.‬‬



‫‪107 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وتعد رواية كل من روتش كارير‪La Guerre, Yes " 15‬‬ ‫‪ (Sir!" (1968‬ورواية ھوبرت أكوين‬



‫‪16‬‬



‫"الحلقة القادمة"‬



‫)‪ (1965‬خير شاھد على االتجاھات الفردية ألھل كيبك تجاه‬ ‫جيرانھم الكنديين اإلنجليز‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫إن ظھور ما بعد الحداثة األدبية‬



‫‪17‬‬



‫في كندا م ﱠكن‬



‫الروائيين من استخدام أنماط سردية ولغوية مبتكرة لدراسة‬ ‫العالقات بين الثقافات والجيندر والمناطق الجغرافية من‬ ‫مناظير مختلفة‪ .‬ويبدو ذلك جليا ً في األعمال اآلتية‪ :‬رواية‬ ‫روبرت كروتش‬



‫‪18‬‬



‫"رجل جواد االستيالد" )‪،(1969‬‬



‫ورواية "األرض الشريرة" )‪ ،(1975‬ورواية رودي ويب‬



‫‪19‬‬



‫‪                                                            ‬‬



‫‪ 13) Roch Carrier 15 ‬مايو ‪ (1937‬روائي كندي وكاتب نوع من القصة القصيرة جدا ‪ .contes‬يعد من أفضل كتاب‬ ‫كويبك في كندا اإلنجليزية‪ .‬حصل علي درجة الدكتوراه من السوربون في اآلداب‪.‬‬ ‫‪ 24) Hubert Aquin 16 ‬أكتوبر ‪ 15 -1929‬مارس ‪ (1977‬روائي وناشط سياسي ومخرج سينمائي وكاتب مقال‬ ‫ومحرر‪ .‬لعب دورا مھما في حركة استقالل كندا‪ .‬تم اعتقاله لمدة أربع شھور في مستشفى األمراض النفسية عندما‬ ‫صرّ ح باللجوء لإلرھاب والتطرف من أجل تحقيق استقالل كويبك‪ .‬كتب رواياته األولي "الحلقة القادمة أثناء فترة‬ ‫اعتقاله‪ .‬مات منتحرا كما تنبأ سارد روايته األولي ذو األفكار المدمرة لصاحبھا‪.‬‬ ‫‪ 17 ‬ثورة ضد كل من التقاليد الراسخة والثابتة للواقعية وفكرة وجود دين أو رب‪.‬‬ ‫‪26) Robert Kroetsch 18 ‬يونيه ‪ (‐1927‬كتب كروتش أكثر من تسع روايات‪ ،‬وأكثر من اثني عشر ديوانا‪،‬‬ ‫باإلضافة إلي أعمال أخري ‪ .‬ولد في البيرتا ‪ ، Alberta‬وقام بالتدريس في جامعة مانيتوبا ‪ Manitoba‬لسنوات عديدة‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 2004‬أصبح ضابطا في جمعية كندا للتميز‪.‬‬ ‫‪4) Rudy Wiebe 19 ‬أكتوبر ‪ (-1934‬كاتب كندي وأستاذ متفرغ بقسم اللغة اإلنجليزية بجامعة البيرتا منذ عام ‪.1992‬‬ ‫كتب أكثر من ثمانى روايات باإلضافة إلي القصص القصيرة والمقاالت وكتب لألطفال‪ .‬أشھر رواياته‪" :‬السالم سيدمر‬



‫‪108 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫"إغراءات الدب األكبر" )‪ ،(1973‬ورواية أنداتشيى "في‬ ‫جلد أسد" )‪ ،(1983‬ورواية راجين روبن‬



‫‪20‬‬



‫"المتجولون في‬



‫كيبك" )‪ (1983‬وغيرھا‪.‬‬ ‫ويالحظ شيري سيمون ّ‬ ‫أن التغير النوعي يتداخل مع‬ ‫التغيرات الديموغرافية االجتماعية في كيبك‪ ،‬كما ھو الحال‬ ‫أيضا ً في باقي أنحاء كندا‪ ،‬وھذا ما يمكن تسميته تنوع الثقافة‬ ‫القومية الكندية في أواخر القرن العشرين‪ّ .‬‬ ‫إن تعدد األنواع‬ ‫الروائية مثل الرواية التاريخية المصورة ]الجرافيك[‬ ‫وروايات الشعراء ]رواية تجمع ما بين مالمح القصيدة‬ ‫الغنائية الطويلة ومالمح الرواية التاريخية[ يعكس مدي تنوع‬ ‫االتجاھات المختلفة للرواية الكندية مع أفول القرن العشرين‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وإن التراكيب المختلفة لرواية تشستر برون التاريخية‬ ‫‪                                                                                                                                                         ‬‬ ‫ي الجميل" )‪ .(1983‬وفي عام ‪ 2006‬نشر‬ ‫و"عدِوِّ َ‬ ‫الكثير من البشر" )‪ ،(1962‬و"جبال الصين الزرقاء" )‪َ ،(1970‬‬ ‫مجلدا يسرد فيه مرحلة طفولته‪ .‬حصد العديد من الجوائز مثل جائزة الحاكم العام وجائزة الجمعية الملكية الكندية‪ .‬وفي‬ ‫‪ 2003‬أصبح عضوا في "جائزة جيلر" ‪.the Giller Prize‬‬ ‫‪ (1939‐) Regine Robin 20 ‬ولدت في باريس ألبوين بولنديين يھوديين‪ .‬روائية ومؤرخة ومترجمة وأستاذة‬ ‫لالجتماع‪ .‬تھتم أعمالھا بالھوية والثقافة الكندية والقيمة االجتماعية لألدب‪ ،‬وبالتالي حصدت العديد من الجوائز‪ .‬وقد‬ ‫وصفھا النقاد بأنھا السد العالي لما بعد الحداثة‪ .‬حصلت علي درجات علمية في الجغرافيا والتاريخ من السوربون‪،‬‬ ‫والدكتوراه من جامعة ديجون )‪) the Université de Dijon (1969‬ديجون مدينة وعاصمة تاريخية لمقاطعة‬ ‫بيرجيندي ‪ Burgundy‬تقع في شرق فرنسا‪ ،‬ومشھورة بالخردل(‪.‬‬



‫‪109 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫المصورة "لويس ريّل‪ :‬سيرة ذاتية مصورة" )‪(2003‬‬ ‫ورواية القصيدة للشاعرة آن كارسون‬



‫‪21‬‬



‫توحيان بأن تاريخ‬



‫كندا المعقد وترابطھا الثقافي وھويتھا اإلقليمية الفريدة مستمر‬ ‫في تحدي الكتﱢاب في البحث عن أشكال وموضوعات روائية‬ ‫جديدة تناسب الجمھور الجديد‪.‬‬ ‫ظھور الرواية الكندية باللغتين اإلنجليزية والفرنسية‬ ‫في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر تطورت‬ ‫الرواية الكندية من خالل المحاكاة ]التقاليد الروائية‬ ‫الموروثة[ واالبتكار ]البحث عن أنماط جديدة تناسب‬ ‫احتياجاتھم[‪ .‬فأعطت رواية بروك "إيملي مونتجيو"‪ ،‬والتي‬ ‫كتبتھا روائية وشاعرة إنجليزية محترمة وقد زارت مقاطعة‬ ‫كيبك مباشرة بعد انھيار نفوذ فرنسا ]فرنسا الجديدة[ في‬ ‫كندا‪ ،‬أعطت لھذه المقاطعة الغريبة شكالً ذا صبغة اجتماعية‬ ‫يناسب قراء القرن الثامن عشر‪ .‬وقد حققت ھذه الرواية ذلك‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪21) Anne Carson 21 ‬يونيه ‪ (1950‬شاعرة كندية وكاتبة مقال ومترجمة وأستاذ للكالسيكيات واألدب المقارن في‬ ‫جامعة متشجن‪ .‬عاشت في مونت﷼ لسنوات عديدة‪ ،‬وقامت بالتدريس في جامعة ماك جيل‪ .‬وفي عام ‪ 2002‬حصدت‬ ‫جائزة ماك أرثر ‪ .MacArthur‬حصلت علي الليسانس عام ‪ ،1974‬والماجستير عام ‪ ،1975‬والدكتوراه عام ‪.1981‬‬ ‫نشرت عشرة كتب تجمع بين أشكال الشعر والمقال والنثر والنقد والترجمة والرواية والحوار المسرحي‪.‬‬



‫‪110 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫عن طريق الجمع بين األنماط األدبية األتية‪ :‬شكل مألوف‬ ‫]الرواية التعليمية[‪ ،‬وأسلوب سردي مألوف ]األسلوب‬ ‫العاطفي للروائي ريتشاردسون[‪ ،‬باإلضافة إلى المالمح‬ ‫الغريبة لمقاطعة كيبك‪ ،‬وذلك لتحقق ھدفين‪ :‬االرتقاء بكندا‬ ‫بوصفھا مستعمرة إنجليزية نموذجية‪ ،‬واالشتراك في القضايا‬ ‫المعاصرة مثل‪ :‬الحكومة االستعمارية وعالقات التمييز بين‬ ‫الجنسين‪ .‬ومع منتصف القرن التاسع عشر بدأ الكنديون‬ ‫يشعرون بتأثير الروايات التاريخية الرومانسية لكل من‬ ‫سكوت وكوبر‪ .‬وخير مثال على ذلك الروايات القومية التي‬ ‫تصور كل من رواية " َو ُكوستا" و"الكنديون القدامى" مدي‬ ‫التفاعل الثقافي بين جميع الطوائف واألعراق الكندية‬ ‫باإلضافة إلى قدرة كندا – باعتبارھا مستعمرة إنجليزية‬ ‫فريدة‪ -‬على حل المشاكل التي تنتج بسبب تلك العداءات‬ ‫الثقافية المختلفة الموجودة في كندا‪.‬‬ ‫لقد عالجت الرواية الكندية المكتوبة باللغة اإلنجليزية‬ ‫في القرن التاسع عشر موضوعين مھمين‪ :‬األول‪ :‬عالقة كندا‬ ‫‪111 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫اإلنجليزية ببريطانيا‪ ،‬والثاني‪ :‬قلق الكنديين بشأن التأثير‬ ‫الثقافي واالقتصادي األمريكي المتزايد‪ .‬فالروايات التي‬ ‫تنتمي إلى الموضوع األول تشتمل على أول روايتين نشرتا‬ ‫في المستعمرات الكندية "دير القديسة يورسوال" ورواية‬ ‫جيمس رسل "ماتلدا‪ :‬األسير الھندي" )‪ :(1833‬وتنتھي‬ ‫حبكة ھاتين الروايتين عندما تنتقل الشخصيات الرئيسة إلى‬ ‫إنجلترا تاركين كندا وعلى وجوھھم آثار الندم والحسرة‪.‬‬ ‫وتعتبر رواية توماس تشندلر ھإلٮبرتون‬



‫‪22‬‬



‫"الساعاتي"‬



‫)‪ (1836‬خير نموذج لالتجاه الثاني المعادي ألمريكا‪ ،‬حيث‬ ‫تنتقد ھذه الرواية الماديةَ األمريكية الخشنة المتزايدة‪ .‬ومازال‬ ‫ھناك العديد من الروايات التي تسجل وتوثق للحياة‬ ‫اإلمبريالية في كندا‪ ،‬وتُستخدم أيضا ً دليالً للمھاجرين‬ ‫البريطانيين‪ ،‬ورواية سوزانا مودي "العيش في الغابة" خير‬ ‫مثال على ذلك‪ .‬وتحكي ھذه الرواية أيضا السيرة الذاتية‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪17) Thomas Chandler 22 ‬ديسمبر ‪27 -1796‬أغسطس ‪ (1865‬أول كاتب كندي عالمي حقق أعلي نسبة مبيعات‪.‬‬ ‫تخرج فى كلية الحقوق‪ ،‬وتدرج في المناصب حتي صار قاضيا‪ .‬كتب في التاريخ والسياسة وتحسين الزراعة‪ .‬أھم‬ ‫أعماله‪" :‬وصف عام لوفا سكوتشيا ‪ ،(1823) " Nova Scotia‬و"القاضي العجوز" )‪ ،(1849‬و"الطبيعة والطبيعة‬ ‫البشرية" )‪ ،(1855‬و"اإلنجليز في أمريكا" )‪ ،(1951‬وأخيرا "الحكم وسوء الحكم في أمريكا اإلنجليزية" )‪.(1851‬‬



‫‪112 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫للكاتبة‪ ،‬وما تعرضت له من تجارب مأساوية بعد انتقالھا من‬ ‫إنجلترا إلى ما يسمي اآلن بـ "أونتاريو الشرقية"‪.‬‬ ‫ومع بدايات العقود األولي من القرن التاسع عشر بدأت‬ ‫الرواية الكندية المكتوبة باللغة الفرنسية في التطور خوفا ً من‬ ‫الھيمنة الثقافية والسياسية اإلنجليزية‪ .‬وھناك عامل محفز في‬ ‫تطور الرواية الكندية الفرنسية فيما يخص ازدھار القومية‬ ‫الثقافية الرومانسية وھو الوثيقة السياسية للكاتب لورد درھام‪:‬‬ ‫"تقرير بشأن الشئون الخارجية في أمريكا الشمالية‬ ‫اإلنجليزية" )‪ .(1839‬وقد نادت ھذه الرواية بحق الكنديين‬ ‫الفرنسيين في االندماج والتعايش في كندا اإلنجليزية ألن كندا‬ ‫الفرنسية قد تم بالفعل احتاللھا من قبل اإلنجليز‪.‬‬ ‫تحتوي الروايات الكندية الفرنسية المنشورة قبل ھذا‬ ‫التقرير‪ ،‬مثل رواية "تأثير كتاب"‪ ،‬ورواية "اكتشاف‬ ‫الجريمة" )‪ (1837‬للكاتب فرنسوا ريل أونجيه )‪– 1812‬‬ ‫‪ ،(1860‬ورواية "الكتيبة الكندية"‪ ،‬على تعبيرات توحي‬ ‫بالقلق الثقافي‪ ،‬ولكنھا لم تتسم بالطابع القومي العميق‪ .‬فبعد‬ ‫‪113 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫نشر تقرير درھام تميزت الرواية الكندية الفرنسية بالطابع‬ ‫القومي في الموضوع والنبرة‪ .‬وقد استدعت الرواية الفرنسية‬ ‫األدب الشعبي والتاريخ وفنون الطباعة من أجل أن تصور‬ ‫بفعالية ّ‬ ‫أن الكنديين الفرنسيين أبناء أصليون في ھذه الدولة‪.‬‬ ‫وترفض روايات القرية استيراد شخصيات وأماكن وحلول‬ ‫من أوربا‪ .‬وخير مثال على ذلك رواية "الطريد" )‪(1846‬‬ ‫للكاتب باترس الكومب‪ ،‬وتدور أحداث ھذه الرواية حول‬ ‫رجل عاد من منفاه فوجد أرضه قد اغتصبھا الغريب‬ ‫اإلنجليزي‪.‬‬ ‫الرواية الكندية في فترة الكونفدرالية وبداية القرن‬ ‫العشرين‬ ‫شھدت الرواية في فترة كندا الكونفدرالية ]‪-1860‬‬ ‫‪ [1914‬العديد من التغيرات في الشكل والمضمون‪ .‬ومع أن‬ ‫الرواية التاريخية ظلت محافظة على شعبيتھا في أواخر‬ ‫القرن التاسع عشر فقد شھدت بداية القرن العشرين ظھور‬



‫‪114 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫العديد من األنواع الروائية الجديدة مثل ‪ :‬روايات الخيال‬ ‫العلمي‪ ،‬والواقعية النفسية‪ ،‬والنقد االجتماعي‪.‬‬ ‫لقد القت الرواية الكندية بعد الكونفدرالية مباشرة قبوالً‬ ‫مشھوداً من قبل المسئولين من أجل خلق شخصية كندية‬ ‫متميزة تختلف تماما عن الشخصية األمريكية والبريطانية‪.‬‬ ‫ولقد ظلت الرواية التاريخية لفترة وجيزة مفضلة للتعبير عن‬ ‫ھموم القومية‪ .‬وعالجت روايات تلك الفترة الموضوعات‬ ‫اإلنجليزية الفرنسية ولكن بطرق وغايات مختلفة‪ .‬فتعتبر‬ ‫الروائية اإلنجليزية الكندية روزانا لبيروھورن )‪-1829‬‬ ‫‪ ، (1879‬والروائي ويليام كيربي‪ ،23‬والروائي األمريكي‬ ‫المولد تالن ليسبرنس من الروائيين المھتمين بالتعددية الثقافية‬ ‫]الثنائية الثقافية[ إال أنھا قد صورت كندا الفرنسية بشفقة‬ ‫للقراء الكنديين اإلنجليز ‪ ،‬الذين ما زالوا ‪ -‬بشكل عام ‪ -‬غير‬ ‫منسجمين مع جيرانھم الفرانكوفونيين‪ .‬ووظف الروائيون‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪13) William Kirby 23 ‬أكتوبر ‪ 23 ‐1817‬يونيه ‪ (1906‬تعد رواية "الكلب الذھبي" )‪ (1877‬أفضل رواياته ‪.‬‬ ‫استغرق في كتابتھا أكثر من خمس عشرة سنة‪ .‬وصل إلي مسامع المؤلف أنّ الملكة فكتوريا قد قرأتھا‪ .‬تھتم الرواية‬ ‫بوصف األماكن المدنية والريفية‪.‬‬



‫‪115 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الكنديون اإلنجليز ھذه التيمة‪ ،‬خاصة الذين نشروا أعمالھم‬ ‫مع نھاية القرن من أمثال جلبرت باركر‪ 24‬في روايته "مقاعد‬ ‫السلطان" )‪ ،(1896‬في االرتقاء بالنسخة الكندية للتفوق‬ ‫األنجلو‪ -‬سكسوني‪ .‬وقد الحظ جون روبرت سورفيت أن ھذا‬ ‫التفوق في بداية القرن العشرين قد ألقي الضوء على عالقة‬ ‫كيبك بباقي مناطق كندا‪.‬‬ ‫عالجت الروايات الكندية المكتوبة باللغة الفرنسية‬ ‫الموضوع نفسه‪ ،‬ولكن بطرق مختلفة لسببين اثنين‪ :‬أوال‪ :‬ألن‬ ‫الكنديين الفرنسيين نظروا إلى أنفسھم كمحتلين‪ ،‬وبالتالي فإن‬ ‫تقديمھم لھذه العالقات الثقافية الثنائية في رواياتھم قد تحفزه‬ ‫أيدولوجيةُ أنھم يريدون أن يتحروا أوالً من ثقافة المھزوم‪.‬‬ ‫وثانيا‪ :‬ظھور شكل جديد من القومية المعروفة بالقومية‬ ‫اليسوعية التي غيرت في شكل وموضوعات الرواية الكندية‬ ‫الفرنسية‪ .‬وقد نادت ھذه الروايات‪ ،‬كما يري إيف دوستلر‪،‬‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪ 23) Gilbert Parker 24 ‬نوفمبر ‪ 6 -1862‬سبتمبر ‪ (1932‬روائي كندي وسياسي إنجليزي‪ .‬بدأ حياته المھنية‬ ‫كمدرس للصم والبكم‪ .‬اھتمت أفضل أعماله بسرد تاريخ وحياة الكنديين الفرنسيين مثل‪" :‬بيير وأھله" ‪Pierre and his ‬‬ ‫‪ (1892) People‬و"السيدة فالشون" ‪.(1893) Mrs. Falchion‬‬



‫‪116 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫بالدفاع عن حق الفرنسيين في ملكية األرض باإلضافة إلى‬ ‫تأكيد حقيقة ّ‬ ‫أن الفرنسيين ھم الذين طورا حضارة أمريكا‬ ‫الشمالية‪.‬‬ ‫وكرد فعل لھذا الشكل من أشكال القومية ]القومية‬ ‫اليسوعية[ أعلن رجال الكنيسة الكندية الفرنسية أنھا العاصم‬ ‫الذي يعصم الناس من الھالك والتشتت‪ ،‬وقد سعت إلى إحكام‬ ‫قبضتھا على أنظمة التعليم والنشر والصحافة من أجل حماية‬ ‫تكامل ووحدة الثقافة الفرنسية الكندية‪ .‬وخير مثال لھذه‬ ‫الروايات‪ :‬رواية "الكنديون القدامى"‪ ،‬ورواية نابليون‬ ‫بوراسا "جاك وميري" )‪ ،(1865‬ورواية الروائي والمؤرخ‬ ‫جوزيف مارميت‪" 25‬الحاكم المتعصب" )‪ .(1872‬وقد كانت‬ ‫ھذه الروايات عوضا ً عن خسارة المستعمرات الفرنسية في‬ ‫كندا لصالح القوات البريطانية حيث عددت مزايا المجتمع‬ ‫الفرنسي التقليدي والعادات الزراعية والكاثوليكية الدينية‪.‬‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪ 25)    Joseph Marmette 25 ‬أكتوبر‪ 7 – 1844‬مايو ‪ (1895‬روائي كندي ومؤرخ‪ .‬لم يكمل دراسته للقانون في‬ ‫جامعة الفال‪ .‬يعتبر أحد المؤسسين لحركة "‪ "Cercle des Dix‬لمناقشة األدب والتاريخ والعلوم والجغرافيا‪ .‬ابنته ميري‬ ‫كاتبة وأكاديمية‪ .‬أشھر أعماله‪" :‬تشارلز وإيفا" )‪.(1868‬‬



‫‪117 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وفي الفترة ما بين ‪ 1890‬والحرب العالمية األولي‬ ‫تغير فھم وإدراك الروائيين الكنديين لمجتمعھم وأدوارھم‬ ‫االجتماعية المنوطة بھم من خالل أعمالھم الروائية‪ .‬ففي عام‬ ‫‪ 1890‬عززت روايات كل من الكاتبين اإلنجليزيين الكنديين‬ ‫تشارلز روبرتس‪ ،26‬ورالف كونر‪ 27‬نسخة جديدة من الوحدة‬ ‫والتكامل بين الكنديين نجحت في أن تبني جسراً قويا ً بين‬ ‫االستعمارية األنجلو‪ -‬سكسونية والمسيحية‪ .‬وأصبح كونر‬ ‫العمود الفقري في تطور المسيحية العضلية التي احتفلت بقوة‬ ‫نشاط العقيدة المسيحية‪ ،‬واعتنق ھذه الفلسفة العدي ُد من القراء‬ ‫المعاصرين‪ .‬وكان أول ثالث روايات نشرھا رالف كونر‪-‬‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪10) Charles G. D. Roberts 26 ‬يناير ‪ 26-1860‬نوفمبر ‪ (1943‬شاعر كندي وكاتب نثر‪ .‬يعد روبرتس والد الشعر‬ ‫الكندي ألنه كان الملھم لشعراء عصره‪ .‬عرف أبناء عمومته‪ Bliss Carmen،‬بليس كارمن‪ ‬ودنكن كامبل سكوت‬ ‫‪ Duncan Campbell Scot‬وأرشيبولد المبمان ‪ ، Archibald Lampman‬بشعراء الكونفدرالية‪ .‬أخوه ثيودور أصبح‬ ‫كاتبا وكذلك أخته‪ .‬نشر أول دواوينه بعنوان "أوريون وقصائد أخري" ‪ Orion and Other Poems‬عام من تخرجه‬ ‫من الجامعة ‪ .1880‬تعتبر الطبيعة مصدر الھامه‪ .‬شغل عدة وظائف منھا التدريس‪ ،‬وكان محررا لمجلة "األسبوع"‬ ‫األدبية‪ ،‬وأخيرا أستاذ بجامعة كلية الملك في نوفا سكوتشيا‪ .‬في عام ‪ 1893‬تم اختياره عضو في الجمعية الكندية الملكية‪.‬‬ ‫وفي عام ‪ 1897‬اتجه لكتابة الرواية‪ ،‬وتورط في بعض الخصومات األدبية التي استمرت لست سنوات والمعروفة بجدال‬ ‫مزوري الطبيعة بعد أن ھاجم جون بارا ‪ John Burroughs‬كتبه‪ .‬بعد زيارته للعديد من الدول األوروبية عاد مرة‬ ‫أخري لكتابة الشعر‪.‬‬ ‫‪13) Ralph Connor 27 ‬سبتمبر ‪31 ‐1860‬أكتوبر‪ (1937‬اسمه الحقيقي المبجل دكتور تشارلز ويليام جوردون‪.‬‬ ‫استخدم اسما مستعارا ليحتفظ بوظيفته كقائد ديني في الكنسية‪ .‬باع أكثر من خمسة ماليين نسخة من كتبه في حياته‪،‬‬ ‫وبعض أعماله ما زالت تحت الطباعة‪ .‬اھتم جوردون بالكتابة منذ دراسته في جامعة تورنتو‪ .‬نشر أول أعماله الروائية‬ ‫"الصخر األسود" عام ‪ .1898‬أما روايته الثانية "طيار السماء" )‪ (1899‬فقد حققت نجاحا متميزا حيث باع أكثر من‬ ‫مليون نسخة‪ .‬وتھتم الرواية الثانية بقضايا األخالق والعدل‪.‬‬



‫‪118 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫"الصخر األسود" )‪ ،(1898‬و"الطيار" )‪ ،(1899‬ورواية‬ ‫"رجل من ِجلّن َجاري" )‪ (1901‬قد حققت نسبة مبيعات‬ ‫عالية ]أكثر من مليون نسخة[‪.‬‬ ‫ومع ذلك فليست كل الروايات المنشورة في ھذه الفترة‬ ‫قد اھتمت باإلمبراطورية صراحة‪ .‬وإنما ھناك العديد من‬ ‫الروايات التي صدرت في فترة ما بعد الكونفدرالية قد اھتمت‬ ‫على نطاق واسع بتسليط الضوء على المناطق في كندا‪ .‬ومن‬ ‫الروايات التي اھتمت بھذا الموضوع‪ :‬رواية مونتجمري‬



‫‪28‬‬



‫"آن والجملون األخضر" )‪ (1908‬وقد اتخذت من جزيرة‬ ‫األمير إدوارد مسرحا ً ألحداثھا ‪ ،‬ورواية ميرين كيث "دنكن‬ ‫المؤدب" )‪ (1905‬في أونتاريو الجنوبية ‪ ،‬ورواية جودردش‬ ‫"الريش األحمر" )‪ (1907‬ورواية "رئيس المرفأ" )‪(1913‬‬ ‫في نيوفوندالند وليبرادور‪ .‬ومما تجدر اإلشارة إليه أيضا‬ ‫رواية مارغريت مارشال سوندرز ) ‪" ( 1947 -1861‬جو‬ ‫الجميل" )‪ ،(1893‬وتحكي قصة كلب يسيء صاحبه‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪ 30) L. M. Montgomery 28 ‬نوفمبر ‪ 24-1873‬أبريل ‪ ( 1942‬نشرت أكثر من عشرين رواية وخمسمائة قصة‬ ‫قصيرة وقصائد‪ .‬قام القراء والدارسون بقراءة أعمالھا المتنوعة من روايات ومذكرات وخطابات في جميع أنحاء العالم‪.‬‬



‫‪119 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫معاملته‪ .‬وقد شاركت ھذه الرواية ‪ -‬والتي حققت نسبة‬ ‫مبيعات عالية )أكثر من ‪ 10‬مليون نسخة( كأول رواية يكتبھا‬ ‫كندي ‪ -‬في مسابقة الجمعية اإلنسانية األمريكية‪.‬‬ ‫وفي كندا الفرنسية ومع بداية القرن العشرين استمرت‬ ‫الرواية في تأثرھا بالقيود التي فرضتھا الكنيسة‪ .‬وقد قدمت‬ ‫األنواع الروائية مثل الفنتازيا والواقعية النفسية االيدلوجية‬ ‫المحافظة للكاثوليكية المؤيدة لسلطة البابا المطلقة‪ ،‬التي‬ ‫استمرت في السيطرة والھيمنة على الساحة الثقافية‪ .‬وتعد‬ ‫روايتا كل من ليونل جرولكس‪" 29‬الحذاء الحديدي" )‪(1922‬‬ ‫ورواية فيلكس أنطوان " رئيس النھر" )‪ (1937‬خير‬ ‫شاھدين على ھذه الفترة‪ .‬وقد بدأت جذور الواقعية النفسية‬ ‫النسائية في الظھور مع منتصف القرن العشرين حتي نھايته‬ ‫في أعمال الروائية ميري كلير بليس ) ‪ 5‬أكتوبر ‪ (1939‬مثل‬



‫‪                                                            ‬‬



‫‪13) Lionel Groulx 29 ‬يناير‪ 23  ‐1878‬مايو ‪ (1967‬كاتبة كندية ومسرحية‪ .‬نشرت أولي رواياتھا بعنوان "أشباح‬ ‫مجنونة" )‪ ،(1959‬وھي في سن العشرين‪ .‬كتبت أكثر من عشرين رواية‪ ،‬والعديد من المسرحيات‪ ،‬ومجموعات شعرية‪،‬‬ ‫ونثر باإلضافة إلي العديد من المقاالت‪ .‬اتخذت معظم أعمالھا شكل النقد االجتماعي مختلطة مع عناصر الخير والشر في‬ ‫أماكن بعضھا واقعي واألخر خيالي‪ .‬تميل أعمالھا إلي المأساة في مجتمع يعج بالرذائل والعيوب‪.‬‬



‫‪120 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫"موسم في حياة إيمانويل" )‪ (1965‬والروائية آن ھيربرت‬



‫‪30‬‬



‫"كاموراسكا" ‪ (Kamouraska (1970‬باإلضافة إلى‬ ‫روايات كونن ‪.Conan‬‬ ‫وفي السنوات السابقة للحرب العالمية األولي نشر‬ ‫الروائيان ستيفن لِكوك‬



‫‪31‬‬



‫وسارة جانيت دنكن‬



‫‪32‬‬



‫أعمالھما‬



‫الروائية‪ ،‬وصنفھما النقاد على أنھما أول روائيين واقعيين‪.‬‬ ‫ودفاعا ً عن فضائل الحضارة البروتستانتية اإلنجليزية اعتبر‬ ‫لِكوك ‪ -‬االقتصادي السياسي الساخر‪ -‬المتحدث الرسمي‬ ‫لحركة الفيدرالية االستعمارية‪ .‬وتظل رواية "شروق الشمس‬ ‫على مدينة صغيرة" )‪ (1912‬ورواية "مغامرات أركي ّدي مع‬ ‫ثري كسول" )‪ (1914‬أفضل أعماله‪ .‬فتحتفل ھاتان الروايتان‬ ‫بكندا بوصفھا جزءاً من اإلمبراطورية البريطانية‪ ،‬بينما‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪ 1) Anne Hebert 30 ‬أغسطس ‪ 22 -1916‬يناير ‪ (2000‬شاعرة وروائية وكاتبة مسرح كندية‪ .‬نشرت عشر‬ ‫روايات‪ ،‬وسبع دواوين شعرية‪ ،‬ثالث مجموعات قصصية‪ ،‬وثالث مسرحيات‪.‬‬



‫‪ (1869‐1944) Stephen Leacock 31 ‬اقتصادي كندي مشھور بكتاباته الساخرة‪ .‬أشھر أعماله‪" :‬روايات تافھة"‬ ‫)‪ (1911‬و"فترات االنحطاط األدبي" )‪.(1910‬‬ ‫‪22) Sara Jeannette Duncan 32 ‬ديسمبر‪ 22 -1864‬يوليو ‪ (1922‬كاتبة وصحفية كندية‪ .‬تتميز كتاباتھا بالنبرة‬ ‫الساخرة‪ .‬نشرت أكثر من اثنتان وعشرون كتابا‪ .‬أشھر أقوالھا "إذا لم يسخر اإلنسان من نفسه فستفقد البشرية الكثير من‬ ‫الضحكات‪ ".‬ظھر أول كتاب لھا بعنوان "رحيل اجتماعي" )‪ .(1890‬وتعد رواية "المستعمر" )‪ (1904‬أشھر أعمالھا‬ ‫الروائية‪ ،‬مع أنھا لم تحقق شھرة واسعة عند نشرھا‪.‬‬



‫‪121 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تنتقدان المناطق الريفية الكندية األخرى‪ .‬وتعالج روايات‬ ‫سارة دنكن العديد من القضايا الشائكة مثل‪ :‬استقالل المرأة‬ ‫والطبقية البريطانية اإلنجليزية‪ .‬فمثل سخرية لِكوك تمثل‬ ‫تھكمات دنكن "السخرية من االحتجاجات"‪ ،‬كما يراھا دبليو‪.‬‬ ‫ايتش‪ .‬نيو‪ ،33‬ولكن ليس من "أفعال التمرد" ضد نشر القيم‬ ‫البريطانية في المستعمرات‪.‬‬ ‫الحرب العالمية ]األولي والثانية[ وفترة الكساد‪:‬‬ ‫الرواية الكندية ‪1960-1914‬‬ ‫لقد تعددت وتشعبت األنواع األدبية لكل من الواقعية‬ ‫النفسية واإلقليمية األدبية باإلضافة إلى إعادة بعث الرومانس‬ ‫األدبية نتيجة التغيرات االجتماعية الجذرية في فترة الحربين‬ ‫العالميتين والكساد العام )‪ .(1939-1929‬فتطورت الرواية‬ ‫الكندية نتيجة االھتمام بالتصنيع والمدنية وظھور بعض‬ ‫القوميات فيما بعد الحرب مثل القوات الفعالة التي سعت في‬ ‫تحديث كندا على جميع المستويات‪.‬‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪28 ) W. H. New 33 ‬مارس ‪ (1938‬شاعر كندي وناقد أدبي وكاتب لألطفال‪ .‬قام بتدريس األدب في جامعة كولومبيا‬ ‫البريطانية من ‪ 1965‬إلي ‪.2003‬‬



‫‪122 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وتغيرت الرواية الكندية تغيراً دراماتيكيا في السنوات‬ ‫التابعة للحرب العالمية األولي )‪ .(18-1914‬فقادت‬ ‫الروائيين رغبةٌ شاملة في توضيح تأثير التغيرات االجتماعية‬ ‫السريعة على ھوية األفراد‪ .‬ولذا اتجھت الرواية الكندية إلى‬ ‫أحد اتجاھين‪ .‬أوالً‪ :‬عن طريق إحياء النموذج الرومانسي‬ ‫من أجل الدفاع عن شرعية القيم التقليدية‪ ،‬خاصة في أوقات‬ ‫االضطرابات‪ .‬وثانيا‪ :‬نبذ الرومانس من أجل الواقعية بغية‬ ‫اكتشاف اھتمامات جديدة فيما يخص األسباب االجتماعية‬ ‫االقتصادية التي ساعدت على اغتراب األفراد عن أسرھم‬ ‫ومجتمعاتھم وأرضھم‪ .‬وخير مثال على االتجاه األول سلسلة‬ ‫روتشي‬



‫‪34‬‬



‫" َج ْلنﱠا" ‪ Jalna‬التي بدأت عام ‪ . 1927‬وتتكون‬



‫ھذه السلسلة من ست عشرة رواية‪ ،‬وحققت نسبة مبيعات‬ ‫عالية أكثر من الروايات التي تطبل لالستعمار ]روايات‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪15) Mazo de la Roche 34 ‬يناير‪12 -1879‬يوليو‪ (1961‬كتبت أول قصة قصيرة وھي في سن التاسعة‪ .‬لقد تنقلت‬ ‫األسرة مرات عديدة بسبب مرض األم كثرة وظائف األب‪ .‬وفي احدي التنقالت ذھبت إلي مزرعة يمتلكھا أحد األثرياء‬ ‫اتخذ حرفة الزراعة ھوايته المفضلة‪ .‬وھناك بدأت روتشي تطور عالمھا الخيالي فيما يخص الطبقة األرستقراطية‬ ‫"ج ْل َّنا‪ ".‬تعد رواية "االمتالك" )‪ (1923‬ورواية "السرور" )‪ (1926‬أول روايتين‬ ‫الريفية التي أصبحت فيما بعد أحداث َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫"جلنا" حصدت جائزة قدرھا عشرة أالف‬ ‫رومانسيتين للكاتبة حققا لھا قليال من الدخل والشھرة‪ .‬ولكن روايتھا الثالثة َ‬ ‫دوالر أمريكي‪ .‬وتضم سلسلة "جلنا" ست عشرة رواية تتبع حياة عائلة وايت أوك ‪ Whiteoak‬من ‪ 1854‬إلي ‪.1954‬‬ ‫بيعت أكثر من أحد عشر مليون نسخة باللغة اإلنجليزية‪ ،‬واثنين وتسعين مليون نسخة بلغات أخري‪.‬‬



‫‪123 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫المخلصين والموالين لبريطانيا[‪ .‬وتعد روايات الكاتب الھندي‬ ‫الساخر والمحافظ جراي أَ ﱢول )‪" (1938 -1888‬حجاج من‬ ‫الغابة" )‪ (1934‬و"مغامرات ساجو وأھلھا الصيادون"‬ ‫)‪ (1935‬آخر روايات الشطار ]روايات البيكارسك التي‬ ‫حظيت بأھمية خاصة في فترة الكساد[ للحياة البرية والبدائية‬ ‫وخاصة بعد خشونة واقعية الحياة اليومية‪.‬‬ ‫لقد تطورت الواقعية األدبية نتيجة ظھور مجلتين‬ ‫أدبيتين مھمتين ھما‪" :‬بائع الكتب الكندي" )‪ (1919‬و"المنبر‬ ‫الكندي" )‪ .(1920‬ونادت ھاتان المجلتان بضرورة وجود‬ ‫واقعية جديدة قادرة على تمثيل وتقديم كندا المستقلة الحديثة‬ ‫التي ظھرت من بعد انتھاء الحرب العالمية األولي‪ .‬ونتيجة‬ ‫لھذين المطلبين ظھر العديد من أنواع الرواية الواقعية األدبية‬ ‫مثل‪ :‬واقعية البراري وواقعية المدينة التي سجلت اآلثار‬ ‫النفسية للتغيرات االجتماعية بدقة متناھية‪ .‬وفي خالل عشر‬ ‫سنوات ظھر العديد من الروايات مثل‪ :‬رواية دوجالس‬



‫‪124 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ديركن "غراب ال َع ْق َعق" )‪ ،(1923‬ورواية مارثا أوستينسو‬



‫‪35‬‬



‫"اإلوز البري" )‪ ،(1925‬ورواية فريدريك جروف‬ ‫"المقيمون على الحدود"‪ ،‬وأخيرا رواية مورلي كاالغان‬



‫‪36‬‬



‫"الغريب الھارب" )‪ .(1928‬وتقدم ھذه الروايات إرھاصات‬ ‫مھمة لروايات جديرة بالذكر نشرت فيما بعد ھذه الفترة‪.‬‬ ‫فعلى سبيل المثال تصور الرواية اإلقليمية للكاتب‬ ‫أرنست بكلر‪" 37‬الجبل والوادي" )‪ (1952‬النواحي المحبطة‬ ‫للحياة في وادي أنابوليس في والية نوفا سكوتشيا بصورة‬ ‫أكثر رومانسية‪ .‬وتجمع رواية شيال واطسون )‪-1909‬‬ ‫‪" (1999‬الخطاف المزدوج" )‪ (1959‬ما بين الميثولوجيا‬ ‫المسيحية واألساطير البدائية من أجل سرد السيرة الذاتية‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪ 17) Martha Ostenso 35 ‬سبتمبر‪24 -1900‬نوفمبر‪  (1963‬روائية وكاتبة سيناريو كندية‪ .‬نشرت أكثر من خمس‬ ‫عشرة رواية أكثرھا شھرة رواية "أيھا النھر‪ ،‬تذكر" )‪ .(1943‬تھتم راياتھا بتصوير حياة المھاجرين الريفيين في‬ ‫مقاطعة مينيسوتا ‪ ،Minnesota‬تلك المقاطعة التي استقرت فيھا الكاتبة أثناء ھجرتھا الثانية )ھاجرت من النرويج إلي‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية عام ‪.(1902‬‬ ‫‪ 22) Morley Callaghan 36 ‬فبراير‪25 -1903‬أغسطس‪ (1990‬روائي وكاتب قصة قصيرة وكاتب مسرح‬ ‫وشخصية إذاعية ومرئية مشھورة‪ .‬نشر أكثر من ثالث عشرة رواية‪ ،‬ووست روايات قصيرة )نوفيال(‪ ،‬وثمان قصص‬ ‫قصيرة‪ ،‬وأخيرا أربع مسرحيات باإلضافة إلي كتابات أخري غير روائية‪.‬‬



‫‪19) Ernest Buckler 37 ‬يوليو‪4 -1908‬مارس‪ (1984‬روائي وكاتب قصة قصيرة‪ ،‬أشھر رواياته "الجبل والوادي‪".‬‬ ‫حصل علي درجة الماجستير في الفلسفة من جامعة تورينتو ‪ .1930‬نشر أكثر من احدي عشر كتابا‪.‬‬



‫‪125 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫لجيمس بوتر ]روائية‪ ،‬وناقدة‪ ،‬ومدرسة‪ ،‬وأكاديمية كندية‪.‬‬ ‫حصدت جائزة "الجمعية الملكية الكندية" )‪ .[.(1984‬وتعتبر‬ ‫ھذه الرواية نموذجا جيدا للرواية الواقعية النفسية‪ .‬فقتل بوتر‬ ‫لوالدته في المشھد االفتتاحي للرواية يعطي للمؤلفة الفرصة‬ ‫الكافية لمعالجة الكثير من القضايا مثل‪ :‬االغتراب‪،‬‬ ‫والمجتمع‪ ،‬والخالص‪.‬‬ ‫ومع نھاية الحرب العالمية األولي تغير المجتمع الكندي‬ ‫الفرنسي‪ ،‬وبالتالي تغيرت التيمات التي عالجتھا الرواية‬ ‫أيضا‪ .‬ولقد أصبح المجتمع مدنيا وصناعيا بدال من كونه‬ ‫زراعيا ھرميا‪ .‬فأصبحت البطالة مشكلة عصيبة يعاني منھا‬ ‫الكنديون الفرنسيون‪ ،‬وبدأوا يبكون على ماض قد أجبروا فيه‬ ‫على المشاركة في حرب عالمية ال ناقة لھم فيھا وال جمل‪.‬‬ ‫وبدأت الرواية المعاصرة في إعادة استخدام موتيفات تقليدية‬ ‫تسجل إحساسھم المتزايد باالغتراب‪ .‬فتبنت رواية لويس‬



‫‪126 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ھيمون‬



‫‪38‬‬



‫"ماريا تشابديلين" )‪ (1913‬موتيفا تقليديا ھو‬



‫الرعوية كي تشارك في المجادالت المعاصرة فيما يخص‬ ‫الھجرة إلى أمريكا وإعادة تأكيد القيم التقليدية كوسائل مؤثرة‬ ‫إلعادة إحياء الحياة األسرية والنھوض بالمجتمع مرة أخري‪.‬‬ ‫وتسجل رواية رينجو‬



‫‪39‬‬



‫" ثالثون فدانا" )‪ (1938‬تأثير‬



‫الثورة الصناعية على المجتمع الكندي الفرنسي‪ .‬وقد خرجت‬ ‫ھذه الرواية من رحم الرواية الريفية لتؤكد فكرة أن الطبيعة‬ ‫والمجتمع أصبحا غير مبالييْن بمعاناة اإلنسان‪.‬‬ ‫وبسبب الحرب العالمية الثانية ناقشت الروايات التي‬ ‫صدرت في ھذه الفترة ]‪ [1940-1960‬تيمات االستبطان‪.‬‬ ‫وفي الوقت ذاته عالجت روايات المھاجرين بعد الحرب ‪-‬‬ ‫التجارب الشخصية لھم‪ ،‬وقد تًملك الفشل‬ ‫على نطاق واسع ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫والنجاح المتواضع للمھاجرين إلى كندا الكثي َر من الروائيين‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪12) Louis Hemon 38 ‬أكتوبر‪8 -1880‬يوليو‪ (1913‬انتقل إلي كندا عام ‪ ،1911‬واستقر مبدئيا في مونت﷼‪ .‬مات‬ ‫تحت عجالت القطار دون أن يشھد نجاح روايته‪ .‬ترجمت ھذه الرواية إلي أكثر من عشرين لغة في ثالث وعشرين‬ ‫دولة‪.‬‬



‫‪30) Ringuet 39 ‬ابريل‪28 -1895‬ديسمبر‪ (1960‬يدعي فيليب بانتون ‪ ،Philippe Panneton‬أما اسم رينجو فيعود‬ ‫إلي أُمه‪ .‬كاتب كندي وطبيب ودبلوماسي وأكاديمي‪ .‬عين سفير في البرتغال عام ‪ .1956‬نشر أكثر من خمسة كتب‪.‬‬



‫‪127 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫مثل‪ :‬الكاتب اليھودي األسترالي المولد ھنري كريسل‪ 40‬في‬ ‫روايته "الرجل الثري" )‪ ، (1948‬ورواية براين مور‬



‫‪41‬‬



‫"نصيب جينجر كوفي" )‪ ، (1960‬وروايات الكنديين اليھود‬ ‫مثل رواية ريتشلر‪" 42‬ولد لبطل صغير" )‪ ، (1955‬ورواية‬ ‫الكاتبة ويزمان‬



‫‪43‬‬



‫"القرابين" )‪ ،(1959‬ورواية كالين‬



‫‪44‬‬



‫"اللفة الثانية" )‪ .(1951‬وقد عالج الروائيون الكنديون‬ ‫الفرنسيون‪ ،‬وعلى رأسھم جابريل روي )‪ (1983-1909‬في‬ ‫روايته "الفلوت القصديري" )‪ ،(1945‬موضوع االغتراب‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪5) Henry Kreisel 40 ‬يونيه‪22 ‐ 1922‬ابريل‪ (1991‬نشر أربعة كتب‪ .‬أمه بولندية‪ ،‬وأبيه من رومانيا‪.‬‬



‫‪25) Brian Moore 41 ‬أغسطس‪11-1921‬يناير‪ (1999‬روائي كندي ولد في ايرلندا الشمالية‪ .‬اھتمت أعماله بدراسة‬ ‫الحالة النفسية للمرأة‪ .‬تحولت معظم رواياته إلي أفالم‪ .‬لقد ھاجمت أخته الراھبة الكاثوليكية الرومانية بعض أعماله التي‬ ‫ھاجمت الكنيسة‪ .‬ھاجر إلي كندا عام ‪ .1948‬قام بتدريس الكتابة اإلبداعية في الجامعات الكندية‪ .‬حصد أكثر من سبع‬ ‫جوائز منھا جائزة بوكر مان أكثر من ثالث مرات‪ .‬مات بسبب التليف الرئوي‪.‬‬ ‫‪ (1931–2001) Mordecai Richler 42 ‬كاتب كندي ولد في مونت﷼‪ .‬تدور معظم أحداث رواياته داخل األماكن‬ ‫التي يقطنھا اليھود‪ .‬تنتقد أعماله اإلقليمية بقسوة‪ ،‬جامعا بين العناصر الكوميدية والخيالية مع الموضوعات الواقعية‪.‬‬ ‫‪21) Adele Wiseman 43 ‬مايو‪ 1 -1928‬يونيه‪ (1992‬روائية كندية‪ ،‬ولدت في مانيتوبا بعد ھجرة والديھا من‬ ‫أوكرانيا بسبب حمالت التطھير ضدھم بسبب الحرب األھلية الروسية‪ .‬تھتم أعمالھا بميراث اليھود المھاجرين والصراع‬ ‫من أجل البقاء‪ ،‬وخاصة بعد الحرب العالمية األولي‪ .‬نشرت أكثر من سبع كتب متنوعة بين األدب والفروع األخرى‪.‬‬ ‫‪14) A. M. Klein 44 ‬فبراير‪20 -1909‬أغسطس‪ (1972‬شاعر‪ ،‬وروائي‪ ،‬وكاتب قصة قصيرة‪ ،‬وصحفي ومحام‪ .‬ولد‬ ‫في أوكرانيا‪ ،‬وانتقل مع عائلته إلي مونت﷼ بعد الحرب األھلية الروسية؛ وفي ھذه الفترة ازدھر المجتمع اليھودي مع أنّ‬ ‫معظمھم كان يعيش تحت خط الفقر‪ .‬درس العلوم السياسية واألدب الكالسيكي واالقتصاد في جامعة ماك جل‪ .‬وھناك‬ ‫قابل العديد من الشعراء والنقاد من بينھم إف ‪.‬أر‪ .‬سكوت و إيه‪ .‬إم‪ .‬دجي‪ .‬سميث‪ ،‬وأسسوا مجموعة مونت﷼ للشعراء‬ ‫عام‪ .1930 ‬واھتمت أعمال كلين الشعرية في الفترة من ‪ 1920‬إلي ‪ 1930‬بقضايا اليھود وتاريخھم في المجتمع الغربي‪.‬‬ ‫حصد كلين العديد من الجوائز‪.‬‬



‫‪128 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫النفسي الذي ميز فترة االنتقال من المجتمع الزراعي لفترة ما‬ ‫قبل الحرب إلى المجتمع الصناعي لفترة ما بعد الحرب‪.‬‬ ‫وقد بدأت الرواية الكندية اللحاق بالرواية العالمية قبل‬ ‫أن تصل إلى المئوية‪ .‬فالروائيون الذين حققوا نسبة مبيعات‬ ‫عالية ھم‪ :‬ھج ماكلينن‬



‫‪45‬‬



‫في روايته "ارتفاع الضغط"‬



‫)‪ (1941‬و"عزلتان" )‪ (1945‬وثالثية روبرتسون ديفيز‬



‫‪46‬‬



‫"زوبعة توست )‪" (1951‬خميرة الشر" )‪ (1954‬و"خليط‬ ‫من الھشاشة" )‪،(1958‬‬



‫ورواية آن ھيربرت "الغرف‬



‫الصامتة" )‪ ،(1958‬ورواية ميري كلير بليس "األشباح‬ ‫المجانين" )‪ .(1959‬وفي عام ‪ 1948‬نشر مجموعة من‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪ 20) Hugh MacLennan 45 ‬مارس ‪ 9 -1907‬نوفمبر ‪ (1990‬كاتب كندي‪ ،‬وأستاذ في جامعة ماكجل‪ .‬حصد جائزة‬ ‫الحاكم العام خمس مرات وجائزة البنك الملكي‪ .‬حاول الجمع بين دراسة األدب الكالسيكي واليوناني وبين مواھبة الفنية‬ ‫)مثل أمه(‪ .‬لئال يغضب أباه وأن يحصل علي وظيفة ]وخاصة في فترة اإلحباط[ بعد أن قرر أن يصبح شاعر وافق علي‬ ‫منحة قمته له جامعة برنستون ‪ Princeton‬لتكملة دراسة الكالسيكيات‪ .‬في ربيع ‪ 1935‬حصل درجة الدكتوراه في‬ ‫موضوع انھيار اإلمبراطورية الرومانية في مصر‪ .‬شجعته زوجته أن يكتب عن كندا ألنه يعرفھا جيدا خاصة بعد‬ ‫فشل أول روايتين له )األولي في أوروبا والثانية في أمريكا(‪ .‬أكدت له أنّ العالم لن يتعرف ويفھم كندا إال من خالل أدب‬ ‫يدور حول كندا )الرواية الكندية(‪.‬‬ ‫‪28) Robertson Davies 46 ‬أغسطس‪2‐1913 ‬ديسمبر‪ (1995‬روائي كندي وكاتب مسرح وناقد وصحفي وأستاذ‬ ‫جامعي‪ .‬يعتبر ديفيز مؤسس كلية ماسية‪ .Massey ‬ولد ألبوين نھمين في القراءة‪ .‬وھو في المقابل قرأ كل شيء وقعت‬ ‫عليه عيناه‪ ،‬وشارك في اإلنتاج المسرحي منذ صباه؛ وھذا ما غرس في نفسه حب الدراما‪ .‬أبدي اھتمامه بالدراسات‬ ‫النفسية للعالم كارل جوستاف يونج؛ ويبدو ذلك واضح في روايته الرائعة "العمل الخامس" )‪ (1970‬التي تعكس كل من‬ ‫سيرته الذاتية‪ ،‬وشغفه باألسطورة والسحر‪ ،‬ومعرفته بأخالق المدن الصغيرة‪ .‬حصد ثمان جوائز‪ ،‬ورشح لجائزة بوكر‬ ‫مان علي روايته "تفاصيل حياة ِب ِرد" )‪ .(1986‬كتب أربع ثالثيات‪ ،‬وأربع روايات‪ ،‬واحدي عشر مسرحية‪ ،‬واثنتي‬ ‫عشرة كتابا نقديا‪ ،‬ومجموعة قصصية‪ ،‬وثالث أعمال لألوبرا‪ ،‬باإلضافة إلي أعمال أخري‪.‬‬



‫‪129 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الرسامين والناشطين المعروفين باسم "العفويون"‬



‫‪47‬‬



‫بيانھم‬



‫الرسمي "الرفض الشامل" )‪ (1986‬الذي تحدوا فيه سلطة‬ ‫الكنيسة الكاثوليكية ودافعوا عن تحديث وعولمة كيبك‬ ‫]النظرة الحداثية لألدب[‪ .‬ولم يعكس ھذا البيان فقط روح ھذه‬ ‫العقود التي شھدت تغيرات اجتماعية وتحوالت جمالية غير‬ ‫مسبوقة‪ ،‬ولكن شجعت أيضا ً التغيرات األيدولوجية والثقافية‬ ‫الجبارة التي تصاعدت منذ ثورة كيبك الھادئة عام ‪.1960‬‬ ‫ما بعد الحداثة والتعددية والرواية الكندية‪ :‬من ‪1960‬‬ ‫حتي الوقت الحاضر‬ ‫ّ‬ ‫إن شعبية تقنيات ما بعد الحداثة ‪ -‬باإلضافة إلى تنوع‬ ‫الروايات التي كتبھا المھاجرون واألقليات العرقية – قد‬ ‫ساعدت في تغيير إدراك الكتاب والقراء فيما يتعلق‬ ‫بالموضوعات واألشكال واألماكن الروائية الكندية‪.‬‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪ 47 ‬أسس الرسام بول ايميلي بوردوا )‪1‬نوفمبر ‪22 – 1905‬فبراير ‪ Paul‐Émile Borduas (1960‬ھذه الحركة‬ ‫‪ Automatistes‬في بدايات عام ‪ ،1940‬وسميت بھذا االسم ألنھا تأثرت بالسريالية ونظريتھا عن األلية‪/‬العفوية‪ ‬‬ ‫‪ : automatism ‬أن تسمح لليد أن ترسم بدون قيود وبعيدا عن المنطق‪ .‬وبدأت ھذه الحركة مع الفنون التشكيلية ثم‬ ‫انتقلت بعد ذلك إلي المسرح والشعر والرقص‪.‬‬



‫‪130 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وكرد فعل لموجة الثقافة القومية التي صاحبت "مئوية‬ ‫كندا" )‪ (1967‬باإلضافة إلى التأثير األدبي المتزايد لما بعد‬ ‫الحداثة التي وضعت تعريفات للنصوص على أساس قدرتھا‬ ‫على التوجيه واإلرشاد بدال من مجرد نقل أحداث العالم من‬ ‫حولھا اعتنق الكثير من الروائيين الكنديين منذ عام ‪1960‬‬ ‫فصاعداً التجارب الشكلية واللغوية ]الشكلية الروسية[‪.‬‬ ‫وفعلوا ذلك في محاولة منھم لتحدي التعريفات التقليدية‬ ‫للھوية الكندية ‪ ،‬في الوقت الذي تحرروا فيه من تقاليد‬ ‫الواقعية التقليدية‪ .‬فتقديم كل من ثنائية اللغة الكندية الرسمية‬ ‫)‪ (1969‬وتعدد الثقافية )‪ (1988‬ساعدا على تأكيد مكانة كندا‬ ‫العالمية‪.‬‬ ‫وفي الوقت نفسه أكد العديد من الروائيين بعض‬ ‫النواحي الثقافية الكندية الفريدة مثل رواية فيندلي‬ ‫"الحروب" )‪ ،(1977‬ورواية مارالت‬



‫‪49‬‬



‫‪48‬‬



‫"أنّا التاريخية"‬



‫‪                                                            ‬‬



‫‪30) Timothy Findley 48 ‬أكتوبر‪ 21 -1930‬يونيه‪ (2002 ‬اسم الشھرة تيف ‪ Tiff‬أو تيفي ‪ .Tiffy‬روائي وكاتب‬ ‫مسرحي‪ .‬نشر إحدي عشرة رواية‪ ،‬ثالث مجموعات قصصية‪ ،‬وثماني مسرحيات‪ ،‬ثالث مذكرات‪.‬‬



‫‪11) Daphne Marlatt 49 ‬يوليو‪ (1942‬شاعرة روائية كندية‪ .‬في سن مبكرة انتقلت عائلتھا‪-‬ولدت ألبوين انجليزيين‪-‬‬ ‫إلي ماليزيا وعادت مرة أخري إلي كندا وھي في سن التاسعة‪ .‬وأثناء دراستھا في جامعة كولومبيا البريطانية طورت من‬



‫‪131 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫)‪ ،(1977‬ورواية جورج بورنج‬



‫‪50‬‬



‫"الماء المغلي"‬



‫)‪ .(1980‬وقد اقتبس ھؤالء الروائيون ومعاصروھم العديد‬ ‫من العناصر من الثقافة الشفھية البدائية والتاريخ المحلي‬ ‫والصحافة وفن التصوير والجامعة ووسائل اإلعالم األخرى‬ ‫للدفاع عن العديد من المنظورات الثقافية واإلقليمية والجيندر‬ ‫المخالفة في أثناء دفاعھم عن التكامل المعرفي لرواياتھم‪.‬‬ ‫وقد جمعت أنطوناين ماليت‬



‫‪51‬‬



‫في روايتھا‬



‫"‪ (Pelagie-la- Charrette" (1970‬بين مھرجان‬ ‫رابليه‬



‫‪52‬‬



‫وأركاديان الشعبية لتنقل مأساة طرد الفرنسيين من‬



‫‪                                                                                                                                                         ‬‬ ‫أسلوب شعرھا المكثف والصعب باإلضافة إلي وجھة نظرھا المتشددة فيما يخص الحركة النسوانيِّة‪ .‬وفي عام ‪1968‬‬ ‫حصلت علي درجة الماجستير في األدب المقارن من جامعة انديانا‪ .‬كتبت روايتين‪.‬‬ ‫‪1) George Bowering 50 ‬ديسمبر‪ (1935‬كاتب كندي متعدد المواھب حيث كتب الرواية والشعر والتاريخ والسيرة‬ ‫الذاتية‪ .‬كتب أكثر من تسعين كتابا‪ .‬عمل أستاذ في جامعة سيمون فريزر ألكثر من ثالثين عاما‪ .‬نشر أكثر من عشر‬ ‫روايات‪ ،‬وتسع مجموعات قصصية‪ ،‬وتسع كتب نقدية‪ ،‬وست مسرحيات‪.‬‬ ‫‪10) Antonine Maillet 51 ‬مايو‪ (1929‬روائية وكاتبة مسرح وعالمة‪ .‬حصلت علي درجة الدكتوراه في األدب من‬ ‫جامعة الفال عام ‪ .1970‬نشرت أكثر من ثالثين كتابا‪.‬‬ ‫‪ Rabelaisian carnivalesque 52 ‬رابلي نسبة الي الكاتب والفيلسوف الفرنسي فرانسوا رابليه )‪-1494‬‬ ‫‪9‬ابريل‪ ، François Rabelais (1553‬والذي عرف عنه األسلوب المرح الساخر‪ .‬وكان طبيبا كما كان حبرا كاثوليكيا‬ ‫مناضال من اجل السالم والتسامح والعودة الي قيم الماضي‪ .‬اصطدم مع الكنيسة‪ ،‬كما انتقد حياة بذخ بعض األمراء‪ .‬ولم‬ ‫يسلم من ھجائه كذلك رجال علم الالھوت بالسوربون الذين صبوا جام غضبھم عليه صبا بسبب تعبيراته ا لالذعة التي‬ ‫أدت به إلي وضع مؤلفاته في قائمة الممنوعات‪ .‬وتأثر به باختين حيث اقتبس من عالمه ‪ grotesque‬و‬ ‫‪ ، carnivalesque‬وجورج أرويل ويبدو ذلك واضح في رواية ‪ ،1984‬ولورانس ستيرن في روايته "ترسترام‬ ‫شاندي"‪ ،‬وجميز جويس‪ ،‬واليستر كراولي‪.‬‬



‫‪132 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫أركيديا الكندية في القرن الثامن عشر إلى احتفال بالشفھية‬ ‫والخيال والمرونة‪ .‬واستجابة لتنوع األعمال اإلبداعية التي‬ ‫في معظمھا "روايات تاريخية" فقد استخدمت الناقدة األدبية‬ ‫الكندية لندا ھاتشون مصطلح الميتا‪ -‬رواية التاريخية لكي‬ ‫تصف االھتمام غير المسبوق بعملية كتابة الرواية خاصة‬ ‫تطور الرواية التاريخية‪.‬‬ ‫وفي كيبك شھد عام ‪ 1960‬ثورة "كيبك الھادئة" التي‬ ‫تعتبر فترة التحول الثقافي الحاد بسبب الشيوعية‪ ،‬ووجودية‬ ‫سارتر‪ ،‬وحركات تحرر العالم الثالث من االستعمار‬ ‫األوروبي‪ .‬وشھدت ھذه الفترة أيضا ً حركة "بارتي بريه"‬ ‫‪] Parti pris‬اتخاذ القرار[‪ .‬وأعضاء ھذه الحركة‬ ‫المؤسسون الذين اعتنقوا فكرة ّ‬ ‫أن‬



‫كيبك دولة مستقلة‬



‫اجتماعية علمانية ھما‪ :‬أندريه ميجور وأندريه بروتشي‪.‬‬ ‫وشھدت تلك الفترة أيضا ميالد عقيدة جديدة أطلق عليھا‬ ‫"حزب كيبك"‬



‫‪ Bloc Québécois‬الذي منح الحرية‬



‫العرقية للكنديين الفرنسيين المقيمين في والية كيبك‪.‬‬ ‫‪133 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وفي عام ‪ 1970‬أصدر الفيلسوف الفرنسي جون‬ ‫فرانسوا ليوتار‬



‫‪53‬‬



‫تقريرا أكد فيه تأثير التقنية على‬



‫تعريفات‪/‬مسارات المعرفة‪ .‬وھذا التقرير كان سببا في نشر‬ ‫كتاب ليوتار المؤثر جدا "ظروف ما بعد الحديث" )‪.(1979‬‬ ‫وبسبب تأثير كل من تزايد اإلحساس القومي ونزعة ما بعد‬ ‫الحداثة اتجه الروائيون الكنديون إلى نشر إبداعات لغوية‬ ‫تعلى من شأن استخدام الجُوال‬



‫‪54‬‬



‫‪ .joual‬ومن بين ھؤالء‬



‫الكتاب‪ :‬جاك جودبو)‪ (1933‬في روايتيه "مرحبا جالرنو"‬ ‫)‪ (1967‬ورواية "ليلة" مالكوم ھود‬



‫‪55‬‬



‫)‪.(1969‬‬



‫‪                                                            ‬‬



‫‪10) Jean‐Francois Lyotard 53 ‬أغسطس ‪21 -1924‬أبريل‪ (1998 ‬فيلسوف فرنسي ومن منظري النقد األدبي‪.‬‬ ‫مشھور بكتاباته عن ما بعد الحداثة وتحليل تأثير ما بعد التحديث علي الظروف البشرية‪ .‬حصل علي الدكتوراه في‬ ‫األدب‪ ،‬وقام بالتدريس في الجزائر‪.‬‬



‫‪ 54 ‬لھجة كندية فرنسية‪-‬لھجة الطبقة العاملة الشعبية‪ -‬تتميز بعد االلتزام الرسمي بالنطق والقواعد واقتباس بعض األنماط‬ ‫والكلمات اإلنجليزية‪.‬‬ ‫‪ Malcolmm Hudd 55 ‬روائي‪ ،‬كاتب مقال‪ ،‬صحفي‪ ،‬شاعر‪ ،‬مخرج‪ ،‬كاتب لألطفال‪ .‬ذو تأثير ملحوظ علي الحياة‬ ‫الفكرية في كويبك بعد ثورة ‪ .1960‬قام بالتدريس في إلثيوبيا‪ .‬حصد ثمان جوائز‪ .‬نشر أكثر من خمس دواوين شعرية‪،‬‬ ‫وأكثر من تسع روايات‪ ،‬وكتابين في أدب األطفال‪.‬‬



‫‪134 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وقد ألقت بعض األعمال اإلبداعية السردية مثل‪ :‬رواية‬ ‫ھيربرت أكوين‬



‫‪56‬‬



‫"الحلقة القادمة" )‪ (1965‬ورواية كارير‬ ‫جاك فيرون‬



‫"نعم سيدي!" ورواية‬



‫‪57‬‬



‫"المفتدي المعدم"‬



‫))‪ ،1969‬الضوء على بعض االتجاھات الحديثة لمجموعات‬ ‫اجتماعية داخل ثقافة قومية ذات سلوكيات خاصة بھم متأثرة‬ ‫باإلرھاب والعدمية‪.58‬‬ ‫كما ظھرت بعض األعمال النسوية المتميزة‪ ،‬مثل‬ ‫رواية نيكول بروسارد‬



‫‪59‬‬



‫"الصحراء الموف" )‪، (1980‬‬



‫ورواية ميتشلسكا ‪" -‬مايسون ترستلر"‪ ،‬وثالثية جوفت‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪24) Hubert Aquin 56 ‬أكتوبر‪15 -1929‬مارس ‪  (1977‬روائي‪ ،‬ناشط سياسي‪ ،‬كاتب مقال‪ ،‬محرر‪ ،‬ومخرج‪ .‬عمل‬ ‫فترة طويلة في حركة استقالل كويبك‪ ،‬وتم اعتقاله لمدة أربعة شھور في مشفي األمراض النفسية‪ .‬نشر أكثر من سبع‬ ‫كتب‪.‬‬ ‫‪ 20) Jacques Ferron 57 ‬يناير‪ 22 -1921‬أبريل‪ (1985‬طبيب كندي وكاتب‪ .‬في عام ‪ 1945‬أصبح عضوا في‬ ‫الكونجرس الكندي للسالم‪ .‬حصد جائزة الحاكم العام عن الرواية الكندية الفرنسية‪ .‬وفي عام ‪ 1985‬انتحر في منزله عن‬ ‫عمر يناھز ‪.64‬‬ ‫‪ nihilism 58 ‬حركة ثورية ظھرت في روسيا في منتصف القرن ال‪ ،19‬وقد احتقرت السلطة والتقاليد‪ ،‬ونادت بالعقل‬ ‫والمادية والتغيير السريع في المجتمع والحكومة عن طريق االغتياالت واإلرھاب‪.‬‬



‫‪ 27) Nicole Brossard 59 ‬نوفمبر‪ (1943‬شاعرة شكالني وروائية‪ .‬تعد أعمالھا الشعرية ثورة في تطور الشعر‬ ‫الكندي‪ .‬في عام ‪ 1975‬شاركت في اجتماع الكتاب عن النساء‪ .‬ومن ھناك انخرطت في الصراع النسوي‪ ،‬وأصبح‬ ‫شعرھا أكثر ذاتية‪ .‬أسست جريدة نسائية بعنوان "‪ ، " Les têtes de pioches‬وكتبت مسرحية بعنوان "‪ Le nef des ‬‬ ‫‪ ".sorcières‬نشرت أكثر من خمسين كتابا‪ ،‬وترجمت أكثر من تسعة كتب‪.‬‬



‫‪135 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫مارشيسولت "يشبه أطفال األرض" )‪ (1975‬و"أم العشب"‬ ‫)‪ (1980‬و"أحجار بيضاء لغابات مظلمة" )‪.(1987‬‬ ‫ومنذ تطور كل من السياسة الكندية للتعددية الثقافية‬ ‫)‪ (1971‬بفضل رئيس الوزراء ترودو )‪(2000-1919‬‬ ‫وميثاق التعددية الكندية الثقافية )‪ (1988‬أصبحت الروايات‬ ‫التي كتبھا المھاجرون أكثر مبيعًا باإلضافة إلى تغيير أشكال‬ ‫وموضوعات واستقبال الرواية الكندية‪ .‬فظھر نوع جديد من‬ ‫الرواية اإلقليمية التي كتبھا المھاجرون‪ ،‬وقد اختاروا بلدانھم‬ ‫ُ‬ ‫أحداث‬ ‫األصلية التي جاءوا منھا باعتبارھا مسارح تدور فيھا‬ ‫رواياتھم ‪ ،‬مثل‪ :‬سيريالنكا ]أنداتشي‪ :‬رواية "مقابلة العائلة"‬ ‫)‪ ،[(1982‬وتنزانيا ]فاسنجي‪" :60‬كيس خيش" )‪،[(1989‬‬



‫‪                                                            ‬‬



‫‪ 30) M. G. Vassainj 60 ‬مايو‪ (1950‬روائي ومحرر كندي‪ .‬من أصول ھندية ولد في كينيا "نيروبي"‪ ،‬وتربي في‬ ‫تنزانيا‪ .‬أثناء دراسته في جامعة نيروبي حصل علي منحة دراسية بمعھد ماساتشوستس للتكنولوجيا لدراسة الفيزياء‬ ‫النووية‪ .‬أتم رسالة الدكتوراه في جامعة بنسلفانيا‪ .‬انتقل إلي كندا عام ‪ .1978‬وفي عام ‪ 1980‬انتقل إلي تورنتو ليبدأ‬ ‫حياته األدبية‪ .‬عاش مع زوجته نورجيھان عزيز وولديه‪ .‬تھتم أعماله بالتركيز علي حياة الھنود في غرب أفريقيا‬ ‫وھجرتھم المتعددة إلي أوروبا وأمريكا وأخيرا كندا‪ .‬يفحص فاسنجي كيف تأثرت حيوات ھذه الشخصيات بسبب الھجرة‬ ‫المستمرة‪ .‬اھتم فاسنجي بتأثيرات التاريخ والتفاعل بين التواريخ الذاتية والعامة‪ .‬يستخدم التاريخ االستعماري لتنزانيا‬ ‫وكينيا كخلفية ألعماله‪ ،‬ولكنه التاريخ الذاتي للشخصيات الرئيسة التي تقود السرد‪ .‬في كثير من أعماله تبقي األلغاز بدون‬ ‫حلول‪ ،‬وتقديمه للماضي ال يتغير‪ .‬يرفض دائما أن يصنف علي أساس عرقي أو ديني‪.‬‬



‫‪136 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫والھند ]روھنتون ميستري‪" :61‬يا لھا من رحلة طويلة!"‬ ‫)‪] (1991‬حصدت جائزة الحاكم العام[ ورواية "توازن جيد"‬ ‫)‪)(1995‬حصدت جائزة جيلر([‪ ،‬ولبنان ]راوي ھاجي‪:62‬‬ ‫رواية "لعبة دي نيرو" )‪ ،[(2006‬وغيرھا من األماكن‪.‬‬ ‫كما ساعد كتّاب األقليات العرقية في توسيع نطاق‬ ‫الموضوعات التي تعالجھا الرواية الكندية عن طريق دمج‬ ‫تلك القضايا بالبواعث والصور من بيئات غير كندية مثل‪:‬‬ ‫الصين ]لريسا الي )‪]Larissa Lai (1967‬روائية وناقدة‬ ‫وأستاذة جامعية‪" :[.‬عندما يصبح الثعلب ألفا" )‪،[(1995‬‬ ‫واليابان ]ھيرومي جوتو ‪" :Hiromi Goto‬مجموعة من‬



‫‪                                                            ‬‬



‫‪ 13) Rohinton Mistry 61 ‬يوليه ‪ (1952‬ولد في مومباي‪ ،‬وھاجر إلي كندا عام ‪ 1975‬بعد أن حصل علي درجته‬ ‫الجامعية في الرياضيات واالقتصاد‪ .‬تعرض لكثير من المضايقات واإلھانات المتكررة وغير المحتملة أثناء رحالته إلي‬ ‫أمريكا بسبب عقيدته اإلسالمية‪ .‬نشر أكثر من خمس روايات‪ ،‬وحصد أكثر من أربع عشرة جائزة‪.‬‬ ‫‪ ( 1964) Rawi Hage 62 ‬روائي كندي ومصور‪ .‬ولد في بيروت‪ .‬نشر العديد من الروايات والمقاالت الصحفية في‬ ‫المجالت األمريكية والكندية‪ .‬فازت روايته األولي "لعبة دي نيرو" )‪ (2006‬بجائزة دبلن األدبية‪ .‬تم اختيار ھذه الرواية‬ ‫ألصالتھا وقوتھا ولمستھا اإلنسانية ورومنسيتھا‪ .‬أما روايته الثانية "الصرصار" )‪ (2008‬فقد رشحت لثالث جائزة‪.‬‬



‫‪137 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫عش الغراب")‪ [(1995‬والھند ]أنيتا رو بدامي‪" :63‬التمر‬ ‫ھندي")‪ [(1997‬و‪ ...‬الخ‪.‬‬ ‫وال يمكن أن نغفل أيضا إسھامات الرواية الكندية‬ ‫اإلفريقية للروائي أوستن كالرك‪ ،64‬واليابانية جوي كوجاوا‬ ‫"العمة‪ /‬أوباسان" )‪ ، (1981‬والصينية للروائي سكاي لي‬



‫‪65‬‬



‫"اختفاء مقھي القمر" ))‪ ،1990‬وروايات السكان األصليين‬ ‫مثل رواية جانيت أرمسترونج‬



‫‪66‬‬



‫"نثار من األغصان"‬



‫)‪.(1985‬‬ ‫فمنذ ‪ 1970‬قدم المھاجرون عددا متزاي ًدا من األعمال‬ ‫الروائية أسھمت في اتساع الرقعة الثقافية والجغرافية للرواية‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪ 24) Anita Rau Badami 63 ‬سبتمبر‪ (1964‬روائية من أصول ھندية‪ .‬ھاجرت إلي كندا عام ‪ .1991‬حصلت علي‬ ‫درجة الماجستير من جامعة كلجاري‪ .‬ترصد رواياته التعقيدات التي تعيشھا األسرة الھندية‪ ،‬والفجوات الثقافية التي نشأت‬ ‫نتيجة انتقال الھنود إلي الغرب‪ .‬نشرت ثالث روايات‪.‬‬ ‫‪ 26) Joy Kogawa 64 ‬يوليه ‪ (1934‬روائي وكاتب مقال وقصة قصيرة‪ .‬نشر أكثر من إحدى عشرة رواية‪ ،‬وست‬ ‫مجموعات قصصية‪ ،‬وأربعة كتب نثرية‪ .‬حصد الكثير من الجوائز‪ .‬أھم أعماله ‪":‬أصل األمواج" )‪ (1997‬ورواية‬ ‫"معول المع" )‪.(2002‬‬ ‫‪15) Sky Lee 65 ‬سبتمبر ‪ (1952‬روائية وفنانة كندية‪ .‬نشرت روايات وأعمال نثرية نسائية‪ ،‬ومشھورة بأنھا مثلية‪.‬‬ ‫نشرت أكثر من أربع روايات‪.‬‬ ‫‪ (1948) Jeannette Armstrong 66 ‬كاتبة‪ ،‬معلمة‪ ،‬فنانة‪ ،‬وناشطة‪ .‬نشرت روايتين‪ ،‬ومجموعة قصصية‪ ،‬وديوانان‬ ‫شعريين‪ ،‬باإلضافة إلي أعمال أخري‪ .‬حصدت العديد من الجوائز‪.‬‬



‫‪138 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الكندية‪ .‬ومن بين ھؤالء المھاجرين المؤسسين الروائي‬ ‫والمفكر اليھودي الكندي من أصل عراقي نعيم قطان‬



‫‪67‬‬



‫"وداعا ً بابل" )‪ ، (1975‬والكاتبة اليھودية البولندية من أصل‬ ‫فرنسي روبن‪ ،68‬والكتّاب الكنديين الھايتيين مثل ‪ :‬جيرارد‬ ‫ايتاين "الزنجي المصلوب" )‪ (1974‬و"حافة الھضبة"‬ ‫)‪ ،(2004‬ورواية إيملي أوليفر‬ ‫رواية داني الفيرر‬



‫‪70‬‬



‫‪69‬‬



‫"مناجاة أم" )‪،(1983‬‬



‫"كيف تحب زنجيا ً دون أن تضحي"‬



‫)‪ (1985‬باإلضافة إلى كل من الكتّاب البرازيليين ]مثل‪:‬‬



‫‪                                                            ‬‬



‫‪ 26) Naim Kattan 67 ‬أغسطس ‪ (1928‬ولد في بغداد‪ .‬روائي‪ ،‬ناقد‪ ،‬وكاتب مقاالت‪ .‬ھاجر إلي مونت﷼ عام ‪.1954‬‬ ‫درس في جامعة بغداد والسوربون‪ .‬ألف أكثر من ثالثين كتابا ترجموا إلي أكثر من سبع لغات‪ .‬حصد أكثر من خمسة‬ ‫أوسمة‪.‬‬ ‫‪ (1939) Régime Robin 68 ‬مؤرخة‪ ،‬روائية‪ ،‬مترجمة‪ ،‬وأستاذة علم اجتماع‪ .‬تھتم أعمالھا الروائية والنثرية بقضايا‬ ‫الھوية والثقافة والممارسة االجتماعية لألدب‪ .‬وصفھا روبرت سالتي بأنھا "السيدة العظيمة لما بعد الحداثة في مونت﷼‪.‬‬ ‫حصدت أكثر من ثالثة أوسمة وجوائز‪.‬‬ ‫‪ 2) Emile Ollivier 69 ‬يوليه ‪ 20 -1825‬أغسطس ‪ (1913‬ولد في مرسيليا‪ .‬كان أقل تطرفا في آرائه السياسية من‬ ‫أبيه الذي نفي خارج فرنسا لمعارضته لويس نابليون‪ .‬نشر أكثر من ست كتب بعد تقاعده‪.‬‬ ‫‪ 13) Dany Laferriere 70 ‬أبريل ‪ (1953‬روائي وصحفي كندي وتعود أصوله إلي ھايتي‪ .‬كتب رواياته التابعة‬ ‫لرواية ‪ 1985‬باللغة الفرنسية‪ .‬نشر أكثر من خمس عشرة رواية‪ .‬حصد جائزة واحدة عن روايته "‪ L'énigme du ‬‬ ‫‪.(2009) " retour‬‬



‫‪139 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫سيرجو كوكس "بيت المتعة" )‪ [(1994‬والكتّاب الصينيين‬ ‫]مثل‪ :‬ينج تشن‬



‫‪71‬‬



‫"الجحود" )‪.[(1995‬‬



‫وفي ظل التغييرات الثقافية والدستورية المتميزة‬ ‫استمرت الروايات اإلقليمية والنفسية في اكتشاف اھتمامات‬ ‫تقليدية فيما يخص االستقرار االجتماعي والتقاليد وأمن‬ ‫األفراد في لحظات التغيير‪ .‬فكتّاب الرواية اإلقليمية الواقعية‬ ‫استمروا من ‪ 1960‬إلى الوقت الحاضر في معالجة‬ ‫موضوعات من التقاليد والمجتمع‪ ،‬ومنھم مارغريت‬ ‫لورنس‪ ،72‬وديفيد أدامز ريتشارد‪ ،73‬وأليستير ماك ليود‪.74‬‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪ (1961) Ying Chen 71 ‬روائية كندية صينية‪ .‬ولدت في شنغھاي‪ .‬عملت لمترجمة قبل أن تنتقل إلي مونت﷼ عام‬ ‫‪ .1989‬وھي طفلة أخبرھا أستاذھا أنّ األكثر بساطة األكثر جماال؛ ولذا نج أسلوبھا يتميز ب‪ :‬خال من حشو الكالم‬ ‫والتأنق البياني يتميز بالبساطة والقشف "السھل الممتنع"‪ .‬باإلضافة إلي الفرنسية والمندارين ‪) mandarin‬اللغة الصينية‬ ‫الشمالية( تتحدث اإلنجليزية والروسية واإليطالية‪ .‬نشرت أكثر من ست روايات‪.‬‬ ‫‪ 18) Margaret Laurence  72 ‬يوليه ‪ 5 -1926‬يناير ‪ (1987‬روائية كندية وكاتبة قصة قصيرة‪ .‬تأثرت أولي‬ ‫رواياتھا بحياتھا في أفريقيا كأقلية‪ .‬وتلعب الرمزية المسيحية واالھتمام العرقي دورا مھما ألنھا بيضاء في دولة‬ ‫استعمارية‪ .‬حصدت أربع جوائز‪ .‬نشرت أكثر من ثمانية عشر كتابا‪ .‬ماتت منتحرة في بيتھا نتيجة عدم وجود عالج‬ ‫لمرضھا )سرطان الرئة(‪ .‬أھم أعمالھا "المالك الحجري" )‪ (1964‬و"العرافون" )‪ .(1974‬تمثل أعمال لورنس الحركة‬ ‫النسائية واألدب الكندي‪.‬‬ ‫‪ 17) David Adams Richards 73 ‬أكتوبر ‪ (1950‬روائي كندي وشاعر وكاتب مقال ومخرج‪ .‬حصد العديد من‬ ‫الجوائز‪ .‬نشر أكثر من ثالث عشرة رواية‪ ،‬وديوان شعر‪ ،‬وثالث مسرحيات‪ ،‬ومجموعتين قصصيتين‪ ،‬وخمسة كتب‬ ‫أخري‪.‬‬ ‫‪ 20) Alistair MacLeod 74 ‬يوليه ‪ (1936‬كاتب كندي وأستاذ أدب إنجليزي متقاعد )متخصص في القرن التاسع‬ ‫عشر(‪ .‬نشر مجموعات قصصية صدرت في مجلد واحد أطلق عليه أسم "الجزيرة‪ ".‬حصد العديد من الجوائز‪.‬‬



‫‪140 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وتكتشف رواياتھم – التي أطلق عليھا "روايات الميناواكا"‬ ‫‪ ، Manawaka‬وھي مدينة خيالية منسوبة إلى مقاطعة ماني‬ ‫توبا التي تتمركز فيھا أحداث الروايات‪ -‬وضوح تواريخ‬ ‫الفرد والجماعة‪ .‬وأھم روايات لورنس‪" :‬زاوية الحجر"‬ ‫)‪ ،(1961‬و"مزحة من الرب" )‪ ،(1966‬و"أھل النار"‬ ‫)‪ .(1969‬وتلقي روايات ديفيد أدامز ]"الليإلى أسفل شارع‬ ‫المحطة" )‪ (1988‬و"الطريق السريع المفقود" )‪[(2008‬‬ ‫الضوء على قوة العطف البشري في تقييد أفراد حتي من‬ ‫أكثر المجتمعات كآبة وإحباطا في منطقة برانزويك التابعة‬ ‫لمقاطعة ميراميتشي‪ .‬أما رواية ماك ليود "الخسارة ليست‬ ‫كبيرة للغاية" )‪ (1999‬فتفحص مدي التأثير البالغ للطبيعة‬ ‫والعادات على سكان‬



‫جزيرة كيب بريتون‬



‫في نوفا‬



‫سكوتشيا‪.‬‬ ‫وقد حققت رواية ما بعد الحداثة عمقا ً فريداً لالستبطان‬ ‫النفسي كما ھو الحال في أعمال كارول شيلدز‪ ،75‬وقد‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪ 2) Carol Shields 75 ‬يونيه ‪ 16 -1935‬يوليه ‪ (2003‬كاتبة كندية ولدت في أمريكا‪ .‬حصدت جائزتين علي رواية‬ ‫‪ .1993‬كتبت العديد من الروايات والمجموعات القصصية‪ :‬عشر روايات‪ ،‬وأربع مجموعات قصصية‪ ،‬ثالثة دواوين‬



‫‪141 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تضمنت أعماله "سوان" ‪ ،(Swann (1987‬و"المذكرات‬ ‫الصخرية" )‪ ،(1993‬و"إذا لم" )‪ (2002‬حياة النساء‪،‬‬ ‫واألصوات‪ ،‬والمنظور في اكتشافات أوسع للغرض من‬ ‫الحياة‪.‬‬ ‫ومنذ عام ‪ 1980‬حتى الوقت الحاضر ظھرت بعض‬ ‫الروايات المتميزة التي ضيقت من الفجوة بين الثقافة‬ ‫"الراقية" والثقافة "الشعبية‪ ".‬ومن بين ھذه األعمال أوالً‪:‬‬ ‫روايات تكنولوجيا النضج‪ ،‬كما في رواية دوجالس‬ ‫كوبالند‬



‫‪76‬‬



‫"الجيل ‪ ، (x " (1991‬وثانيا ‪-‬روايات الخيال‬



‫العلمي على طريقة "سايبربنك ‪] "cyberpunk‬قصص عن‬ ‫أحداث خيالية متعلقة بعلم الحاسوب‪ ،‬وغالبا تدور أحداثھا في‬ ‫المستقبل[‪ ،‬كما في رواية ويليام جبسون‬



‫‪77‬‬



‫"نيرومانسر"‬



‫‪                                                                                                                                                         ‬‬ ‫شعرية‪ ،‬وخمس مسرحيات‪ ،‬وكتاب نقدي‪ ،‬وكتاب ترجمة ذاتية بعنوان "جين أوستن" )‪ ، (2001‬واثنتين من المقتطفات‬ ‫األدبية‪.‬‬ ‫‪ 30) Douglas Coupland 76 ‬ديسمبر ‪ (1931‬روائي ومسرحي وفنان تشكيلي‪ .‬تھتم أعماله بمعالجة القفزات الثقافية‬ ‫المفاجئة نتيجة تأثير التكنولوجيا الجديدة‪ ،‬الصراع بين القيم الدينية والعلمانية‪ ،‬صعوبة تبني وتطوير أدوار للشباب‪،‬‬ ‫وأخيرا اتجاھات ساخرة من الثقافة الجماھيرية‪ .‬ولد في شرق ألمانيا‪ .‬نشر اثنتي عشرة رواية‪ ،‬وسبعة كتب‪ ،‬وسبع‬ ‫مسرحيات‪ .‬تمثل أعماله فترة الحداثة وما بعدھا‪.‬‬ ‫‪ 17) William Gibson 77 ‬مارس ‪ (1948‬كاتب كندي ولد في أمريكا‪ .‬نشر أربع روايات وثالثيتين‪ ،‬وثالث‬ ‫مجموعات قصصية‪.‬‬



‫‪142 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫))‪ ،1984‬وأخيرا‪ -‬الروايات التاريخية التصويرية‪ ،‬كما في‬ ‫رواية تشستر براون وبرنس أينشتاين‪" :‬أنا كنت طفالً من‬ ‫األحياء من مذبحة الھولوكوست" )‪.(2006‬‬ ‫وتمثل "رواية الشاعر" شكالً من أشكال الرواية‬ ‫المھجنة الناجحة التي ‪ -‬طبقا لـ "إيان راي ‪ - Ian Rae‬تتبني‬ ‫مالمح من الشعر الغنائي من أجل توسيع حدود الرواية‬ ‫الواقعية للحبكة التقليدية‪ .‬وإليك بعض الروايات المشھورة لـ‬ ‫"رواية الشاعر"‪ :‬رواية أن كارسون "سيرة ذاتية‪ :‬رواية‬ ‫شعرية" )‪ ،(1998‬ورواية اليھودي ليونارد كوھن‬ ‫"الخاسرون الظرفاء" )‪ ، (1970‬ورواية آن مايكلز‬



‫‪79‬‬



‫‪78‬‬



‫"قطع‬



‫ھاربة" )‪ .(1998‬ويوحي ھذا التنوع ّ‬ ‫بأن الرواية الكندية‬ ‫تتمتع بحيوية مستمرة بعد ثالثة قرون ونصف في تاريخھا‬ ‫األدبي‪.‬‬ ‫‪                                                            ‬‬



‫‪ 21) Leonard Cohen 78 ‬سبتمبر‪ (1934‬مغني‪ ،‬كاتب أغاني‪ ،‬موسيقار‪ ،‬شاعر‪ ،‬وروائي‪ .‬ترصد أعماله‪ :‬الدين‪،‬‬ ‫العزلة‪ ،‬الجنس‪ ،‬والعالقات الشخصية‪ .‬قضي سنوات عديدة في أحد األديرة‪.‬‬ ‫‪ 15) Anne Michaels 79 ‬أبريل ‪ (1958‬شاعرة وروائية كندية‪ .‬نشرت روايتين‪ ،‬وأربع دواوين شعرية‪ .‬وتعالج‬ ‫أعمالھا إمكانية وجود الحب والثقة بعد الھولوكوست‪.‬‬



‫‪143 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪4‬‬ ‫مارجريت أتود‪ :‬سيرة ذاتية‬



‫مارجريت أتود كاتبة وروائية وشاعرة وكاتبة قصة‬ ‫قصيرة ومسرح ]كتبت مسرحية وحيدة "الخادمة"[‪ ،‬وھى‬ ‫ناشطة سياسية وبيئية‪ .‬لقد أكدت أتود في مقابلة صحفية أنھا‬ ‫ليست يسارية‪ ،‬وإنما تفضل أن تكون عض ًوا في حزب‬ ‫المحافظين األحمر التاريخي‪ .Red Tory‬وھي وزوجھا‬ ‫جبسون اآلن عضوان في حزب كندا األخضر ‪ ،‬وتُع ﱡد من‬ ‫‪144 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫أشد المؤيدين ل إليزابيث مي‪ .‬وقد قامت أتود بزيارة‬ ‫إسرائيل‪ ،‬واستلمت جائزة دان ديفيد‪ ،‬مقاسمة مع الكاتب‬ ‫الھندي أميتاف غوش في مايو ‪ 2010‬في جامعة تل أبيب ‪،‬‬ ‫وقيمتھا مليون دوالر‪ ،‬على الرغم من مطالبة طالب غزة‬ ‫بمقاطعة إسرائيل‪ .‬وقد ردت عليھم قائلة "إننا ال نقاطع أح ًدا‬ ‫ثقافيا‪".‬‬ ‫ولدت في ‪ 18‬نوفمبر ‪ 1939‬في كندا في مدينة أوتوا‬ ‫التابعة لوالية تُوريْنتُو ‪ .‬بدأت الكتابة في سن الرابعة ] بعض‬ ‫المصادر ترجح في سن السادسة‪ ،‬وفي إحدى المقابالت‬ ‫التليفزيونية ‪ CBC‬أكدت أنھا بدأت في سن الخامسة[‪،‬‬ ‫وأيقنت أنه يجب عليھا أن تكتب األدب بحرفية في السادسة‬ ‫عشر‪ ،‬وأن تكون شاعرة عظيمة‪ .‬وقد نشرت حتى اآلن‬ ‫خمسة عشر ديوانا شع ًّريا‪.‬‬



‫تلعب األسطورة وحكايات‬



‫الجنيات وأعمال إدجر ألن بو أدورا بارزة في ھذه الدواوين‬ ‫باإلضافة إلى أعمالھا الروائية ألنھا تأثرت بھم كثيرا منذ‬ ‫حياتھا األولي ‪ ،‬خاصة أنھا كانت تعيش في كابينة خشبية‬ ‫‪145 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫بدون كھرباء أو مياه جارية‪ .‬ولذا أصبحت حياة المدينة‬ ‫غريبة األطوار بالنسبة لھا خاصة عندما انتقلت إلى تورنتو‬ ‫للعيش فيھا في سن الحادية عشر‪ .‬لقد حصدت أتود العديد‬ ‫من الجوائز مثل‪:‬‬



‫جائزة آرثر كالرك‪ ،‬وجائزة أمير‬



‫أوستريوث في اآلداب‪ ،‬وجائزة بوكر‪.‬‬ ‫تعتبر مارجريت أتود االبنة الثانية من ثالثة أطفال لكل‬ ‫من مرجريت دروثي ]طبيبة أغذية ورجيم سابقا[ وكارل‬ ‫إدموند أتود عالم الحشرات المعروف‪ .‬وبسبب تنقل والدھا‬ ‫المستمر في غابات وأدغال كوبيك الشمالية ‪ ،‬لم تستقر‬ ‫الكاتبة في مدرسة محددة حتى الفصل الثامن‪ .‬لقد أصبحت‬ ‫أتود قارئة نھمة في األدب واأللغاز وحكايات الجنيات‬ ‫وقصص الحيوانات الكندية والكتب الكوميدية‪ .‬حضرت في‬ ‫مدارس لي َسيْد الثانوية ‪ ،‬وتخرجت عام‪ 1957 .‬والتحقت‬ ‫بكلية فيكتوريا في العام نفسه‪ ،‬ودرﱠس لھا نورثروب فراي‬ ‫وجاي ماكفرسون ‪ .‬حصلت على مرتبة الشرف األولي في‬



‫‪146 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫اللغة اإلنجليزية‪ ،‬والمرتبة الثانية في الفلسفة واللغة الفرنسية‬ ‫عام ‪.1961‬‬ ‫درست أتود األدب اإلنجليزي في كلية فيكتوريا التابعة‬ ‫لجامعة تورنتو من أجل أن يصقلھا ويساعدھا في كتابة‬ ‫الشعر ‪ .‬ولقد اعترف أيضا العديد من المبدعين‪ ،‬ومن بينھم‬ ‫عباس محمود العقاد‪ ،‬أن النقد اإلنجليزي قد أصقلھم فنيًّا‬ ‫وأدبيًّا‪ .‬وقد حصلت أتود على درجة الماجستير من كلية‬ ‫رادكلف عام ‪ 1962‬كمنحة مقدمة من ودرو ويلسن ‪ .‬وقد‬ ‫أصبحت ھذه الكلية فيما بعد تابعة لجامعة ھارفارد ‪ .‬ولألسف‬ ‫لم تكمل درجة الدكتوراه بعدما استمرت عامين في جامعة‬ ‫ھارفارد في موضوع" الرومانسية الميتافيزيقية اإلنجليزية"‪.‬‬ ‫قامت أتود بالتدريس في كثير من الجامعات الدولية‬ ‫منھا جامعة كون ُكرديا وجامعة يورك في تورُننتو ‪ .‬وقد قامت‬ ‫أتود بتدريس األدب الكندي بدال من األدبين اإلنجليزي‬ ‫واألمريكي؛ ألن الكنديين يعلمون القليل عن أدبھم‪ .‬وھذا‬ ‫يبرھن على مدي سمو نزعة القومية عندھا‪ .‬وعلى العكس‬ ‫‪147 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫من ذلك‪ ،‬نجد بعض المبعوثين العرب يفقدون ھويتھم تماما‬ ‫بعدما يعودون إلى بلدانھم‪ ،‬فال يتوقفون عن الحديث عن‬ ‫أوربا وأمريكا‪ ،‬متجاھلين أدبھم وعاداتھم تماما‪ .‬وقد قامت‬ ‫بتدريس الكتابة اإلبداعية في جامعة كولومبيا اإلنجليزية‬ ‫‪ .1964‬ودرّست أيضا مادة القواعد لطلبة كلية الھندسة‬ ‫بجامعة كولومبيا اإلنجليزية ‪British Colombia.‬‬ ‫تزوجت من جم ْ‬ ‫بولك عام ‪ ،1968‬لكنﱠھما انفصال عام‬ ‫‪ .1973‬وتوثقت العالقة بينھا وبين زميلھا الروائي جريم‬ ‫جبسن ‪ ،‬ثم انتقال معا إلى مزرعة قريبة من الِستون في‬ ‫ُزقت بابنتھا عام ‪ . 1976‬عادت‬ ‫تورنتو الشمالية‪ .‬ور ِ‬ ‫األسرة‪ ،‬مرة أخري‪ ،‬إلى تورنتو عام ‪ 1980.‬وقد قسمت‬ ‫أتود وقتھا بين تورنتو وجزيرة بِليي‪ Pelee‬وأنتيريو وكيبك‬ ‫الشمالية‪.‬‬ ‫لقد أثرت كتاباتُھا المتنوعة على الحركة األدبية‬ ‫والحركة النسائية في كندا‪ .‬وصنف بعض النقاد رواياتھا‬ ‫على أنھا روايات الخيال العلمي‪ ،‬إال أنھا تري أن الروايات‬ ‫‪148 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫التأملية خير ممثل ألعمالھا‪ .‬فروايات الخيال العلمي تتعامل‬ ‫مع أشياء خيالية غير موجودة‪ ،‬وتتعامل أيضا مع سفن‬ ‫الفضاء والوحوش‪ .‬وتعتقد أن روايات الخيال العلمي قد‬ ‫تساعد الكتاب على دراسة واكتشاف بعض الموضوعات‬ ‫بطرق قد يعجز عنھا األدب الواقعي‪ .‬وأكدت في برنامج‬ ‫"إفطار ‪ "BBC‬أنھا قد كتبت روايات الخيال العلمي‬ ‫االجتماعي‪.‬‬



‫وقد يبدو ذلك واضحا في روايتھا "حكاية‬



‫الخادمة‪/‬أم الولد" ورواية "أركس وكريك‪ ".‬وفي المقابل‬ ‫تتعامل أعمالھا مع أشياء حدوثھا ممكن ‪ :‬مثل كارت االئتمان‬ ‫والحامض النووي ‪.‬‬ ‫ومن أھم األعمال الروائية لمارجريت أتود‪" :‬امرأة‬ ‫صالحة لألكل" ‪ ، 1969‬و"السطح" ‪ ، 1972‬و"الحياة قبل‬ ‫اإلنسان" ‪ ،1979‬و"حكاية الخادمة " ‪ ، 1985‬و"القاتل‬ ‫األعمى" ‪ 2000‬الحائزة على جائزة بوكر في العام نفسه‪،‬‬ ‫و"السيدة أوركل" )‪ (1976‬و"عام الفيضان"‬



‫‪،2009‬‬



‫و"المخلصة بنلوبي" ‪] 2005‬في األساطير اليونانية القديمة‬ ‫‪149 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫بنلوبي زوجة أ ُو ِدسيوس حاكم إِثِ َكا اليونانية‪ ،‬والتي ظلت‬ ‫مخلصة له طوال فترة مشاركته في حرب طروادة التي‬ ‫استمرت أكثر من عشرين عاما[ ‪.‬‬ ‫تلعب األمومة دوراً مھما ً في رواية "حكاية الخادمة"‬ ‫ألن ھؤالء النساء لديھن القدرة على الخصوبة‪ .‬ومع ذلك‬ ‫يتحكم فيھن الرجا ُل الذين يفتقدون تلك الميزة ألن العقم‬ ‫أصبح سيد الموقف نتيجة لع ﱠدة أسباب منھا‪ :‬الفضالت السامة‬ ‫واألمطار الحمضية وبعض الكوارث البيئية األخرى‪ .‬وفي‬ ‫مجتمع ‪Gilead‬‬



‫]مجتمع مجازي[ يوجد العديد من‬



‫الشخصيات المركزية والفصائل المتنوعة من البشر التي‬ ‫يجب عليھا أن تناور في عالم تسكنه نسبة كبيرة من النساء‬ ‫المجدبة‪ /‬الماحلة‪ ،‬وتحكمه أيضا ديكتاتورية عسكرية دينية ‪.‬‬ ‫ولذا تقع ھذه الشخصيات المركزية خلف ستارة العالم الذي‬ ‫أصبح معيقا وكابحا لطموح المرأة‪.‬‬ ‫فعلى سبيل المثال نجد بطلة الرواية أُفرد يمتلكھا‬ ‫ويستخدمھا السيد الحاكم ‪ Fred‬وزوجه سيرينا جو ألنھا‬ ‫‪150 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تنجب‪ ،‬فتصبح النساء مجرد سلعة للرجال الذين يمارسون‬ ‫عليھن سيادة جنسية‪.‬‬



‫دائما ما تقارن المرأة بالرجل‪،‬‬



‫ويستحيل أن تقارن المرأة بالمرأة ‪ .‬وتري سيمون دي بيفوار‬ ‫"أن المرأة بالنسبة للرجل مجرد جنس… جنس مطلق‪ ،‬وال‬ ‫شيء غير ذلك‪ .‬فالمرأة ثانوية والرجل ضروي وأساسي‪.‬‬ ‫الرجل مطلق والمرأة ھي اآلخر"‪ .‬وكل من الرجال والنساء‬ ‫ّ‬ ‫ولكن النساء دائما في‬ ‫لديھم وظائف وواجبات يقومون بھا‪،‬‬ ‫وضع ھرمي أقل من الرجال‪ .‬فليس من حق النساء أن تقرأ‪،‬‬ ‫وليس من حق البنات أن تتعلم ‪ .‬وعلى وجه الخصوص نجد‬ ‫النساء يقمن بوظائف مختلفة أقل قيمة وأدني مرتبة من‬ ‫الرجال ]ھذا في الماضي‪ ،‬أما اآلن فالوضع مختلف حيث‬ ‫يسعي الرجال إلى المساواة بالمرأة[‪.‬‬ ‫باإلضافة إلى ذلك ينظر البعض إلى المرأة وكأنھا‬ ‫وعاء لإلنجاب وتفريغ الشھوة فقط‪ .‬ومع ذلك ليست كل‬ ‫الشخصيات النسائية تثرن الشفقة كما ھو الحال مع العمة‬ ‫ليديا التي تعتبر المتحدث الرسمي للحكومة الدينية‬ ‫‪151 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الديكتاتورية ‪ ،‬التي تسعي إلى تحويل النساء إلى مجرد‬ ‫أشياء ‪ .‬ولذا تعتبر الرواية نقدا اجتماعيا وثقافيا للعادات‬ ‫والتقاليد الموروثة‪ ،‬واألمومة‪ ،‬واختيار الوظائف للنساء‪،‬‬ ‫والنسوانية المعاصرة‪ ،‬وعدد من القضايا األخرى التي كان‬ ‫لھا تأثير صارخ على الناشطات والكاتبات السياسيات مثل‬ ‫مارجريت أتود واألجيال التالية‪.‬‬ ‫لقد حققت الكثير من الكاتبات الشھرة والريادة في‬ ‫مختلف المجاالت على مر القرون‪ .‬فعلى سبيل المثال نجد‬ ‫ماري ولستون كرفت قد كتبت الكثير من المقاالت التي‬ ‫أشعلت عددا من القضايا الفكرية والسياسية في زمنھا‪ .‬ولقد‬ ‫ھاجمت الشاعرة إليزبيث باريت بروننج العبودية ‪ .‬وفي‬ ‫مصر نادت كل من ھدي شعراوي ونوال السعداوي‬ ‫وغيرھما بحق المرأة في الحياة ‪ .‬وتاريخيا نجد أن ّ‬ ‫فن‬ ‫الرواية أكثر الفنون األدبية والفكرية التي حققت المرأة فيھا‬ ‫الريادة والزعامة‪.‬‬



‫‪152 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫فمنذ ظھور الرواية في أواخر القرن السابع عشر‬ ‫ارتبطت الرواية بالنساء‪ ،‬أو ارتبطت النساء بالرواية‪ .‬وقد‬ ‫كان من الصعب على النساء‪ -‬كما يدعي البعض‪ -‬أن يفھمن‬ ‫الملحمة أو الشعر الرعوي أو المسرح حيث يتطلب فھم تلك‬ ‫األنماط األدبية خلفية ثقافية واسعة وتدريب كالسيكي للقراءة‬ ‫وكيفية تذوق تلك النصوص الفريدة ‪ .‬وكان التعليم في ذلك‬ ‫الوقت مسموح به فقط لألوالد‪ ،‬وليس للبنات‪ ،‬الطبقات‬ ‫األرستقراطية إذ تتعلم البنت الموسيقي واللغة الفرنسية‬ ‫باإلضافة إلى فنون الطعام وتربية األوالد لتصبح مناسبة‬ ‫للزواج ال لشيء آخر‪.‬‬ ‫عندما بدأت بعض األنماط الروائية في الظھور‬ ‫اعتبرت الرواية أقل قيمة من الفنون األدبية األخرى ألنھا‪-‬‬ ‫كما يعتقد البعض‪ -‬تفتقد الوضع الثقافي لألدب الجاد ‪ .‬ولقد‬ ‫احتقر الكسندر بوب ‪ Pope‬وكتّاب آخرون الفن الروائي‬ ‫بصراحة ألنھم اعتبروا الرواية مھددة للعرش الشعري‪ ،‬ألنھا‬ ‫تلبي رغبات واحتياجات ثقافية جادة تعجز عنھا فنون األدب‬ ‫‪153 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫األخرى ‪ .‬وفي مصر أكد محمود عباس العقاد ّ‬ ‫أن بيتًّا من‬ ‫الشعر يعادل خمسين صفحة من الرواية‪.‬‬



‫ولكن نجيب‬



‫محفوظ شن عليه غارات نقدية مدججة باألدلة والبراھين‬ ‫مؤكدا "أن من جھل شيئا عاداه ‪ ".‬واعتبر المناھضون‬ ‫للرواية أنھا تكتب فقط للمرأة التي تفتقد المعايير األساسية‬ ‫لتذوق وفھم األدب مثل البصيرة والذوق والتعليم ‪ .‬ومن ثم‬ ‫أدينت الروايات األولي ألنھا زائفة‪ .‬وقد نظر البعض إليھا‬ ‫يمض قرن من الزمان‬ ‫على أنھا تفسد أخالق النساء‪ .‬ولم‬ ‫ِ‬ ‫حتى نالت الرواية احترام الجميع في المملكة المتحدة والعالم‬ ‫أجمع‪.‬‬ ‫في الواقع لم تكن المرأة اإلنجليزية مجرد قارئة‬ ‫للروايات فقط ‪ .‬ففي أواخر القرن السابع عشر بدأت المرأة‬ ‫في كتابة الرواية مع أنھا لم تدرس في الجامعة‪ .‬ومع ذلك‬ ‫فھناك الكثير من الروائيين الذين لم يحصلوا على شھادات‬ ‫جامعية‪ ،‬ومع ذلك علّموا ّ‬ ‫فن الكتابة اإلبداعية في عدد من‬ ‫الجامعات ‪ ،‬مثل الكاتب األمريكي جون شيفر )‪.(1912‬‬ ‫‪154 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ومن المعروف عالميًّا أن المرأة لم تكن تقرأ الرواية فقط‪ ،‬بل‬ ‫ﱠ‬ ‫ولكن‬ ‫أسھمت في إثراء المكتبات بالعديد من الروايات أيضا‪،‬‬ ‫النقاد تجاھلوا تلك اإلسھامات عن عم ٍد‪.‬‬ ‫عندما بدأ الدارسون في كتابة تاريخ تطور الرواية‬ ‫اإلنجليزية في نھاية النصف األول من القرن السابع عشر‬ ‫أجمعوا على ّ‬ ‫أن أول الروائيين صامويل ِرت َشرد َسن وھنري‬ ‫فيلدنج‪ .‬ولكن مع نھاية ‪ 1950‬اعتبر دانيال ديفو أول‬ ‫الروائيين ‪ .‬وفي السياق نفسه ظھر رأي لم يجمع عليه‬ ‫النقاد‪ ،‬وھو أن أول رواية ظھرت كانت للروائية آفرا بِھن‬ ‫عام ‪ 1680.‬ومع ذلك اُتھمت المرأة بكتابة نوعين فقط من‬ ‫الروايات مثل روايات الرومانس وروايات الرعب‪ .‬وعلى‬ ‫العكس من ذلك فقد كتبت المرأة الرواية باإلضافة للفنون‬ ‫األدبية األخرى لعرض قضاياھن على العامة‪ ،‬مناديات‬ ‫بالتغيير االجتماعي والسياسي والثقافي لمجتمع ظل الرجل‬ ‫يسيطر عليه فترة طويلة‪.‬‬



‫‪155 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫فعلى سبيل المثال نجد مارجريت أتود تس ﱢخر أعمالھا‬ ‫في خدمة القضايا السياسية والثقافية واالجتماعية ‪ ،‬مثل‬ ‫موقفھا من التعاون الكندي‪ -‬األمريكي فيما يخص معاھدة‬ ‫دفاع الصواريخ‪ ،‬ورفع الديون عن الدول الفقيرة‪ ،‬وموقفھا‬ ‫تجاه العقاقير والمخدرات‪ ،‬ومطالبتھا برفع قيمة الدعم‬ ‫لضحايا توسونامي‪ ،‬ودعم التعليم العام‪ ،‬والمناداة بحقوق‬ ‫األقليات (دعم المھاجرين األوائل(‪ ،‬وتطبيق الشريعة‬ ‫اإلسالمية في فض المنازعات األسرية في أونتاريو ‪ ،‬وحق‬ ‫الفلسطينيين في إقامة دولة جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل‪،‬‬ ‫والمحافظة على البيئة‪ ،‬وتحريم ختان البنات ‪.‬‬ ‫لقد انضمت أتود مثل توني موريسون والعديد من‬ ‫الروائيات المعاصرات إلى منظمة بِ ّن ‪ PEN‬التي ض ﱠم ْ‬ ‫ت كل‬ ‫من الشعراء وكتاب المقال والروائيين في كندا والتي أعلت‬ ‫من شأن األدب‪ ،‬وخاصة حرية التعبير وحقوق اإلنسان‬ ‫األخرى‪ .‬وقد نادت أتود بإطالق سراح المفكرين والكتّاب‬



‫‪156 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫المعتقلين‪ .‬وقد أصبحت أتود رئيس اتحاد الكتاب الكنديين‬ ‫ونائبا لرئيس منظمة بِ ّن ‪.PEN‬‬ ‫ويري شارون ويلسن أن أتود قد استخدمت العديد من‬ ‫االتجاھات والمذاھب في أعمالھا الروائية مثل‪ :‬السيرة‬ ‫الذاتية‪ ،‬والشكلية الروسية‪ ،‬والتحليل النفسي‪ ،‬والنسائية‪،‬‬ ‫والحوار‪ ،‬والتناص‪ ،‬والظاھراتية‪ ،‬والسردية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬وما‬ ‫بعد الحداثية‪ ،‬وما بعد الكولونيالية‪ ،‬وأخيرا البنيوية‪ .‬وأما‬ ‫رواياتھا فلھا سمات عديدة‪ ،‬منھا‪ :‬الواقعية‪ ،‬والرومانس‪،‬‬ ‫وروايات الرعب‪ ،‬والمذكرات‪ ،‬والتعليمية‪ ،‬والبوليسية‪،‬‬ ‫وحكايات الجنيات‪ ،‬والرواية الضد‪ ،‬والخيال العلمي‪ ،‬والميتا‪-‬‬ ‫رواية‪ ،‬والنقدية‪ ،‬ودستوبيا‪ ،‬و القومية‪....‬‬ ‫***‬ ‫تعالج رواية "امرأة صالحة لألكل" العديد من القضايا‬ ‫منھا‪ :‬نبذ أدوار الجندر‪ ،‬وفقد الھوية‪ ،‬واالغتراب‪.‬‬ ‫يمكن أن ننظر إلى رفض ميرين )بطلة الرواية( تناو َل‬ ‫الطعام على أساس أنه نوع من مقاومة إجبارھا على القيام‬ ‫‪157 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫بدور أنثوي‪ .‬عندما تصف ميرين غرفة خطيبھا بيتر ]ھنا‬ ‫بيتر يشير إلى صديق أتود ‪ -‬مصور محترف‪ -‬وخطيبھا فيما‬ ‫بعد[ توضح أن الكثير من المواد الخام ‪-‬تشير إلى ھضم‬ ‫وامتثال الطعام ‪ -‬الموجودة في الغرفة تمثل جدران الصالة‪.‬‬ ‫تعتقد أن البناء يسبق االستھالك‪ :‬فامتثال الجسم للمواد الخام‬ ‫)الطعام( يرمز إلى امتثال الجسد لألعراف االجتماعية‬ ‫وإعداد المرأة للقيام بأدوار اجتماعية محددة‪ .‬برفضھا تناول‬ ‫الطعام ترفض البطلة أن تمتص )توافق على( المواد الخام‬ ‫التي تستخدم إلعادة تشييدھا للقيام بدور الحياة العائلية‪.‬‬ ‫لقد شكل كل من والديھا وخطيبھا بيتر شخصية ميرين‪.‬‬ ‫وما أن تتزوج بيتر‪ ،‬صاحب الشخصية القوية‪ ،‬حتى تخشي‬ ‫أن يدمر ھويتھا الھشة‪.‬‬



‫ھذا اإلدراك الالشعوري لبيتر‬



‫باعتباره مفترسا ً يظھر جلﱠيا من خالل رفض جسمھا للطعام‬ ‫وتضامنھا مع الضحايا األخريات ‪ .‬انتقال السرد من ضمير‬ ‫المتكلم إلى ضمير الغائب يؤكد أنھا فقدت السيطرة على‬ ‫مجريات حياتھا‪ ،‬وعودتھا مرة أخري في نھاية الرواية إلى‬ ‫‪158 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ضمير المتكلم يوحي باستعادتھا ھويتھا وشخصيتھا مرة‬ ‫أخري‪.‬‬ ‫في المرحلة االنتقالية من ضمير المتكلم إلى ضمير‬ ‫الغائب تبرھن أتود ازدياد اغتراب ميرين عن جسدھا‪ .‬في‬ ‫حفلة عيد الكريسماس المقامة في المكتب تلتفت ميرين إلى‬ ‫من حولھا من النساء معتقدة أنھن قد أصبحن خضرا‬ ‫ومستويات‪ :‬ناضجات‪/‬بدينات‪ .‬ترفض ميرين أن تكون بدينة‬ ‫)ناضجة( ألن ھذا سيحولھا إلى امرأة وستقيدھا قواعد الثقافة‬ ‫الجنسية ‪ .‬ولذلك تغترب ميرين عن الطبيعة التي وضعت‬ ‫نفسھا خارج عملية النضوج‪.‬‬ ‫أما الرواية الثانية للكاتبة الكندية مارجريت أتود‪ ،‬رواية‬ ‫"السطح"‪ ،‬فقد نشرتھا دار ماك كليالند وستيورات عام‬ ‫‪ .1972‬تسمي ھذه الرواية رواية مرافقة لصدور ديوانھا‬ ‫الشعري سياسات القوة"‪ ،‬الذي صدر قبلھا بعام‪ ،‬ويتعامل مع‬ ‫قضايا تكميلية‪ .‬وتعالج الرواية بعضا من القضايا المتعلقة‬ ‫بالقومية الكندية‪ ،‬والھوية‪ ،‬وتصاعد نبرة التشدد‪ ،‬والمحافظة‬ ‫‪159 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫على البيئة باإلضافة إلى الجنون‪ ،‬واالنفصال‪ ،‬والنسائية‬ ‫]التي تعد السمة الرئيسة في معظم أعمالھا الروائية[‪ .‬وقد تم‬ ‫تحويلھا إلى فيلم عام ‪1981.‬‬ ‫يحكي الكتاب قصة امرأة‪ ،‬اسمھا غير معروف‪ ،‬تعود‬ ‫إلى مدينتھا في كندا‪ ،‬لتبحث عن والدھا المفقود‪ .‬وفي صحبة‬ ‫كل من حبيبھا وزوجيھا]ديفيد[ وآنّا‪ ،‬وتقابل ھذه المرأة‬ ‫ماضيھا في بيت الطفولة مستدعية األحداث والمشاعر بينما‬ ‫تحاول أن تجد حلوال أللغاز اختفاء أبيھا الغامض‪ .‬رويدا‬ ‫رويدا‪ ،‬يتغلب عليھا الماضي‪ ،‬ويقودھا إلى عالم الغابة‬ ‫والجنون‪.‬‬ ‫أما رواية "السيدة أوريكل"‬



‫‪ Lady Oracle‬فقد‬



‫نشرتھا نفس دار النشر التي نشرت رواية "السطح" عام‬ ‫‪ . 1976‬وبطلة الرواية جوان فوستر ‪ ،Joan Foster‬روائية‬ ‫مھتمة بالروايات الرومانس‪ ،‬تقضي حياتھا محاولة الھروب‬ ‫من المشاكل‪ .‬وتتنقل الرواية بين الماضي ومشاھد من‬ ‫الحاضر‪ .‬ومن خالل الفالش باك يطلّع القارئ على طفولتھا‬ ‫‪160 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫البائسة ‪ ،‬حيث فرضت عليھا أمھا الكثير من القيود ووجھت‬ ‫لھا العديد من النقد الالذع‪ .‬لذا تسعي بطلة الرواية إلى إخفاء‬ ‫طبيعة مھنتھا وماضيھا باعتبارھا عشيقة لسيد بولندي‪،‬‬ ‫وعالقتھا مع أحد الفنانين‪ .‬وفي الحاضر تقوم البطلة بنشر‬ ‫مجموعة شعرية نسائية‪.‬‬



‫ولقد حقق ھذا العمل نجاحا‬



‫ملحوظا‪ ،‬وقد تأثرت بضغوط متعددة بسبب ھذه الشھرة‪.‬‬ ‫تتعرض فوستر لالبتزاز من قبل رجل استطاع أن يكتشف‬ ‫حقيقة ماضيھا‪.‬‬



‫لكنﱠھا‪ ،‬وبمساعدة اثنين من معارفھا‪،‬‬



‫استطاعت أن تختلق قصة انتحارھا لتھرب إلى إيطاليا‪.‬‬ ‫"الحياة قبل اإلنسان" )‪ (1979‬بھا ثالث شخصيات‬ ‫رئيسة ‪ :‬نيْت ‪ ،‬وإليزابيث ‪ ،‬وليسجي‪ .‬نيْت وإليزابيث زوجان‬ ‫تعيسان انخرطا في عالقات جنسية غير شرعية ‪ .‬ليسجي]من‬ ‫أصول أوكرانية[ عشيقة نيت‪ ،‬وزميلة إليزابيث في العمل‬ ‫بمتحف التاريخ الطبيعي‪ .‬وفي المقابل نجد إليزابيث على‬ ‫عالقة بكرس ‪ Chris‬الذي ينتحر فيما بعد‪ .‬وبالطبع يتأثر‬



‫‪161 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫السرد حيث تحكي كل شخصية سيرتھا الذاتية من منظورھا‬ ‫الخاص‪.‬‬ ‫صدرت رواية "أذي جسدي" عام ‪ 1981.‬تعمل بطلة‬ ‫الرواية ‪ Rennie‬صحفيّة األزياء والموضة‪.‬‬



‫بعد نجاح‬



‫عملية سرطان الثدي تقرر أن تقضي إجازتھا في جزيرة‬ ‫خيالية في الخليج الكاريبي تسمي القديس أنطوان ‪ .‬ومع ذلك‬ ‫نجد الجزيرة على حافة الثورة‪ .‬تحاول رينيه أن تبتعد عن‬ ‫السياسة‪ ،‬ولكن تنخرط في ھذه االنتفاضة بسبب حبيبھا بول‬ ‫المحرك األساسي للثورة‪ .‬الموضوع الرئيس في ھذه الرواية‬ ‫القوة ‪ .‬وكالعادة في روايات أتود تدخل البطلة في عالقات‬ ‫فاشلة مع المحيطين بھا‪.‬‬ ‫تلقي رواية "حكاية الخادمة" )‪ (1985‬الضوء على‬ ‫وضع المرأة في جمھورية جليد‪ ،‬بعد أن يصل المتشددون‬ ‫المسيحيون العسكريون إلى سدة الحكم ]نفس المشاعر التي‬ ‫يخشاھا كل من اليھود واألمريكان وبعض المثقفين‬ ‫المصريين من وصول اإلخوان المسلمين للحكم في مصر[ ‪.‬‬ ‫‪162 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وقد أفردنا فصال كامال لھذه الرواية نظرا ألھميتھا‪ .‬تعالج‬ ‫الرواية أيضا مفھوم الجنس في ھذه الدولة حيث يستخدم فقط‬ ‫لإلنجاب والحفاظ على النسل‪ .‬ففي رواية "‪ "1984‬ألرويل‬ ‫نجد أن الجماع يتم فقط لإلنجاب‪ ،‬ويحرم عليھم االستمتاع‬ ‫بھذه العالقة الجنسية ‪.‬‬ ‫تتذكر الرسامة إلين رايزلي ‪ ،‬بطلة رواية "عين قطة"‬ ‫)‪ ،(1988‬طفولتھا وحياتھا المراھقة‪ .‬وتستحوذ كورديليا‬ ‫على مشاعرھا بنسبة كبيرة‪ .‬وكورديليا ھذه زعيمة لثالثة‬ ‫بنات‪ .‬والشيء المناقض أن ھؤالء البنات تعاملن مع إلين‬ ‫بقسوة وعطف‪ ،‬وھذا ما يغير من إدراكھا لتعامالتھا‬ ‫وعالقاتھا مع المحيطين من حولھا‪ .‬وتكشف الرواية عن‬ ‫بعض ظواھر الحياة الكندية في منتصف القرن العشرين منذ‬ ‫الحرب العالمية الثانية حتى عام ‪1980.‬‬ ‫أما رواية "السفاح األعمى" )‪ (2000‬فتركز على‬ ‫حياة البطلة إيرس تشيز وأختھا لورا التي انتحرت مباشرة‬ ‫بعد انتھاء الحرب العالمية الثانية ‪ .‬تستدعي إيرس‪ ،‬التي‬ ‫‪163 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫أصبحت مسنة اآلن‪ ،‬طفولتھا وعالقاتھا باإلضافة إلى‬ ‫زواجھا التعيس من منافس أبيھا في مجال الصناعة ريتشارد‬ ‫جريفن ‪ .‬وتعد الرواية من روايات‪ :‬الميتا‪ -‬رواية‪.‬‬ ‫ويري الدكتور صبري حافظ )‪ّ (2011‬‬ ‫أن الروايات‬ ‫المتميزة يمكن أن تكتشف الحقيقة ‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية أن‬ ‫تتنبأ بالواقع‪ :‬لقد تنبأت روايات نجيب محفوظ بھزيمة العرب‬ ‫في ‪ 1967‬من إسرائيل‪ ،‬كما تنبأت روايات رضوي عاشور‬ ‫]خاصة رواية "أطياف"[ بانھيار الجامعات المصرية ‪ .‬وھذا‬ ‫ما أكدته أيضا رواية "أوركس وكريك‪:‬‬



‫)‪ ،(2003‬فقد‬



‫حذرت من أخطار الھندسة الوراثية على الحياة البشرية ‪.‬‬ ‫وتعتبر رواية "عام الفيضان‬



‫)‪ " (2009‬امتدادا لھذه‬



‫الرواية‪.‬‬



‫‪164 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪5‬‬ ‫الثورة واإلبداع‪ :‬قراءة في رواية "امرأة صالحة‬ ‫لألكل"‬ ‫لقد حققت رواية "امرأة صالحة لألكل )‪" (1969‬شھرة‬ ‫واسعة‪ ،‬وقد ساعدت أتود في حجز مكان متميز لھا بين كتّاب‬ ‫الرواية‪.‬‬



‫وتعتبر ھذه أول رواية تصدر للكاتبة الكندية‬



‫مارجريت أتود‪ .‬تنتقد ھذه الرواية مجتمع أمريكا الشمالية‬ ‫االستھالكي من وجھة نظر نسائية‪ .‬وتقدم ھذه الرواية أيضا‬ ‫نق ًدا اجتماعيًّا لتصحيح تلك العيوب المنتشرة في المجتمع في‬ ‫فترة الستينيات من القرن المنصرم من أجل تصحيحھا‬ ‫وتجنبھا فيما بعد‪ .‬وتلقي أيضا الضوء على تھميش المرأة‬ ‫وسلبھا حريتھا لتصبح دائما وأب ًدا تابعة وخاضعة للرجل‪.‬‬ ‫لجأت الكاتبة أحيانا للمبالغة لفضح وكشف بعض‬ ‫العيوب االجتماعية واالقتصادية والسياسية لھذا المجتمع‬ ‫االستھالكي ‪ ،‬لذا نجد ھذه الرواية ممتعة وساخرة إلى حد‬ ‫كبير‪ .‬ويوحي عنوان الرواية بأنھا ال تھتم كثيرًا باألحداث‪،‬‬ ‫‪165 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫بل تھتم بتفسيرات البطلة لما يدور حولھا من أحداث‪،‬‬ ‫وخاصة فيما يتعلق بفقد شھيتھا للطعام الذي يعد ضربًا من‬ ‫ضروب المقاومة‪ .‬تحكي ھذه الرواية قصة امرأة تالشي‬ ‫عالمھا العاقل والمنظم‪ .‬فبعد خطبة ‪ Marian‬ميريّن ]بطلة‬ ‫الرواية[ تكتشف ّ‬ ‫أن ھناك حالة خصام بين جسدھا وعقلھا‪.‬‬ ‫لذا لم تستطع أن تتناول الطعام )بغير مرض عضوي( ‪،‬‬ ‫وإنما إلدراكھا أنھا تتناول لحوما بشرية‪ .‬وھذا ما يطلق عليه‬ ‫مجازا ‪ :‬أَ َكلَة لحوم البشر‪.‬‬ ‫تنقسم الرواية إلى ثالثة أجزاء‪ .‬تحكي ھذه األجزاء‬ ‫عالقة ميرين مع بيتر باإلضافة إلى العديد من العالقات‬ ‫العاطفية األخرى‪ .‬فالجزء األول يميز عالقتھا مع بيتر‪،‬‬ ‫وتتصاعد ھذه العالقة إلى إعالن الزواج‪ .‬ويشكل الجزء‬ ‫الثاني توتر الساردة المتزايد فيما يخص زواجھا من بيتر‬ ‫متزامنا ً مع عالقتھا المتوترة أيضا بالطعام‪ .‬ويقدم الجزء‬ ‫الثالث واألخير مواطن انحالل عقدة الرواية فيما يخص‬



‫‪166 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫أزمات البطلة ألنھا تطھي‪ ،‬وتقدم‪ ،‬وتأكل الكعكة التي‬ ‫تصنعھا في نھاية الرواية ‪.‬‬ ‫لقد َوصفت مارجريت الرواية بأنھا رواية تمھد لنوع‬ ‫جديد من الرواية النَ َسويﱢة‪ .‬ينتقل السرد في الرواية من‬ ‫السارد األنا "ضمير المتكلم" إلى السارد الغائب ليؤكد‬ ‫االنفصال البطيء للبطلة عن الواقع المحيط بھا‪ .‬وفي نھاية‬ ‫الرواية تلجأ الكاتبة مرة أخري إلى ضمير المتكلم ليؤكد‬ ‫رغبة البطلة في العودة مرة أخري لتتحكم في سير حياتھا‪.‬‬ ‫استخدمت أتود بعض الرموز مثل الطعام والملبس من أجل‬ ‫اكتشاف بعض الموضوعات مثل لفت نظر القُرﱠاء إلى الحالة‬ ‫النفسية والمزاجية ودوافع شخصياتھا‪.‬‬ ‫إن أتود حريصة ج ًدا في تصوير األماكن الجغرافية‪.‬‬ ‫ولقد استُ ْخ ِدم المكان أيضا ليؤكد بِح ﱠد ٍة مدي طبيعة االختالفات‬ ‫بين شخصيات الرواية ومدي اھتماماتھم المختلفة‪ .‬وتُستخدم‬ ‫ھذه الشخصيات كمتناقضات‪/‬ثنائيات ‪ .foil‬فعلى سبيل المثال‬ ‫يعيش دنكن في فندق دنيوي متواضع‪ .‬وھو طالب متخرج‬ ‫‪167 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫من الجامعة‪ ،‬وعلى عالقة ببطلة الرواية ‪ ،‬فقد قابلته مرة‬ ‫وھي تستبين آراء الناس في منتج جديد من البيرة‪ .‬ولفتت‬ ‫إجابتُه الغريبة والشاذة انتباه البطلة‪ .‬وقد استخدمته البطلة‬ ‫بديالًّ لبيتر ‪ .‬وكان من الصعب عليھا أن تصنفه‪ ،‬فقد اعتقدت‬ ‫أن عمره خمس عشرة سنة ‪ ،‬ولكن عمره الحقيقي ستة عشر‬ ‫عا ًما‪ .‬ويتميز بالعشوائية والمغامرة وغير التقليدية‪ .‬وقد‬ ‫ساعدھا على استرداد ھويتھا المفقودة‪ .‬وعلى الجانب اآلخر‪،‬‬ ‫يسكن بيتر في فندق فاخر‪ .‬وھو صديق وخطيب البطلة فيما‬ ‫بعد‪.‬‬



‫وقد استطاعت أن تصنفه بسھولة على أنﱠه شاب‬



‫محترف‪ ،‬ذو مستقبل المع‪ ،‬واثق من نفسه ‪-‬كما تعتقد البطلة‪-‬‬ ‫بسبب قراءاته المتعددة للروايات الشعبية ومجالت الرجال‪.‬‬ ‫ومع ذلك نجد ھذه الظروف البيئية المتغيرة تكشف النقاب‬ ‫عن زوايا مختلفة من طبيعة الوجود حيت تلقي الضوء على‬ ‫كل من الحياة البرية الطليقة التي يمثلھا دنكن‪ ،‬والحياة المدنية‬ ‫المقيدة التي يعيشھا خطيبُھا‪.‬‬



‫‪168 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وقد تبرز بعض المشاكل التي تواجھھا المرأة في تلك‬ ‫الفترة ؛ ألن الحرية ترادفھا الشك وعدم اليقين‪ ،‬ولكن الزواج‬ ‫له مشاكله الخاصة أيضا‪ .‬وقد تزامن نشر الرواية مع ظھور‬ ‫الحركة النسائية في أمريكا الشمالية‪ ،‬ولكن أتود قد وصفت‬ ‫روايتھا بأنھا بروتو‪-‬نسائية ألنھا كتبت عام ‪ 1965.‬لذا فقد‬ ‫سبقت ظھور الحركة النسائية بسنوات عديدة‪.‬‬



‫وقام‬



‫المسرحي ديف كارلي ‪ Dave Carley‬بإخراجھا على‬ ‫خشبة المسرح‪.‬‬ ‫تعمل بطلة الرواية ميرﱠين في مؤسسة أبحاث تسويقية‬ ‫مندوبة مبيعات تقوم بتوزيع عينات من المنتجات على‬ ‫المنازل باإلضافة إلى االستبيانات على الزبائن ]نفس‬ ‫الوظيفة التي قد مارستھا أتود يوما ما[‪ .‬وتعيش ميرﱠين في‬ ‫غرفة على سطح أحد المنازل مع زميلتھا أنزلي في تورنتو‪.‬‬ ‫ولھا صديق ممل يدعي بيتر ]اسمه يعني "الصخر"‪ ،‬وبالتالي‬ ‫يرمز إلى "الثبات["‪ ،‬باإلضافة إلى صديقتھا منذ أيام الجامعة‬ ‫كالرا ‪ ،‬وھي ربة منزل‪ ،‬وال تتوقف أبدا عن اإلنجاب‪ .‬وتلك‬ ‫‪169 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫األخيرة زوجھا يُدعى جو‪ ،‬ولھا طفالن‪ ،‬وحبلى بثالث ‪ ،‬لم‬ ‫يكن مخططًا له‪ .‬وقد تعرض ابنھا آرثر لحادثتين في الحمام‪.‬‬ ‫ويعمل زوجھا أستا ًذا للفلسفة في إحدى الجامعات‪ ،‬وھو‬ ‫المسئول عن معظم أشغال البيت‪.‬‬ ‫لقد أعلنت أ ْنزلي ّ‬ ‫أن ل ّديھا الرغبة في أن تُ ْنجب طفال‬ ‫دون زواج ألنھا رأت مدي معاناة صديقتھا كالرا خاصة أن‬ ‫طفليھا يتصرفان بطريقة شائنة‪.‬‬



‫وعندما رأت الفزع‬



‫والدھشة على وجه زميالتھا أكدت ّ‬ ‫"أن األزواج مسئولون‬ ‫عن تدمير الحياة العائلية‪ ".‬رفضت فيرجينيا وولف فكرة‬ ‫الزواج باعتبار أن مؤسسة الزواج تحد من حرية المرأة إال‬ ‫إنھا‪ ،‬وفي سن الثالثين من عمرھا‪ ،‬تعرفت على شاب يھودي‬ ‫يدعي ليونارد وولف‪ ،‬وكان يعمل في المجال السياسي‪ .‬وبعد‬ ‫فترة من البحث عن رجل ال تشغله فكرة األبوة استطاعت‬ ‫أنزلي أن تصطاد لن شانك صديق البطلة المغرم بالنساء‪،‬‬ ‫خاصة الفتيات القاصرات الساذجات‪.‬‬



‫ولكنھا بعد ذلك‬



‫أصبحت منزعجة عندما سيطرت عليھا فكرة أن يصبح‬ ‫‪170 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ولدھا شاذاً جنسيا ً بسبب حرمانه من عطف وحنان وقسوة‬ ‫األب‪ .‬طبعًا قد التحقت ببعض الفصول الدراسية التي تھتم‬ ‫بالطفل من قبل الوالدة وبعدھا‪ .‬وطبعًا ميرين اعترضت‬ ‫على ھذا السلوك‪ ،‬ولم تقتنع بحوارھا مع أنزلي ألن عالقتھا‬ ‫مع الرجال قائمة على الخداع والغموض‪.‬‬ ‫وفي موعد تناول العشاء قررت أنزلي‪ -‬التي ارتدت‬ ‫مالبس طالبة مدرسية ظاھرھا العفة والطھارة وباطنھا‬ ‫اإلغواء واالفتراس‪ -‬أن تنجب طفالً‪ ،‬ويكون والده لي شانك‬ ‫]الذى يُصاب باالنھيار العصبي مع نھاية الرواية‪ ،‬والوحيدة‬ ‫التي تھتم به ھي كالرا ‪ [.‬بدأت تشعر ميرﱠين ّ‬ ‫أن جسدھا‬ ‫منفصل تما ًما عن روحھا‪/‬عقلھا عندما بدأ بيتر في سرد‬ ‫أحداث األرنب الملطخ بالدماء بعد أن قطعه إلى أجزاء‬ ‫صغيرة‪:‬‬ ‫بعد لحظة وجيزة شعرت ّ‬ ‫بأن نقطة كبيرة لشيء مبتل‬ ‫قد سقطت على الطاولة‪ ،‬وعندما تفحصت ذلك الشيء‬



‫‪171 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫بإصبعي‪ ،‬وقمت بتحريكه قليال‪ ،‬أيقنت‪ ،‬وقد أصابني‬ ‫الھلع و الفزع‪ ،‬أنه دمعة قد ذرفتھا عيناي‪.‬‬ ‫ولذا قررت أن تمتنع عن تناول اللحوم‪ .‬ومع ذلك لم‬ ‫تحرم أكل السجق! بدأت تطاردھا الكوابيس مثل اختفاء‬ ‫قدميھا ورجليھا ثم تحلل جسدھا ‪ ،‬باإلضافة إلى عدم التعرف‬ ‫على جسدھا أثناء االستحمام‪.‬‬ ‫وھناك بعض اإلشارات في روايات أتود فيما يخص‬ ‫عالقة اإلنسان بالحيوانات‪ ،‬وخاصة تناول ھذه الحيوانات في‬ ‫طعامنا اليومي‪ .‬ففي رواية "امرأة صالحة لألكل" تالحظ‬ ‫البطلة‪:‬‬ ‫تموت الحيوانات ليعيش اإلنسان‪ ...‬الحيوانات بدائل‬ ‫للبشر‪...‬نحن نأكلھا وھي معلبة‪ ...‬نحن آكلو الموتى‪...‬‬ ‫لحم المسيح المتنيّح يُبعث في داخلنا ليھبنا الحياة‪.‬‬ ‫تعتقد بعض الشخصيات أن ھناك عالقة بين الكبت‬ ‫الجنسي وأكل اللحوم ؛ ولذا يمتنعون عن تناولھا‪ .‬وفي رواية‬ ‫‪172 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪"Cat's Eye‬عيون قطة" يتعرف السارد على مدي التشابه‬ ‫بين الديك الرومي والطفل‪:‬‬ ‫تنظر إلى الديك الرومي الذي يشبه طفال مقيّدا بال‬ ‫رأس‪ .‬لقد تحرر الديك من قيوده بوصفة وجبة غذائية‬ ‫كاشفا عن ماھيته الحقيقية كحيوان ضخم ميت‪.‬‬ ‫وفي رواية ‪" Surfacing‬السطح" يرمز طائر‬ ‫البَلَ ُشون ]مالك الحزين] إلى رغبة اإلنسان في القتل دون‬ ‫ھدف ‪ -‬قام بعض الجنود األمريكيين بصيد ھذا الطائر للمتعة‬ ‫والتسلية‪.‬‬ ‫تخرج البطلة من المطعم مسرعة فيتبعھا بيتر في‬ ‫سيارته‪ .‬ودون ْ‬ ‫أن يُدرك مخطط أ ْنزلي ]اصطياد رجل[ قام‬ ‫بتوبيخھا قائال‪ ":‬لماذا ال تحتذي سلوك أنزلي؟" وفي نھاية‬ ‫الليلة تقدم بيتر لخطبتھا‪:‬‬ ‫تراجعت للخلف بعيدا عنه‪ .‬ومضة كھربائية زرقاء‬ ‫شديدة أضاءت داخل السيارة‪.‬‬



‫وعندما حملقنا في‬



‫بعضنا البعض في ھذا الضوء الذي استغرق فترة‬ ‫‪173 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫بسيطة رأيت نفسي صغيرة وبيضاوية ومعكوسة في‬ ‫عين بيتر‪.‬‬ ‫صغيرة وبيضاوية وتظھر صورتھا في عيون خطيبھا‬ ‫يعني أنھا تشبه البيضة‪ .‬ومن ثم بدأت مشاكلھا مع تناول‬ ‫البيض في إفطار اليوم التالي ألنھا اعتقدت أن مصيرھا مثل‬ ‫البيض ]شيء معد لالستھالك الفوري[ ‪ .‬وعندما طلب منھا‬ ‫بيتر تحديد موعد الخطوبة ‪ ،‬غلبت عليھا السلبية قائلة‪:‬‬ ‫من األفضل أن تحدد أنت الموعد ألنني أترك القرارات‬ ‫الحاسمة لك‪ .‬اندھشت من نفسي‪ .‬لم أقل له شيئا مثل‬ ‫ھذا من قبل‪ .‬والشيء الغريب أنني كنت أقصد ذلك‬ ‫تماما‪.‬‬ ‫وھذا يعني أن ميرين قد فقدت تماما استقاللھا وإرادتھا‬ ‫على الرغم ِمن أن وعيھا الداخلي يصارع ويجاھد مثل ھذا‬ ‫القرار‪ ،‬فھروبھا منه وإقامة َعالقة مع دنكن يؤكدان ذلك‪.‬‬ ‫ولكن ھذه مأساة أن يصبح الرجال آكلي لحوم البشر‪ ،‬وتكون‬ ‫النساء مجرد أضحيات بدال من أن تعيش في وئام‪ ،‬و ِمن ث ﱠم‬ ‫‪174 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫يُستخ َدم الفم ألغراضه الطبيعية‪ .‬وھذا يؤكد تدني وانحطاط‬ ‫ھذه الحضارة الزائفة‪.‬‬ ‫قد استمرت مشاكل ميْريّن مع الطعام بعدما قابلت دنكن‬ ‫وقبﱠلته‪ .‬فبدأت تتعاطف مع قطعة من اللحم يتناولھا بيتر‬ ‫متخيلةً أنھا ضربت على رأسھا وھي منتظرة في طابور‬ ‫طويل‪ .‬وبعد ذلك توقفت عن تناول أي أطعمة بھا عظام أو‬ ‫أوتار أو ألياف‪ .‬لقد تعاطفت مع ھذا األرنب الذي اصطاده‬ ‫بيتر بطرق مختلفة‪ :‬أوالً ذھبت للحمام‪ ،‬واختبأت خلف‬ ‫األريكة فيما بعد‪ ،‬وأخيراً حاولت الھروب من بيتر‪ .‬وقد‬ ‫نجحت محاولة أ ْنزلي في إغراء لي‪ .‬وعندما نقل لي خب َر‬ ‫حمل أ ْنزلي لميرين أنبأته بمخططھا لذلك‪ ،‬وأراد منھا أن تقنع‬ ‫ولقد أعفته أنزلي من كل‬



‫أنزلي أن تجھض نفسھا‪.‬‬



‫المسئوليات الخاصة بھذا الجنين‪ .‬وأظھر أيضا أثناء ھذا‬ ‫الحوار خوفه الصبياني من البيض‪ .‬ومن ثم امتنعت ميْريّن‬ ‫فعليًّا عن تناول البيض‪ .‬وبعد ذلك بفترة وجيزة حرﱠمت على‬



‫‪175 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ﱠ‬ ‫لكن البطلة تعود إلى تناول‬ ‫نفسھا الخضار والكيك والجزر‪.‬‬ ‫ھذه األطعمة مع نھاية الرواية ]فترة التصالح النفسي[‪:‬‬ ‫وأثناء إعداد السلطة تتساءل‪ :‬ھل صرخ الجزر أثناء‬ ‫اقتالعه من األرض‪ ،‬وھل يتألم وأنا أقطعه شرائح‬ ‫صغيرة؟‬ ‫قرر بيتر أن يقيم حفلة‪ ،‬وطلب من ميْريّن أن تدعو‬ ‫زميالتھا‬



‫العذارى‪،‬‬



‫إمي‪Emmy‬‬



‫ولوسي‪Lucy‬‬



‫وملي‪ ،Millie‬كما كانت تسميھم‪ .‬وقد خضعت لرغبة بيتر‬ ‫في شراء فستان جديد ضيق مختلف عما اعتادت عليه‪ .‬وقد‬ ‫اعتقدت البطلة أنھا قد أصبحت ھدفًا بارتدائھا ھذا الفستان‬ ‫األحمر‪ .‬وعندما وصل دنكن‪ ،‬المنھمك في شئونه الذاتية‪،‬‬ ‫تساءل عما إذا كانت ھذه حفلة تنكرية‪.‬‬



‫وسأل ميْريّن‬



‫باستھزاء عن ماھيتھا‪ ،‬وغادر الحفلة‪ .‬تبعته ميْريّن‪ ،‬ووصال‬ ‫إلى فندق متواضع‪ ،‬وأقاما معا عالقة جنسية غير مشبعة‪.‬‬ ‫وفي الصباح تناوال اإلفطار‪ ،‬إال أنھا لم تستطع األكل‪.‬‬



‫‪176 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وبعد مغادرة دنكن أيقنت ميْريّن أن بيتر يلتھمھا‬ ‫مجازيا فقامت بإعداد كيكة وردية على شكل امرأة‪ .‬وقامت‬ ‫بتزيينھا كعروس لتختبره‪ .‬وعندما قدمتھا له ْ‬ ‫ليلتَ ِھما بدال من‬ ‫نفسھا‪ ،‬ترك البيت منزعجا‪ .‬تناولت ھي المرأة المصنوعة‬ ‫من الكيك‪ .‬ومع نھاية الرواية عادت ميْريّن مرة أخري إلى‬ ‫ضمير المتكلم‪ .‬وقد مر عليھا دنكن في شقتھا‪ ،‬وانقضﱠ على‬ ‫ما تبقي من الكيك شاكرا إياھا وھو يمص شفتيه‪.‬‬ ‫***‬ ‫تقدم رواية "امرأة صالحة لألكل" صورة تفصيلية‬ ‫لرحلة البطلة التي تبدأ سوية‪ ،‬وتنتھي بحالة عصبية‪ .‬وتھدف‬ ‫ھذه الرواية إلى كشف وتصحيح العيوب االجتماعية‬ ‫والسياسية والثقافية والفكرية الموجودة في المجتمع الكندي‪.‬‬ ‫وتسعي أيضًا إلى كشف النقاب عن الطرق المختلفة التي‬ ‫يستخدمھا ھذا المجتمع في تھميش وإضعاف دور المرأة في‬ ‫الحياة اليومية‪ .‬وتلجأ الروائية أحيانًا إلى تضخيم تلك الوسائل‬ ‫السيئة التي يستخدمھا ھؤالء الرجال فيما يخص المرأة‪:‬‬ ‫‪177 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تتنازل المرأة تماما عن جسدھا بأريحية لآلخرين ليفعلوا ما‬ ‫يشاءون به‪ .‬وأخيرا تلقي الرواية الضو َء على أسلوب أتود‬ ‫والتيمة الرئيسة في أعمالھا‪ ،‬أال وھي‪ :‬المرأة‪/‬الوطن‪.‬‬ ‫تبدأ الرواية في غرفة ميْريّن وأ ْنزلي حيث تتناوالن‬ ‫طعام الفطور‪.‬‬



‫ويُظھر المشھد االفتتاحي للرواية مدى‬



‫اھتمامات شخصيات الرواية بالطعام واألصدقاء‪ ،‬وأخيرًا‬ ‫االستمتاع بالحياة اليومية مع الزمالء وصاحبة العقار‬ ‫الفضولية‪ .‬وبالنسبة للمكان نجد الروائية حريصة ج ًّدا في‬ ‫اختيار وتصوير األماكن الجغرافية‪ .‬ويبدو ذلك واضحًا ج ًّدا‬ ‫في الرواية‪ .‬فتقع األحداث في تورنتو‪ ،‬ونري ميريّن تتحرك‬ ‫بين األجزاء المختلفة للوالية‪.‬‬ ‫ومع ذلك لم تس ﱢم المدينة‪ ،‬فضال عن ّ‬ ‫أن أسماء األماكن‬ ‫األخرى غامضة‪ .‬ويعود تحفظ أتود إلى األسباب اآلتية‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬تردد الكاتبة الشابة فيما يخص مكانة مجتمع تورنتو‬ ‫مثل مجتمع باريس ولندن ودبلن في ‪ .1960‬ثانيا ً‪ :‬تكمن‬ ‫أھمية المكان فيما يخص تاريخ ھذه األحداث أكثر من أين‬ ‫‪178 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تقع ھذه األحداث‪ .‬وتقع أحداث الرواية في عام ‪،1960‬‬ ‫وتناقش الوسائل المتاحة للشابات للحصول على وظيفة‬ ‫وإمكانية فرص الزواج‪ .‬وطبعا تقرر السيدة بوج‬



‫‪Mrs.‬‬



‫‪ ، Bogue‬مديرة المؤسسة التي تعمل فيھا البطلة‪ ،‬طردھا‬ ‫من العمل ألن الزواج من وجھة نظرھا يُعد خيانة للمؤسسة‪.‬‬ ‫ينظر المجتمع إلى المرأة‬



‫باعتبارھا سلعة تُبَاع‬



‫وتُشت َرى في أواخر القرن العشرين‪ .‬ويعد ھذا ضربا من‬ ‫االضطھاد واالستغالل‪.‬‬



‫فليس من حق المرأة أن تتقلد‬



‫الوظائف المھمة ألنھا ستترك العمل يوما ما لتربية أطفالھا‪.‬‬ ‫ونادرًا ما يقارن الرجال بالطعام‪ .‬فدور الرجل في الرواية‬ ‫ُمستَ ْھلِك فقط‪ .‬ولكن المرأة دائما يُر َمز إليھا وكأنھا وجبة‬ ‫غذائية ]سلعة ‪ُ /‬مستَھلَك ٍة[‪ .‬ومن ثم تستخدم أتود بعض‬ ‫المفردات التي توحي بذلك مثل‪ :‬ناضجة ويانعة‪ .‬وعالوة‬ ‫على ذلك‪ ،‬عندما تطارد أنزلي لي ]وأ ْنزلي ھنا "جانية"‬ ‫بينما لي "ضحية"[! لم توصف الفريسة نوعا ً من الطعام‪.‬‬ ‫ونجد شخصيات الرجال مسطحة وذات بعدين‪.‬‬ ‫‪179 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تقع أحداث الرواية في تورنتو عام ‪ 1960‬وترصد‬ ‫الرواية فرص العمل والزواج المتاحة للبطلة‪ .‬وليست لدينا‬ ‫معلومات كافية عن عمر البطلة‪ ،‬ولكنھا تبدو في‬ ‫العشرينيات‪ ،‬وخطيبھا في السادسة والعشرين‪ .‬وربما تكون‬ ‫زميلتھا في السكن أنزلي أكبر منھا بشھور قليلة‪.‬‬



‫أما‬



‫زميالتھا في العمل‪ّ ،‬‬ ‫فھن في نفس عمر البطلة تقريبا‪ .‬ولقد‬ ‫اختارت أتود أعمار شخصياتھا بعناية‪ ،‬واختارت أيضا نفس‬ ‫العقد الزمني‪ .‬ولقد شھد عام ‪ 1960‬أول إعالن صريح‬ ‫لتصاعد الحركة النسائية التي اكتمل نموھا عام ‪1970.‬‬ ‫و لذا يُعد ھذا العقد مھما لألسباب اآلتية‪:‬‬ ‫•‬



‫وثيقة الحقوق الكندية ‪. 1960‬‬



‫•‬



‫وفاة جون ‪.‬إف‪ .‬كندي ‪. 1963‬‬



‫•‬



‫تحرير القوانين الكندية في ‪ 1960‬فيما يخص‬ ‫اإلجھاض و الشذوذ الجنسي ‪.‬‬



‫•‬



‫قوانين المرأة الجديدة ‪. 1968‬‬ ‫‪180 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫•‬



‫ظھور الميني جب والبناطيل الساخنة‪. hot pants‬‬



‫•‬



‫ظھور كتاب بيتي فريدن ‪" Betty Friedan‬الطابع‬ ‫النسائي" ‪ (Feminist Mystique (1963‬حيث‬ ‫أدركت المرأة أن دورھا فقط يكمن في البيت‪ ،‬وھذا ما‬ ‫يحرمھا من قيمة االستمتاع بالخروج إلى العمل ‪.‬‬



‫•‬



‫وأخيرًا شرعية استخدام حبوب منع الحمل عام‬ ‫‪.1960‬‬ ‫ومع ذلك نجد أتود تسخر أحيانا من الحركة النسائية‪،‬‬



‫خاصة عندما نجد أنزلي تسعي إلى الزواج من فش ‪Fish‬‬ ‫لتربية طفلھا في جو أسري لئال يعاني نفسيًّا‪ .‬ونفس الشيء‬ ‫حدث مع بطلة الرواية عندما نصبت شباكھا حول بيتر‪ .‬وقد‬ ‫بدا ذلك واضحًا أيضا ً في روايتھا الثانية "الخادمة ‪/‬أم الولد‪".‬‬ ‫ّ‬ ‫إن موضوع اضطرابات تناول الطعام ]أنَ ِرسّكيا‬ ‫نيْرفُ ْو َسا[ ‪ anorexia nervosa‬ليس جديدا‪ ،‬إال أنه لم‬ ‫يناقش على نطاق واسع في وسائل اإلعالم حتى عام ‪.1970‬‬ ‫ففي العصر اإلليزابثي )‪ (1603-1558‬كان المظھر العام‬ ‫‪181 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫للمرأة يقارن بالمخفوقة‪ :‬حلوي تعد بخفق بعض العناصر‬ ‫المكونة لھا مثل البيض والقشدة‪ ،‬وخدھا كالخوخ الناضج‪،‬‬ ‫وشفتيھا كالكرز‪ .‬ونفس الشيء في الشرق األوسط‪ ،‬فھم‬ ‫يشبھون خدھا بال ّر ّمان‪ ،‬وشفتيھا بالعنب المنمق الحلو المذاق‪.‬‬ ‫ويري الدكتور جيوليانو جيوبي ‪ Gioliana Giobbi‬أن‬ ‫أنَ ِرسّكيا نيْرفُ ْو َسا يعد نوعا من الھروب‪ ،‬فشخصية البطلة‬ ‫خجولة‪ ،‬وغير اجتماعية‪ ،‬ومذبذبة‪ .‬لذا يتساءل البعض‪ :‬كيف‬ ‫قلل الرجال من شأن المرأة ؟ وھل المرأة فعال مھمشة ؟ وھل‬ ‫ھي كل شيء في حياة الرجل ؟ وھل زمام األمور ظاھريًّا‬ ‫في يد الرجال أو باطنيا في أيدي النساء؟‬ ‫مع ّ‬ ‫أن بنية السرد ]ترتيب األحداث[ خطية ‪ -‬يتتبع‬ ‫السرد المشكالت التي تواجھھا البطلة منذ بدايتھا حتى نھايتھا‬ ‫بطريقة منتظمة‪ -‬فإن تقنية السرد ]تصوير األحداث[ معقدة‪.‬‬ ‫تنقسم الرواية إلى ثالثة أقسام‪ :‬يشتمل الجزء األول‬ ‫على اثني عشر فصالً من ‪ ،12 -1‬والجزء الثاني يشتمل‬ ‫على ثمانية عشر فصال من ‪ ،30 -13‬والجزء األخير يضم‬ ‫‪182 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫فصالً واح ًدا ‪ .31‬إن الشيء الجدير بالذكر ھو ّ‬ ‫أن صوت‬ ‫السارد يتغير مع بداية كل جزء‪ .‬فقد قامت البطلة بسرد‬ ‫األحداث في الجزء األول مستخدمة ضمير المتكلم‪ .‬وينتقل‬ ‫الجزء الثاني إلى ضمير الغائب العالم بكل شيء‪ .‬ويعود‬ ‫الفصل األخير والجزء الثالث مرة أخري إلى ضمير المتكلم‪.‬‬ ‫لماذا اختلف السرد في الجزء الثاني عن الفصل السابق‬ ‫والالحق؟ أحد األسباب أن ضمير الغائب ينجز السرد بدقة‬ ‫حيث يكتشف التجارب والمواقف التي تعرضت لھا البطلة‬ ‫في أثناء ھذه الفصول‪ :‬االنفصال بين جسدھا وعقلھا‪ ،‬وبين‬ ‫قراراتھا والقرارات التي يتخذھا جسدھا‪ ،‬خاصة فيما يتعلق‬ ‫بماذا تأكل وما ال تأكل‪ .‬وھناك سبب آخر أن ضمير الغائب‬ ‫يساعد على التحكم في أحداث القصة المتعلقة بالبطلة عندما‬ ‫يسردھا شخص آخر‪ .‬لقد فقدت البطلة السيطرة على نفسھا‬ ‫فيما يخص خطبتھا من بيتر؛ لذا عندما استردت سيطرتھا‬ ‫على نفسھا‪/‬أحداث القصة مرة أخري‪ ،‬استخدمت ضمير‬ ‫المتكلم "أنا" والعودة مرة ثانية إلى الضمير "أنا" في الفصل‬ ‫‪183 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫األخير يعني إعادة التكامل وإنھاء حالة الخصام بين جسدھا‬ ‫وعقلھا كما كانت مع بداية الرواية – منظمة‪ ،‬ومستقلة‪،‬‬ ‫ونشيطة‪ ،‬و ُمستَھلِكة‪.‬‬ ‫***‬ ‫ترمز رواية "امرأة صالحة لألكل "إلى القيود النفسية‬ ‫واألخالقية التي تتعرض لھا بطلة الرواية‪ .‬وتؤكد أيضا‬ ‫بطريقة عرجاء أن المرأة مجرد ُمستَ ْھلَك ‪] consumed‬من‬ ‫يأكل يتسم بالقوة‪ ،‬ومن يُؤكل يكون ضعيفًا‪ ].‬وتستخدم أتود‬ ‫بعض الحيل األدبية مثل المرايا التي كانت تستخدم في القرن‬ ‫التاسع عشر لتظھر نرجسية األنثى وأنانية الطفل‪ .‬وھذه‬ ‫الحيلة الفنية تعكس ثقافة معينة عندما كانت النساء مجرد‬ ‫أشياء تعد وتخزن لسوق الزواج‪ .‬واألدب نفسه ]خاصة‬ ‫الرومانس الشعبية[ يعد إحدى األدوات األساسية لتلقين‬ ‫النساء قيمة الجمال واع ًدا إياھن بنھاية زوجية سعيدة لو‬ ‫تعلمن كيف يس ﱢوقن أنفسھن جيدا‪ .‬وتعتقد أتود أن نرجسية‬ ‫النساء تنبع من اھتمام نظرة الرجل ‪ ،‬وسجن النفس في أدوار‬ ‫‪184 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫محسوسة تفرضھا تلك الثقافة الذكورية المھيمنة‪ .‬وتتطلع‬ ‫النساء كثيرا في المرآة ألن قيمتھن التسويقية األساسية في‬ ‫الزواج تعتمد على سحر صورھن‪ .‬فالنساء في ھذه الثقافة‬ ‫مجرد صور مرتبطة بالمرايا‪.‬‬ ‫تخالف أتود في ھذه الرواية تقاليد الزواج المعروفة في‬ ‫روايات القرن التاسع عشر‪.‬‬



‫فتبدأ بطلة الرواية ميرين‬



‫بوصفھا بطلة تقليدية‪ :‬صغيرة‪ ،‬ولم تتزوج‪ ،‬وتعمل في شركة‬ ‫تسويقية اسمھا ‪ .Seymour Surveys‬وھذه وظيفة وليست‬ ‫مھنة‪ .‬ويسبب عملُھا في ھذه الشركة ألما ً وذعراً ألنھا تتخيل‬ ‫مستقبلھا بدون زواج بسبب خدمتھا األبدية لھذه الشركة‪.‬‬ ‫ولكنھا أُنقذت من ھذا القدر غير ال ُمرحﱠب به عندما يتقدم لھا‬ ‫صديقُھا بيتر في نھاية الجزء األول من الرواية‪ .‬وبيتر محام‬ ‫صغير‪ ،‬ثري‪ ،‬حسن المظھر‪ ،‬بھى الطلعة‪ ،‬حالته ميسورة‪،‬‬ ‫وليس متعصبا للشوفونيﱢة الذكورية‪.‬‬



‫تصفه البطلة بأنه‬



‫شخص عادي‪ ،‬نضج واكتمل بنيانه‪ ،‬يشبه ممثلي اإلعالنات‪.‬‬ ‫وعندما تواعدا عرضا‪ ،‬كان شكل الوجه المعيا َر األساسي‬ ‫‪185 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫النسجامھما معا‪ .‬وفي موقف كوميدي رائع الحق تصبح‬ ‫ميرين مذعورة‪ ،‬ثم غاضبة‪ ،‬ألنھا أدركت أنه يعتمد عليھا‬ ‫مساعدة لصورته أمام العامة "كعامود المسرح‪ ...‬شكل ثنائي‬ ‫األبعاد" بدال من أن يعتمد عليھا بوصفھا إنسانة لھا‬ ‫شخصيتھا المستقلة‪ .‬وعندما تحاول الھروب من خضوعھا‬ ‫له بسبب احتياجاته الخاصة‪ ،‬فإنھا تجري أوال‪ ،‬ثم تختبئ‬ ‫تحت السرير‪ .‬لكنه‪ ،‬مدفوعا بحب المطاردة والسيطرة‪ ،‬يتقدم‬ ‫لخطبتھا‪ .‬يرمز بيتر للمجتمع‪ ،‬بينما يرمز دنكن إلى وعي‬ ‫البطلة ]حياتھا الداخلية[‪.‬‬ ‫فالمرايا يفضلھا العشاق ألنھا تعكس صورة اآلخر بدالً‬ ‫من تحديات وحقيقة اآلخرين‪ .‬ولكن أن تصبح مرآة لآلخرين‬ ‫فإن ھذا يعد نوعا من خضوع الذات وسكونھا‪ .‬وفي صباح‬ ‫اليوم الثاني لخطبتھا تسمع صوتًا جدي ًدا داخليًّا‪" ،‬صوتا‬ ‫زائفا"‪ ،‬من الصعب التعرف عليه يجعلھا تتخلي عن كل قوي‬ ‫االختيار واالستجابة الفورية لرغبات خطيبھا بيتر‪ .‬لقد قلبت‬ ‫أتود تقاليد الزواج الساخرة‪ .‬وقد أصبح ذلك واضحا ً في‬ ‫‪186 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الجزء الثاني الطويل‪ .‬فميرين تدريجيا تفقد ھويتھا كمستقلة‬ ‫نشيطة‪ ،‬وتنجرف بطريقة سلبية تجاه تغيير قدري لتصبح‬ ‫زوجة لبيتر‪ .‬لقد سردت الجزء األول مستخدمة ضمير‬ ‫المتكلم‪ ،‬ولكن في الجزء الثاني تستخدم ضمير الغائب‪،‬‬ ‫وينظر إليھا باآلخر والضحية ‪ ،‬وعندما تفقد القدرة على‬ ‫السرد يتزامن ذلك مع فقد القدرة على األكل‪.‬‬ ‫ففي الجزء األول كانت لديھا شھية نھمة لألكل‪ ،‬ولكن‬ ‫في الجزء الثاني بدأت تتعاطف مع األطعمة التي أكلتھا‬ ‫وھضمتھا واستھلكتھا‪ .‬وھذا يوحي بأنھا قد تحولت من‬ ‫الفاعل إلى المفعول‪ ،‬ومن المستھلِك إلى ال ُمست ْھلَك‪ .‬لذا نجد‬ ‫انقساما بين جسدھا ]الذات األساسية[ وصورتھا ]الذات كما‬ ‫نراھا[ ‪ .‬ففي الجزء الثاني‪ ،‬عندما أصبحت ميرين مقسمة‬ ‫ومستھدفة‪ ،‬تظھر صورھا الشخصية أكثر تشويھا ً واغترابا ً‪:‬‬ ‫تحملق في الصورة الفضية الصغيرة المنعكسة في قاع‬ ‫المعلقة‪ :‬ذاتھا‪/‬صورتھا مقلوبة‪ ،‬ذات جسم ضخم‪ ،‬يضيق‬



‫‪187 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫حتى يصل إلى حجم ثقب اإلبرة في نھاية يد المعلقة‪ .‬تحرك‬ ‫المعلقة فتنتفخ جبھتھا ثم تتراجع‪ .‬شعرت بالھدوء‪.‬‬ ‫تعبر ھذه الصورة ]صورة ثقب اإلبرة[ عن تغير‬ ‫إحساس ميرين بذاتھا‪ .‬فمنذ خطبتھا اعتادت أن تجعل بيتر‬ ‫يختار لھا طعامھا‪" :‬بيتر يستطيع أن يتخذ قرارات على‬ ‫الفور‪ ".‬فعدم قدرتھا وعدم رغبتھا على االختيار يجعالنھا‬ ‫تتضاءل أمام ذاتھا‪ .‬وعندما تنظر إلى بيتر في المطعم تراه‬ ‫من خالل عيون العالم‪ ،‬وليس من خالل عيونھا معتقدة أن "‬ ‫أي شخص يراه سيجده وسيما على نحو استثنائي‪ ".‬ولكن‬ ‫بيتر ينظر إليھا نظرة امتالك منذ بداية عالقتھما‪ .‬فالصورة‬ ‫المشوھة التي رأتھا ميرين في المعلقة تشير إلى إدراكھا‬ ‫المبكر لصورة صديقتھا كالرا وھي حامل‪ .‬تقول الساردة في‬ ‫وضع كالرا أثناء فترة الحمل‪:‬‬ ‫كتلة منفوخة من اللحم بثقب رفيع جدا‪ ...‬ملكة النحل‪...‬‬ ‫شبه شخص أو أحيانا‪ ،‬اعتقدت‪ ،‬العديد من الناس‪،‬‬



‫‪188 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫مجموعة من الشخصيات المخبأة التي ال تعرفھا على‬ ‫اإلطالق‪.‬‬ ‫كالرا‪ ،‬التي كانت في المدرسة الثانوية النموذج المثالي‬ ‫لكل فرد بسبب أنوثتھا الشفافة ‪ ،‬أما اآلن فترمز إلى قدر‬ ‫ميرين بوصفھا امرأة متزوجة‪ .‬وھذه الصورة التي رسمتھا‬ ‫ميرين للزواج من بيتر سيحولھا إلى مجرد ثقب في جسم‬ ‫كبير‪ .‬وھذا ما سيجعلھا ھدفا لجسم منتفخ مثل األشكال غير‬ ‫البشرية المرعبة التي تتخذھا كالرا‪.‬‬ ‫منقسمة ميرين بين حملقة الرجال وتعريفھا الجديد‬ ‫للزوجة‪ .‬وباقتراب موعد الزواج تكتسب صورة ميرين قوة‬ ‫إضافية‪ ،‬وتختفي ذاتھا الشخصية تماما‪ .‬تصل الحبكة إلى‬ ‫الذروة عندما يقيم بيتر حفلة ختامية ليقدمھا ألصدقائه‪ .‬وفي‬ ‫ترتيبات الحفلة تسوي شعرھا وتشتري فستانا جديدا بنا ًء على‬ ‫رغبة بيتر‪ .‬ولقد خضعت تماما في محل مصففة الشعر التي‬ ‫تعاملت معھا كشيء‪ ،‬وليس كإنسان‪ .‬فتبدو رأسھا‪:‬‬



‫‪189 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫مثل الكعكة‪ :‬شيء ما يزين بعناية‪ .‬تالحظ العملية‬ ‫مفتونة بالشكل المرتدي والمسجون في مرآة مذھبة‬ ‫بيضاوية‪ .‬لذا يبدو جسدھا مشلوالً‪.‬‬ ‫ويبدو ھذا األمر أكثر وضوحا وھي تستحم حيث‬ ‫تري جسدھا العاري منعكسا على كل من الصنبور‪ ،‬وعلى‬ ‫عامود الدش‪ ،‬وعلى حوض االستحمام‪ :‬تحركت فتحركت‬ ‫معھا صورھا الثالث‪.‬‬



‫ولكن ھذه المرايا بالطبع ليست‬



‫متطابقة تماما‪:‬‬ ‫ذاتھا تنقسم وتتشظي بعيدا عنھا‪ .‬تنظر في الماء إلى‬ ‫الجسم الجالس فيه‪ ،‬وإلى حد ما لم يعد تماما جسدھا‪.‬‬ ‫ففي ھذه الحالة خافت أن تتحلل طبقة طبقة مثل أوراق‬ ‫الكرتون في بركة مزراب‪.‬‬ ‫ويوازي ھذا الذوبان المرآوي فزع البطلة من أن تفقد‬ ‫صورتھا أمام أصدقاء بيتر‪ .‬وفي الجزء الثاني تفقد صوتھا‪.‬‬ ‫واآلن تخشى من أن تفقد شكلھا ]ھويتھا[ كليﱠةً‪.‬‬



‫وعندما‬



‫تواجھھا تلك المخاوف المتناقضة نعرف أنھا ليست سعيدة‪.‬‬ ‫‪190 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ويصور انقسام ذاتھا في شكل دميتين كبيرتين "جالستين‬ ‫ھناك ال تتحركان على جانبي المرآة ‪ . .‬يشاھدانھا فقط‪".‬‬ ‫تمثل ھاتان الدميتان وعيھا المبكر بأنھا قد أصبحت منقسمة‬ ‫إلى قسمين‪ :‬الصورة التي يراھا اآلخرون‪ ،‬والذات األخرى‬ ‫العميقة التي تشعر بھا في الداخل‪ .‬ولكن ھذه الفكرة قد‬ ‫تجسدت‪ ،‬وانتقلت من ذاتھا إلى الدميتين‪" :‬بقوة أطيافھما‬ ‫المنفصلة يحاوالن سحبھا بعيدا" ‪.‬‬ ‫ھذه لحظة حاسمة في حياة ميرين؛ ألنھا بإدراك‬ ‫مشاعرھا تصارع االنقسام بين ذاتھا كفاعل ومفعول‪ .‬لذا‬ ‫تؤكد ذاتھا‪ ،‬وتتخذ قرارا بدعوة زمالئھا للحفلة‪ .‬ولقد وصلت‬ ‫مرتدية كل المالبس الرسمية التي يتطلبھا ھذا الدور الوشيك‪:‬‬ ‫الفستان األحمر المثير‪ ،‬والحزام في األسفل‪ ،‬والتسريحة‬ ‫المألوفة‪ ،‬والمكياج الكامل‪ .‬ويستحسن بيتر ذلك‪" :‬صغيرتي‬ ‫أنت رائعة تماما"‪ ،‬مؤكدا أنه ينبغي عليھا أن تكون كذلك‬ ‫طوال الوقت‪ .‬وعندما تنظر إلى نفسھا في مرآة بيتر تشعر‬ ‫أنھا مغتربة وممزقة‪.‬‬



‫لذا أنقذھا إصرارھُا أن تدعو‬ ‫‪191 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫زمالءھا‪ ،‬وتؤك ُد إرادتھا ألول مرة لذاتھا فيما يخص عالقتھا‬ ‫مع بيتر منذ فترة الخطوبة‪ .‬وعندما يصل صديقھا الغامض‬ ‫والنحيف دنكن‪ ،‬يرفض أن ينضم للحفلة‪ ،‬ويسحبھا خارج‬ ‫الباب‪ ،‬ويتفحصھا‪ ،‬وفي النھاية يسألھا "لِ َم لم تخبريني أنھا‬ ‫حفلة تنكرية؟"‬ ‫ويستدعي بيتر ميرين إلى غرفة نومه ليلتقط لھا‬ ‫صورة‪ ،‬لكنھا تقف متجمدة أمام الكاميرا وكأنھا مشلولة خوفا‬ ‫من التصوير‪ .‬وتھرب‪ ،‬وھي تصرخ قبل أن يلتقط ھذه‬ ‫الصورة ]يعتقد بيتر أنھا مخمورة[ ‪ .‬فالتقاط ھذه الصورة‬ ‫الفوتوغرافية لذاتھا المغتربة قد يحبسھا في حبكة القرن‬ ‫التاسع عشر ذات النھايات السعيدة‪ .‬والكاميرا سالح ِمرآويّ‪:‬‬ ‫بمجرد أن يسحب َز ْند البندقية ستجبر على الوقوف‪.‬‬ ‫تثبت طويال على ھذه الھيئة‪ .‬وھذا الموقف يجعلھا‬ ‫عاجزة أن تتحرك أو تتغير‪.‬‬ ‫تنتھي الرواية نھاية كوميدية بالرغم من أنھا لم تجد‬ ‫ھويتھا في مرآة بيتر‪ .‬وتدرك أن زواجھا منه سيدمرھا‪.‬‬ ‫‪192 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وتكسر ميرين ھذا النفوذ بإعدادھا كعكة تشبه الدمية‪ :‬اآلن‬ ‫أصبحت ميرين النحات بدال من التمثال الفاقد للحياة‬ ‫والمنحوت تحت اسم الجمال‪.‬‬ ‫عندما يصل بيتر ‪ -‬طبعا غاضبا من اختفائھا من الحفلة‬ ‫فجأة‪ -‬ال تعلق ميرين‪ .‬وبدال من ذلك‪ ،‬تقدم له الكعكة بديالً‬ ‫مقترحا ً‪" :‬ھذا ما تحتاج إليه حقيقة على طول الخط‪ ،‬أليس‬ ‫كذلك؟" وبمجرد أن يرفض ھذا الخطاب المعكوس‪ ،‬تسترد‬ ‫ميرين شھيتھا المفقودة ‪ -‬ذاتھا المفقودة‪.‬‬



‫وتشعر بجوع‬



‫قارص‪ ،‬فتأكل الكعكة‪ .‬وھكذا تدمر ميرين ھويتھا كصورة‬ ‫وكآخر باالتحاد مع ذاتھا‪ .‬وتُصدم أنزلي معلقة‪" :‬ميرين‪...‬‬ ‫أنت ترفضين أنوثتك! "‪ .‬لقد تخلصت الساردة من الصورة‬ ‫التي يرغبھا بيتر‪ ،‬وتستأجرھا المؤسسة التي تعمل فيھا‪،‬‬ ‫وتھيمن عليھا أنزلي‪ :‬االستعارة تصبح كناية‪ .‬وفي النھاية‬ ‫أصبحت ميرين نشيطة مرة ثانية‪ ،‬وفاعلة‪ ،‬وعميلة‪،‬‬ ‫ومستھلِكة بدال من كونھا أشياء مستھلَكة تستخدم للتبادل‬ ‫وللتجارة في سوق الزواج‪.‬‬ ‫‪193 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ھناك تطابق بين فشل زواج ميرين وعالقتھا بدنكن‪.‬‬ ‫فھذا الطالب الخريج من قسم اللغة اإلنجليزية يقوم بدور‬ ‫المناقض لبيتر‪ ،‬ويلعب أيضا دورا مھما في قصة زواج‬ ‫ميرين‪ .‬فبعد مغادرتھا حفلة بيتر تتجه إلى غرفة دنكن‪،‬‬ ‫وتمارس معه في نھاية الليلة بعضا من ممارسة الحب ‪ .‬ويعد‬ ‫ھذا التصرف تحررا من عبوديتھا كزوجة‪/‬خطيبة لبيتر‬ ‫باإلضافة إلى تحررھا أيضا من التقاليد الموروثة لبطلة‬ ‫القرن التاسع عشر‪ :‬زيارتھا لدنكن بدون علم بيتر يعد نوعا‬ ‫من تأكيد الذات والخداع له ولدورھا باعتبارھا خطيبة‪ .‬لذا‬ ‫جعلت جزءا من حياتھا خاصا بھا وسريا ً عن بيتر‪ ،‬ومن ثم‬ ‫تبقى جزئيا غير مرئية وغير مسيطَر عليھا‪ .‬ويعتبر دنكن‬ ‫منافسا وبديال ومعارضا لبيتر حيث ساعدھا على أن تسترد‬ ‫ذاتھا في مقارنتھا مع بيتر‪ .‬ونري أن دنكن ال يريد منھا أن‬ ‫تكون مجرد صورة ‪ ،‬إنه نرجسي إلى أبعد الحدود‪ ،‬وأيضا‬ ‫جائع جدا ومنغمس في ذاته‪ .‬وبطريقة متميزة تستجيب‬ ‫ميرين لدنكن بطرق ملموسة أساسية‪ .‬وھذا يخالف اإلدراك‬ ‫‪194 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫البصري الذي يحكم عالقاتھا مع بيتر‪.‬‬



‫وطبقا لنظرية‬



‫إيرجاري ‪ Igaary‬تمارس ميرين رغبتھا الجنسية مع دنكن‬ ‫بدال من أن تصبح ھدفا سلبيا في عيون بيتر‪ .‬وبوجه عام‬ ‫تريد ميرين أن تلمس دنكن‪ .‬وأتود تصف بصورة متكررة‬ ‫بالتفصيل كيف يحس بھا عندما تحضنه‪:‬‬ ‫كان مرتديا جاكتا ً طويالً‪ .‬تحسﱠسته بإحدى يديھا على‬ ‫الرغم من أنه جلد فرو‪.‬‬



‫وتحته تحسﱠست جسده‬



‫النحيف‪ ،‬االنحدار النحيف لحيوان جائع في وقت‬ ‫المجاعة‪ .‬بدأ يھز وجھه الرطب تحت حجابھا وشعرھا‬ ‫وياقة معطفھا ورقبتھا‪.‬‬ ‫ومع أن عالقاتھا مع بيتر جنسية ‪ ،‬إال أنھا كانت تحس‬ ‫به بصريا فقط‪.‬‬ ‫ودنكن على الجانب اآلخر يحطم المرآة الموجودة‬ ‫في غرفته‪ .‬فلم يعد يعكس لميرين الصورة المعتادة الناجحة‬ ‫اجتماعيا كما كان يفعل بيتر‪ .‬وعندما تنظر في مرآة دنكن‪،‬‬ ‫ال تتوقف عند رؤية نفسھا‪ ،‬بل تري اإلطار الخشبي وبعض‬ ‫‪195 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الزجاج المدبب‪ .‬ويخبرھا دنكن أنھا مجرد ھاربة‪" :‬أنت‬ ‫تعلمين أنني ال أحبك كثيرا‪ ".‬ومع ذلك وبطريقة تناقض‬ ‫موقفھما‪ ،‬يحدث اتصال فريد‪ .‬وفي الجزء الثالث تستعيد‬ ‫ميرين مرة أخري صوتھا السارد‪ ،‬وتبحث عن وظيفة‪،‬‬ ‫وتأكل مرة أخري‪ ،‬ويالحظ ذلك دنكن جيدا‪ .‬ولكن الصورة‬ ‫الختامية للرواية مزعجة وغير مريحة ‪ ،‬حيث تنتھي دنكن‬ ‫من تناول ما تبقي من كعكتھا‪ .‬وبما أن ميرين قد عجزت‬ ‫عن التعبير عن وضعھا الجديد لغويًّا‪ ،‬فإنھا تترك القارئ‬ ‫متسائال‪" :‬ھل سيفترسھا دنكن أم ال؟" لم يكن واضحا أن‬ ‫ميرين تعلمت أسرار مارجريت أتود "خدع مع المرايا" ‪.‬‬ ‫لقد أصبحت أيضا واثقة وسليمة الجسد "ولكن إلى متى؟"‬ ‫***‬ ‫استطاعت ميرين أن تحقق شخصية تتسم بالتوازن‬ ‫والتكامل برفضھا الخضوع للتقاليد االجتماعية والتغلب على‬ ‫شخصيتھا السلبية‪.‬‬



‫ولذا تستخدم أتود الخيال والرمزية‬



‫لتوازن بطريقة فعالة بين رحلة البطلة من كونھا سلعة‬ ‫‪196 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫استھالكية إلى إنسان‪ .‬وكذلك تلقي أتود الضوء على بعض‬ ‫الصور الھزلية لتفضح طبيعة ھذا المجتمع المادي‪.‬‬ ‫تبدأ البطلة تتفحص وترفض األدوار المنوطة بھا من‬ ‫قبل مجتمعھا لتحقق ھويتھا‪ :‬عمرھا ستة وعشرون عاما‬ ‫ومتعلمة‪ ،‬ولديھا وظيفتھا‪ ،‬وصديقھا بيتر األعزب الوحيد بين‬ ‫زمالئه‪ .‬تتأمل ميرين طبيعة مستقبلھا‪ ،‬ونوع المرأة التي‬ ‫تمثلھا في المستقبل‪.‬‬ ‫تستخدم أتود صورة فطيرة اآليس كريم لتمثل تركيبة‬ ‫الشركة‪ ،‬وكيفية استغالل المرأة التي تضطر إلى ترك عملھا‬ ‫إذا قررت أن تتزوج وتنجب أطفاال‪ .‬فالرجال فقط يحصلون‬ ‫على المناصب العليا‪ ،‬ولذا مكاتبھم في األدوار العليا‪.‬‬ ‫واآلالت والعمال [الذين يش ﱢغلون ھذه اآلالت[ يعدون نوعا‬ ‫من العبيد بالمفھوم الحديث للكلمة‪ ،‬ومكانھم بالطبع في‬ ‫الطابق األسفل‪ .‬وأما الطبقة الناعمة واللزجة في الوسط‬ ‫فمكونةٌ من النساء الالتي ﱠ‬ ‫يكن ربات بيوت‪ ،‬ويعملن بأجور‬ ‫منخفضة في أوقات فراغھم‪ .‬وتأمل ميرين أن تكون مديرة‬ ‫‪197 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫مستقبل يتسم‬ ‫أو نائبة لقسمھا مثل مز بوج التي تتجه إلى‬ ‫ٍ‬ ‫بالعنوسة‪.‬‬ ‫بداية‬



‫ترفض ميرين ھذا الدور‪ ،‬وال تستريح إلى‬



‫طريقة مالبس وماكياج ‪-‬الذي يشبه الطُعْم‪ -‬زميالتھا في‬ ‫العمل الالتي يرغبن أن يظللن أبكارا حتى الزواج والسفر‬ ‫قبل االستقرار‪ .‬وتبدأ ميرين تتصور وتتخيل شكلھا زوجةً‬ ‫وأ ًّما من خالل صديقتھا كالرا‪ .‬وتُ ّشبه أتود كالرا باألفعى‬ ‫التي تلتھم بطيخة‪ .‬لذا ترى أتود أن المرأة ال تستطيع أن‬ ‫تتحكم في قوامھا وجسدھا إذا سمحت للطبيعة أن تأخذ‬ ‫مجراھا الطبيعي‪ .‬فكالرا‪ ،‬كما تراھا ميرين تزود العالم‬ ‫بأطفال بدون ھدف دون أن تفكر في نفسھا أو في العالم من‬ ‫حولھا‪ .‬وتري ميرين أن دور وطبيعة حياة كالرا يتسم بعدم‬ ‫المسئولية باإلضافة إلى خطورته على النساء أجمع‪.‬‬ ‫وأما صديقتھا أ ْنزلي فتمثل األنثى الشرسة‪ ،‬وتصورھا‬ ‫أتود قائداً أعلى للقوات المسلحة‪ .‬وتحاول أن تحمل من لن‬ ‫شانك ‪ ،‬وتربي طفلھا بمفردھا ثم تجبره بعد ذلك على‬ ‫‪198 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الزواج‪ .‬وأنزلي‪ ،‬بالنسبة لميرين مسيطرة وغير أخالقية‪،‬‬ ‫ومثل الرجال‪ ،‬جانية‪ .‬ورفض ھذه األدوار جعل ميرين في‬ ‫لسلوك غير أخالقي بسبب نقص‬ ‫حالة فراغ وخضوع‬ ‫ٍ‬ ‫الخبرة‪ .‬وخطوبة ميرين لبيتر تزيد من قلقھا بخصوص‬ ‫مستقبلھا‪ .‬وقَبْل الخطوبة تستمع ميرين إلى قصة صيد‬ ‫األرنب من قبل بيتر ُولن َدر ‪ ،‬فيصف بيتر كيف قتل وأخرج‬ ‫أحشاء األرنب‪ .‬وبطريقة غير عقالنية تشعر ميرين بألم حاد‬ ‫كحيوان مصطاد ألنھا تشبه ھذا األرنب‪ .‬وفي وقت متأخر‬ ‫من ھذا المساء تختبئ تحت األريكة في غرفة لن‪ .‬تقدم أتود‬ ‫ھذا السلوك غير العقالني للھروب مع محاوالت األرنب‬ ‫الذي يبحث عن مكان غير معقد للحياة مثل الرحم‪.‬‬ ‫إن طبيعة ميرين الفطرية للھروب قد تم غزوھا من قِبَل‬ ‫إغواء بيتر المفترس لھا‪ .‬تسمح ميرين لنفسھا أن تُقتَحم‪ ،‬ولذا‬ ‫بدأت تستجيب لتوقعات المجتمع فيما يخص المرأة ‪ ،‬فبدأت‬ ‫تنفذ األجندة‪ .‬وطبقا لذلك تقبل عرض بيتر للزواج‪ ،‬وتقول‬ ‫"أترك كل القرارات الكبيرة لك‪".‬‬ ‫‪199 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وفيما يخص خطط حفلة الزواج ‪ ،‬فإن خطوبة ميرين‬ ‫تلقي الضوء على العقبة الرئيسية لبطلة الرواية ميرين من‬ ‫أجل تحقيق التوافق والتكامل مع المجتمع‪ :‬أال وھي إفراطھا‬ ‫في السلبية‪ .‬ففي العمل تفعل أشياء ليست جزءاً من وظيفتھا‪.‬‬ ‫وفي البيت تسمح أل ْنزلي وصاحبة البيت أن تھدداھا‬ ‫وتستغالھا‪.‬‬



‫وإنھا لتنظف الحوض أل ْنزلي لئال تغضب‬



‫صاحبةُ العقار‪ ،‬وتجعل بيتر يخبرھا بما يجب أن تفعله‪،‬‬ ‫ومتى تفعله‪ .‬فعلى سبيل المثال توافق على ممارسة الحب‬ ‫في حوض االستحمام على الرغم من أنه غير مريح لھا‪.‬‬ ‫وبمجرد أن توافق على الزواج من بيتر تنقسم شخصيتھا إلى‬ ‫شطرين‪.‬‬ ‫يبدو ھذا االنقسام واضحا ً من انتقال ميرين من ضمير‬ ‫المتكلم إلى ضمير الغائب‪ .‬ولقد تزامن فقدان شھية ميريّن‬ ‫لألطعمة مع تالشي وتحلل شخصيتھا‪ .‬ويقودھا سلوكھا‬ ‫السلبي وغير العقالني ھذا إلى بداية نبذ بعض األطعمة بادئة‬



‫‪200 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫باللحم‪ ،‬ثم البيض‪ ،‬وأخيرا الخضار‪ .‬بدأت تالحظ كيف يقطع‬ ‫بيتر اللحم‪:‬‬ ‫لقد شاھدت األيدي القادرة على إمساك السكين والشوكة‬ ‫وكيف يقطع قطعة اللحم بدقة إلى شرائح‪ .‬والشيء‬ ‫نفسه صار مع البوفتيك‪ .‬نظرت إلى البوفتيك الذي‬ ‫أمامھا وكان نصف مأكول‪.‬‬



‫وفجأة رأته كتلةً من‬



‫العضل‪ .‬دم أحمر‪ .‬جزء من البقرة التي كانت تتحرك‬ ‫يوما ما وتأكل قتلت اآلن‪ .‬ألقت السكين والشوكة‪" .‬يا‬ ‫إلھي" اعتقدت وتمنت أال يستمر ھذا‪ .‬سأموت جوعا!‬ ‫خطبتھا من بيتر جعلت ھويتھا مع األشياء تُستَھلك‪.‬‬ ‫وھذا اإلدراك يقودھا إلى عالقة سرية مع دنكن الھزيل‪.‬‬ ‫ومن ثم تعمق ھذه العالقة من تقسيم شخصيتھا أكثر فأكثر‪.‬‬ ‫ترمز أتود إلى انقسام شخصيتھا ھذه بدميتين من لعب‬ ‫ميرين القديمة‪ .‬فجزء منھا يمثله الدمية المطاطية الشقراء‬ ‫التي يُطبل لھا ھذا المجتمع المادي‪ ،‬وتعد ھي صورة زوجة‬ ‫جميلة لبيتر‪ .‬وأما الدمية الثانية فذات شعر أسود قديم‪ ،‬ويمثل‬ ‫‪201 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الجزء اآلخر منھا الذي يبتعد كثيرا عن مثاليات المجتمع في‬ ‫اتجاه األميبات مثل دنكن‪ .‬تحاول ميرين أن تعيش كل حياة‬ ‫على حدة‪ .‬فنراھا تلعب أوالً دور عندليب فلورنس طلبا‬ ‫للراحة لدنكن‪ ،‬وثانيا ترتدي فستانا ً أحمر المعاً‪ ،‬وأخيرا‬ ‫تسريحة مسايرة للموضة لحفلة بيتر‪ .‬ولذا تنتھي حياتھا في‬ ‫ھذين الدورين عندما تكتشف حقيقة االثنين‪ ،‬وبالتتابع تكتشف‬ ‫حقيقة نفسھا‪.‬‬



‫ففي الحفلة تكتشف شخصية وحقيقة بيتر‬



‫الخفية "كشخص لديه الرغبة في القتل‪ ،‬ومعه سالح فتاك في‬ ‫يديه‪".‬‬



‫تھرب إلى دنكن حيث تكتشف أنه أيضا جزء من‬



‫لعبة الضحية‪ /‬المفترس‪ .‬فيخدعھا دنكن لينام معھا متظاھرا‬ ‫أنه عاجز ‪ .‬وتدرك ميرين أنھا ليست السبب في تدميره‪،‬‬ ‫ولكنھا تصرفت ببراءة‪ ،‬ولذا منحته رعاية األم‪ .‬ومرة ثانية‬ ‫تسمح لشخص آخر أن يسيطر عليھا بسلبية تامة‪ .‬ونتيجة‬ ‫لھذا تدرك ميرين أن بيتر يحاول تدميرھا‪ ،‬ودنكن يبحث عن‬ ‫حنان األم‪ .‬ولذا تقرر أن تتخذ دورا لھا في الحياة بدال من‬ ‫كونھا سلبية على طول الخط‪.‬‬ ‫‪202 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تحاول ميرين أن تؤكد ھويتھا عن طريق إعداد كعكة‬ ‫تشبه امرأة مثالية‪ ،‬تشبه البطلة نفسھا‪ .‬تقدمھا لبيتر الذي‬ ‫يعتقد أنھا مجنونة ويتركھا ويرحل‪ .‬فتعود إليھا شھيتھا مرة‬ ‫أخرى‪ .‬وتأكل الكعكة مدمرة الصورة التجارية للمجتمع‪،‬‬ ‫ومن ثم تسترد شخصيتھا كاملة‪.‬‬



‫وتُظھر أتود تكاملھا‬



‫باستئناف سرد أحداث الرواية باستخدام ضمير المتكلم‪.‬‬ ‫وتعود إلى حيث بدأت قبل خطبتھا من بيتر‪ .‬فتصبح قادرة‬ ‫على التفكير في نفسھا‪ ،‬وتختار أمورھا طبقا لذلك‪.‬‬ ‫تبدأ ميرين في التحرر من سلبيتھا فترفض الصور‬ ‫الھزلية لكل من‪:‬‬



‫المرأة العاملة ذات األجر الزھيد‪ ،‬و‬



‫الزوجة‪ /‬األم المضطھدة التي تنجب فقط‪ ،‬والرجل المسيطر‬ ‫والمھيمن على زمام األمور‪ ،‬والعاشقة المغتربة‪ .‬وأصبح‬ ‫اآلن زما ُم األمور في يدھا‪ ،‬فتبدأ حياتھا دورة كاملة تجاه ما‬ ‫يسمي بالواقعية حيث تحفر حياتھا بنفسھا‪.‬‬ ‫***‬



‫‪203 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تُقَسّم الروايةُ إلى ثالثة أقسام‪.‬‬



‫ففي الجزء األول‬



‫تتحدث ميرين بضمير المتكلم‪ .‬وفي الجزء الثاني‪ -‬الذي‬ ‫يشكل الجسم األساسي للنص] ‪ 18‬فصال[‪ -‬ينتقل صوت‬ ‫السارد من ضمير المتكلم إلى ضمير الغائب‪ .‬ولكن يجب‬ ‫علينا أن ندرك أن ھذا الصوت الثاني أيضا ينتمي إلى البطلة‪،‬‬ ‫ألنه في الجزء الثالث‪ -‬الفصل األخير‪ -‬يعود الصوت إلى‬ ‫ضمير المتكلم مرة ثانية‪ .‬وتخبرنا ميرين‪:‬‬ ‫اآلن أنا أفكر في نفسي مستخدمة ضمير المتكلم مرة‬ ‫ثانية‪ ،‬فقد وجدت نفسي الذاتية بطريقة أكثر تشويقا من‬ ‫موقف دنكن‪.‬‬ ‫وبطريقة أخري يقدم السرد كلية من خالل عيون‬ ‫البطلة‪ .‬فكل مفردات اللغة في الرواية أصبح من السھل‬ ‫عليھا التحكم فيھا‪ ،‬ويمكن أيضا تفسيرھا انعكاسا ً لموقفھا‬ ‫النفسي المتغير‪.‬‬ ‫تري شيرل جريس ‪ Sherrill Grace‬في تحليلھا لھذه‬ ‫الرواية أن المتحدثة‪ ،‬في انتقالھا من "أنا" إلى "ھي" ثم تعود‬ ‫‪204 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫إلى "أنا" مرة ثانية‪ ،‬تتعلم القليل‪ .‬وما نود توضيحه ّ‬ ‫أن‬ ‫البطلة تحقق الكثير من التقدم النفسي‪.‬‬



‫وال يعكس ھذا‬



‫االنقسام فقط اغتراب البطلة‪ ،‬وإنما يسمح لھا أيضا أن تضع‬ ‫خبرتھا لكي تتحرر من ماضيھا وتحرر نفسھا من دورھا‬ ‫األَ ْولى بوصفھا ضحية‪ .‬ومن ثم تبدأ في إحداث اختيارات‬ ‫في حياتھا باالستجابة إلى مشاعرھا الداخلية الخاصة بدال من‬ ‫المظاھر الخارجية للعالم‪.‬‬ ‫ولكي نحقق فھما أعمق لھذه العملية التي تقوم بھا‬ ‫البطلة‪ ،‬يجب علينا أن نولي لغة البطلة أو أسلوب نثر الكاتبة‬ ‫اھتماما خاصا‪ .‬وما الحظته متميزا في أسلوبھا ھو الطريقة‬ ‫التي ترتبط بالتغيرات التي توضح مدي إدراك البطلة لذاتھا‪.‬‬ ‫ولكي نفحص مھارات أتود اللغوية بدقة يُقارن جين بترسون‬ ‫‪ Jayne Patterson‬حدثين متوازيين في حياة البطلة‪.‬‬ ‫ففي الفصل العشرين تنطلق إلى السوبر ماركت‬ ‫لتشتري ما يلزم حفلة العشاء التي تقيمھا لخطيبھا بيتر‬ ‫وأصدقائھا كالرا وجو ‪ .‬األجھزة السمعية والبصرية في‬ ‫‪205 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫المتجر قد أبھرتھا كثيرا لدرجة أنھا بالكاد تتحمل ھذه الرحلة‬ ‫بدون شراء كل شيء أمام بصرھا‪ .‬وانبھرت أيضا ً بأنھا‬ ‫تتعرف بقوة على الطعام الذي اشترته‪ ،‬ولكن من خالل‬ ‫عبوات األطعمة‪ ،‬وإنه من الصعب بنفس الدرجة أن تعد‬ ‫وتأكل ھذا العشاء‪ .‬ولكن في الفصل قبل األخير نجد البطلة‬ ‫تتجه إلى السوبر ماركت نفسه ‪ .‬وھذه المرة‪ ،‬تذھب إلى‬ ‫المتجر‪ ،‬وتشتري ما تريده‪ ،‬وتعود إلى المنزل‪ ،‬وتعد كعكة‪،‬‬ ‫وتزينھا على شكل صورتھا‪ ،‬وتلبسھا أيضا فستانا ً أحمر‪،‬‬ ‫مزينا بالترتر‪ ،‬وشعرھا مصفف جيدا لتحاكي ملبسھا‬ ‫بالطريقة نفسھا في حفلة الخطوبة الليلة السابقة‪.‬‬ ‫إن ملبسھا وأكلھا الكعكة يوحيان بتعرفھا ورفضھا‬ ‫لذاتھا المطيعة السابقة‪ ،‬وتبرز ذروة ھذا الشعور في قدرتھا‬ ‫الجديدة على أن تستجيب لمشاعرھا الداخلية الخاصة بھا‪.‬‬ ‫ففي ھذه الدراسة األسلوبية يقارن بترسون بين أمور‬ ‫ثالثة ‪ :‬رحلتي الشراء‪ ،‬والحلقتين التي تعد فيھما الطعام‪،‬‬ ‫والحدثين حيث تأكل ما أعددته‪.‬‬



‫ويشير جين بترسون إلى‬



‫‪206 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الموقف األول ]األحداث الثالثة في الفصل العشرين[‬ ‫بالنموذج األول‪ ،‬والموقف الثاني[ األحداث الثالثة في الفصل‬ ‫األخير[ بالنموذج الثاني‪ .‬إن طول الرحلتين مختلف تماما‪.‬‬ ‫ففي النموذج األول البطلة مرتبكة لدرجة أن التسوق يتطلب‬ ‫خمس صفحات من الحوار الذاتي‪ .‬بينما في النموذج الثاني‬ ‫يوصف في فقرة واحدة موجزة‪.‬‬ ‫دعونا نفحص الصعوبات التي واجھتھا في النموذج‬ ‫األول‪ ،‬وكيف تغلبت عليھا في النموذج الثاني‪ .‬فاالختالفات‬ ‫الصارخة تبدو جلية في صيغ األفعال التي تستخدمھا أتود‪.‬‬ ‫وتوضح األشكال الستة لألفعال االنعكاسية مدي استغراق‬ ‫البطلة في مالحظة ذاتھا‪:‬‬ ‫وجدت نفسھا‪ ...‬لتدافع عن نفسھا‪ ...‬ترغب في نفسھا‪...‬‬ ‫تقنع نفسھا‪ ...‬أمسكت نفسھا‪.......‬تراقب نفسھا‪.‬‬ ‫وفي الواقع إنھا في ثالث منھن تبتعد تماما عن الواقع‪:‬‬



‫‪207 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ضبطت نفسھا مؤخرا تشاھد نفسھا بحب استطالع‬ ‫معنوي لترى ما ستفعله‪.‬‬ ‫وھذا يوضح أنھا ال تسيطر على بنية الحبكة‪ .‬ولكن في‬ ‫النموذج الثاني ال توجد أفعال انعكاسية ‪ ،‬بالرغم من أن‬ ‫المتحدثة ما زالت تستخدم ضمير الغائب فقد انتقلت من‬ ‫وضع مراقبة المراقب إلى المراقب نفسه‪ .‬وفي النموذج‬ ‫الثاني يوجد فقط طبقة واحدة لتصل إلى ذاتھا الداخلية‪ .‬لذا‬ ‫نجدھا تنتقل من عالم األحالم إلى الواقع‪.‬‬ ‫كل فعل في النموذج األول متعلق باختيار الطعام ‪-‬‬ ‫باستثناء الفعل "وجدت" ‪ -‬ينتمي إلى مجموعة نظرية من‬ ‫األفعال البدنية أو المتعلقة بالرؤية‪ :‬الحركة البدنية‪" :‬تفتح‬ ‫يديھا‪ ...‬تقذف‪ ...‬تغلق أصابعھا"‪ ،‬وبالحركة البصرية‪:‬‬ ‫"نظرت بعجل إلى‪...‬نظرت بغضب إلى‪ ...‬نظرت بـ‪."...‬‬ ‫وھذا يوحي بأنه ليس ھناك أفعال تشير إلى االختيار أو‬ ‫الرغبة‪ .‬وبما أن لديھا القليل من السيطرة على األحداث‪،‬‬ ‫فالبطلة تشبه الدمية التي تفتح يديھا بطريقة متصلبة‪ ،‬وتغلق‬ ‫‪208 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫أصابعھا حول مشترياتھا ‪ ،‬إنھا دمية تُسحب ُخيوطُھا بواسطة‬ ‫ھذا العالم المستھلك‪ .‬وفي المقابل ال يوجد أ ّ‬ ‫ي من ھذه‬ ‫األفعال المرتبطة باختيار الطعام في النموذج الثاني فيما‬ ‫يخص الحركة البدنية أو البصرية‪ .‬فھاتان المجموعتان من‬ ‫األفعال مرتبطتان باالختيار والرغبة ‪" :‬تلتقط األشياء من‬ ‫على األرفف‪...‬تريد كل شيء جديدا‪...‬ال تريد"‪.‬‬ ‫انتقلت ميرين من دمية إلى إنسان‪ ،‬يريد ويرفض ما ال‬ ‫يريده‪ .‬فاعتماد البطلة على الحديث الشفوي في النموذج‬ ‫األول يبرھن إلى حد كبير على اعتمادھا الجوھري على‬ ‫اآلخرين‪ .‬ولذا نجدھا تحمل قائمة مدونا عليھا ما تحتاج إليه‬ ‫لتحميھا من الشراء بتھور‪ .‬وتقرأ بصوت مرتفع من القائمة‪:‬‬ ‫فول" قالت‪" ...‬مكرونة" قالت"‪ ...‬خس‪ ،‬فجل‪ ،‬جزر‪،‬‬ ‫بصل‪ ،‬طماطم‪ ،‬بقدونس" قرأت‪" ...‬ورق توالت"‬ ‫قالت"‪.‬‬ ‫وبما أنھا تحت سيطرة ديكتاتوريات األعراف‬ ‫الخارجية والبدنية التي تجبرھا على شراء ما تحتاج إليه‬ ‫‪209 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫للوصفة المقررة فھي تكبح جماح رغباتھا الداخلية تماما‪.‬‬ ‫والعفوية ھنا مستحيلة‪ .‬وتتصرف ھذه القائمة حائطا ً بين‬ ‫رغباتھا والعالم المستَ ْھلِك ]تبدأ تدافع عن نفسھا بالقوائم[ ‪،‬‬ ‫ومع ذلك ففي النموذج الثاني نجدھا تتخلي عن القائمة‪،‬‬ ‫وتزيل ھذا الحاجز‪:‬‬ ‫]ھي[ ترمي قلم الرصاص بعدما كتبت العديد من‬ ‫الكلمات‪ .‬تعرف ما أرادت أن تشتريه‪.‬‬ ‫اآلن تسمح لذاتھا أن تستجيب لرغبتھا الداخلية‬ ‫والفورية ‪ -‬الحظ الفعل "أرادت" ‪.‬‬ ‫إن قائمة المفردات اللغوية المتعلقة بالطعام ومعدالتھا‬ ‫النحوية ستزيد من وضوح مدي تعرف ميرين العصبي على‬ ‫منتجات الطعام‪ .‬أوال‪ ،‬دعونا ننظر إلى كيفية ترتيبھم في‬ ‫النموذج األول‪:‬‬ ‫أي شيء ذو تغليف المع‪ ،‬مركتان من الصابون‪،‬‬ ‫علبتان من عصير الطماطم‪ ،‬أي عصائر الطماطم ذات‬ ‫تغليف ومظھر جنسي ّ‬ ‫جذاب‪ ،‬تشكيلة ومركات النھائية‬ ‫‪210 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫من الباستا[ مكرونة‪ /‬معجنات[ ‪ ،‬علبتان من مكسبات‬ ‫الطعم لعلب األرز باللبن‪ ،‬صناديق عريضة مغلفة‬ ‫بالسلوفان من الدقيق‪...‬‬ ‫توحي ھذه القائمة بأنھا تھتم فقط بأغلفة األطعمة أكثر‬ ‫من الطعام نفسه‪ .‬وھذا يعكس مدي إدراكھا المشوه للطعام ‪،‬‬ ‫حيث تفشل في التعرف على الطعام الحقيقي الذي يقبع تحت‬ ‫ھذه األغلفة البالستيكية‪.‬‬



‫وبينما يخبئ التكامل العضوي‬



‫للطعام تحت أغلفة صناعية فإن ميّرين تختبئ تحت مالبسھا‬ ‫عبر الرواية‪:‬‬ ‫تجلس ميرين على الكرسي‪ ،‬تجعل معطفھا فوق جسدھا‬ ‫مثل ممتص الصدمة‪.‬‬ ‫ھناك مثال آخر يبين مدي إلغاء ھويتھا عندما يعرض‬ ‫عليھا صديقھا دنكن إقامة عالقة جنسية حقيقية‪:‬‬



‫‪211 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫أقصد لو ذھبنا للفراش‪ ،‬فا‬



‫يعلم أنك غير واقعية‬



‫اآلن‪ ،‬وكل ما اعتقده أن ھذه الطبقات من المالبس الصوفية‬ ‫التي ترتديھا‪ ،‬والمعطف والجاكت وك ّل ھذه المالبس غير‬ ‫واقعية‪ .‬أحيانا أتساءل ھل سيستمر‪ ،‬ربما تكونين صوفية‬ ‫طوال الوقت‪ ...‬ميرين ال تقاوم ھذا الطلب‪ .‬تعرف أنھا‬ ‫ليست مصنوعة من الصوف‪.‬‬ ‫إن اھتمام ميرين الخاص بالطماطم وعصير الطماطم‬ ‫يؤكد إلى حد كبير مدي إحساسھا بأنھا صالحة لألكل‪ .‬وھذا‬ ‫يبدو واضحا في اختيار فستان أحمر للحفلة‪.‬‬



‫وبما أن‬



‫الطماطم لفظة عامية للمرأة الجذابة جنسيا تبدو ميرين مثل‬ ‫امرأة جاذبيتھا الجنسية غريبة وليست موروثة في شخصھا‪،‬‬ ‫وإنﱠما في مالبسھا‪ :‬التكيت مثير والمع‪ ،‬وليست الطماطم‬ ‫نفسھا‪ .‬وبما أنھا ال تمتلك شخصية مستقلة تري التكيت‬ ‫]المالبس[ شيئا ً حيا ً ومحسوساً‪ ،‬والطعام ]جسدھا[ بال ذوق‬ ‫أو طعم‪ .‬فكل شخصيتھا قد دفنت في االستھالك‪ .‬والمفردات‬ ‫اللغوية المتعلقة بالطعام في النموذج الثاني‪ ،‬من ناحية أخري‪،‬‬ ‫‪212 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫معزولة تماما وغير متغيرة حيث صيغت في خمس جمل‬ ‫قصيرة‪ ،‬أربعة منھا بال أفعال‪:‬‬ ‫بيض‪ ،‬دقيق‪ .‬ليمون من أجل المذاق‪ .‬سكر‪ ،‬سكر‬ ‫مثلج‪ ،‬فانيليا‪ ،‬ملح‪ ،‬ملون أطعمة‪ ...‬شكوالتة‪ -‬ال‪ ،‬كوكا‪،‬‬ ‫ھذا يبدو أفضل‪.‬‬ ‫الطعام اآلن منفصل عن شخصية ميرين‪ ،‬وليس له قوة‬ ‫أو شخصية لذاته‪ ،‬فحذف األفعال ھنا يؤكد طبيعة الطعام‬ ‫الخامدة‪ .‬التعليب ]إعالن المستھلك[ لم يعد اھتماما‪ ،‬ولكن‬ ‫الطعام نفسه أصبح سيد الموقف‪ .‬وعلى العكس قبل أن‬ ‫تفضل الطعام الصناعي‪"-‬لم يعد لديھا تحفظات على تناول‬ ‫األطعمة المعلبة مثل األرز باللبن‪ ،‬ويبدو مذاقه صناعيا " ‪-‬‬ ‫اآلن تصر على األطعمة الطبيعية مثل البيض والدقيق ألنھا‬ ‫تُطور ذوقھا للواقع‪ .‬وھي أيضا تحدد الفوارق بين الطعام وما‬ ‫يتصل به‪ -‬ما يسمي بأوعية الديكورات والطھي‪ .‬وبينما‬ ‫وصفھا للطعام غير مزخرف‪ ،‬فالديكورات واألوعية‬ ‫محددة‪/‬مقيدة‪:‬‬ ‫‪213 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫أنبوبة زجاجية مليئة بديكورات فضية‪ .‬ثالث أوعية‬ ‫بالستيكية متشابھة‪ ،‬ومعالق للشاي‪ ،‬ومزين ألمونيوم‬ ‫للكعكة وعلبة للكعكة‪.‬‬ ‫توضح ھذه التوصيفات وعيھا أن ھذا الطعام عضوي‪،‬‬ ‫بينما األشياء التي ذكرت ھنا غير عضوية‪ .‬إنھا تتكون من‬ ‫"زجاج‪...‬بالستيك‪...‬ألمونيوم‪".‬‬



‫وھذه الطريقة اللغوية‬



‫الجديدة التي تمتلكھا البطلة للفصل بين العضوي وغير‬ ‫العضوي توحي بأنھا اآلن قادرة على فرض بنية على‬ ‫المستھلك بدال من أن يفرض ھذا العالم االستھالكي بنيته‬ ‫عليھا‪ .‬فكما الفنان‪ ،‬تتعلم ھي كيف تفرض الشكل على‬ ‫الموضوع‪.‬‬ ‫معان ودالالت نفسية محددة‪،‬‬ ‫المفردات اللغوية ھنا لھا‬ ‫ٍ‬ ‫ففي النموذج األول الذھاب للتسوق صورة مجازية للزواج‪.‬‬ ‫تقرأ الجملة األولي من الفصل‪ ،‬تمشي ميرين ببطء أسفل‬ ‫الممر‪ ،‬تحافظ على إيقاع الموسيقى الناعمة التي تزداد ولھا‬ ‫صدي من حولھا "فول" قالت‪ .‬ممر السوبر ماركت مع‬ ‫‪214 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الموسيقى يكون أيضا ممر الزواج حيث ميرين غير قادرة‬ ‫على معرفة كيف تختار الطعام أو الزوج‪ .‬فعالمھا يتكون من‬ ‫تشكيلة من العالقات االستھالكية والبشرية ‪ .‬إن دمج ھذين‬ ‫العالمين قد تم التركيز عليه إلى حد كبير بالمفردات اآلتية‪:‬‬ ‫المرأة‪ /‬التيكت‪/‬الطعام‪ .‬السعر الذي تتحدث عنه في نھاية‬ ‫رحلة التسوق‪:‬‬ ‫ھناك برامج خاصة لزيادة التسويق‪ .‬بعض من ھذه‬ ‫المسابقات تقدم رحلة للفائز إلى ھاواي لمدة ثالثة أيام‪.‬‬ ‫كان ھناك بوستر كبير على واجھة المحل‪ ،‬فتاة شبه‬ ‫عارية )‪ (1‬ترتدي تنورة خضراء وردية )‪ (2‬بجانبھا‬ ‫الفتة صغيرة‪ :‬أناناس )‪ ، (3‬ثالث علب ‪c (4): 65‬‬ ‫‪1‬امرأة ‪ 2‬تيكت ‪ 3‬طعام ‪ 4‬سعر‪.‬‬ ‫قبل أن تغادر المتجر تالحظ ھذه الالفتة‪ :‬دخولھا يشبه‬ ‫حفل زفاف‪ ،‬بينما خروجھا يشبه شھر عسل حيث الرجال‬ ‫والنساء صالحون لألكل وللتسويق وللجنس في كال الموقفين‪.‬‬ ‫وموقع النموذج الثاني‪ ،‬على العكس‪ ،‬واقعي وليس مجازيا‪.‬‬ ‫‪215 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫فالمتجر مجرد متجر‪ :‬الجملة االفتتاحية تقول ‪":‬إلى السوبر‬ ‫ماركت ذھبت… " أول جملة توحي أن المتحدثة تعلم‬ ‫بالضبط أين ھي‪.‬‬ ‫واالستعارات التي استخدمتھا ميرين لتصف نفسھا‬ ‫توضح تقدمھا تجاه الواقع‪ .‬ففي النموذج األول تدعي أنھا كل‬ ‫مرة تذھب فيھا للسوق تشعر وكأنھا "بقرة‪...‬تذكرت مقاال قد‬ ‫قرأته عن األبقار التي تعطي لبنا أكثر عندما تعزف لھا‬ ‫الموسيقي‪ ".‬ويصور ھذا التشبيه مخلوقا ً مطيعا ً بال عقل ‪،‬‬ ‫حيث ينتج وال يستھلِك‪ .‬وھي تصف نفسھا أيضا بالذي‬ ‫يمشي وھو نائم‪:‬‬ ‫وعي منھا‪ ،‬وجدت نفسھا تدفع‬ ‫ھذه األيام‪ ،‬وبدون‬ ‫ﱟ‬ ‫العربة مثل النائم‪ ،‬عيونھا مثبتة‪ ،‬تتمايل قليال‪ ،‬يديھا‬ ‫تتحركان ال إراديا حيث ترغبان في الوصول وتنزعان‬ ‫أي شيء له تيكت المع‪.‬‬ ‫وھنا تبدو ميرين دمية تفرض عليھا البيئةُ حركاتھا‪.‬‬ ‫‪216 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وفي النموذج الثاني نجد البطلة ‪،‬على العكس‪ ،‬مشغولة‬ ‫بشراء المواد التي تساعدھا في تشييد صورة بدنية تشبه‬ ‫صورتھا السابقة‪ .‬ولذا تنتقل ميرين من وضعھا السلبي إلى‬ ‫شخصية جديدة بناءة‪ .‬وتعاني ميرين كثيرا في النموذج‬ ‫األول ألنھا عاجزة‪ .‬فالسوبر ماركت ‪ -‬الذي يمثل العالم‬ ‫االستھالكي بصورة مصغرة‪ -‬قوة مھددة ومسيطرة‪ .‬وھذا‬ ‫الشعور بالعجز مع احترام البيئة واضح في قواعد المتحدثة‪:‬‬ ‫نظرت في ساعتھا‪.‬‬



‫ستُحبسُ بعد مرور الوقت‪،‬‬



‫وسيكتشفونھا في الصباح تستند على أحد األرفف وھي‬ ‫في غيبوبة‪ ،‬محاطة بكل السيارات في المكان‪"...‬‬ ‫الفاعل في كل جملة على حدة إما "ھي" أو "ھو" لغير‬ ‫العاقل أو ھم " أصحاب المتجر" ‪ .‬وھذا الترتيب النﱠحوي‬ ‫يوضح التوتر االضطھادي بين المتحدثة والمضط ِھد‬ ‫المجھول ‪ .‬وھذه العالقة بين المضط ِھد والضحية‪ ،‬واضحة‬ ‫جدا في النموذج األول‪ ،‬ولكنھا تختلف تماما في النموذج‬ ‫الثاني‪.‬‬



‫فبالنسبة الستخدام البطلة للفظة "ھم" ‪" :‬لحسن‬ ‫‪217 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الحظ‪ ،‬اعتقدت أنھم يبيعون كل شيء تقريبا في السوبر‬ ‫ماركت ھذه األيام "‪ .‬ونري أنھا اآلن تستخدم المتجر‪ -‬العالم‬ ‫االستھالكي‪ -‬لتشبع رغباتھا‪ ،‬وتستفيد من مميزاته بدال من‬ ‫أن يستفيد ھو منھا‪.‬‬



‫وفي النموذج األول العديد من‬



‫االنحرافات النفسية تسكن وتتكيف مع الجملة نفسھا‪ .‬فالفقرة‬ ‫اآلتية إحدى ھذه األمثلة‪:‬‬ ‫أمھا وعماتھا بالطبع ﱠ‬ ‫كن مھتمات بفستان الزفاف‬ ‫والدعوات واألشياء التي تشبه ذلك‪ .‬وفي ھذه اللحظة‪،‬‬ ‫االستماع إلى الكمنجة الكھربائية والتردد بين نوعين‬ ‫من مكسبات الطعم لألرز باللبن‪ -‬لم يكن لديھا تحفظات‬ ‫على تناوله‪ ،‬مذاقه صناعي‪ -‬لم تستطع أن تتذكر ماذا‬ ‫قرروا جميعا‪.‬‬ ‫الجملة الثانية في االقتباس السابق تشبه العديد من جمل‬ ‫النموذج األول الطويلة‪ .‬ويعكس ھذا االرتباك النحوي حالة‬ ‫ميرين المرتبكة وأفكارھا المشوھة‪ :‬تفكر في شيء‪ ،‬بينما‬ ‫تفعل شيئا ً آخر‪ .‬ولنكن أكثر تحديدا‪ ،‬ھي تفكر في فستان‬ ‫‪218 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫العرس بينما تقرر أي نوع من األرز باللبن‪ -‬والذي يرمز‬ ‫للجنس‪ -‬تشتريه‪ .‬فإن تداخل مستويين مجازيين ]أي‪ :‬التسوق‬ ‫للطعام و االستعداد للزفاف[ في جملة واحدة يوحي بأن كل‬ ‫أمور الزواج الخاصة بھا وبالفستان وبالدعوات أشياء‬ ‫صناعية تماما مثل تعبئة ووضع األغلفة على األطعمة‪ ،‬وأنھا‬ ‫في كال الموقفين ال تري ما وراء وداخل ھذه العبوات‪.‬‬ ‫إذا تأملنا كل األفعال الموجودة في النموذج األول‬ ‫والمرتبطة بإعداد الطعام وكيفية طھيه‪ ،‬نكتشف العديد من‬ ‫األشياء‪:‬‬ ‫دعكت السلطانية الخشب بالثوم‪ ...‬ألقت حلقات‬ ‫البصل‪ ...‬مزقت الخس ‪ ...‬أضافت الجزر المقشور‪...‬‬ ‫بدأت تنزع الجلد ‪...‬قابضة على الجزرة‪.‬‬ ‫أوال‪ :‬أربعة من ھذه األفعال توحي بالعنف ]دعكت‪،‬‬ ‫ألقت‪ ،‬مزقت‪ ،‬بدأت تنزع ‪ ].‬وبما أن ميرين بدأت تتصالح مع‬ ‫الطعام في نھاية الرواية أعتقد أن العنف الموجود في ھذه‬ ‫األفعال يميز مشاعرھا فيما يخص االشمئزاز من النفس‪.‬‬ ‫‪219 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ثانيا‪ :‬تصور ھذه األفعال حركات المتحدثة كالمجنونة‬ ‫والعاجزة عن الحركة‪ .‬ويبدو أنھا تحاول أن تحصل على‬ ‫االستعدادات الضرورية والمجھدة وھي ال تستمتع بذلك‪.‬‬ ‫وفي النموذج األول‪ ،‬تعتمد البطلة على إحدى وصفات أمھا‬ ‫إلعداد المشروم والكفتة‪ .‬ولكن الكعكة في النموذج الثاني من‬ ‫اختراعھا الذاتي‪ .‬وفي الواقع تعد ھذه أول مرة تبدع فيھا‬ ‫شيئا‪ .‬ففي كل مناسباتھا السابقة اعتمدت ميرين على العالم‬ ‫المستھلِك لألطعمة الجاھزة‪:‬‬ ‫ففي بيت بيتر أعدت بسلة مجمدة ولحم مدخن‪ ،‬النوع‬ ‫الذي تطبخه في ثالث دقائق في عبوات بالستيكية‪.‬‬ ‫قبل الذھاب للمغسلة تحمست وأكلت عشا ًء مجم ًدا ‪.‬‬ ‫وعندما طلب منھا إعداد كعكة بالشكوالتة والبندق لحفلة‬ ‫المكتب اشترتھا من المخبز‪ ،‬ووضعتھا في عبوة مختلفة‪.‬‬ ‫أما اآلن فتشعر ميرين أنھا مبدعة‪ ،‬ولذا تحب الطھي‪.‬‬ ‫ففي مقابل األفعال الستة الموجودة في النموذج األول اآلن‬ ‫لدينا ‪ 57‬فعال متصالً مباشرة بالطھي‪ .‬ويستغرق السرد‬ ‫‪220 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ثالث صفحات كامالت لتصف كيفية إعداد ھذه الكعكة ‪،‬‬ ‫مثل‪ " :‬وضعت‪ ...‬خلطت‪...‬شعرت‪ ...‬تفصل‪ ."....‬وتوحي‬ ‫ھذه األفعال بأن ميرين لديھا طاقة مسيطرة تختلف تماما عن‬ ‫النموذج األول‪ .‬كما أن تكرار ھذه األفعال يؤكد أن ميرين قد‬ ‫أصبحت مبدعة‪.‬‬



‫‪221 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪6‬‬ ‫ديكتاتورية دينية عسكرية ‪ :‬قراءة في رواية "حكاية‬ ‫الخادمة"‬ ‫إن القوانين واألعراف والتقاليد صناعة رجالية‪ ،‬وقد‬ ‫وجدت لكي تظل المرأة ظال للرجل‪ ،‬وأن أنانية الرجل‬ ‫]وضعفه[ ھي سبب بالء المرأة وانحطاط وضعھا‬ ‫االجتماعي واستسالمھا المھني‪ .‬وقد طالبت في حق‬ ‫المرأة بمال خاص وغرفة خاصة من أجل أن تبدع‬ ‫أدبا‪ .‬وقد طالبت النساء بإنشاء أدب يخص المرأة‬ ‫وحدھا‪] .‬فيرجينيا وولف‪/‬جريدة المدي اليومية ‪/13‬‬ ‫‪[2011 /5‬‬ ‫ھناك أسباب عديدة أسھمت كثيرا في مناقشة أعمال‬ ‫أتود على نطاق واسع ‪ ،‬مما أدي إلى زيادة شعبيتھا على‬ ‫المستويين المحلي والعالمي‪ .‬لذا تجاوزت رواياتھا وأعمالھا‬ ‫األدبية األخرى التصنيفات والمناظرات‪ ،‬إنھا كاتبة واعية‬ ‫تكتب عن قضايا شائكة‪ .‬ويكمن ذكاؤھا في النقاط اآلتية‪.‬‬ ‫‪222 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫أوال‪ :‬تھتم بالھموم النسائية‪ ،‬ومع ذلك نجدھا تحب الرجال‬ ‫لدرجة أنھا تخلق شخصيات ذكورية واقعية وطبيعية‪ .‬ثانيا‪:‬‬ ‫نجدھا تنقب في الثقافة الشعبية إلرضاء القراء ذوي‬ ‫االھتمامات بالمغامرات والرومانس القديمة ولكن تحاكيھا‬ ‫محاكاة ساخرة‪ ،‬بينما تحتفي بالناقد الذي يبحث جاھدا عن‬ ‫التناص داخل كل شخصية وكل موقف‪ .‬ثالثا‪ :‬أنھا تعرف‬ ‫المجتمع األمريكي جيدا ولذا تجذب الكثير من القراء‬ ‫األمريكيين‪ ،‬ومع ذلك لم ين ُج ھذا المجتمع من سخريتھا‬ ‫ونقدھا الالذع بسبب التعدي على البيئة‪ ،‬والمادية المفرطة‪،‬‬ ‫وتفشي حاالت العنف بين األفراد‪ .‬وأخيرا‪ :‬نجدھا مھمومة‬ ‫بالقضايا القومية والعالمية‪.‬‬ ‫ترسم رواية "حكاية الخادمة" صورة مجازية للظروف‬ ‫القاسية التي تعيشھا المرأة في مجتمع تھيمن عليه دكتاتورية‬ ‫رجال الدين بالتعاون والتنسيق مع رجال العسكر الذين‬ ‫سيكونون أحد األسباب في انھيار العديد من الحكومات‪،‬‬ ‫وعلى رأسھا الواليات المتحدة األمريكية نفسھا ‪ .‬وقد سلكت‬ ‫‪223 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ھذه الرواية مسلكا اختلف تماما عن رواياتھا السابقة فيما‬ ‫يخص اختيار األماكن لتبالغ في كشف وفضح حماقات ھذا‬ ‫المجتمع الذي يغض الطرف عن مشاكل البيئة والتوزيع غير‬ ‫العادل لمراكز القوي بين األفراد‪.‬‬ ‫ويعتقد بعض النقاد أن ھذه الرواية تختلف عن روايتھا‬ ‫"أرُكس وكريك" )‪ (2003‬ورواية "أذى جسدي" )‪(1981‬؛‬ ‫ألن الرواية األولي السارد فيھا رجل وال تھتم بالقضايا‬ ‫النسائية كموضوع محوري ‪.‬بينما تھتم الثانية بعالقات كندا‬ ‫الدولية واالھتمامات الخاصة بما يسمي "ما بعد الكولونيالية‬ ‫"مستخدمة طرقا ً سرديةً ترفع النقاب عن الظلم الذي يعاني‬ ‫منه اإلنسان نتيجة جنسه أو نوعه‪ .‬وتھتم الرواية‪" -‬حكاية‬ ‫الخادمة"‪ -‬بالظلم الذي تعاني منه النساء خاصة بطريقة‬ ‫مباشرة وكاملة‪ .‬وعامة تُعد ھذه الرواية" أفضل أعمال أتود‬ ‫لسببين‪ .‬األول‪ :‬تعد نقطة تحول درامية ألنھا تقدم رغبة‬ ‫جديدة لالنتقال بعيدا عن األماكن الروائية الواقعية الكندية‬ ‫التي سيطرت على رواياتھا السابقة‪ .‬والثاني‪ :‬أن ھذه الرواية‬ ‫‪224 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تعد ساخرة وذات حجم طبيعي بعكس رواياتھا السابقة‪:‬‬ ‫"جريمة قتل في الظالم"‪ ،‬و"امرأة صالحة لألكل"‪،‬‬ ‫و"سياسات القوة" التي تلعب فيھا السخرية دورا بسيطا‪.‬‬ ‫وتري لوريْن يووك أن السخرية ينظر إليھا النقاد على أنھا‬ ‫صناعة ذكورية فقط‪ ،‬وھذا سر تميز السخرية ھنا وخاصة‬ ‫أن المؤلف امرأة ‪ .‬وقد الحظت سوزان فالودي ّ‬ ‫ﱠ‬ ‫أن النساء تعد‬ ‫العدو الحقيقي للحزب اليميني الذي ظھر في أمريكا منذ‬ ‫‪ .1980‬ورد عليھا ھوارد فِيليبس قائال‪ :‬إن النساء تخطط‬ ‫بعزيمة ثابتة في حكم البالد وتحرير الزوجة من قيادة‬ ‫الرجل‪ ،‬لذا طالب اإلعالم أن يحث المرأة على العودة مرة‬ ‫ثانية للمطبخ‪ .‬وفي حالة الرفض ّ‬ ‫فإن ذلك يؤثر سلبيا على‬ ‫األطفال والعائالت ومستقبل أمريكا‪ .‬وقد عارض ھذا الحزب‬ ‫اليميني اإلجھاض‪ ،‬والمطالب النسوية‪ ،‬وحرية المثلية وحقھم‬ ‫في الزواج‪ ،‬وأخيرا العنصرية‪.‬‬ ‫تدور أحداث الرواية في المستقبل‪ (2195) .‬وتلقي‬ ‫الضوء على الصور المتكررة إلذالل وخضوع المرأة ‪ ،‬مع‬ ‫‪225 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫عرض إمكانية تحررھا من تلك القيود ‪ .‬وتعد رواية‬ ‫تشوسر"حكايات كانتربري" مصدر إلھام للكاتبة‪ .‬ويري‬ ‫شارون آر‪ .‬ولسون ّ‬ ‫أن ھذه الرواية من أكثر الروايات التي‬ ‫تدرس في الجامعات األمريكية والكندية‪.‬‬ ‫***‬ ‫يعتقد ھارولد بلوم ﱠ‬ ‫أن أعمال أتود الروائية تعود إلى‬ ‫أواخر العصر الفيكتوري )‪ (1837-1901‬وليس إلى عصر‬ ‫ما بعد الحداثة كما يدعي البعض‪ .‬ويري أيضا أن أعمالھا‬ ‫ليست متعلقة بفترة زمنية معينة كما ھو الحال في روايات‬ ‫"البرتقالة المتحركة" ألنتوني بيرجس‪ ،‬و"عالم شجاع جديد"‬ ‫ألولدس ھكسلي‪ "1984"،‬لجورج أوريل‪ ،‬وأخيرا رواية‬ ‫"نحن" لزمايتن‪ .‬ويكمن ھذا االختالف في النقطة التالية‪ :‬لم‬ ‫يعد بلطجية لندن يسببون أي تھديد لنا )كما ھو الحال في‬ ‫نيويورك(‪ ،‬ولم يعد ھنري فورد "إلھا" كما كان ينظر إليه‬ ‫األمريكان‪ ،‬و"األخ األكبر" لم يعد يراقب الجميع‪ ،‬وإنما‬



‫‪226 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫"تھديد الحكومات الدينية "المتشددة والمتطرفة دائم وأبدي‬ ‫كما ھو الحال في إيران وطالبان‪.‬‬ ‫أن روايات الدستوبيا ترسل‬



‫تعتقد كورا آن ھول‬



‫إشارات تحذيرية للقراء‪ ،‬إذ تستخدم أتود أحيانا بعض األشياء‬ ‫التي ال يمكن حدوثھا من أجل أن يصاب القارئ بالدھشة‪.‬‬ ‫وھذا ما يؤكد أن األمل واالختيار مازال ممكنيْن‪ .‬وتعتبر‬ ‫رواية "الخادمة" نتاج فترة‬



‫‪ 1980‬حيث تركز على‬



‫االحتماالت الممكنة لالتجاھات السياسية والدينية للمحافظين‬ ‫الجدد في أمريكا وما تتعرض له حقوق اإلنسان من تالشي‬ ‫وتھميش ‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بالنساء‪ ،‬إذ يُنظر إلى أجساد‬ ‫النساء كأجزاء وليس كالً‪ .‬وھذا يبرھن مدي االنتھاكات‬ ‫والتنكيسات للطبيعة‪ .‬فالتعذيب وبتر أجزاء من جسم المرأة‬ ‫خير مثال على ذلك‪ .‬ومع أن بطلة الرواية محبوسة في بيت‬ ‫فِرد ‪ Fred‬إال أنھا تدرك أن ھناك عالما ً آخر وراء جليد‬ ‫‪ ،Gilead‬وتأمل في مستقبل مختلف تماما‪.‬‬



‫ويبدو ذلك‬



‫واضحا في مخاطبة جمھورھا المزعوم‪.‬‬ ‫‪227 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫إن قرار البطلة عدم المشاركة في حركات التمرد ضد‬ ‫النظام في مقابل قليل من الحرية العاطفية مع السائق نيك‪،‬‬ ‫وفرصة قراءة بعض المجالت والحديث مع أحد أركان‬ ‫النظام أقنع الكثير من النقاد أنھا مسئولة عن ھذا السجن الذي‬ ‫ربما قد اعتادت عليه ووجدت األمن واألمان بين جدرانه‪.‬‬ ‫ولم تشارك أيضا في المظاھرات التي نادت بھا النساء بعد‬ ‫طردھن من العمل وتجريدھن من جميع حقوقھن استجابة‬ ‫لنصيحة زوجھا لووك في أن تفكر كثيرا في عائلتھا‪ ،‬لذا‬ ‫بدأت في أعمال البيت والخبيز محاولة أن تصرخ فقط في‬ ‫أثناء تناول الوجبات‪.‬‬ ‫تؤكد آمن َملك ‪ Amin Malak‬أن روايات الدستوبيا‬ ‫]عكس روايات إليوتوبيا ] لھا سمات معينة منھا ما يلي‪:‬‬ ‫‪-‬‬



‫السلطة ‪ ...‬الشمولية‪ ...‬الحرب‪ :‬تحرص الحكومات‬ ‫في ھذه الروايات على اعتبار أن الحرب شرط أساسي‬ ‫الستمرار الحياة‪ .‬ويعد ھذا منطق الدول الشمولية التي‬ ‫تري أن القوة العسكرية ھي السبيل الوحيد للبقاء‪.‬‬ ‫‪228 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وبالطبع تغيب الديمقراطية وحرية اإلبداع تماما‪،‬‬ ‫فأمريكا دائما تبحث عن عدو‪ ،‬وإن لم تجد عدوا تخلق‬ ‫ھذا العدو‪.‬‬ ‫‪-‬‬



‫كوابيس‪/‬أحالم‪ ...‬خيال‪ ...‬حقيقة‪ :‬وبما أن الدولة في‬ ‫حالة حرب فالتحذير من شر قادم أمر طبيعي‪ ،‬ولكن‬ ‫ليس الغرض منه الترھيب‪ .‬والخيال ليس الھدف منه‬ ‫الھروب من الواقع‪ ،‬ولكن لن يسمح للعديد من‬ ‫االتجاھات بحرية الحركة دون كبح جماح اإلنسانية‬ ‫والعاطفة‪ ،‬فمن حقك أن تعترض ومن حقنا أن نذبحك‪.‬‬



‫‪-‬‬



‫الثنائيات‪ :‬تعبر ھذه الروايات عن الصراع األبدي بين‬ ‫الفرد والضرورة االجتماعية‪ ،‬وھذه ظاھرة أيدولوجية‪:‬‬ ‫فبطلة رواية َزما ْيتِن "نحن" تؤكد "ال أريد أن يريد‬ ‫شخصٌ ما شيئًا لي‪ ،‬أري ُد أن أري َد لنفسي‪".‬‬



‫‪-‬‬



‫الشخصيات‪ :‬تعرض الروايات شخصيات ذات بعدين‪.‬‬



‫‪-‬‬



‫التغيير والوقت ‪ :‬دائما تخاف الدول الشمولية‬ ‫الديكتاتورية من التقدم واإلبداع والمستقبل‪.‬‬ ‫‪229 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪-‬‬



‫روايات اجتماعية‪ :‬الفرد مجرد عبد وخادم ليس إال‪.‬‬ ‫لذا تسعي ھذه الروايات لإلصالح قدر المستطاع‪.‬‬ ‫فالنساء في رواية أتود مجرد وعاء إلنجاب لألطفال‪،‬‬ ‫وحتى أسماؤھن الحقيقية تتغير ليصبحن أجزاء‬ ‫وتابعات ‪.‬‬ ‫*********‬ ‫تدور أحداث الرواية في جمھورية ِجليد التي تقع داخل‬



‫حدود ما كان يسمي بالواليات المتحدة األمريكية‪ .‬ويعود‬ ‫تأسيس ھذه الجمھورية إلى أحد االنقالبات العسكرية المنظمة‬ ‫التي قام بھا رجال عنصريون شوفونيون مغالون في التدين‬ ‫ت البيورتانيون من أجل الحرية الدينية‬ ‫من أھل البلد‪ ،‬لم يأ ِ‬ ‫كما يعتقدون وإنما من أجل تأسيس إمبراطوريتھم الجديدة‬ ‫لتصفية بعض الحسابات القديمة‪ .‬ويرجح البعض أن أسباب‬ ‫ھذا التمرد يعود إلى االنحطاط البيئي‪ ،‬والبدني‪ ،‬واالجتماعي‬ ‫المنتشر انتشار السرطان في الدولة‪ .‬وقد قامت منظمة "أبناء‬ ‫يعقوب" بھجوم متطرف منظم أدى إلى مقتل الرئيس‪،‬‬ ‫‪230 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وتجريد الكونجرس من سلطاته‪ ،‬وتعطيل الدستور تحت‬ ‫ذريعة إعادة األمن واالستقرار‪ .‬وقاموا أيضا بتجميد كل‬ ‫األصول المصرفية للنساء وغير المرغوب فيھم مستغلين‬ ‫ميزة البنوك اإللكترونية لتجريدھم من جميع حقوقھم‪ .‬وقامت‬ ‫ھذه المنظمة الدينية الدكتاتورية العسكرية بتشكيل وتأسيس‬ ‫جمھورية ِجليد‪.‬‬ ‫تُحكي أحداث الرواية من وجھة نظر بطلة الرواية أُفرد‬ ‫مستخدمة ضمير المتكلم‪ .‬وليست لدينا معلومات كافية عن‬ ‫الوصف البدني للبطلة ‪ .‬فكل ما لدينا ّ‬ ‫أن عمرھا ثالثون‪،‬‬ ‫وشعرھا بني‪ ،‬وطولھا خمسة أقدام وسبع بوصات بدون‬ ‫الحذاء‪ ،‬وت ّدعي ّ‬ ‫أن أسمھا ‪ June.‬والنساء المتدربات علي‬ ‫مھنة اإلنجاب مالبسھن رمادية‪ ،‬ويتھامسن بأسمائھن وھن‬ ‫على فراش النوم ألن ذكر أسمائھن قد يسبب مشكلة‪ .‬ونعلم‬ ‫أيضا أن النظام الجديد قد أبطل الطالق بطريقة ارتجاعية‪ .‬لذا‬ ‫تعتبر أُفرد عاھرة وابنتھا غير شرعية ألنھا الزوجة الثانية‬ ‫للووك ‪ .‬وتقوم إحدى األسر المخلصة للنظام بتربية طفلتھا‪.‬‬ ‫‪231 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وتُعتبر أفرد إحدى الشخصيات التي تعيش في بيت أحد‬ ‫رجال الحكم ]فرد[ لتنجب له طفال‪ .‬وليست لدينا أي خلفية‬ ‫عن حياة ‪ Fred‬ألن ذلك ممنوع رسميا‪ .‬ولكننا نعلم بعض‬ ‫المعلومات عن حياته وعالقته برجال الثورة من خالل البطلة‬ ‫التي وثق فيھا وأخبرھا متطوعا أنه كان عامل تسويق‪.‬‬ ‫وأخبرھا أيضا أنه ليس سعيدا في حياته الزوجية أو المھنية ‪.‬‬ ‫ولكنه ال يستطيع أن يتخلى عن ھذا المنصب المرموق‪.‬‬ ‫تصف أفرد حياتھا منذ بداية الثورة حيث فقدت‬ ‫استقاللھا عندما أبعدت عن أسرتھا‪ ،‬وعاشت كوعاء في بيت‬ ‫صاحب الرتبة العسكرية المرموقة الذي يعاملھا معاملة‬ ‫الطفلة عندما يعطيھا غسول اليد أو مجلة قديمة‪ ،‬ويطلق عليه‬ ‫اسم "الحاكم" ‪ ،‬ومن اسمه اشتق اسم البطلة‪ ،‬أي أنھا مملوكة‬ ‫‪ offered‬أو غير متدينة ‪ off-red .‬وتصف أفرد كل من‬ ‫المجتمع الجديد والفصائل المختلفة من النساء الالتي يعشن‬ ‫حياة مقيدة في مجتمع متدين ظاھريا‪ .‬ويكشف أفرد للبطلة‬ ‫العدي َد من األمور السرية وغير الشرعية في الدولة الجديدة ‪.‬‬ ‫‪232 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وقد قادھا مرة إلى أحد بيوت الدعارة التي تمتلكھا وتشرف‬ ‫عليھا الحكومة من أجل تسلية الضيوف األجانب‪ ،‬ومرات‬ ‫متعددة إلى مكتبه في البيت‪ ،‬معطيا إياھا فرصة قراءة الكتب‬ ‫الممنوعة التي أمر أن يدمرھا مثل المجالت النسائية القديمة‬ ‫الخاصة بالموضة والجمال‪ .‬وھذا ما يؤكد أنه سئم حياة‬ ‫جليد‪ .‬ويري بعض النقاد أن اھتمامھا بالقراءة يمنحھا القوة‬ ‫وبناء الذات وخاصة في مجتمع جليد الذي يسعي إلى تجريد‬ ‫النساء حتي من حق التفكير واألحالم‪.‬‬ ‫لقد عقدت زوجة الحاكم ِس ِرينا جُوي صفقة مع البطلة‪.‬‬ ‫فقد ھيأت لقاء جنسيا يجمعھا بالسائق ‪Nick‬‬



‫من أجل‬



‫إنجاب طفل‪ .‬ولقد بدأت البطلة تميل له عاطفيا‪ ،‬وأخبرته عن‬ ‫اسمھا الحقيقي قبل بداية جمھورية جليد لثقتھا فيه ‪ .‬وتعتقد‬ ‫زوجة الحاكم أن زوجھا عاقر‪ .‬وھذا يخالف قوانين المجتمع‬ ‫الجديد الذي يؤكد أن النساء فقط ھن العاقرات ‪ .‬ولقد كافأتھا‬ ‫سيرينا عندما أعطتھا بعض األخبار عن ابنتھا التي لم ترھا‬ ‫منذ أن انفصلت عن أسرتھا بعد محاولة الھروب الفاشلة من‬ ‫‪233 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫جليد‪ .‬وتعمل سيرينا جوي مذيعة تدعو الناس من خالل‬ ‫برنامجھا إلى المسيحية وجمع التبرعات لأليتام والمساكين‪.‬‬ ‫وبالنسبة لسيرينا فإن أفرد ترمز إلى الشباب الضائع‪،‬‬ ‫والحيوية‪ ،‬ومشروعية جريمة الزني التي ترعاه الدولة إلھانة‬ ‫المرأة‪ .‬إنھا تحتقرھا وتحاول أن تقصر الزيارة الشھرية‬ ‫وبالرغم من ذلك تريد طفال لحمايتھا‪.‬‬ ‫وتعد ميّورا ‪ Moira‬أكثر جرأة وإيجابية من البطلة‬ ‫السلبية‪ .‬فھي عضو في منظمة المعارضة‪ ،‬وتنتحر في نھاية‬ ‫الرواية قبل القبض عليھا ‪ .‬وتُدلي ھذه الخادمةُ إلى البطلة‬ ‫ببعض المعلومات عن جماعة أطلق عليھا "مقاومة عيد‬ ‫العمال‪ ".‬وفي نھاية الرواية تُؤخذ أفرد في سيارة كبيرة‬ ‫سوداء مغلقة‪ .‬وقبل أن ترحل يطلب منھا نك أن تثق فيھم‪.‬‬ ‫وطبعا ھي غير واثقة من إمكانية الھروب أو الحبس مرة‬ ‫أخري‪ .‬ومع ذلك تصعد السيارة وھي تتأمل‪:‬‬ ‫ھل ھذه نھايتھا‪ ،‬أم بداية حياة جديدة‪ ،‬ليس لدي حل‬ ‫آخر‪ .‬لقد سلّمت نفسي للغرباء ألنه ليس عندي بديل‪.‬‬ ‫‪234 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تنتھي الرواية بخاتمة تؤكد أن أحداث الرواية قد تمت‬ ‫قبل بداية إعالن جمھورية جليد بفترة بسيطة ‪ .‬وتعتبر ھذه‬ ‫الخاتمة نسخة من ندوة عن "الدراسات الجليدية في عام‬ ‫‪ .2195‬وطبقا لمنظمي الندوة البروفسور ‪ Pieixoto‬وزميله‬ ‫‪ّ Knotly Wade‬‬ ‫أن قصة حياة البطلة اكتشفت مسجلةً على‬ ‫ثالثين شريطا‪ ،‬وھذا ما يؤكد ھروبھا ألن مجتمع جليد ال‬ ‫يسمح بمثل ھذه األمور‪ .‬وھما من أطلقا عليھا "حكاية‬ ‫الخادمة "‪.‬‬ ‫***‬ ‫يُقسّم الرجال في الرواية إلى خمسة أقسام‪ :‬الح ّكام‪،‬‬ ‫والجواسيس‪ ،‬والجنود ]ويطلق عليھم المالئكة ومن حقھم أن‬ ‫يتزوجوا[‪ ،‬والحراس‪ ،‬والمثلّيين ]الذين ال يحكم عليھم‬ ‫باإلعدام وإنما يُ ْنفَ ْو َن إلي المستعمرات للموت البطيء[‪.‬‬ ‫ويوجد ستة أنواع من النساء في الرواية‪:‬‬



‫الزوجات‬



‫]ويرتدين مالبس زرقاء ويتزوجن من المرموقين اجتماعيا[‪،‬‬ ‫والبنات ]وھن بنات الحكام أو البنات التي يتم تبنيھن ويرتدين‬ ‫‪235 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫مالبس بيضاء حتى الزواج[‪ ،‬والمنجبات ]ومالبسھن كلھا‬ ‫حمراء وظيفتھن اإلنجاب[‪ ،‬والعمات ]ويدربن ويراقبن‬ ‫المنجبات ومالبسھن بنية ومن حقھن القراءة والكتابة حتى‬ ‫يتمكن من غرس المبادئ الجديدة للدولة الجديدة في نفوس‬ ‫النساء ألن أفضل طريقة للتحكم في النساء من خالل النساء[‪،‬‬ ‫والخادمات المخلصات ]ومالبسھن خضراء[‪ ،‬والزوجات‬ ‫]الالتي يتزوجن من رجال أدني مرتبة ومالبسھن متعددة‬ ‫األلوان ألنھن يقمن بوظائف متعددة مثل تربية األطفال[‪.‬‬ ‫ويمكن أن نضيف إليھن العاھرات والالنساء ]مثل الراھبات‬ ‫واألرامل والمثليات[‪ .‬ويوجد نوعان من األطفال‪ :‬المشوھون‬ ‫]وھؤالء يختفون بسرعة ولم تخبرنا الساردة عن الكيفية وال‬ ‫ھي نفسھا تريد أن تعرف[ واألطفال الطبيعيون‬



‫]غير‬



‫المش ﱠوھين[‪ .‬طبعا ليس ھناك إجراء فحوصات طبية قبل‬ ‫الوالدة لمعرفة التشوھات‪ ،‬بل اإلجھاض ممنوع‪ ،‬إذ يُع َدم‬ ‫األطباء الذين يجرون ھذه الفحوصات وعمليات اإلجھاض‬ ‫وتعلق رقابھم على األسوار‪ .‬وبالرغم من اھتمام الكاتبة‬ ‫‪236 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫باإلنجاب نجد أن األطفال الحقيقيين غائبون بوضوح في ھذا‬ ‫المجتمع‪ .‬فالطفل الوحيد في الرواية ھو ابنة البطلة التي‬ ‫انفصلت عنھا بطريقة مؤلمة‪.‬‬ ‫تقوم أفرد بدور الساردة في الرواية باإلضافة إلى‬ ‫كونھا الشخصية المركزية‪ .‬ومع أنھا بطلة الرواية فإن‬ ‫شخصيتھا تفتقد تماما كل صفات البطولة‪ .‬وحقا مع تقدم‬ ‫الرواية يراھا القارئ أنھا أقل من أن تكون ضحية الظروف‬ ‫القاسية من شخص ال يستطيع أن يغير ھذه الظروف عندما‬ ‫تسنح لھا الفرصة‪ .‬وكما أوضح ‪ Piexoto‬أن اسمھا مشتق‬ ‫ّ‬ ‫وأن ھذا االسم له دالالت‬ ‫من اسم حارسھا وحاكمھا فرﱢد‪.‬‬ ‫متعددة‪.‬‬ ‫تمتدح شخصية أفرد على نطاق واسع؛ ألنھا تحكي‬ ‫قصص البطولة التي تشاھدھا وتسجلھا لألجيال القادمة‪.‬‬ ‫وليست لديھا الجرأة أن تتمرد ضد الثورة‪ ،‬أو أن تكشف عن‬ ‫ھويتھا الحقيقية لصديقتھا أوفجلن‪ ،‬وأن تتجسس لصالح‬ ‫المعارضة ‪ -‬عيد العمال ‪ -‬أو تھرب‪ ،‬أو تنتحر‪ .‬حقا إنھا ال‬ ‫‪237 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تستطيع أن تأخذ قرارھا بنفسھا‪ .‬والخطر الوحيد الذي سلكته‬ ‫إما مرتبط برجل ]محاولة الھروب من جليد مع زوجھا‬ ‫لووك‪ ،‬والذھاب إلى الحانة مع الحاكم‪ ،‬وھروبھا األخير الذي‬ ‫تم تسھيله من قبل نك[ أو أن تكون مع رجل‬



‫]الزيارات‬



‫الليلية لكل من الحاكم في مكتبه ونك في غرفته[ ‪ .‬فإذا ھي‬ ‫ليست‬



‫تابعة‬



‫لفرﱢد فقط‪ ،‬وإنما‬



‫لرجال آخرين أيضا‪.‬‬



‫واألدھى واأل ّمر أنھا جزء من حكاية البروفسور ‪Piexoto‬‬ ‫الذي قدمھا لنا وعلق على حياتھا في الجزء األخير من‬ ‫الرواية‪ .‬وھناك بيّنة دائنة أخري ضد أفرد‪ .‬أوال‪ :‬مع أنھا‬ ‫جامعية إال أن وظيفتھا كانت نسخ الكتب على شكل‬ ‫أسطوانات‪ .‬إذاً أفرد بطبيعتھا خادمة أو وعاء بالسليقة‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬لقد وجدت تعليقات الحاكم عن زوجته مألوفة بالنسبة‬ ‫لھا؛ ألنھا كانت أيضا المرأة الثانية في حياة زوجھا لووك‪.‬‬ ‫وفي لحظات التجلي ھذه يضطر القارئ أن يتساءل‪ :‬ھل ھذه‬ ‫األشياء فعال غيرت بطريقة درامية البطلةَ في فترة ما بعد‬ ‫الثورة؟‬ ‫‪238 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ّ‬ ‫إن المواقف البطولية واإليجابية للمحيطين بالبطلة‬ ‫جعلت من شخصية أفرد شخصية سلبية‪ .‬فقد نالت أ ُمھا‬ ‫العقاب نتيجة معارضتھما لحكومة‬ ‫وصديقتُھا موير وأفجلن‬ ‫َ‬ ‫جليد مع أنھما اختارتا قدرھما بدال من انتظار العقوبة‪ .‬وفي‬ ‫المقابل نجد أفرد تفكر في الھروب بدال من أن تعارض‬ ‫النظام صراحة‪ .‬ومن الواضح أن والدتھا كانت ناشطة‬ ‫نسائية قبل ظھور دولة جليد ‪ .‬ولقد شاركت في مظاھرات‬ ‫تطالب بإلغاء البورنو جراف والمطالبة بحقوق المرأة في‬ ‫اإلجھاض‪ .‬ولذا اختفت من أول يوم للثورة‪ .‬وذھبت بعد‬ ‫ذلك إلى المستعمرة‪ .‬وقد رأتھا مويّر في أحد األفالم الخاصة‬ ‫بھذه المستعمرات‪ :‬تحملق البطلة في صورة امرأة عارية قبل‬ ‫أن تلقيھا في النار‪ .‬وتعتقد أتود ّ‬ ‫أن النسوانية المتطرفة قد أدت‬ ‫إلى تأسيس دولة جليد‪ .‬وھناك بعض المواقف التي تبرھن‬ ‫على شجاعة وبطولة مويّر‪ .‬منھا ‪ ،‬أوال ‪ :‬إدراكھا أن االنھيار‬ ‫العصبي الذي تعاني منه صديقتھا جانين ربما يفضي إلى‬ ‫موتھا في أثناء وجودھما في المركز األحمر‪ .‬لذا صفعتھا‬ ‫‪239 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫بشدة حتى تمكنت من ردھا إلى وعيھا مرة أخري ‪ .‬ثانيا‪:‬‬ ‫أنھا استطاعت الھروب من المركز األحمر مستخدمة ذكاءھا‬ ‫وشجاعتھا في الھروب‪ .‬وأخيرا‪ :‬بعد القبض عليھا تختار أن‬ ‫تعيش عاھرة في النادي بدال من العيش في المستعمرات‬ ‫بسبب توفر كريمات الوجه‪ ،‬والطعام الطيب‪ ،‬والمخدرات‪،‬‬ ‫باإلضافة إلى أنھا وظيفة ليلية فقط‪ .‬وأما بالنسبة لصديقتھا في‬ ‫التسوق أوفجلن التي أظھرت شجاعتھا في مواقف متعددة‬ ‫منھا الحديث عن منظمة عيد العمال المناھضة للحكومة مع‬ ‫أفرد‪ ،‬ومحاولة إنقاذ زميلھا الذي اتھم باغتصاب إحدى‬ ‫الخادمات‪ ،‬وأخيرا انتحرت بسرعة عندما وصلت الشرطة‬ ‫إلى بابھا‪.‬‬ ‫يبدو أن مجتمع جليد يحمي المرأة‪ .‬ولكن تتساءل أتود‬ ‫عن كيفية وطبيعة ھذه الحماية‪ .‬فالعمات أسماؤھن ترمز إلى‬ ‫ماركات تجارية منزلية ألنھن المتحدثات بلسان النظام‪.‬‬ ‫ويدعي الرجال أنھم يسعون لتوفير الحماية لھن‪ .‬لذا نجد‬ ‫لووك قد فرح العتمادھا عليه بعد إلغاء وسحب جميع‬ ‫‪240 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫مستحقاتھم المالية‪ .‬ومع ذلك يقتل من أجلھا‪ .‬ولنفس السبب‬ ‫يحاول الطبيب أن يساعدھا بدال من الذھاب إلى‬ ‫المستعمرات‪ ،‬ولكن كيف ؟ والحراس أيضا يقومون بحمايتھا‬ ‫ومنعھا من الھرب‪.‬‬ ‫وتعد شخصية البروفيسور ‪ Piexoto‬من أكثر‬ ‫الشخصيات الذكورية تطورا في الرواية بالرغم من أنه لم‬ ‫يلعب دورا فنيا في سرد أحداث الرواية‪ .‬لقد تبﱠل ورقته‬ ‫البحثية بالعديد من النكات التي تظھر مدي كراھيته وتحقيره‬ ‫للنساء من خالل سخريته من صديقه منسق المؤتمر ‪Wade‬‬ ‫بسبب كبر سنه وعدم تمكنه من االستمتاع بالنساء باإلضافة‬ ‫إلي استخدامه للفعل الماضي "استمتع" يوحي بأنه لم يعد يجد‬ ‫الشيء نفسه اآلن‪ .‬وأخيرا علق على عنوان الرواية حيث‬ ‫يتالعب باأللفاظ مستخدما كلمة "ذيل" بدال من "حكاية"‬ ‫والتي تعتبر كلمة مھينة لوصف الجاذبية الجنسية عند النساء‪.‬‬ ‫ويوحي ذلك بمدي رفضھم وعدائھم للمرأة‪.‬‬



‫‪241 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تتكون الرواية من جزأين ‪ :‬الحكاية نفسھا والجزء الذي‬ ‫يحمل عنوان "مذكرات تاريخية عن حكايات الخادمة"‪.‬‬ ‫وتتكون حكاية أفرد من خمسة عشر جزءا ملقية الضوء على‬ ‫حياة البطلة الروتينية‪ .‬وتتبدل أحداث الرواية بين الليل‬ ‫والنھار‪ :‬يبدأ وينتھي سرد البطلة بالليل ليصور الظالم الذي‬ ‫حل على حياتھا‪ .‬وھناك استثناء واحد لھذه الحياة الروتينية‪،‬‬ ‫وھو اليوم الذي تشارك البطلة في حفلة طقوس الجماع مع‬ ‫الحاكم الذي وصف على مدار أربعة أجزاء ] ِمن الجزء‬ ‫الرابع حتى السابع[ ‪ .‬وھنا الجزء الخامس عنوانه "القيلولة"‬ ‫وليس النوم‪ .‬ومع ذلك ال تختلف الكوابيس في النھار في‬ ‫قسوتھا عن الليل‪ .‬وتقدم أتود في الجزء األخير‪" ،‬مذكرات‬ ‫تاريخية عن حكاية الخادمة"‪ ،‬حيث تحلل شخصيةُ‬ ‫َ‬ ‫أحداث ھذه الرواية في‬ ‫البروفيسور الخيالية في عام ‪2150‬‬ ‫سياق نصوص تاريخية مختلفة‪ .‬وتقارن المؤلفة بين ھذين‬ ‫النوعين من السرد‪ :‬األول تأملي للمستقبل‪ ،‬بينما الثاني‬ ‫مستقبل خيالي‪ .‬وعند مقارنة السردين نالحظ ّ‬ ‫أن العبارة‬ ‫‪242 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫المقتبسة‪ -‬التي صدرت بھا أتود روايته‪ -‬تدعو القراء لمقارنة‬ ‫آلية سرد البطلة باإلنجيل‪ ،‬حين تلقي الضوء على كيفية‬ ‫حصول راشيل‪ ،‬زوجة سيدنا يعقوب‪ ،‬على ولديھا من‬ ‫خادمتھا بلحاح‪ .‬وربما يفقد القارئ مصداقية الساردة عندما‬ ‫قالت‪" :‬يمكنني أن أضيف أو أحذف" ‪.‬‬ ‫وتستخدم أتود زمن المضارع لسرد أحداث الرواية‬ ‫على لسان أفرد‪ .‬وھذا يبرز ارتفاع وزيادة نبرة القلق‬ ‫والتشويق في الرواية‪ .‬فعلى سبيل المثال عندما تغامر البطلة‬ ‫بدخولھا غرفة سيرينا ‪ ،‬وھى غرفة ذات كراسي مريحة‬ ‫تستخدم لمقابلة الضيوف في الماضي‪،‬‬



‫فيفاجئھا نك ‪.‬‬



‫ويشرب القراء من الكأس نفسه حيث نشعر بالقلق والخوف‬ ‫عليھا‪ .‬وعندما تقف السيارة المغلقة أمام منزل الحاكم نلتقط‬ ‫أنفاسنا عندما نعلم أنھا سيارة المعارضة وليست السيارة‬ ‫السوداء ذات العيون الكبيرة‪ .‬ولذا يُظھر زمن المضارع‬ ‫أيضا تعاطفنا تجاه أفرد ألننا نشاركھا ردود أفعالھا في أثناء‬ ‫وصفھا للتحديات التي تواجھھا‪ .‬وبدون بداھة ومباشرة ھذا‬ ‫‪243 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫التكنيك السردي ربما يذھب القارئ بعيدا في الحكم على‬ ‫تردد البطلة ورفضھا أخذ قرارات سريعة‪.‬‬ ‫تتناول ھذه الرواية العديد من القضايا الساخنة ‪ ،‬مثل ‪:‬‬ ‫كيفية توزيع المعلومات الصارمة‪ ،‬وھيمنة بعض األطراف‬ ‫على بعض‪ ،‬وكيف أن الكلمات واألسماء أسلحة فتاكة‪،‬‬ ‫وكيفية توزيع الخطب الدينية على البيوت والكنائس‪ .‬وكما‬ ‫تتناول الرواية بعض االقتباسات اإلنجيلية مثل قصة سيدنا‬ ‫إبراھيم وسيدنا نوح‪ .‬وحتى برامج التلفزيون عبارة عن‬ ‫تقارير مراقبة كما ھو الحال في رواية أرويل "‪."1984‬‬ ‫وحتى حاالت اإلعدام في األماكن العامة تتم دون معرفة‬ ‫األسباب‪ .‬ولذا كانت بعض المواد المطبوعة مثل الكتب‬ ‫والمجالت أفضل ھدية يقدمھا الحاكم للبطلة‪ .‬وفي المقابل ما‬ ‫يحتاج إليه بشدة ليس موجودا في مجتمع بال كتب مثل جليد ‪،‬‬ ‫كاالشتراك في مناقشة جذابة أو لعبة اإلسكربل ]الحروف‬ ‫الناقصة[‪ .‬وربما تكون المحادثات بلسما أو مصدر الصحة‬ ‫في ھذا المجتمع‪ .‬وھذه الصورة مقتبسة من اإلنجيل‪" :‬يسأل‬ ‫‪244 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الرب لماذا ال يتبعه الناس‪ ،‬ھل ال يوجد دواء أو أطباء في‬ ‫جليد؟"‬ ‫حتى في لعبة اإلسكربل تھتم البطلة بمن يفوز وكيف‪.‬‬ ‫وكانت فخورة لفوزھا على الحاكم في الجولة األولي‪ .‬وفيما‬ ‫بعد ستعرف بعد أن تتوثق العالقة بينھما ّ‬ ‫أن الحاكم قد‬ ‫ساعدھا على تحقيق ھذا االنتصار المبجل‪ .‬وأنه قد ملك‬ ‫زمام اللعبة على طول الخط‪ .‬ويعد ھذا االنتصار بسيطا‬ ‫ولكنه ذو داللة‪ ،‬حيث تعلم أفرد أن الشخص الذي يسيطر‬ ‫على بداية القصة يسيطر أيضا على نھايتھا‪ .‬ومع نھاية‬ ‫الرواية ندرك تماما ّ‬ ‫أن أفرد ال تتحكم إطالقا في سرد‬ ‫قصتھا‪ .‬فباألحرى قد أعاد األستاذان ]‪[Wade & Piexoto‬‬ ‫بناء وتشييد ھذه المخطوطة إلى إنتاج ذي حجم طبيعي وھو‬ ‫الجزء األخير من الرواية‪ ،‬وقد اختارا لھا ھذا االسم وھذه‬ ‫النھاية‪ .‬وتؤكد ھذه األحداث أن البطلة لديھا القليل لتعبر عنه‬ ‫ألنھا دائما تعتمد على اآلخرين‪.‬‬



‫‪245 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تلعب أشكال االتصال األخرى أيضا دورا مھما في‬ ‫مجتمع تحكمه طقوس دينية للجماع ‪،‬‬ ‫عملية السرد‪ .‬ففي‬ ‫ٍ‬ ‫وتنفيذ أحكام اإلعدام تتم دون معرفة األسباب‪ ،‬وعمليات‬ ‫ال َج ْلد يشھدھا الجميع دون التحقيق ومن ثم تبدو اللمسة سلعة‬ ‫غالية‪ .‬لم يتبادل الحاكم وأفرد القبالت أثناء مراسم ممارسة‬ ‫الحب‪ .‬ونتيجة لذلك نجد أن أغلى ما يتمناه الحاكم منھا أثناء‬ ‫وجودھما في الفندق لمسة وقبلة‪ .‬وعلى نفس المنوال نجد أن‬ ‫اتصال العيون مؤشر قوي إلخالصھا ووالئھا‪ .‬ونادرا ما‬ ‫ترفع أفرد عينھا لتنظر في عيون من تتحدث معھم‪ .‬ويعود‬ ‫ذلك مبدئيا إلى تصميم الزى الذي ترتديه أفرد بوصفھا‬ ‫خادمة‪ ،‬فنجد األجنحة البيضاء لثوبھا تحجب الرؤية عنھا‬ ‫وخاصة مع من تتكلم‪ .‬لذا يجب عليھا أن ترفع رأسھا ثم‬ ‫تتجه إلى من تتحدث حتى تلتقي العيون مباشرة‪ .‬ونعلم أيضا‬ ‫أن الخادمات قد تربين على أن يتسمن بالرزانة وعدم رفع‬ ‫أعينھن مع من تتحدثن‪ ،‬تعامل الخادمات كالحيوانات‪ ،‬عليھن‬ ‫وشوم كالتي توشم بھا الحيوانات‪ ،‬ويقفن دائما في صفوف‬ ‫‪246 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تنظمھا العمات التي يمتلكن عصي كھربائية‪ .‬ومع ذلك يعد‬ ‫رفض أفرد أن تقابل حملقة اآلخرين نوع من السيطرة من‬ ‫جانبھا‪ :‬فعندما يغازلھا ‪ Nick‬تضع عينيھا في األرض‬ ‫بسرعة‪ .‬وفي أثناء ذھابھا للتسوق ينظر إليھا الحراس وھي‬ ‫تحرك أوراكھا دون أن تلتفت إليھم‪.‬‬ ‫ويعد موضوع الخصوصية من الموضوعات الرئيسة‬ ‫في ھذه الرواية‪ .‬فاألفراد في ھذا العالم منظمون وتحت‬ ‫السيطرة‪ ،‬وسلوكھم مراقب‪ ،‬وأشكال التواصل والتفاعل بينھم‬ ‫مفروضة‪ .‬لذا نجد ّ‬ ‫أن لحظات الخصوصية نادرة وغالية‪،‬‬ ‫فتعطي أفرد أغلى غواليھا لنك وھو اسمھا الحقيقي‪ .‬وھذا ما‬ ‫يبرھن حضور أتود ھنا حيث يؤكد حرصھا على أھمية‬ ‫وقيمة العالقات البشرية‪.‬‬ ‫وھنا نتساءل‪ :‬من المسئول عن كل ذلك؟ ھل األصولية‬ ‫المسيحية المنتشرة في أمريكا الشمالية منذ ‪1980‬؟ أو الحاكم‬ ‫لتجاھله حق البشر في الحب ودفء المشاعر اإلنسانية؟ أو‬ ‫العديد من النساء من أمثال سيرينا جوي والدة البطلة التي‬ ‫‪247 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ترغب في مجتمع نسائي؟ أو رغبة البطلة في أن تكون‬ ‫خادمة لكل من الحاكم وزوجھا ‪Luke‬؟ أو النقاد الذكوريون‬ ‫الكارھون للنساء وخاصة بتركيزھم على حياة الحكم أكثر‬ ‫من البطلة؟‬ ‫***‬ ‫تقسم الرواية إلى خمسة عشر جز ًءا باإلضافة إلى‬ ‫الجزء األخير المعنون بـ "مذكرات تاريخية‪ ".‬وتتناوب‬ ‫عناوين الفصول بين وصف الليل والنھار ‪ .‬وھناك استثناء‬ ‫واحد حيث يحمل الجزء الخامس "القيلولة" الذي يفصل بين‬ ‫األيام الطويلة األليمة‪.‬‬ ‫ففي الجزء األول الطويل تحبس الفتيات في مدرسة‬ ‫جمانزيوم تديرھا مجموعة من النساء المسنات ويطلق عليھن‬ ‫ص ّى طويلة كالتي تستخدم لحجز األبقار‬ ‫"العمات"‪ ،‬ومعھن ِع ِ‬ ‫باإلضافة إلى الجنود المسلحين على البوابات ‪ .‬وربما يتعرف‬ ‫القراء على بعض ھذه النساء ألنھن يرمزن ألسماء نساء‬ ‫مشھورات في أمريكا الشمالية‪ِ :‬ھيلِنَا ]ھيلنا روبنشتين[‪،‬‬ ‫‪248 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وليديا ]ليديا بنكرتون[‪ ،‬وإليزابث ]إليزابث أردن[ ‪ ،‬وبيتي‬ ‫]بيتي كروكر[‪ ،‬وسارة ]سارة لي[‪ .‬وفي الليل والسجينات‬ ‫على فراش النوم يتبادلن أسماءھن عن طريق قراءة الشفاه‪:‬‬ ‫إلما‪ ،‬جانين‪ُ ،‬دولِرس‪ ،‬ميﱡرا‪ ،‬ودجون‪.‬‬



‫وتذكر كونستنس‬



‫رووك في عملھا الفذ عن النقد االستخباراتي ّ‬ ‫أن اسم البطلة‬ ‫جون ‪ June‬بالرغم من عدم اإلفصاح عنه يذكرنا تماما‬ ‫برواية "السطح"‪،‬‬



‫ونعرفھا فقط باسم أفرد الذي يعني‬



‫"الخوف "أو" التابعة لسيدھا" ألنھا تنتمي إلى الحاكم فِ ﱢرد‪.‬‬ ‫وفي الجزء الثاني ]التسوق[ تعطينا الساردة بعض‬ ‫المعلومات عن مالبس البطلة الحمراء وكيفية تصميمھا‬ ‫باإلضافة إلى بعض التفاصيل عن منزل الحاكم وزوجته‬ ‫الشقراء التي تشبه إلى حد كبير تامي بيْكر زوج اإلعالمي‬ ‫المشھور جم بيْكر في الثمانيات والتي تعد برنامج ديني‬ ‫تليفزيوني يعرض يوم األحد ]بالطبع ال تنتمي أفرد إلى ھذا‬ ‫البيت حيث يدار كل شيء بالجرس كما لو كانت تعيش في‬ ‫دير[‪.‬‬



‫وتؤكد الساردة عدم إمكانية ممارسة الحب بين‬ ‫‪249 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫العاملين في المنزل باإلضافة إلى عدم وجود المجالت‬ ‫واألفالم أو منافذ لممارسة الحب وخاصة عندما أظھر السائق‬ ‫نك إعجابه بھا‪ .‬ويلقي ھذا الجزء الضوء على الكوابيس التي‬ ‫تزعج الفتيات يوميا بسبب حاالت اإلعدام المتكررة نتيجة‬ ‫جرائم حرب أو عمليات اإلجھاض‪.‬‬ ‫يتناول الجزء الثالث‪ ،‬والذي يحمل عنوان "الليل"‪،‬‬ ‫سبعة فصول‪ -‬ذكريات للبطلة أُفرد‪ :‬كيف انفصلت عن‬ ‫ابنتھا التي ربما يكون عمرھا اآلن ثماني سنوات وجزء من‬ ‫طفولتھا حيث كانت أمھا الناشطة في قضايا المرأة تحرق‬ ‫المجالت اإلباحية في الحديقة‪ ،‬ودعوة صديقة الدراسة ميّورا‬ ‫إلى الحانة‪ ،‬و ھكذا ‪.‬‬ ‫يُظھر الجزء الرابع عدم قدرة البطلة على السيطرة‬ ‫على حياتھا ألنھا محبوسة‪ .‬وأكدت أيضا أنھا ليست الوحيدة‬ ‫المحبوسة في ھذه الدار ألن أسيادھا يشربون من نفس الكأس‬ ‫حيث تحكمھم الكثير من القوانين التي تكبح جماح حياتھم‪.‬‬ ‫وقد عرض عليھا الطبيبُ مساعدتھا في الحمل ألنه متأكد أن‬ ‫‪250 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ھذا الحاكم عقيم‪ .‬وعندما يكشف عليھن الطبيب ال يري‬ ‫وجوھھن بل يتعامل فقط مع أجسادھن‪ .‬وھنا نجدھا عاجزة‬ ‫عن الرفض أو القبول‪:‬‬ ‫فإذا اكتشفت ھذه المحاولة مع الطبيب سأعدم‪ ،‬وإذا‬ ‫رفضت ربما يزور التقرير الطبي ليثبت فيه أنني عاقر‬ ‫وبالتالي سأنفى إلى الھالك‪ ...‬فقيمة المرأة ھنا تقاس بقدرتھا‬ ‫على اإلنجاب‪ ،‬وتتوقف وظيفة األم الحقيقية بعد فترة‬ ‫الرضاعة مباشرة‪ ...‬فالنساء يتعرضن لالستغالل الجنسي‬ ‫والجسدي تحت ستار الدين وعبادة التوليد‪ .‬ففي الماضي‬ ‫اعتبرت جسدي كأداة تحت سيطرتي‪ .‬فأما اآلن في جليد‪،‬‬ ‫تماما مثل الخادمات األخريات‪ ،‬جسدي موجود ليستخدم‬ ‫ضدي حيث يعاد ترتيبه بطريقة مختلفة‪ ...‬أنا مجرد باعثة‪...‬‬ ‫نحن مجرد أجزاء‪ ...‬أرحام تمشي على رجلين‪.‬‬ ‫وفي "القيلولة"‪ ،‬الجزء الخامس‪ ،‬تصف البطلة كيف‬ ‫تحولت الراحة والھروب إلى شيء بغيض‪ ،‬فإيقاع الوقت‬ ‫ببطء وخاصة في أول النھار‪ ،‬والنوم شبه مستحيل حتي في‬ ‫‪251 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫أوقات القيلولة بسبب الكوابيس المتكررة‪ .‬وطبعا ممنوع‬ ‫عليھن شرب السجائر خوفا على األجنة التي في بطونھن‪.‬‬ ‫لذا السلوى الوحيدة بالنسبة لھن ھو التوبيخ العام ‪ .‬ويلقي ھذا‬ ‫الجزء الضوء أيضا على صديقتھا ميّورا وكيف تقابال في‬ ‫المركز األحمر في جليد حيث وصلت بعد أفرد بثالثة أسابيع‪.‬‬ ‫ولقد انتھي ھذا الجزء وھن يصرخن قائلين‪" :‬طفل ب ّكاء‪...‬‬ ‫طفل ب ّكاء ‪ ...‬طفل ب ّكاء‪".‬‬ ‫تكشف الرواية مدي الرعب الذي سنعيش فيه مستقبال‬ ‫عندما يصل األصوليون المسيحيون للحكم‪ .‬تضطر البطلة‬ ‫إلى العيش في مجمعات سكنية تشبه السجون لكي تكون‬ ‫متاحة لبرنامج جنسي محدد بفترة زمنية مع حكام وحراس‬ ‫العقيدة المسيحية‪ .‬فھذا المجتمع األصولي يعطل بعضا من‬ ‫األحكام الشرعية بسبب عقم معظم الرجال‪ :‬فزوجة الحاكم‬ ‫التي تعاني من نقص الخصوبة وعدم اإلنسانية تشارك في‬ ‫ھذه العملية الجنسية المھينة‪ .‬وتحكي أُفرد‪:‬‬



‫‪252 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫فنحن ھنا من أجل أن ننتج أطفاال ‪ .‬نحن لسنا َمحْ ِظيات‬ ‫أو غايشات ]راقصات ومغنيات يابانية[ أو مومسات‬ ‫يتردد علينا األغنياء‪ .‬على العكس‪ ،‬فقد تم كل شيء‬ ‫إلزاحتنا من ھذه التصنيفات‪ .‬وليس ھناك شيء ممتع‬ ‫في حياتنا‪ .‬فنحن مجرد أرحام تمشي على قدمين‪...‬‬ ‫نحن مجرد أوعية مقدسة وكئوس قرابين متنقلة ليس‬ ‫غير‪.‬‬ ‫لذا تفتقد ھذه الدولة الدينية قيم الرحمة واإلحسان‪ .‬ويعد‬ ‫ھذا المجتمع نمطا معينا من الحياة القائم على االقتصاد‬ ‫]التوفير[‪ ،‬والخضوع‪ ،‬والمراقبة‪ ،‬والفساد‪ ،‬والخوف‪،‬‬ ‫والرعب‪ .‬وھذه األنماط الحياتية قد فرضتھا أنظمة شمولية‪.‬‬ ‫وفي الجزء السادس المعنون بـ " أھل البيت"‪ -‬إشارة‬ ‫ُ‬ ‫وريتَا ونِ ّ‬ ‫ك‪ -‬تجتمع سيرينا جوي أمام أحد‬ ‫إلى أفرد و ُكو َرا ِ‬ ‫البرامج التلفزيونية الذي يعرض جزءا من محاولة الھروب‬ ‫من جليد إلى كندا‪ .‬ويظھر ھذا الجزء مدي اھتمام نك بأُفرد‪،‬‬ ‫إن معاكسة نك تثير األمل‪ ،‬والشھوة‪ ،‬والدفء العاطفي‪،‬‬ ‫‪253 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وأيضا تعكس مدي مخالفة القيود الصارمة التي تنتھجھا تلك‬ ‫الحكومة الدينية المتطرفة‪ .‬وكما يلقي ھذا الجزء الضوء على‬ ‫عائلة أفرد ‪ -‬لووك وابنتھما ‪ -‬ومحاولة الھروب في شھر‬ ‫سبتمبر‪ .‬ويعرض أيضا مراسم الحفلة عندما وصل الحاكم‬ ‫في زينته لدرجة أنه لفت االنتباه بطريقة واضحة‪ ،‬حيث بدأ‬ ‫بقراءة اإلنجيل "إن الرب قد أمر آدم ونوحا ً أن يكونا مثمريْن‬ ‫ومتكاثريْن "ثم شرع بعد ذلك في الصالة ‪ .‬وبدال من التركيز‬ ‫في الصالة انشغلت أفرد بالتفكير في كالم مويّرا في المركز‬ ‫األحمر‪:‬‬



‫قررت مويّر‬



‫االمتناع عن تناول الفيتامينات‬



‫لتصاب باإلسقربوط ومن ثم تتمكن من الھروب‪.‬‬



‫وأما‬



‫سيرينا فشرعت في الصراخ والضراط بطريقة غير الئقة‬ ‫ظنا منھا أن ذلك ين ﱢ‬ ‫ظم وظائف الجسم ‪ .‬وبعد ذلك بدأت‬ ‫مراسم الجماع بين أُفرد والحاكم في وجود سيرينا‪:‬‬ ‫رفت تنورتي الحمراء حتى الخصر‪ .‬وفي المنطقة‬ ‫السفلي كان الحاكم يضاجعني ‪ .‬كل ما يعنيه الجزء‬ ‫األسفل مني فقط‪ .‬لم أقل أننا كنا نمارس الحب ألن ما‬ ‫‪254 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫يفعله ال يسمي لقاء حميميا‪ .‬وحتى كلمة الجماع ليست‬ ‫دقيقة ألن االتصال الجنسي يحتاج اثنين‪ .‬وفي حالتي‬ ‫ھذه كانت من طرف واحد‪ .‬وال يمكن أن يوصف ھذا‬ ‫باالغتصاب‪ :‬ال شيء يستمر ھنا لدرجة أنني لم أسجل‬ ‫اسمي‪.‬‬ ‫تتساءل البطلة عندما تالحظ الغضب على وجه الزوجة‬ ‫سيرين جوي" أينا من حقه أن يغضب؟" الفرحة كالسرقة‬ ‫يجب أن تكون سرية‪" :‬تسرق أُفرد بعض السمن لتدھن‬ ‫بشرتھا‪ ".‬وھنا تتذكر أتود الحوار الذي دار بين الملكة‬ ‫فيكتوريا وابنتھا المعترضة على زوجھا‪" :‬أغمضي عينيك‬ ‫وتذكري إنجلترا"‪.‬‬ ‫وفي "الليل"‪ ،‬الجزء السابع‪ ،‬بدأت الساردة أفُرد تفكر‬ ‫في زوجھا لووك‪.‬‬



‫وتتخيل البطلة ثالث نتائج لمحاولة‬



‫الھروب‪ :‬مقتله برصاصة في رأسه وما زالت جثته في‬ ‫الغابة حتى اآلن‪ ،‬واحتمالية أن يسجن‪ ،‬أو ھروبه مع ابنته‬



‫‪255 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫إلى إحدى المنظمات السرية‪ .‬واعتقدت البطلة أن إحدى ھذه‬ ‫النتائج ستحدث يوما ما‪.‬‬ ‫وبدال من أن تعيش في الخيال تتجه أُفرد في الجزء‬ ‫الثامن إلى الحاضر ‪ .‬ويركز ھذا الجزء على مناسبة والدة‬ ‫إحدى السجينات وطعام اإلفطار للبطلة‪:‬‬



‫بيض مسلوق‬



‫وخبز محمص ]يرمز ھذا اإلفطار إلى مراسم الوالدة[ ‪.‬‬ ‫وتعلم أُفرد ّ‬ ‫أن فرص اإلنجاب ضئيلة جدا بسبب التلوث الذي‬ ‫جعل الكثيرين من الرجال والنساء مجدبين‪ .‬فحتى والدة أُفرد‬ ‫التي أنجبتھا وھي في سن السابعة والثالثين تعلم أن ھناك‬ ‫مخاطر‪ .‬وتتذكر البطلة ّ‬ ‫أن أمھا كانت مھتمة بحقوق المرأة‪.‬‬ ‫وفي أحد األفالم التي شاھدتھا‪ ،‬وھي في المركز األحمر قبل‬ ‫أن تنتقل إلى منزل سيرينا‪ ،‬رأت والدتھا وقد ظھرت وراءھا‬ ‫بعض الشعارات مثل‪:‬‬ ‫"ردوا إلينا الليل"…"الحرية أن تختار"…"كل طفل‬ ‫طفل مطلوب" …"ردوا إلينا أجسادنا‪".‬‬



‫‪256 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ويركز ھذا الجزء على كيفية ھروب مويّر ويقين‬ ‫الفتيات أن الحرية ممكنة‪ .‬وبعد الحفلة تزور أُفرد سيدھا في‬ ‫مكتبه‪ ،‬فتجد الكثير من الكتب الممنوعة اآلن في جليد‪،‬‬ ‫ويلعبان معا لعبة الحروف الناقصة ‪ .‬وفي نھاية الليلة طلب‬ ‫قبلة‪ ،‬والقبلة ھي األخرى ممنوعة مثل الكالم في الحب‪.‬‬ ‫وتدرك البطلة في ھذه الليلة أن لديھا القدرة على السيطرة‬ ‫على ھذه الحكاية‪.‬‬ ‫وفي الليلة التالية في الجزء التاسع تدرك أن موقفھا قد‬ ‫تغير‪.‬‬



‫ولكن ھل ھذا التغيير لألفضل؟ وتتذكر إحدى‬



‫المقابالت التلفزيونية مع إحدى السيدات المشرفات على‬ ‫معسكر حشد القوات النازية أثناء الحرب العالمية الثانية‪.‬‬ ‫ومع أنھا لم تذكر أنھا أحبت ذلك الرجل ]الحاكم[ إال أنھا‬ ‫أكدت أنه كان إنسانا وليس وح ًشا‪ .‬وتستدعي البطلة أيضا أن‬ ‫ھذه المرأة تنتحر بعد أسبوع من ھذه الحلقة‪.‬‬ ‫وفي الجزء العاشر‪" ،‬لفافة سوداء"‪ ،‬بدأت البطلة‬ ‫تسترد ھويتھا وقوتھا ‪ :‬تزور الحاكم مرات عديدة في مكتبه‬ ‫‪257 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫مرتين أو ثالث في األسبوع‪.‬‬



‫ويلعبان ويعطيھا بعض‬



‫األشياء التي يمكن أن تلمسھا مثل مجالت الموضة الفرنسية‬ ‫وغسول لليد‪ .‬ولم يطلب أكثر من قبلة وأن تلعب معه نفس‬ ‫اللعبة‪ .‬وتظھر اللقاءات التالية مع أُفرد كم ھو ساذج‪ ،‬حيث‬ ‫بدأت في توبيخه عندما أراد أن يلمسھا‪ .‬وعلى العكس‪ ،‬نجد‬ ‫أوفجلن تفھم جمھورية جليد أكثر من البطلة‪ .‬وتشاھدان‬ ‫سيارة مرسوم عليه عين كبيرة ويتم القبض على رجل يبدو‬ ‫أنه مخالف للنظام‪ .‬ويصف الفصل الثامن والعشرون كيف‬ ‫أظھرت تلك الدولة الديكتاتورية تقدما ملحوظا ‪ ،‬حيث تم‬ ‫إلغاء العمالت الورقية‪ ،‬وأصبح كل شيء آلياً‪ ،‬وتم طرد‬ ‫جميع النساء من العمل ولم يسمح للنساء بسحب أموالھن‬ ‫ومستحقاتھن من البنوك‪:‬‬ ‫تشعر البطلة ّ‬ ‫أن ساقيھا قد قطعت عندما طردت من‬ ‫عملھا وجردت من حقوقھا السياسية والشرعية‪ .‬ويعد‬ ‫ھذا نوعا ً من السيطرة االجتماعية على المرأة‪ ،‬فالمرأة‬ ‫النحيفة تضطر إلى أن تنفخ صدرھا بالسيلكون وتقطع‬ ‫‪258 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫جزءا من أنفھا كي تبدو جذابة وجميلة‪ ...‬وترمز‬ ‫مشاھدة األفالم الجنسية إلى مدي إذالل وخضوع‬ ‫المرأة‪.‬‬ ‫لذا لم تستطع أُفرد شراء سجائرھا ‪ .‬وكرد فعل لذلك‬ ‫تتصل بكل من أمھا ومويّرا التي قررت أن تنضم إلى منظمة‬ ‫سرية‪ .‬وأصبحت الساردة ترتاب في سلوك نك؛ إذ كان قوادا‬ ‫للحاكم‪ .‬وتعلم أيضا أنھا ليست أول خادمة تصل إلى مكتب‬ ‫الحاكم إذ يخبرھا بأن الساكنة السابقة لغرفتھا قد زارته‬ ‫ولكنھا انتحرت في الحمام مع نھاية الرواية‪ .‬وھذا يفسر اآلن‬ ‫صراخ كورا عندما أحضرت الفطور للبطلة ولم تجدھا في‬ ‫فراشھا فظنت أنھا قد فعلت نفس ما قامت به زميلتھا السابقة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ولكن أفرد كانت في الحمام ولم تنم الليلة في فراشھا‪ .‬وعندما‬ ‫يعود الظالم في الجزء الثاني تفكر البطلة في االنتحار ولكنھا‬ ‫تقوم للصالة مع أنھا غير مؤمنة‪.‬‬ ‫ويصف الجزء الثاني عشر‪" ،‬امرأة وقحة"‪ ،‬محاولة‬ ‫البطلة عقد صفقات شديد التعقيد مع المحيطين بھا‪ .‬فتبدأ‬ ‫‪259 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫أوفجلن في كشف كلمة السر الخاصة بالمجموعة "عيد‬ ‫العمال"‪ ،‬فقد استخدمت ھذه الكلمة منذ المناقشات األولية‬ ‫بينھن لتتحقق من المستوي التعليمي للبطلة‪ .‬وتطلب سيرينا‬ ‫من البطلة أن تنام مع نك لتحمل منه ألن عرشھا مھدد إذا لم‬ ‫تنجب طفالً‪ .‬وفي المقابل ستري صورة طفلتھا‪ .‬لذا تساءلت‬ ‫كيف حصلت سيرنا على ھذه الصورة وكيف عرفت أصال‬ ‫أن لھا طفلة‪.‬‬



‫وطبعا تتم الصفقة‪.‬‬



‫وفي الفصل الثاني‬



‫والثالثين نجدھا تعقد صفقة أخري مع ريتا‪ ،‬تحصل‬ ‫بمقتضاھا على عود ثقاب إلشعال سيجارة من ريتا على أن‬ ‫تعطيھا ھدية ]يعتبر ھذا الثقاب السالح الوحيد الذي امتلكته‬ ‫أفرد في الرواية ومع ذلك لم تستخدمه‪ .[.‬وھناك سالح آخر‬ ‫يمكن أن تستخدمه البطلة مع أنھا لم تستخدمه أيضا‪ :‬عالقتھا‬ ‫مع صاحب البيت ‪ .‬ولألسف نرى تعاملھا مع السيد قد أصبح‬ ‫معقدا‪ :‬فبدأ يشرب في وجودھا‪ ،‬وبدأ يحضنھا‪ ،‬وبدأ يغش في‬ ‫اللعب‪ .‬وبدأت تدرك أن جمھورية جليد كانت حال لمشكلة‬



‫‪260 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫عاني منھا الرجال في الماضي‪ ،‬وھي نقص األشياء التي‬ ‫تساعدھم على التغلب على العجز الشعوري‪.‬‬ ‫تذھب أُفرد وأوفجلن إلى ‪ -Prayvaganzas‬مكان‬ ‫حفل الزفاف الجماعي‪ -‬لتحضر حفل زواج عشرين عروسا ً‬ ‫على عشرين مالكا ]إذ الجنود تسمي مالئكة[‪.‬‬



‫وتتذكر‬



‫البطلة أن الحب الحقيقي قد اختفي في جليد‪ .‬وبعد ذلك‬ ‫ظھرت جانين‪ ،‬ونعلم أنھا فقدت طفلھا بعد والدته‪ ،‬وأن ھذه‬ ‫ھي المرة الثانية‪ .‬ويبدو أن فقد الطفلين كان مسئوليتھا ألن‬ ‫أبيه األول كان طبيبا‪ .‬وتؤكد أوفجلن أنھا كانت تعاني من‬ ‫انھيار عصبي عندما كانت في المركز األحمر‪ .‬ويفاجأ‬ ‫القارئ أن أوفجلن عندھا خبر بخصوص زيارات البطلة‬ ‫الخاصة إلى مكتبه‪ .‬وربما يتساءل القارئ أيضا‪ :‬ھل نك‬ ‫وأوفجلن منضمان للمنظمة السرية ضد الحكومة؟ وتعود‬ ‫سيرينا مرة أخرى إلى غرفة الساردة لتعطيھا صورة أخرى‬ ‫البنتھا وھي أكبر سنا‪ .‬وطبعا الصورة البد أن تعود وال‬



‫‪261 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تحتفظ بھا ولكنھا دليل على أن ابنتھا ما زالت على قيد‬ ‫الحياة‪.‬‬ ‫تستمر اللقاءات السرية بين البطلة والحاكم ولكن‬ ‫األمور تتطور ھذه المرة‪:‬‬



‫يضع لھا الماكياج‪ ،‬ويلبسھا‬



‫مالبس األميرات‪ ،‬ويذھب بھا إلى الخمارات‪ ،‬ويقدم لھا‬ ‫المشروبات‪ .‬وتقابل أُفرد صديقتھا مويّرا ھناك في مالبسھا‬ ‫الغريبة‪ -‬مالبس مثليّين‪ -‬فتتواعدان في الحمام‪ ،‬وتحكي مويرا‬ ‫قصة ھروبھا‪ ،‬وكيف انتقلت من بيت آلخر بمساعدة أحد‬ ‫أصدقائھا‪ ،‬وكادت أن تصل إلى الحدود الكندية عن "طريق‬ ‫الفتاة األرضي" ‪ -‬وھو االسم الذي يرمز إلى طريق السكك‬ ‫الحديدية األرضي الذي نقل العبيد من الواليات األمريكية‬ ‫الجنوبية شماال إلى كندا ‪ .‬وعندما تم القبض على موير‬ ‫استعملھا الجنود لفترة للترفيه عن أنفسھم‪ .‬وبعد ذلك خيروھا‬ ‫بين الذھاب إلى المستعمرات أو أن تكون غانية‪ .‬وأكدت أن‬ ‫الحانات مليئة بالعديد من النساء التي ال يفكرن أو يھتممن‬ ‫بالرجال‪.‬‬ ‫‪262 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وفي الجزء الرابع عشر تستمر أفرد في تضليل من‬ ‫حولھا خاصة أنھا اآلن بدأت تبحث عن نك الذي جامعھا بناء‬ ‫على مخطط سيرينا‪ .‬وبدأت تحكي له جميع تفاصيل حياتھا‬ ‫ما عدا حكاية لووك والرسالة التي وجدتھا منقوشة على‬ ‫أرضية الغرفة "ال تجعل الخسيس يضطھدك‪ ".‬وبدأت أيضا‬ ‫تخفي الكثير من تفاصيل عالقتھا بصاحب البيت عن‬ ‫صديقتھا أولفجن‪ .‬وتبدأ البطلة وصديقتھا تشاھدان إعدام‬ ‫إحدى الخليالت وإحدى الزوجات في مكان يطلق عليه "إنقاذ‬ ‫النساء"‪ .‬وتعتقد أولفجن أن ضحية الليلة ستكون جانين ‪ .‬ولم‬ ‫تستطع البطلة رؤية ھذه المنظر البشع‪ .‬وبدال من ذلك بدأت‬ ‫تنظر إلى العشب ‪ .‬وشاھدت موقفا ثانيا عندما أمرت العمة‬ ‫َ‬ ‫الخليالت أن يفعلن بأحد الجنود ما يشاءون ألنه اغتصب‬ ‫ليديا‬ ‫إحداھن ‪ .‬ولقد سمعته البطلة يقول بعدما انھالت عليه‬ ‫الصفعات من جميع الجھات "لم أفعل ‪ ."...‬وتعلم سيرينا‬ ‫خبر الليلة التي قضاھا الحاكم مع الساردة في فندق الحانة‪.‬‬ ‫ومن ثم بدأت تتجنبھا‪.‬‬ ‫‪263 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫عندما تحل الليلة األخيرة من الرواية‪ -‬في الجزء‬ ‫الخامس عشر‪ -‬نري أفرد مستغرقة في التفكير فيما يخص‬ ‫مصيرھا المحتوم ‪ :‬انتحار‪ ...‬أو ترحيل‪ ...‬أو طلب التماس‬ ‫من نك‪ .‬ولكنھا اعتقدت أن كل ھذه االحتماالت ال قيمة لھا‪.‬‬ ‫وقبل أن تصل إلى قرار يأتيھا نك ويخبرھا أن السيارة‬ ‫السوداء المغلقة سوف تأخذھا إلى األمان‪ .‬وتنتھي الرواية‬ ‫وال ندري قرارھا ‪ .‬ويتبع الجزء الخامس عشر جز ٌء بعنوان‬ ‫"مذكرات تاريخية عن حكاية الخادمة"‪.‬‬ ‫البروفيسير ‪Pioxoto‬‬



‫وفيه يحكي‬



‫وصديقه ‪ Wade‬كيف حصال على‬



‫الشرائط التي سجل عليھا قصة حياة أفرّد‪.‬‬



‫‪264 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫‪7‬‬ ‫ھيمنة الجنوب ورعب الشمال‪ :‬قراءة في رواية‬ ‫"السطح"‬



‫‪...‬أوروبا تتحدث بصراحة عن غزو ثقافي أمريكي‪،‬‬ ‫برغم أن أوربا تشترك مع أمريكا في بناء حضاري‬ ‫موحد‪ ،‬وتتجلى حساسية قضية الغزو الثقافي‬ ‫األمريكي ألوروبا بوضوح في بلدين ھما فرنسا‬ ‫وألمانيا‪ ،‬ففي عام ‪ 1989‬شھدت باريس اجتماعا‬ ‫لخبراء ومتخصصين في اإلعالم بحثوا إمكانية وضع‬ ‫‪265 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫حد للتدفق الثقافي األمريكي أحادي الجانب الذي‬ ‫ينھمر من خالل الشبكات الفرنسية‪ ،‬وقد شارك في‬ ‫ھذا االجتماع الرئيس الفرنسي ميتران بكلمة أعرب‬ ‫فيھا عن خشيتـه على الھويـة الفرنسية واألوربية‬ ‫قائال‪" :‬إنھا في خطر"‪ .‬وفي عام ‪ 1993‬أشار أدغار‬ ‫بيزاني رئيس معھد العالم العربي ) مؤسسة فرنسية(‬ ‫في مؤتمر مؤسسة راما الذي عقد في باريس إلى أن‬ ‫فرنسا تتعرض ھي األخرى كالعالم العربي إلى الغزو‬ ‫األمريكي في المجال السمعي والبصري‪ .‬ويلمس‬ ‫المتابع للشأن الروسي وجود تيار قوي داخل روسيا‬ ‫يحذر من الغزو الثقافي األمريكي ‪ ،‬وينبه إلى المخاطر‬ ‫الشديدة المترتبة على االنفتاح‪ ،‬ويدعو في المقابل إلى‬ ‫إحياء الھوية والثقافـة السالفيـة واالستناد عليھا لبناء‬ ‫قوتھم العظمى كالسابق‪ .‬وفي الصين أصبح الحديث‬ ‫عن مخاطر الغزو الثقافي والتأكيد على الھوية‬ ‫والثقافة القومية منتشر‪ .‬أما في اليابان فما زال‬ ‫‪266 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫األمريكي يعيش حيرة كبيرة في فھم اللغز التالي ‪:‬‬ ‫كيف يكون الياباني بمثل ھذه الذھنية الخالقة والقدرة‬ ‫العجيبة في التأقلم مع مظاھر التحديث الطاغية إلى‬ ‫جوار العيش وااللتحام مع ثقافته الخاصة وتقاليده‬ ‫وأعرافه ؟ )محمد مصطفي غضنفري(‬ ‫يمكن أن تُقَسّم األساطي ُر المتنوعة للحياة البرية في‬ ‫األدب الكندي إلى نَو َعي ِْن‪ .‬تنظر المجموعة األولي‪ ،‬مثل‬ ‫رواية "‪ "Wacousta‬لجون ريتشارد ورواية سوزانا مودي‬ ‫"العيش في الغابة" )‪ ،(1852‬إلى الطبيعة بوصفھا عدو‬ ‫وخائن‪ .‬وتنظر إليھا مارجريت أتود على أنھا سبب الوفاة‪،‬‬ ‫وخير مثال على ذلك روايتھا "السطح‪ ".‬ويعتقد نوثروب‬ ‫فراي أن األدب الكندي يتميز بالرعب العميق تجاه الطبيعة‪.‬‬ ‫وتؤكد أتود نفس الفكرة قائلة‪ :‬ال يثق الكتاب الكنديون‬ ‫بالطبيعة ودائما يتوقعون أعماال خادعة من قبلھا‪ .‬وأما‬ ‫المجموعة الثانية فتعتبر البيئة الطبيعية مكانا للشفاء‪،‬‬ ‫واألصالة‪ ،‬والنقاء‪ ،‬والھروب‪ ،‬ومعرفة اإلنسان بنفسه‪،‬‬ ‫‪267 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وتعطي اإلنسان أيضا بعض المعلومات عن قرابته للحيوان‪.‬‬ ‫وقد نشرت حكايات الحيوان وقصص الحياة البرية في نھاية‬ ‫القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين‪ .‬وتصور رواية‬ ‫مونتجومري "آن والجملون األخضر"‬



‫المناظر الطبيعية‬



‫الخالبة واالستثنائية لھذه الطبيعة باإلضافة إلى مناخھا‬ ‫الودود‪.‬‬ ‫لقد عالجت رواية "السطح" عددا من الموضوعات‬ ‫منھا‪:‬‬



‫الجنون‪ ،‬والنسائية‪ ،‬والعزلة‪.‬‬



‫فموضوع العزلة‬



‫أساسي‪ ،‬ويظھر مع بداية الرواية عندما تصل مقاطعة كيبك‬ ‫الفرنسية‪ .‬وتشعر أيضا بالعزلة عن المحيطين بھا‪ ،‬مساوية‬ ‫سلوكھم بسلوك الحيوانات‪ :‬عندما تستمع إلى صديقيھا أثناء‬ ‫ممارسة الحب تتذكر الحيوانات عندما تُغلق عليھا الحظائر‪.‬‬ ‫تعتبر رواية "السطح" من روايات الضد ألن أتود‬ ‫تكتب نثرا من الصعب أن نميزه عن الشعر باإلضافة إلى أن‬ ‫الرواية قريبة الشبه من الفنون البصرية‪ .‬ويري شارون‬ ‫ويلسن أنھا تتفوق على المحاكاة الساخرة ‪ .‬تقلب الرواية‬ ‫‪268 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫التقاليد األدبية المعروفة مثل الحبكة‪ ،‬والبنية‪ ،‬واستخدام‬ ‫عالمات الترقيم في إعطاء شكل للنصوص التي تلقي بعض‬ ‫من األسئلة فيما يخص قضية الوجود‪/‬البقاء‪ .‬وتلقي الرواية‬ ‫الضوء على ّ‬ ‫أن أكثر ساردي روايات أتود يتسمون بعدم‬ ‫المصداقية‪.‬‬ ‫ھذه الساردة فنانة تجارية بدون اسم‪ :‬من حق النساء أن‬ ‫يصبحن بطالت ال أبطال‪ ،‬فمعظم النساء في سن معينة‬ ‫ينادون بـ "مدام‪ ".‬وبطلة الرواية لم يمنحھا الملك‪ /‬الساحرة‬ ‫لقبا أو اسما‪ ،‬ولم تتزوج كي تحصل على لقب زوجھا‪ ،‬أو‬ ‫تموت فتتذكرھا المناسبات‪ .‬وتھتم الرواية بحكايات الجنيات‬ ‫في مقاطعة كيبك‪ .‬وتكذب الساردة كثيرا فيما يخص كالًّ من‬ ‫زواجھا‪ ،‬ورؤية أخيھا الغارق‪ ،‬وطفلھا المجھض‪ ،‬باإلضافة‬ ‫إلى العديد من أمورھا الحياتية‪ .‬وألنھا تؤلف قصص زائفة‬ ‫فيما يخص حياتھا وتلصق كل أفعالھا لألمريكان ]فيما يُع َرف‬ ‫بما بعد الكولونيالية‪ ].‬لذا فالقصة التي تحكيھا مفككة ألنھا ھي‬ ‫التي ترويھا‪ .‬وھي في رحلة بحث عن أبيھا‪ ،‬الذي يظھر‬ ‫‪269 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫على ھيئة ذئب عندما يكتمل القمر ]فيما يُع َرف بالواقعية‬ ‫السّحرية ‪ ].‬كما تبحث عن أمھا وماضيھا‪ ،‬ولكن إذا كان ھذا‬ ‫البحث بطولي‪ ،‬فإنه نقد ذاتي في الوقت نفسه ]و ھو ما‬ ‫يُع َرف بنظرة ما بعد الحداثة[ ‪ .‬تبدو الساردة الخجولة أنھا‬ ‫تفتقد الفم واأليدي واألرجل والقلب والرأس أو الجسد‪ .‬وأنھا‬ ‫باستمرار تحب الطعام ألنھا تلتھم اآلخرين‪.‬‬ ‫***‬ ‫مع أن اسم الشخصية المحورية في الرواية غير‬ ‫معروف‪ ،‬إال أن المشاكل التي تعرضت لھا قد تطورت‬ ‫بالتفصيل في الرواية‪ .‬فنرى الجزء األول يلقي الضوء على‬ ‫طبيعة معاملتھا لشريكھا جو وأصدقائھا ديفيد وأنّا بنوع من‬ ‫التوتر واالضطراب‪ .‬ونعلم أيضا أن حدثا فاجعا قد غيّر من‬ ‫شخصيتھا وبالتالي ساعد على تشويه عالقتھا بأصدقائھا‪.‬‬ ‫وطبيعة ھذا الحدث ھو اإلجھاض‪ .‬ولذا نجد الرواية تمجد‬ ‫الضحايا بدال من المنتصرين‪ .‬فمن وجھة نظرھا ّ‬ ‫أن النصر‬



‫‪270 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫مرتبط دائما بالقتل ومن ثم ترفض أن تكون ضحية أو قاتلة‪،‬‬ ‫إنھا تحارب ضد الحرب‪.‬‬ ‫ويرسﱢخ الجزء الثاني‪ -‬الرواية مقسمة إلى ثالثة أجزاء‪-‬‬ ‫مصدر توترھا بسبب إحساسھا بأنھا ضحية‪ .‬ولذا يصبح‬ ‫لديھا عقدة وكراھية لكل من الرجال واألمريكان‪ ،‬فالرجال‬ ‫]أعداء المرأة[ في الرواية يعتمدون على عبارات‬ ‫ومصطلحات محفوظة بدال من االعتماد على أصواتھم‬ ‫الطبيعية من أجل التواصل مع اآلخرين‪ .‬فوالدھا دائما يردد‬ ‫بعض األقوال المأثورة‪ ،‬ويستخدم صديقھا جو الكليشيھات‬ ‫القديمة‪ .‬وفي الوقت نفسه تُظھر تعاطفھا مع الضحايا مثل‬ ‫طائر البلشون الميت والضفادع كطعم لألسماك وصديقتھا‬ ‫أنّا‪ .‬ويعد طفلھا المجھض ضحية‪ ،‬وبالتالي تصبح ھي نفسھا‬ ‫جانية‪ .‬ومن ثم تشعر البطلة بازدواجية تجاه القتل‪ .‬ونتيجة‬ ‫لذلك تواجه الكثير من األشباح من ماضيھا‪ ،‬وخاصة بعد‬ ‫اكتشاف جثمان والدھا الغريق‪.‬‬



‫‪271 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وتتخذ الساردة موقفا شامانيا بسبب كل من اندفاعھا إلى‬ ‫أعماق البحيرة في الجزء الثاني‪ ،‬رم ًزا إلى أعماق مشكلتھا‪،‬‬ ‫ومحاولة صعودھا للسطح مرة أخري في الجزء الثالث‪.‬‬ ‫والشامانية دين بدائّي من أديان شمالي أوربا وآسيا يتميز‬ ‫باالعتقاد بوجود عالم محجوب‪ ،‬ھو عالم اآللھة والشياطين‬ ‫وأرواح السلف‪ ،‬وھو العالم الذي ال يستجيب إال للشامان‪.‬‬ ‫ولذا يتعرض ھذا الشامان إلى عدة طقوس تطھيرية عن‬ ‫طريق العزلة واالمتناع عن ملذات الجسد من الطعام‬ ‫والشراب والمسكن حتى يصبح مھيئا لتلقي الرسالة ‪ .‬ومن ثم‬ ‫اضطرت البطلة إلى االمتناع عن الكثير من األشياء‬ ‫فاستطاعت أن ترى والديھا كال على حدة‪.‬‬ ‫لقد تعرضت الرواية للنقد من قبل كلﱟ من جوردن آر‪.‬‬ ‫إليويت ودي‪ .‬إم‪ .‬فريزر ألن الشخصيات غير متطورة‪ .‬ومع‬ ‫ذلك نجد شخصية جو نصف متطورة‪ .‬وعلى الرغم من ذلك‬ ‫ﱠ‬ ‫فإن دوره بالكامل في الرواية يتلخص في اآلتي‪ :‬رجل‬ ‫شخصيته قابلة للتغيير‪ ،‬ولديه الرغبة في تسوية خالفاته مع‬ ‫‪272 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫البطلة ألنھا تعاني من أزمة عاطفية‪ .‬ويعتبر ديفيد ھو اآلخر‬ ‫شخصية ذكورية ثانوية‪ ،‬ويعد ندا لجو‪ :‬يتحدث جو قليال‪،‬‬ ‫بينما ديفيد كثير الكالم‪ ،‬وجو أشعث‪ ،‬بينما يمكث ديفيد أمام‬ ‫المرآة وقتا طويال يمشط شعره ليخفي صلعته التي تتزايد‬ ‫باستمرار‪ .‬ومع ّ‬ ‫أن ديفيد يُعلﱢم الناس كيفية التواصل مع‬ ‫اآلخرين‪ ،‬فإنﱠه يجد صعوبة بالغة في التعامل مع زوجه‪.‬‬ ‫ونعلم القليل عن ماضيه‪ .‬وتكوين شخصيته الحالية مصدرھا‬ ‫الثقافة الشعبية‪ :‬ضحكته التي تشبه نقار الخشب‪ ،‬وتعليقاته‬ ‫العامة عن اليانكيين والخنازير‪.‬‬



‫حقا ّ‬ ‫إن حنقه على‬



‫األمريكيين ]أعداء كندا[ واللغة التي يستخدمھا في وصفھم‬ ‫جعلته يشبه شخصية الكاريكاتير‪ ،‬وليس شخصية لھا ثالثة‬ ‫أبعاد‪ ،‬فكيف يكون مناھضا لألمريكيين وثقافته منبعھا‬ ‫ﱠسدان "األمريكي"‬ ‫أمريكا‪ .‬وإن غرور وكبرياء ديفيد يج ِ‬ ‫الذي تصب الروائية جام غضبھا عليه‪.‬‬ ‫لم تتطور شخصية أنّا تطورا كامال أيضا مثل زوجھا‬ ‫ديفيد‪ .‬ومع ذلك نستمع إلى العديد من المحادثات بين أنّا‬ ‫‪273 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫والبطلة التي تعطينا بصيص أمل عن الطريقة التي تفكر بھا‬ ‫أنّا‪ .‬فمع أنھا غير سعيدة في حياتھا مع ديفيد وغير واثقة من‬ ‫نفسھا‪ ،‬نجدھا ما زالت مخلصة له‪ .‬وعندما أدركت البطلة‬ ‫مخاطر عالقتھا بديفيد‪ ،‬لم تستطيع أن تحفز أنّا أن تتخذ موقفا‬ ‫يتعدي التعليقات النسائية كالتي حدثت في الفصل الثالث‬ ‫عشر‪ .‬وإذا لم تساعد صديقتھا أنّا على روح المبادرة في ھذه‬ ‫اللحظة فإنھا ستقوض صداقتھا مع أنّا خاصة ومع النساء‬ ‫لذا عندما ألقت شريط الفيلم‪ -‬الذي يحمل بعض‬



‫عامة‪.‬‬



‫المقاطع لھا وھي عارية ‪-‬في البحيرة الحقا‪ ،‬لم تستطع أنّا‬ ‫منعھا في الوقت المناسب‪ ،‬بل راحت تخبر ديفيد بذلك‬ ‫بنفسھا‪.‬‬ ‫***‬ ‫في الحقيقة‪ ،‬تعزز ھذه الرواية اكتشاف االھتمامات‬ ‫النسوية‪ ،‬وھو الموضوع الذي بدأ في العملين األولين‪:‬‬ ‫رواية "امرأة صالحة لألكل "والمجموعة الشعرية "اللعبة‬ ‫المستديرة"‪ .‬وھكذا‪ ،‬تعالج قصيدة "المركز السياحي في‬ ‫‪274 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫بوسطن" والمنشورة في ديوان "الحيوانات في ھذا البلد"‬ ‫خوف أتود مما سيحدث لكندا المتأمركة‪ .‬وتنتقل ك ﱞل ِمن‬ ‫القصيدة والرّواية من معاملة السياح الساخرة والشريرة‬ ‫ومدى االھتمام األصيل إلى تأثيرھم على البيئة‪.‬‬ ‫عالم الناسُ فيه‬ ‫وتسجل الرواية قلق البطلة المتزايد في ٍ‬ ‫إما جناة أو ضحايا‪ .‬فحتى نھاية الفصل األخير تعتقد البطلة‬ ‫أنھا ضحية‪ :‬أخت تصارع من أجل الحفاظ على مقتنياتھا من‬ ‫عبث أخيھا‪ ،‬وامرأة واھنة في مواجھة من حولھا من‬ ‫الرجال‪ ،‬وأ ﱞم ال تستطيع حماية جنينھا من شريك يريد‬ ‫التخلص منه‪ ،‬وأخيرا كندا الضعيفة في مواجھة استغالل‬ ‫أمريكا لحياتھا البرية‪ .‬فتدريجيا تدرك أنھا ليست بريئة‪،‬‬ ‫وإنما لديھا القدرة على إلحاق األذى باآلخرين‪ .‬ويبدو ذلك‬ ‫جليا في تعاملھا مع جو وقدرتھا على االھتمام باآلخرين في‬ ‫بيئة تتسم بالوحشية‪ :‬إنھا أول من نصبت الخيام‪ ،‬وأول من‬ ‫اصطادت‪ ،‬وأول من زرعت في حديقتھا‪.‬‬



‫‪275 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫لقد تم تصوير الرحلة الداخلية للبطلة بطريقتين‬ ‫مختلفتين‪ :‬الغوص إلى قاع البحيرة حيث تجد جثة والدھا‬ ‫وذكريات طفلھا المجھض‪ ،‬وبالھبوط إلى نوع من الوحدة‬ ‫البدائية الخرساء مع الطبيعة والقوة التي يمكن ممارستھا من‬ ‫خاللھا‪.‬‬



‫ويتكامل ھذان الوصفان مع النصوص النسائية‬



‫المعروفة في القرن الماضي‪ .‬فتم ّزق ھذه األعمال القيود‬ ‫التي يفرضھا المجتمع على المرأة‪ ،‬وكيفية التوافق مع‬ ‫حياتھن الداخلية‪ .‬ويمكن قراءة ھذه الرحلة إلى الذات إما‬ ‫باعتبارھا نوعا ً من االنھيار العصبي أو فترة تجديد وتطھير‪.‬‬ ‫وتقدم تشارلوت بيركن جلمن في قصتھا القصيرة" ورق‬ ‫حائط أصفر" خير مثال لساردة قادھا انھيارھا العصبي‬ ‫وجنونھا إلى إدراك ذاتھا بوصفھا امرأة ظلت أسيرة مجتمعھا‬ ‫وظروفھا الخاصة‪.‬‬



‫وھذا الدور السلبي المفروض على‬



‫النساء يمثل طريق العالج المريح الذي يفرضه الطبيب على‬ ‫البطلة‪.‬‬



‫وفي رواية كاتي تشوبن "المستيقظة )‪(1899‬‬



‫"تكتشف البطلة عدم سعادتھا الزوجية نتيجة اختالف مفاھيم‬ ‫‪276 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الحب والزواج والجنس من وجھة نظرھا ووجھة نظر‬ ‫المجتمع‪.‬‬ ‫تشترك ھذه األعمال الثالثة في أمور متعددة‪ .‬أوالً‪:‬‬ ‫نجد عالقة الشخصية المركزية بالرجل تقارن بالعالقة‬ ‫المستقرة لزوجين آخرين‪ .‬ثانيا‪ :‬تقارن مقاومة البطلة بإذعان‬ ‫امرأة أخري‪ .‬ثالثا‪ :‬تشترك روايتا أتود وتشوبن في مكان‬ ‫أحداث الرواية ]أى‪ :‬قريبا من الماء ]‪ ،‬واستخدام صور‬ ‫الغوص والخروج للسطح‪ .‬ومن وجھة نظر أتود‪ ،‬ال يختلف‬ ‫موقف البطلتين كثيرا بالرغم من بعض التغيرات في تاريخ‬ ‫المرأة التي حدثت بين عامي ‪ 1890‬و ‪ .1970‬وتتميز‬ ‫رواية أتود بالنواحي اآلتية‪ :‬نھايتھا المفتوحة‪ ،‬والشك في‬ ‫عودة البطلة للمدنية والحضارة مرة أخري‪ .‬وفي النّھاية‬ ‫تُترك البطلة في الفضاء الواسع قبل أن تأخذ قرارھا‪ ،‬وقبل‬ ‫أن تكون لديھا الفرصة الستخدام اللغة وبذلك تعود مرة‬ ‫أخري للمجتمع‪.‬‬



‫‪277 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ھناك طريقة أخري لتفسير سلوك بطلة الرواية‪ .‬إنھا‬ ‫متعبة كما كان أبوھا‪ ،‬وأصبحت اآلن خارج توازنھا العقلي‬ ‫والعاطفي بسبب عزلتھا الحادة‪ .‬لذا نجدھا مع نھاية الرواية‬ ‫أصبحت أكثر اقترابا من البرية‪/‬الوحشية حيث تعيش اآلن‪،‬‬ ‫وأصبحت أكثر شبھا بالحيوان منھا لإلنسان‪ .‬ولقد عالجت‬ ‫أتود نفس ھذه الموضوعات في مجموعتھا الشعرية "يوميات‬ ‫سوزانا موودي" إذ تتبع أتود رحلة امرأة حقيقية رائدة وھى‬ ‫نفس الشخصية التي تظھر في رواية "‪"Alias Grace‬‬ ‫تنتقل من إنجلترا في القرن التاسع عشر إلى أدغال كندا‪.‬‬ ‫وتصور أتود شخصية موودي على أنھا تعاني من مرض‬ ‫الفصام‪ .‬وھذا التصوير يرمز إلى االضطرابات النفسية التي‬ ‫كانت تعاني منھا كندا في ذلك الوقت‪ .‬وتشارك بطلة رواية‬ ‫"السطح" شخصية ‪ Moodie‬في المجموعة الشعرية فيما‬ ‫يخص االنتقال من الحضارة إلى الحياة البدائية في ربوع‬ ‫الغابات‪ .‬والفارق بين الشخصيتين أن األولى تعاني ذلك‬



‫‪278 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تباعا ]واحدة تلو األخرى[ ‪ ،‬بينما الثانية تعاني منه بطريقة‬ ‫متزامنة ]في وقت واحد[ ‪.‬‬ ‫تؤكد أتود أن األدب الكندي يعالج تيمة الصراع من‬ ‫أجل البقاء‪ .‬وھذا ما عالجته في كتابھا "البقاء" الصادر في‬ ‫العام الذي صدرت فيه رواية "السطح" ‪ (1972).‬وھناك‬ ‫أربع أماكن على خريطة أتود تحدد أماكن الضحايا‪ :‬أرفض‬ ‫أن تكون ضحية ‪ ،‬وحاول أن تبدأ حياة جديدة ألن أسباب‬ ‫العبودية الداخلية والخارجية قد تالشت ]البقاء ‪-38 -39].‬‬ ‫‪ .(36‬وتُصور الرواية صراع الشخصية المركزية من أجل‬ ‫أن تعيش لحظة الثوران العاطفي ‪ .‬تعتبر أتود حبوب منع‬ ‫الحمل تحرراً مؤقتا ً ألنھا ال تستطيع التحرر من الشعور‬ ‫بالذنب نتيجة إجھاض جنينھا وصراعھا المتصل للبقاء‪،‬‬ ‫وخاصة عندما تُركت على الجزيرة بمفردھا‪ ،‬ومحاولة‬ ‫الھروب من األشباح التي حاولت أن تسيطر عليھا‪ .‬ويعد‬ ‫ھذا خير مثال لنظرية أتود للبقاء والمتأثرة بالظروف‬ ‫الجغرافية والثقافية الكندية‪ .‬وتوضح أتود أن مكان أحداث‬ ‫‪279 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الرواية يفرض قيودا على شكل الرواية‪ ،‬فإن الشمال تربة‬ ‫خصبة لحكايات األشباح واالستحواذ والھذيان‪ ،‬وليس مناسبًا‬ ‫لكوميديا غرف الجلوس والمالحم‪.‬‬ ‫***‬ ‫لقد تطور نوعان من السرد في الرواية‪:‬‬ ‫‪ -1‬محاولة البحث عن والدھا المفقود والتفاصيل التالية‬ ‫الستجابتھا وردود أفعالھا ‪.‬‬ ‫‪ -2‬مواجھة العديد من أشباح الماضي مثل‪ :‬ذكريات‬ ‫اإلجھاض وطيفَي والديھا الميتين‪.‬‬ ‫لقد تطور النوع األول من السرد تطوراً زمنيًّا‪ .‬وعندما‬ ‫نتابع رحلة البحث عن والدھا كما تُظھرھا الدالئل والبراھين‬ ‫منذ األسبوع األول على سطح الجزيرة على سبيل المثال‪،‬‬ ‫نعلم أنھا قد اكتشفت جثة والدھا في اليوم السادس عندما‬ ‫وصلت إلى أعماق البحيرة‪ .‬ونعلم أيضا رفضھا للحياة‬ ‫المدنية والحضارية بعدما قضت فترة من الزمن في‬ ‫‪280 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫البراري‪ .‬ومع ذلك يري جيمس ھاريسون أن الزمن ينتقل‬ ‫بين الماضي والحاضر في األجزاء الثالثة‪ .‬فيھيمن زمن‬ ‫المضارع على الجزأين األول والثالث عندما تستغرق البطلة‬ ‫في تفاصيل محاولة البقاء بسبب مواجھتھا العديد من المشاكل‬ ‫المتعلقة بحشد مجموعة البحث‪ ،‬ثم البحث بمفردھا الحقا‪.‬‬ ‫ولقد ھيمن زمن الماضي على أحداث الجزء الثالث‪ ،‬باستثناء‬ ‫ُ‬ ‫ذكريات‬ ‫أول أربع وآخر ثالث فقرات منه‪ ،‬عندما شغلتھا‬ ‫الطفولة والزواج‪ .‬ويتساءل ھارسون ھل ھذه االستثناءات‬ ‫توحي بعدم القدرة على الفصل بين حاضر وماضي الفرد‬ ‫ألن األخير دائما يطفو على السطح؟‬ ‫ويتضمن النوع الثاني من السرد الحدس المتزايد لدي‬ ‫البطلة‪ ،‬ولكن تطور ھذه األحداث ليس زمنيًّا وإنما دائريا‪.‬‬ ‫ولقد ظھرت الذكريات واألطياف نتيجة بعض المواقف‬ ‫والعواطف الخاصة‪ .‬وإن منطق ھذه األطياف ترابطي‪،‬‬ ‫متعلق بتداعي المعاني أو الخواطر‪ ،‬ورمزي‪ .‬فعندما ظھر‬ ‫أبوھا في المرة األولى كان يشبه تماما الصورة التي رسمتھا‬ ‫‪281 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫له وھي طفلة‪ ،‬ولم يترك سوي أثر من بصمات أقدام البطلة‪.‬‬ ‫فيعد ھذا الحدث نوعا ً من وھم الخيال‪ .‬ويوضح أيضا أن‬ ‫النوع الثاني من السرد نوع من تحركات العقل‪ .‬ويتميز‬ ‫الزمن في ھذا السرد بالدوران الطبيعي لليل والنھار‪ .‬لذا‬ ‫فالسرد في النوع األول كان زمنيًّا بينما السرد في النوع‬ ‫الثاني دائري‪.‬‬ ‫***‬ ‫تعتقد ناثلي كووك ‪ - Cooke‬في كتابھا المعنون بـ‬ ‫"مارغريت أتود‪ :‬رفيق نقدي" )‪ّ -(2004‬‬ ‫أن ھناك نوعين‬ ‫جديدين من السرد يستحقان الدراسة في ھذه الرواية‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬



‫السارد غير الموثوق فيه ‪.‬‬



‫ب‪ -‬استخدام الشعر في عمل سردي‪.‬‬ ‫توضح معظم أساليب السرد الخاصة بضمير المتكلم أن‬ ‫السارد من النوع غير الموثوق فيه‪ ،‬وھو شخص يبدو متميزا‬ ‫في مالحظة التفاصيل الدقيقة‪ ،‬ولكنه أيضا متميز في عدم‬ ‫‪282 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫قدرته على تفسير األحداث والتفاصيل‪ .‬ولقد ظھر ھذا النوع‬ ‫من السرد في أعمال كثيرة ]يقصد ھنا األعمال الحداثية لكل‬ ‫من ھنري جيمز‪ ،‬وجميس جويس‪ ،‬وفيرجينيا وولف‪ ،‬وفورد‬ ‫مادكس فورد[ إلعطاء القارئ فرصة خاطفة لمعرفة ما يدور‬ ‫في خلد الشخصية‪ .‬ولقد بدأت الساردة في بداية الرواية‬ ‫متزنة‪ ،‬وبعد أن نصدقھا ندرك أن ھناك خلال وازدواجية ما‬ ‫في شخصيتھا‪ .‬وھذا يبدو مختلفا تماما عما يحدث في رواية‬ ‫وليام فوكنر "الجرس والغضب" حيث تفتتح الرواية بسرد‬ ‫يقصه علينا أحد المجانين‪ ،‬وبالتالي يري القراء الشخصية من‬ ‫خالل ما يراه السارد‪/‬ة‪.‬‬ ‫والنوع الثاني من السرد يتضمن كيف تواجه أتود‬ ‫مشكلة تقديم شخصية تخلت عن استخدام اللغة كنوع من‬ ‫ترف الحضارة في رواية مكتوبة باللغة‪ .‬ولقد آثرت أن‬ ‫تتحرر من عالمات الترقيم ولغة النثر الفصحى مستخدمة‬ ‫أبيات من الشعر‪ ،‬ثم تعود مرة أخري إلى النثر‪ .‬ففي الفصل‬ ‫الخامس والعشرين بعدما رأت طيف والدھا أصبحت سطور‬ ‫‪283 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الرواية قصيرة ومنتھية قبل أن تعود مرة أخرى إلى الجمل‬ ‫الطويلة‪ .‬وھناك مثال آخر متعلق بمشاھدتھا للسمكة وھي‬ ‫تقفز في الفصل الرابع والعشرين‪ :‬في البداية بدت وكأنھا‬ ‫سمكة طبيعية‪ ،‬ثم أصبحت سمكة خشبية‪ ،‬وتحولت في النھاية‬ ‫إلى شبح‪.‬‬



‫إن ظھور األشباح في أعمال ھنري جيمس‬



‫منطقي‪ ،‬فربما يكون المشاھد في حالة ذھنية ساذجة أو غير‬ ‫مستقرة‪ ،‬ولذا يفسر وجود الشبح كرد فعل لعدم استقرار‬ ‫المشاھد نفسيا‪ .‬أما ظھورھا في روايات أتود فغير مقنع‬ ‫بالمرة‪.‬‬ ‫***‬ ‫تعالج رواية‬



‫"السطح " موضوعين يھيمنان على‬



‫روايات أتود‪ ،‬ويكشف السرد نقاط التقاء ھذين الموضوعين‪.‬‬ ‫وكما ھو الحال في رواية "امرأة صالحة لألكل"‪ ،‬ﱠ‬ ‫فإن رواية‬ ‫"السطح" تعالج المشاكل التي تتعرض لھا بطلة الرواية فيما‬ ‫يخص عالقاتھا مع الرجال باإلضافة إلى تھميش دور المرأة‬ ‫الخاص والمھني في المجتمع‪ ،‬وبالطبع يكون كل ھذا من‬ ‫‪284 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وجھة نظر نسائية بحتة‪ .‬ومع ذلك تلقي الروايةُ الضوء على‬ ‫القومية الكندية واالھتمامات المشتركة المتعلقة بالمحافظة‬ ‫على الحياة البرية الكندية‪ .‬وقد تم ذلك عن طريق التصوير‬ ‫الدقيق للطبيعة الجغرافية المحلية لكندا‪ .‬وباستثناء رواياتھا‬ ‫التأملية‪ ،‬نجد إصرار أتود على أن يستقر السرد في أماكن‬ ‫محددة في كندا وفي فترة زمنية محددة‪ .‬ففي عام ‪1970‬‬ ‫بدأت أتود في تحقيق تقدم ملموس في اإلبداع األدبي‪ .‬ولذا‬ ‫شعرت بواجبھا ومسئوليتھا القومية تجاه كندا عن طريق‬ ‫إثراء األدب الكندي‪ ،‬وجعلت أحداث رواياتھا تقع في كندا ‪.‬‬ ‫وبنا ًء عليه أصبحت كندا ذات مكانة متميزة على الصعيد‬ ‫المحلي والدولي‪ .‬وھذا ما أكدته الناقدة األسترالية كورال آن‬ ‫ھولز ّ‬ ‫أن أتود أكثر الكتّاب الذين شغلتھم القضايا القومية‬ ‫الكندية‪ .‬وھناك العديد من الدراسات النقدية في أمريكا‬ ‫الشمالية‪ ،‬وأوروبا‪ ،‬وأستراليا‪ ،‬والھند المتعلقة بأعمالھا‬ ‫المتنوعة‪.‬‬ ‫***‬ ‫‪285 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫تبدأ‬



‫الرواية‬



‫باإلشارة‬



‫إلى‬



‫رواية‬



‫"على‬



‫الطريق")‪ (1957‬للكاتب األمريكي جاك كيرواك‪ .‬ولقد‬ ‫أشارت أتود إلى رواية كيرواك ألنھما يسعيان إلى اكتشاف‬ ‫الذات‪ .‬ولكن أتود تحكي قصتھا‪ ،‬ليست من وجھة نظر‬ ‫نسائية فقط‪ ،‬ولكن من وجھة نظر امرأة كندية‪.‬‬ ‫تجد بطلة الرواية وساردة األحداث نفسھا مسافرة مع‬ ‫صديقھا جوي وصديقيھا ديفيد وآنّا‪ .‬ولقد سلكوا طريقا ظنت‬ ‫البطلة أنھا قد اعتادت السفر عليه مرات عديدة في طفولتھا‪.‬‬ ‫ولقد ظھرت بوادر التقدم على جانبي الطريق مثل رصف‬ ‫الطريق المؤدي إلى البحيرة باإلضافة إلى العديد من‬ ‫التغيرات التي أنجزت على مر الزمن‪.‬‬



‫وھناك بعض‬



‫اإلشارات أن الساردة قد طرأت عليھا أيضا العديد من‬ ‫التغيرات‪ .‬أوال‪ :‬تتذ ﱠكر الساردة‪ ،‬التي أُطلِق عليھا‬ ‫‪ ،surfacer‬كيف قرأت أنّا البَ ْلم ‪] :‬عرض الكف أو طولھا‬ ‫من المعصم إلى رءوس األصابع[ ‪ ،‬والحظت ّ‬ ‫أن ھناك‬ ‫بعض اللحظات الممتعة في أثناء رحلة حياتھا بعد مرحلة‬ ‫‪286 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الطفولة‪ .‬ثانيا‪ :‬تُعتبر أنّا صديقة البطلة الحميمة مع أنھا‬ ‫تعرفت عليھا من شھرين فقط‪.‬‬ ‫يبدأ ديفيد وجو في إخراج فيلم بعنوان" لحظات‬ ‫عشوائية "‪ .‬ويتضمن ھذا الفيلم‪ ،‬كما يبدو من عنوانه‪ ،‬صيد‬ ‫بعض من الحيوانات‪/‬الطيور بطريقة عفوية‪ .‬وقد شعرت‬ ‫ٍ‬ ‫الساردة بعدم االرتياح نتيجة سيطرة الكاميرا‪ ،‬وعدم قدرة‬ ‫المرأة على السيطرة ألنھا اعتادت أن تبقى على الجانب‬ ‫اآلخر آللة التصوير‪ .‬وھو الشيء الذي يحدث في روايتھا‬ ‫األولى خاصة في أثناء الحفلة التي أقامھا بيتر‪ .‬ولذا تشعر‬ ‫الساردة بعدم االرتياح عندما يطلب منھا جو أن يصورھا‬ ‫وھي عارية‪ .‬والشيء نفسه يحدث لصديقتھا آنّا من قبل‬ ‫صديقھا ديفيد‪ .‬وھناك بعض اإلشارات على جانبي الطريق‬ ‫مألوفة للكنديين الذين يسافرون إلى أونتاريو الشمالية تجاه‬ ‫حدود كيبك ‪ ،‬التي تقع في شرق كندا‪ ،‬وعاصمتھا كيبك‬ ‫أيضا‪ ،‬وأشھر مدنھا مونتريال‪ .‬وتعتبر كيبك مركزا للثقافة‬ ‫الفرنسية الكندية ‪ .‬ومعظم السكان يتحدثون اللغة الفرنسية لغة‬ ‫‪287 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫أولى‪ .‬وھناك بعض القوانين التي تحرم االستخدام الرسمي‬ ‫للغة اإلنجليزية مثل الالفتات العامة‪ .‬ويطالب العديد من‬ ‫السكان باالنفصال عن كندا نتيجة العديد من اإلصالحات‬ ‫السياسية واالقتصادية التي حدثت في ‪ ،1960‬والتي زادت‬ ‫من الشعور القومي لدي المواطنين ‪ ،‬وبنا ًء عليه طالبوا‬ ‫باالستقالل عن كندا ليصبحوا دولة مستقلة ‪ :‬البيت مصنوع‬ ‫الموظ الذي يرتدي مالبس‬ ‫من زجاجات الخمرة وطائر‬ ‫ْ‬ ‫إنسان واضح لمن يتجه شماال على الطريق السريع رقم ‪11 .‬‬ ‫وفي الفصل الثاني من الرواية تخبرنا الساردة ّ‬ ‫أن لديھا‬ ‫رسالة محددة‪ ،‬وھي البحث عن والدھا الذي اختفي فجأة ]إذاً‬ ‫يمكن تصنيف الرواية على أنھا رواية بوليسية‪ ،[.‬مع أنه‬ ‫عالم مشھور في علم الغابات‪ .‬ونتعرف أيضا على بعض‬ ‫التغيرات في حياة البطلة التي قد أشارت إليھا في بداية‬ ‫الرواية ‪ .‬لقد ذھب أصدقاؤھا للخمارة‪ ،‬ولكنھا تقابلت مع‬ ‫بول صديق والدھا‪ .‬لقد ارتدت مالبسھا الفرنسية ألنھا اآلن‬ ‫في والية كيبك التابعة لفرنسا ‪.‬أ ﱠما زوجة بول ‪ -‬التي لم تُ َس ﱢمھا‬ ‫‪288 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫البطلة مكتفية أن تطلق عليھا "مدام"‪ ،‬وعندما سألتھا عن‬ ‫زوجھا لم تخبرھا أنھا قد انفصلت عنه‪ ،‬ولم تخبرھا أيضا‬ ‫بأن جو ليس زوجا لھا‪ ،‬بل حمدت األخيرة ربھا عندما نسيت‬ ‫أن تسألھا عن طفلھا ‪ -‬قد أظھرت تعاطفھا مع البطلة لوفاة‬ ‫والدتھا‪ .‬وسنعلم القليل عن طفلھا في الفصل الالحق عندما‬ ‫تتحدث مع صديقة الطفولة كلود ‪.‬ولقد بَيّنت أن والديھا قد‬ ‫تفھما الطالق أقل من الزواج‪ ،‬ولم يسامحاھا على ترك‬ ‫طفلھا‪ ،‬الذي أكدت أكثر من مرة أنﱠه ال ينتمي إليھا ‪ .‬وترتب‬ ‫كلود رحلة مع األمريكي إيفان إلى الكوخ‪ ،‬فتظھر عدم‬ ‫االرتياح إليه ‪ .‬وخاصة عندما وصلوا إلى حوض السفن الذي‬ ‫أن أمھا كانت حامالً‬ ‫غرق فيه أخوھا‪ .‬وذلك على الرغم من ّ‬ ‫فيھا أثناء ذلك الحدث‪ ،‬إال أن البطلة أكدت أنھا قد تابعت ھذا‬ ‫الحدث المرعب‪ ،‬وھي في رحم أمھا كما يتابع الضفدع‬ ‫األحداث وھو في البرطمانات ‪ .‬ويعد ھذا أول مثال من نوع‬ ‫الشعور الفطري للتشابه بين الساردة والمناظر الطبيعية من‬ ‫حولھا‪.‬‬ ‫‪289 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ومع ذلك ھناك العديد من األمثلة التي تثبت اغتراب‬ ‫البطلة عن المحيطين بھا في الفصل الرابع‪ .‬فترمز األشياء‬ ‫المتدلية والسياج الموجود في الكوخ إلى نوع من الفشل الذي‬ ‫تعاني منه البطلة‪ .‬وتعتقد أيضا أن طفلھا قد فُرض عليھا من‬ ‫قبل زوجھا‪ ،‬وقد مرت تسع سنوات على زيارتھا لھذا‬ ‫المكان‪ .‬وھنا يتساءل القارئ ھل الرقم تسعة[ نفس فترة‬ ‫الحمل[‬



‫يرمز إلى احتمالية عودة العالقات مع أبويھا‪.‬‬



‫ويرمز الرقم نفسه إلى الفترة التي استغرقھا زواج ديفيد وأنّا‪،‬‬ ‫وقد اندھشت لطول لھذه الفترة ‪ .‬ومع أنھا رحبت بدعوتھما‬ ‫إلى ھذه الرحلة‪ ،‬إال أنھا أعلنت عن عدم ارتياحھا لصحبتھما‪.‬‬ ‫ففي أحد المناقشات بعد العشاء كان من الصعب عليھا أن‬ ‫تستمتع بتعليقات ديفيد المتطرفة عن كندا ‪" :‬من الممكن أن‬ ‫تكون كندا جميلة في حالة عدم وجود ھؤالء اليانكيين‬ ‫الفاشيين الخنازير والرأسماليين الجدد "‪ .‬ودعا أيضا إلى‬ ‫مھاجمة حيوان القُ ْن ُدس ذي الفراء الثمين‪.‬‬



‫‪290 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وأحد التفسيرات المختلفة األخرى لشعور البطلة‬ ‫باالغتراب أنھا تحارب القلق والضياع في أكثر من جھة‪.‬‬ ‫ففي الفصل الخامس أصبح من الواضح أن عالقاتھا مع‬ ‫الرجال يشوبھا بعض الصعاب‪ .‬وتعتقد أن صديقھا جو‬ ‫عاشق جيد‪ ،‬ومتحفظ‪ ،‬ومناسب‪ ،‬ومتقلب المزاج‪ .‬وتذكرت‬ ‫زوجھا وھي تسير في الغابة "كم كان فاتنا وساحرا‪ ".‬لقد‬ ‫تركته ألنه أراد زواجا كاثوليكيا وطفال ‪ .‬ولقد الحظت أيضا‬ ‫بعض التصدعات في العالقة بين ديفيد وأنّا‪ .‬فتضع أنّا‬ ‫مساحيق الوجه يوميا بنا ًء على طلب ديفيد‪ .‬وبدون الماكياج‬ ‫تبدو مختلفة تماما‪.‬‬



‫وعندما سألت أنّا عن سبب نجاح‬



‫زواجھا‪ ،‬قالت "إنه االلتزام العاطفي"‪ ،‬ولكن الساردة ا ّدعت‬ ‫ّ‬ ‫ص ّغر سنّھا‪ .‬ومن المالحظ أنھا لم‬ ‫أن فشل زواجھا يعود إلى ِ‬ ‫تُصحح مقولة أنّا الخاصة بأنھا محظوظة ألنھا لم تنجب من‬ ‫زواجھا‪.‬‬ ‫وفي الفصل السادس تغادر البطلة الكوخ ظنا منھا أنھا‬ ‫قد بحثت كما ينبغي عن أبيھا‪ ،‬وقررت أن تعود إلى عملھا‬ ‫‪291 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫في المدينة ]إذاً يمكن أن تنتھي الرواية ھنا إذا كانت رواية‬ ‫بوليسية كما يدعي بعض النقاد![‪.‬‬



‫وتعمل البطلة فنانة‬



‫تجارية‪ /‬رسامة ترسم صوراً في الكتب‪ .‬وقد فشلت محاولتھا‬ ‫في رسم أميرة لكتاب‬



‫"حكايات كيبك الشعبية‪".‬‬



‫ولقد‬



‫استدعت نصيحة زوجھا فيما يخص الحصول على وظيفة‬ ‫وفعل شيء مفيد‪ ،‬خاصة ّ‬ ‫ت‬ ‫أن مجال الرسم يفتقد إلى رسّاما ٍ‬ ‫ت‪ .‬وتعتبر رواية "السطح" من أوائل الروايات التي‬ ‫موھوبا ٍ‬ ‫تعمل فيھا الشخصية المركزية فنانة‪ .‬ومع ذلك لم تتطور‬ ‫شخصية البطلة الفنانة في أحداث ھذه الرواية‪ .‬وباألحرى‬ ‫تذكرنا ھذه الساردة بكل من جوان في رواية "وسيطة‬ ‫الوحي" وإلين في "عين قطة" حيث تلقي الضوء على‬ ‫دور الفنانة في الحياة‪ .‬وھنا دورھا كرسامة يختلف عن مھنة‬ ‫جو‪ :‬جو خ ّزاف يقوم بتشويه األواني الفخارية عن طريق‬ ‫تشكيلھا بطريقة غير عملية‪ .‬ولذا يع ُد نموذجا للفنان الذي‬ ‫يرفض أن يجعل عمله سلعة‪.‬‬



‫‪292 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫وتبين فيما بعد ّ‬ ‫أن أباھا كان فنانا‪ .‬ومع ذلك كان فنّه ‪-‬‬ ‫اسكتشات وكلمات جزافية موجودة في الكوخ ‪ -‬ليس فقط‬ ‫غير عملي‪ ،‬وإنما غامض أيضا‪ .‬ففي البداية اندھشت الساردة‬ ‫ألنھا لم تستوعب فكرة ّ‬ ‫أن والدھا قد أصابه الجنون‪ ،‬ولكنھا‬ ‫اآلن اقتنعت بجنونه أو أجاميته ] أي كونه أ َجم ّي[‪ .‬ولقد‬ ‫نذرت أن تحرق صوره احتراما لخصوصيته‪ .‬وأزعجتھا‬ ‫فكرة أنه يطوف الجزيرة فقررت أن يقوموا برحلة صيد بعد‬ ‫العشاء‪ .‬وكانت تقوم بوضع الطعم في الصنارة‪ ،‬ثم تقتل ما‬ ‫تصطاده‪ .‬وقد قابال أمريكيَيْن على متن قارب عليه علم‬ ‫أمريكا ‪ ،‬رمي األول سيجاره في الماء‪ ،‬والثاني قرر أن يعود‬ ‫إلى فلوريدا بسبب نقص األسماك‪ .‬وقد أجابتھم الساردة أنھم‬ ‫لم يصطادوا شيئا حتى اآلن‪ .‬بالطبع ھذا المكان مألوف‬ ‫بالنسبة لھا على عكس األمريكيَيْن‪ ،‬وبالطبع لم تكن لديھا‬ ‫الرغبة في التمادي معھما‪ ،‬كونھما "رجاال أمريكيين" ‪.‬‬ ‫حقا بدأت الساردة تستبطن أفكارھا ومشاعرھا‬ ‫ُ‬ ‫أشجان وذكريات‬ ‫األحداث اليومية‬ ‫ودوافعھا‪ .‬ولقد أثارت‬ ‫َ‬ ‫‪293 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الطفولة‪ .‬وعندما كانت تعد السمك للفطور‪ ،‬كما كان يفعل‬ ‫أبوھا وأخوھا‪ ،‬تذكرت أخاھا‪ .‬فلقد غادر بحثا عن المواد‬ ‫المعدنية في الجانب اآلخر من العالم‪ .‬بينما ھي في الخارج‬ ‫تذكرت الصعوبات التي واجھتھا في الطفولة بسبب تقسيم‬ ‫وقتھا بين الغابة والمدينة‪ ،‬وبين تغيير المدارس [ طبعا لم‬ ‫تستقر أتود في مدرسة واحدة نظرا لكثرة رحالت والدھا بين‬ ‫الغابات ‪ ] .‬ولقد شعرت باالغتراب في حفالت أعياد الميالد‬ ‫والمالعب‪ .‬وإن إقحام ديفيد المتكرر في حياتھا جعله يبدو‬ ‫واحداً من األمريكان‪ .‬وھم يتناولون طعام الفطور‪ ،‬قام ديفيد‬ ‫بتصوير أحشاء السمكة لفيلمه الجديد‪ .‬ويُسدل الستار على‬ ‫الفصل الثامن ونھاية الجزء األول من الرواية عندما تسبح‬ ‫البطلة بعيدا عن ديفيد حتى تصل إلى جزيرة الثلج حيث‬ ‫غرق أخوھا‪ ،‬وتغوص إلى أعماق البحيرة لتذكر الطفولة‬ ‫وأحداثھا‪.‬‬ ‫يعد الجزء الثاني‪ ،‬الذي يمتد من الفصل التاسع حتى‬ ‫التاسع عشر‪ ،‬نقطة فارقة للتمييز بين البطلة والمحيطين بھا‬ ‫‪294 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫ِمن األمريكيين الذين ستبدأ في التعرف إليھم‪ .‬ويفتتح ھذا‬ ‫الجزء بتعجبھا متى الحظت االختالفات بينھا وبين‬ ‫أصدقائھا‪ .‬لقد بدت لھا حركاتھم اآللية الروبوتية وضحكاتھم‬ ‫ال ﱠس ْك َرى ضحلة‪ ،‬وبدت ھى وكأنھا محبوسة‪ ،‬وشعرت ّ‬ ‫أن‬ ‫أباھا ما زال يراقبھا ‪ .‬ومع أن جو قد أقنعھا أن يبقيا قليال في‬ ‫الجزيرة إال أنﱠھا فضلت الرحيل‪ .‬ولقد قاطع ديفيد كالً من جو‬ ‫والبطلة مقترحا تقطيع األشجار‪ .‬ولقد قامت أنّا والبطلة‬ ‫بتطھير الحديقة من األعشاب الضارة‪ ،‬ولم تنس ْ‬ ‫أن تبقي‬ ‫عينيھا مفتوحة للبحث عن والدھا ]في إشارة إلى حديقتھا‬ ‫الخاصة التي اھتمت بھا مع زوجھا جيبون[‪ .‬وتذكرت أيام‬ ‫الماضي عندما كانوا يسكنون الخيام في ھذا المكان‪ ،‬ومدي‬ ‫خوفھا ھي وأمھا من الدب‪ ،‬خاصة مع غياب األب المتكرر‬ ‫لطبيعة عمله‪ .‬ولقد تحدثت أنّا والبطلة عن العقبات التي‬ ‫تواجه حبوب منع الحمل‪ .‬ولقد ساقھا تفكيرھا مرة أخري‬ ‫إلى عملية اإلجھاض‪ ،‬وكيف كانت وحيدة وواھنة‪:‬‬



‫ّ‬ ‫إن‬



‫‪295 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫زوجھا لم يكن موجودا أثناء ھذه العملية‪ ،‬وإنما مر عليھا بعد‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫أصبحت البطلة أكثر انطوائية ووقائيﱢة بالنسبة‬ ‫للماضي‪ ،‬فھي ال تريد أن يعود أبوھا للظھور مرة ثانية‪.‬‬ ‫وشعرت أنه من الواجب عليھا أن تحمي أصدقاءھا منه‪،‬‬ ‫وتحمي أباھا منھم‪ .‬وبدأت تشعر بالتھديد من المحيطين بھا‬ ‫أيضا‪ .‬فعلى سبيل المثال عرض عليھا جو الزواج‪ ،‬ولكنھا‬ ‫رفضت‪" :‬نحن بالفعل متزوجون"‪.‬‬



‫واستمرت في سرد‬



‫تفاصيل زواجھا السابق والحديث عن طفلھا‪ .‬وحاول جو أن‬ ‫يقنعھا ّ‬ ‫أن زواجھما سيكون مختلفا‪ .‬ولكنھا ادعت أنھا غير‬ ‫مناسبة له‪ ،‬خاصة أنه يعاملھا بطريقة غير ودودة‪ .‬وفي ھذا‬ ‫الفصل يبدو جميع الرجال مزعجين للبطلة‪ .‬فعندما وجدت‬ ‫كتب القصاصات الحظت أنھا تختلف تماما عن قصاصات‬ ‫أخيھا‪ ،‬فأخوھا عنيف بطبيعته‪.‬‬



‫تحتوي قصاصاته على‬



‫صور الحرب والعراك‪ ،‬بينما ھي تھتم بصور النساء الجميلة‬



‫‪296 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫والفساتين المسايرة للموضة ومجموعة من األرانب السعيدة‬ ‫وبيض عيد الفصح‪ .‬وقد خبأتھا تحت المرتبة لحمايتھا‪.‬‬ ‫لقد زادت نسبة التھديد التي تتعرض لھا الساردة عندما‬ ‫وصل عدد من الرجال إلى الجزيرة في الفصل الحادي‬ ‫عشر‪ .‬وأعلن صوت الموتور وصول بول وبل من‬ ‫ميتشجان‪ ،‬وھما يعمالن في منظمة حماية الحياة البرية‬ ‫األمريكية‪ .‬وأبدي بول اھتمامه بشراء ھذه الجزيرة وتحويلھا‬ ‫إلى ملتجأ ألصدقائه‪.‬‬



‫ومع أن العرض كريم جدا‪ ،‬فقد‬



‫رفضت البطلة العرض جملة وتفصيال‪ .‬وفيما بعد أفضت‬ ‫إليه بسبب رفضھا ّ‬ ‫أن أباھا ما زال على قيد الحياة‪ .‬وبول‬ ‫بطبعه شكاك ومرتاب‪ .‬وعندما وصل خبر ھذه الصفقة‬ ‫مسامع ديفيد ألقى محاضرة عصماء عن اليانكيين الخنازير‪،‬‬ ‫والحروب التي قد تشتعل في المستقبل بسبب ندرة المياه‪ .‬إن‬ ‫سلوك ديفيد العنيف ومغازلته للبطلة جعلھا تصنفه عدواّ‬ ‫وليس صديقاً‪ ،‬فبدأت تنظر إليه بوصفه أحد األمريكيين‪.‬‬ ‫وفي أثناء غسل األطباق تعرب آنّا عن قلقھا بإزاء مغازلة‬ ‫‪297 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫زوجھا لصديقتھا الساردة ورغبته في عدم االستمرار في أن‬ ‫يكون أحادي الزواج‪.‬‬ ‫وتباھيه بذلك‪.‬‬



‫فلقد أصابھا األذى نتيجة خيانته‬



‫وبالطبع تشعر الشخصية المركزية بعدم‬



‫االرتياح‪.‬‬ ‫يلقي الفصل الثاني عشر الضوء على عدم استقرار‬ ‫تفسير البطلة فيما يخص عالقتھا مع َم ْن حولھا‪ ،‬وتجبر نفسھا‬ ‫على أن تتوافق مع الخلل العاطفي الذي تعاني منه‪ .‬فتحاول‬ ‫الحديث مع جو الذي ما زال عدائيا معھا‪ .‬ولم تخبره عن‬ ‫مشاعرھا تجاھه‪ ،‬وھو متأكد أنھا ال تحبه ألنھا تعتقد أنّه غير‬ ‫مناسب لھا‪ .‬ولقد عثرت على خطاب من أحد األكاديميين‬ ‫وھي تتفحص رسومات والدھا‪ .‬ويؤكد ھذا الخطاب أن أباھا‬ ‫ليس مجنونا‪ ،‬وما زال على قيد الحياة‪ .‬ويوضح الخطاب‬ ‫أيضا أن ھذه اللوحات ليست إبداعات رجل مجنون‪ ،‬وإنما‬ ‫مجرد اسكتشات من رسومات صخرية‪ .‬واكتشفت أيضا أن‬ ‫األرقام الموجودة على الصور تتوافق مع الخريطة المعلقة‬ ‫في أحد غرف النوم‪ .‬ولذا أرادت أن تذھب إلى األماكن التي‬ ‫‪298 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫حددھا على الخريطة للتأكد فقط‪ .‬واعتقدت أنھا تستطيع أن‬ ‫تقنع ديفيد الذي ما زال يحاول إغراءھا تحت ستار الذھاب‬ ‫إلى صيد األسماك‪ .‬وينتھي الفصل وھي تبحث عن ألبوم‬ ‫قديم للصور‪ .‬ولم تعد تشغل بالھا بوفاة والدھا‪ .‬وعلى‬ ‫األصح بدأت تبحث عن الوقت الذي شھد وفاتھا العاطفية‪.‬‬ ‫وطبعا ً لم تجد حلوال لذلك‪.‬‬ ‫يسعي القراء لمعرفة مفاتيح الحدث الجلل الذي أثر في‬ ‫حياة البطلة‪ .‬وفيما يبدو أنه مرتبط بالرجال‪ ،‬ومدي التھديد‬ ‫الذي يفرضونه على النساء‪ .‬وعامة بدأت الساردة تشعر‬ ‫بالخوف من جو اللطيف‪ ،‬وقررت أن تبتعد عنه بعد االنتھاء‬ ‫من الرحلة‪ .‬ومع ذلك ابتعدت عن النساء أيضا‪ .‬ففي الفصل‬ ‫الثالث عشر‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬ترفض أن تساعد أنّا عندما‬ ‫بدأت تدافع عن نفسھا ضد ديفيد‪ .‬ومن الواضح ّ‬ ‫أن شيئا‬ ‫خاطئا قد حدث‪ ،‬ولكن ما ھو؟ ومتى بدأ؟ ال ندري‪ ،‬فاألمر‬ ‫غير واضح ]لذا يصنف بعض النقاد الرواية على أنھا رواية‬ ‫األشباح‪ .[.‬ومع ذلك يزودنا ھذا الفصل‪ ،‬الذي يعد في‬ ‫‪299 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫منتصف الرواية‪ ،‬بأحد الرموز التي تص ّور الخلل العاطفي‬ ‫الذي تعاني منه البطلة‪ .‬وبعد ذلك مروا على الجسد المتعفن‬ ‫لطائر البلشون الميت والمعلق على شجرة‪ :‬من قتل ھذا؟‬ ‫ھناك العديد من االحتماالت‪ :‬ربما يكون األمريكيون الذين‬ ‫أخطئوا تحية ديفيد لھم‪ ،‬أو الرجالن صاحبا المنشار‬ ‫الكھربائي اللذان ظھرا عند مكان نقل المراكب‪.‬‬ ‫يصر كل من جو وديفيد على تصوير طائر البلشون‬ ‫المعلق على الشجرة‪ .‬ولذا تساءلت‪:‬‬ ‫من يمتلك الجرأة على قتل ھذا الحيوان الذي تعاملوا‬ ‫معه بوحشية؟ أعتقد ّ‬ ‫أن األمريكيين وراء ذلك‪.‬‬ ‫وبعد العشاء‪ ،‬ذھبوا جميعا للصيد باستثناء أنّا‪،‬‬ ‫واصطادوا سمكة ھذه المرة بسھولة‪ .‬وقام ديفيد بقتلھا بناء‬ ‫على رغبة الساردة‪ .‬ولم تستطع ھي أن تقوم بعملية القتل‬ ‫ألنھا اعتقدت أنھا قد امتلكت مزيدا من الطعام وليسوا في‬ ‫حاجة لھا‪ .‬وقامت أيضا بإطالق الضفادع التي أحضرتھا‬ ‫كطعم‪ .‬وتقابال مع اثنين من األمريكيين‪ ،‬ودار نقاش حاد‬ ‫‪300 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫حول الصيد‪ .‬وبدأت الساردة تتذكر بعض القصص حول‬ ‫استغالل األمريكيين للحياة البرية الكندية‪:‬‬



‫قام بعض‬



‫األمريكيين بتھريب مائتين من سمك السلمون المرقط عبر‬ ‫الحدود‪ ،‬وھؤالء الذين قتلوا الغ ّواص السّامك‪ ،‬آكل السمك‪،‬‬ ‫للتسلية‪ .‬وبناء عليه بدأت توازن بين معاملة األمريكيين‬ ‫للحياة البرية ومعاملة الرجال للنساء‪ .‬وعندما أعلن جو‬ ‫رغبته في العيش معھا دون زواج‪ ،‬رفضت الساردة عرضه‪.‬‬ ‫واقترحت أن تترك أنّا ديفيد‪ .‬وانزعجت كثيرا بسبب معاملته‬ ‫التعسفية لھا‪ :‬كأن يفرض عليھا استخدام مساحيق الوجه‬ ‫طوال الوقت‪ ،‬وأن يجبرھا على ذلك وإال امتنع عن ممارسة‬ ‫الجنس معھا‪ .‬وستؤكد الفصول القادمة ذلك عندما يستوقفھا‬ ‫عارية أمام الكاميرا‪ .‬ولقد ذكر العديد من األسباب الواھية‬ ‫التي تبرر تلك المعاملة القاسية منھا مثل ّ‬ ‫أن مستواھا الفكري‬ ‫أقل منه بمراحل‪ ،‬وأنھا ليست مخلصة له‪ ،‬وأنه أُجْ بِر على‬ ‫الزواج منھا‪ .‬ومن الواضح أنه قام بتصويرھا وھي عارية‬



‫‪301 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫كنوع من االنتقام بسبب استيائه الشديد تجاھھا منذ فترة‬ ‫طويلة‪.‬‬ ‫إن سلوك األمريكيين يعد تھديداً طائشا أكثر من كونه‬ ‫منظمة قومية‪ .‬وھذا ما يؤكده الفصل الخامس عشر عندما‬ ‫تقابلوا معھم أكثر من مرة‪ ،‬وتبينوا أنھم كنديون‪ .‬واستنتجت‬ ‫الساردة أن بذور الشر البشري ما زال موجودا وكامنا في‬ ‫كل شخص حتى بعد وفاة ھتلر‪ .‬وقد شغل ھذا الموضوع أتود‬ ‫كثيرا‪ .‬ولذا نجد العديد من قصائدھا الشعرية تصور ھذا‬ ‫الشر مثل "من الخطر أن تقرأ الصحف‪ ".‬فلم تشارك يوما‬ ‫ما في تدمير الطبيعة أو ممارسة العنف ضد أحد‪ .‬وتذكرت‬ ‫كيف كانت تطلق سراح الضفادع والحيوانات التي استخدمھا‬ ‫أخوھا في معمله‪ ،‬وكم كان غاضبا من ذلك‪ .‬وتريد أن يشبه‬ ‫العالم القصاصات التي جمعتھا لألرانب وبيض عيد الفصح‪،‬‬ ‫وليس صور الحرب والنزاع‪ .‬وعندما عادت‪ ،‬وجدت أن‬ ‫المسّاحين قد أعلنوا أنھا – أي كندا – قد تم بيعھا أو أغرقت‪.‬‬



‫‪302 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫اعتقدت الساردة أن الرسومات الصخرية قد غمرتھا‬ ‫المياه عندما ارتفع منسوب الماء‪ ،‬فيجب عليھا الغوص إلى‬ ‫القاع حتى تصل إليھا‪ .‬وھذا الغوص ذو داللة أدبية عميقة‬ ‫]كونھا تأخذ القارب وتغوص بمفردھا[‬



‫وأخري رمزية‬



‫]كون الوصول للقاع يعني الوصول إلى ما تعاني منه[‪ .‬وقد‬ ‫استغرق ھذا أربع محاوالت‪.‬‬



‫وبدال من أن تكتشف‬



‫الرسومات الصخرية‪ ،‬فقد وجدت جسد والدھا الغارق‪.‬‬ ‫وأدبيًّا‪ ،‬يعني ذلك أنھا قد فكت شفرة السر‪ .‬وصعدت مرة‬ ‫أخري إلى السطح واكتشفت قاربين‪.‬‬



‫وھذا يعني أدبيا‬



‫ومجازيا أنھا ليست وحيدة اآلن‪ .‬وجاء جو للبحث عنھا‪،‬‬ ‫وسألھا عن سبب إرھاقھا‪ ،‬خاصة أنھا نامت في أسفل‬ ‫القارب‪ .‬وأراد أن يتبادل معھا الحب‪ ،‬إال أنھا رفضت حيث‬ ‫اعتبرت ذلك تدنيسا للمقدسات ألنه أصبح واحدا من القتلة‪.‬‬ ‫ولقد حذرته من ممارسة الحب خوفا من أن تحمل ‪ ،‬فأطياف‬ ‫طفلھا المجھض تتألأل أمام عينيھا‪ :‬حملھا الثاني ربما يكون‬ ‫فرصة لتصبح أما جيدة بدال من أم فاشلة‪ .‬وھنا تتذ ﱠكر عملية‬ ‫‪303 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫اإلجھاض التي تمت في بيت وليس مستشفى‪ ،‬وزوجھا لم‬ ‫يكن معھا ألنه ذھب إلى عيد ميالد أطفاله‪ .‬وكان سبب‬ ‫اإلجھاض أنھا لم تعد تستطيع مواجھة والديھا‪ ،‬وأنھا ال تريد‬ ‫تدنيس براءتھما المحفوفة بالمخاطر‪ .‬وقد أجبرھا زوجھا‬ ‫على اإلجھاض‪ ،‬وھي اآلن تشعر بالذنب ألنھا قاتلة‪ .‬ولقد‬ ‫تركت شالھا رمزاً إلى آلھة الطبيعة ونوعا ً من الشكر‬ ‫ليعوضوھا عن ماضيھا ‪ .‬واستنتجت أن أباھا ربما يكون‬ ‫على علم بھذه اآللھة‪ ،‬وأن العالمات الموجودة على الخريطة‬ ‫تحدد موقع ھذه اآللھة‪ .‬وتساءلت "ھل تركت أمھا لھا‬ ‫تذكارا؟"‬ ‫الجميع ال يدرك مدي التوازن المرھف بين الطبيعة‬ ‫والقوة التي تكمن فيھا‪ .‬ترى األمريكيين في قارب قوي‬ ‫متجھين ناحية الھضبة ناسية والدھا وأخيھا الغريقين‪.‬‬ ‫وبطريقة متشابھة يقترب ديفيد ناسيا ماضيھا‪ .‬وعندما تصده‬ ‫يخبرھا أن جو ينام مع أنّا‪ .‬وفي موعد العشاء كان الجو مليئًا‬ ‫بالتّوتّر‪ :‬اتھمھا ديفيد بأنھا تكره الرجال‪ ،‬أو تريد أن تقتل‬ ‫‪304 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫أحدھم‪.‬‬



‫فأدركت أنھا تكره األمريكان‪ ،‬ولكن ماذا يعني‬



‫مصطلح األمريكان بالنسبة لھا؟‬ ‫في نھاية الفصل األخير من الجزء الثاني نجد إشارة‬ ‫إلى إمكانية تصالح البطلة مع نفسھا والمحيطين بھا‪ .‬ولقد تم‬ ‫العثور على جثّة أبيھا بواسطة األمريكيين في أثناء الصيد‪.‬‬ ‫ولقد استنتجوا أنه وقع من أعلى التل‪ ،‬وأخذته الكاميرا المعلقة‬ ‫في رقبته واستقرا معا في القاع‪ .‬وعثرت بعد ذلك على ھدية‬ ‫أمھا‪" :‬صورة المرأة حامل وطفلھا ينظر من بطنھا‪.‬‬ ‫وبجانبھا صورة رجل بقرنين وذيل‪ ".‬وبدأت البطلة تنظر‬ ‫إلى األمور نظرة أكثر تفاؤال‪ ،‬فاعتقدت أن جو يمكن إنقاذه‪.‬‬ ‫وبينما يعتقد اآلخرون أنھا ترمز إلى الكآبة والموت‪ ،‬فقد‬ ‫بدأت تطفو على السطح‪ ،‬بدأت تتحرر من اليأس واالختالل‬ ‫الوظيفي‪ ،‬بدأت تتصالح مع جو‪ ،‬وطلبت منه ممارسة الحب‬ ‫في الھواء الطلق‪ .‬وقد شعرت بالرغبة الجامحة في إنجاب‬ ‫طفل من ھذا اللقاء‪ ،‬ولكنھا لن تعلمه )ھذا الطفل( اللغة‬ ‫المنطوقة التي اعتدنا عليھا‪ .‬وأيضا بدأت في تلطيف الجو‬ ‫‪305 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫بين ديفيد وأنّا‪ .‬وتقوم البطلة أيضا بإلقاء الفيلم في البحر‪،‬‬ ‫وتھرب منھم جميعا‪ ،‬فلم يستطيعوا اللحاق بھا‪ ،‬واعتبرتھم‬ ‫جميعا أمريكيين‪.‬‬ ‫وفي النھاية بدأت تفكر‪ ،‬وھي وحيدة‪ ،‬في كيفية البقاء‬ ‫على قيد الحياة‪ .‬وبما أن السقيفة الحديدية والكابينة مغلقة‬ ‫اضطرت إلى كسر الشباك للراحة‪ .‬وقد تركوا أغراضھا‬ ‫الشخصية على الطاولة‪.‬‬



‫فتركتھا على حالتھا‪ ،‬وتناولت‬



‫بعض الخوخ‪ ،‬وراحت في سبات عميق‪ .‬وعندما استيقظت‬ ‫اكتشفت أن القوة التي اكتسبتھا الفترة الماضية قد تالشت‪،‬‬ ‫ولذا بدأت تصرخ " أنا ھنا"‪ .‬وقررت أن تحمي نفسھا داخل‬ ‫الكابينة‪ ،‬وقضت الليل تصارع الخوف‪ .‬وقد شعرت بمحاولة‬ ‫والديھا الدخول‪ ،‬ومن ثم ھيأت نفسھا لمقابلتھما ألنھما قد‬ ‫تغيرا‪.‬‬ ‫وفي الصباح‪ ،‬حينما بدأت تمشط شعرھا‪ ،‬أدركت أنھا‬ ‫استردت قوتھا مرة أخري‪ .‬وتبدو الماشطة محرمة عليھا إذ‬ ‫اعتقدت أن ھناك مجموعة من القواعد يجب عليھا اتباعھا‪.‬‬ ‫‪306 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫فعادت مرة أخري إلى الكابينة‪ ،‬وحرقت جميع مقتنياتھا مثل‪:‬‬ ‫الرسومات الصخرية وكتاب القصاصات ورسومات الكتاب‬ ‫وخاتم زوجھا والخريطة وألبوم أمھا‪ .‬ثم جاء الدور على كل‬ ‫من األطباق والمصباح‪ .‬واألشياء التي لم تقدر على كسرھا‪،‬‬ ‫ألقت بھا على األرض‪ .‬وقامت بتقطيع المالبس والبطاطين‪.‬‬ ‫وأخذت معھا بطانية مقطعة حتى ينمو فروھا مثل الحيوانات‪.‬‬ ‫وألقت بمالبسھا في البحيرة‪ .‬ولقد رآھا طائر آكل السمك ‪،‬‬ ‫ولكنه تركھا على أساس أنھا أصبحت جزءاً من المنظر‬ ‫الطبيعي‪ .‬وعندما شعرت بالجوع‪ ،‬رفضت تناول األطعمة‬ ‫المعلبة‪ ،‬فأكلت بعض حبات الفول النيّئة والجزر‪ .‬واستطاعت‬ ‫أن تعد لنفسھا سريرا من األوراق وفروع الشجر‪ ،‬وحاولت‬ ‫أن تنام‪.‬‬ ‫وفي الفصل التالي عجزت‬



‫عن دخول الحديقة‪،‬‬



‫فاألماكن المغلقة أصبحت مشكلة بالنسبة لھا‪ ،‬فلجأت إلى‬ ‫تناول التوت والمشروم‪ .‬وتخيلت أنھا لم تعد في حاجة إلى‬



‫‪307 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫الكالم‪/‬اللغة‪ .‬وبعد ذلك تخيلت أنھا قد رأت أمھا مرتدية‬ ‫جاكت جلد وتطعم الطيور‪ ،‬ثم اختفت مرة أخري‪:‬‬ ‫ھل شعرت األم بخوف الساردة؟ فعادت بسرعة إلى‬ ‫نفس المكان الذي رأت فيه أمھا‪ ،‬ولكنھا لم تجد سوى‬ ‫طائرين من طيور أبو ُزريق ]غربان[ ‪ ،‬وتساءلت‬ ‫أيھما كان أمھا‪.‬‬ ‫بدأت تري والدھا الذي يشبه الذئب واقفا تجاه الحديقة ‪،‬‬ ‫ولكنه ذئب يختلف تماما عن الذئاب الموجودة في كتاب‬ ‫"الحكايات الشعبية في كيبك"‪ .‬لقد تأثرت أتود كثيرا بكتاب‬ ‫جرم عن "حكايات الجنيات"‪ .‬ويبدو ھذا األثر واضحا في‬ ‫كل أعمالھا األخيرة‪ .‬وعندما استيقظت في اليوم التالي لم‬ ‫تجد والديھا أو القوانين الجديدة‪ ،‬وذھب أيضا بعض مما‬ ‫يسمي بالجنون‪.‬‬



‫وعندما عادت مرة أخري إلى الكابينة‬



‫الحظت الفوضى‪ ،‬وبدأت تأكل ببطء بعض علب الفول‪،‬‬ ‫فأدركت أنھا لن تستطيع العيش طويال بسبب نقص الطعام‪.‬‬ ‫وأدركت أيضا أنھا ستعود إلى المدينة‪ ،‬وتتعامل مع‬ ‫‪308 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫األمريكيين بدال من الخوف منھم أو تقليدھم‪ .‬وعندما نظرت‬ ‫إلى المرآة‪ ،‬أدركت أنھا تشبه امرأة مجنونة‪ .‬وتنتھي الرواية‬ ‫وھي مختبئة خلف الشجرة‪ ،‬ولم تقرر العودة مع جو وديفيد‪.‬‬ ‫****‬ ‫دائما ما تصور كندا على أنھا مستعمرة تستغلھا‬ ‫أمريكا بدنيا وتضھدھا نفسيا‪ .‬ويبدو ھذا التأثير األمريكي‬ ‫على أشده في رواية "السطح" للكاتبة مارغريت أتود كما‬ ‫يلي‪ :‬األشجار الضخمة على جانبي الطريق‪ ،‬وخطوط الطاقة‬ ‫الممتدة عبر الغابات‪ ،‬وأخيرا قواعد الصواريخ المتأھبة‬ ‫لالنطالق‪ .‬ولذا تؤكد إحدى شخصيات الرواية ّ‬ ‫أن األمراض‬ ‫المنتشرة في كندا مصدرھا الجنوب الرأسمالي اإلمبريالي ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وأن الواليات المتحدة مسئولة عن تدمير البيئة الكندية‪.‬‬ ‫ويزداد ھذا البغض للجنوب عندما نجد الكثير من الطيور‬ ‫مقتولة‪ ،‬وبالطبع – طبقا لنظرية المؤامرة ‪ -‬فالقاتل أمريكي‪.‬‬ ‫ولكن عندما تعلم بطلة الرواية أن القتلة كنديون تتغاضي عن‬ ‫ذلك قائلة‪" :‬ال يھم من أي دولة ھم‪ ...‬مازالوا أمريكان‪ ،‬إنھم‬ ‫‪309 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫جزء مما ھو مخبّأ لنا في المخازن‪ ".‬وباختصار‪ ،‬نجد أن كندا‬ ‫ينظر إليھا‪ :‬ساذجة‪ ،‬ومستھلكة‪ ،‬ومضطھدة‪ .‬ومن ثم ينادي‬ ‫معظم األدباء الكنديين بالرغبة في أن يعيشوا في بلدھم ليس‬ ‫بأجسامھم فقط ولكن بعقولھم أيضا من أجل التحرر من‬ ‫الھيمنة الثقافية األمريكية‪ .‬ولذا يسعي أھل الشمال أن ينكروا‬ ‫فكرة أنھم ضحية للجنوب‪ ،‬وفي حالة الخضوع للجنوب‬ ‫فعليھم أن يؤمنوا أن ذلك ليس قدرا سرمديا محتوما عليھم‪،‬‬ ‫وأن اإلبداع ربما يكون أحد الحلول لالستقاللية‪.‬‬ ‫إن تحرر المرأة‬



‫مقترن بتحرر الوطن‪ .‬وتعتقد‬



‫مارغريت ديورا ّ‬ ‫أن على الرجال أن يتعلموا الصمت حتى‬ ‫يفسحوا المجال للنساء كي يقدمن تفسيراتھن الخاصة‬ ‫لألحداث‪ .‬ولذا غالبا ما ينظر األدب الكندي إلى عالقة أمريكا‬ ‫بكندا بعالقة الرجال بالنساء‪ .‬فالمرأة محتلة داخليا من قبل‬ ‫الموروث االجتماعي الذي يعيق فرصھا في تحقيق الذات‪.‬‬ ‫ويحدث الشيء نفسه مع كندا‪ :‬فما زالوا يستخدمون لغتھم‪،‬‬ ‫وعاداتھم‪ ،‬وتقاليدھم‪.‬‬ ‫‪310 ‬‬ ‫‪ ‬‬



2015 ‫ أغسطس‬،1‫ ط‬،‫ نقد أدبي‬،‫ مارجريت أتود نموذجا‬،‫ الرواية الكندية‬:‫أشرف إبراھيم زيدان‬



‫قائمة المراجع‬ References Atwood, Margaret. The Circle Game. Toronto: Anansi, 1966. .……The Edible Woman. Toronto: McClelland, 1969. -----Survival: A Thematic Guide to Canadian Literature. Toronto: Anansi, 1972. -----Surfacing. Toronto: Paperjacks, 1972. -----Lady Oracle. Toronto: McClelland, 1976. -----Life Before Man. Toronto: McClelland, 1979. ...….The Handmaid's Tale. New York: Anchor, 1985. ...…Cat's Eye. New York: Bantam, 1989. -----The Robber Bride. New York: Doubleday, 1993 ……“Marsh Languages" Morning in the Burned House: New Poems. Boston: Houghton, 1995. 54-55. …… Bodily Harm. [1981]. London: Vintage, 1996. …… “Spelling." True Stories: Poems. New York: Simon, 1981. 63-64. Brain, Tracy. "Figuring Anorexia: Margaret Atwood's The Edible Woman." Literary Interpretation Theory 6.3 (1995): 299-311. Broege, Valerie . Margaret Atwood's Americans and Canadians. Essays on Canadian Writing, Summer81, Issue 22., 311   



2015 ‫ أغسطس‬،1‫ ط‬،‫ نقد أدبي‬،‫ مارجريت أتود نموذجا‬،‫ الرواية الكندية‬:‫أشرف إبراھيم زيدان‬



Brooke, Francis: The History of Emily Montague.Toronto: McClelland and Stewart, 1961-. Davey, Frank: Surviving the Paraphrase.- In: Canadian Literature 70 (1976), pp. 5-13-. Davey, Frank. Canadian Literary Power. The Writer as Critic Series. General ed. Smaro Kamboureli. Edmonton: NeWest, 1994. Davidson, Arnold. "Future Tense: Making History in The Handmaid's Tale." Margaret Atwood: Vision and Forms. Ed. Kathryn Van Spankeren and Jan Gordon Castro. Carbondale, IL: Southern Illinois UP, 1988. 113-21. Frye, Northrop. The Anatomy of Criticism. New York: Atheneum, 1970 . ._________The Bush Garden. Toronto: Anansi Press, 1971 Grace, Sherrill, and Lorraine Weir, eds. Margaret Atwood: Language, Text, and System. Vancouver: UBC P, 1983. Grove, Frederick Philip. Settlers of the Marsh. Toronto: McClelland & Stewart, 1966 [1925.[ …… It Needs to Be Said. Toronto: Macmillan, 1929-. …… Fruits of the Earth. Toronto: McClelland & Stewart, 1965 [1933.[ Howells, Coral Ann (ed.).“Feminine, Female, Feminist: From The Edible Woman to ‘The Female Body’”, in Margaret Atwood, MacMillan,1996. 312   



2015 ‫ أغسطس‬،1‫ ط‬،‫ نقد أدبي‬،‫ مارجريت أتود نموذجا‬،‫ الرواية الكندية‬:‫أشرف إبراھيم زيدان‬



…… The Cambridge Companion to Margaret Atwood. Cambridge University Press, 2006. Hutcheon, Linda. The Canadian Postmodern: A Study of Contemporary English-Canadian Fiction. Toronto: Oxford UP, 1988. Irigaray, Luce. Speculum of the Other Woman. Transl. by Gillian C. Gill.- Ithaca: Cornell University Press, 1985 [1974-.[ …… This Sex Which Is Not One. 1977. Trans. Catherine Porter with Carolyn Burke. Ithaca: Cornell UP, 1985. Kröller, Eva-Marie, ed. The Cambridge Companion to Canadian Literature. Cambridge: Cambridge University Press, 2004. Laurence, Margaret: The Diviners. Toronto: McClelland & Stewart, 1978 . Malak, Amin. "Margaret Atwood's The Handmaid's Tale and the Dystopian Tradition." Canadian Literature 112 (1987):9-16 Moodie, Susanna: Roughing It in the Bush. Toronto: McClelland and Stewart, 1962. Moss, John. A Reader's Guide to the Canadian Novel. Toronto: McClelland & Stewart, 1987-. …… Patterns of Isolation in Canadian Fiction. Toronto: McClelland & Stewart, 1974-.



313   



2015 ‫ أغسطس‬،1‫ ط‬،‫ نقد أدبي‬،‫ مارجريت أتود نموذجا‬،‫ الرواية الكندية‬:‫أشرف إبراھيم زيدان‬



…… Sex and Violence in the Canadian Novel: The Ancestral Present. Toronto: McClelland & Stewart, 1977-. New, W. H. A History of Canadian Literature. London: Macmillan, 1989. Nicholson, Mervyn. "Food and Power: Homer, Carroll, Atwood, and Others." Mosaic 20.3 (1987): 37-55. Ostenso, Martha. Wild Geese. Toronto: McClelland & Stewart, 1991 [1925]. Richardson, John. Wacousta; or, the Prophecy: A Tale of the Canadas. Toronto: McClelland & Stewart, 1991 [1832-.[ Rubenstein, Roberta. "Nature and Nurture in Dystopia: The Handmaid's Tale”. Margaret Atwood: Vision and Forms. Ed. Kathryn Van Spanckeren and Jan Garden Castro. Ad Feminam: Women and Literature. Carbondale: Southern Illinois UP, 1988. 101-12. Staels, Hilda. "Margaret Atwood's The Handmaid's Tale: Resistance through Narrating." English Studies 76 (1995): 455-67. Wilson, Sharon Rose. Margaret Atwood's Fairy-Tale Sexual Politics. Jackson: UP of Mississippi, 1993. WORKS BY MARGARET ATWOOD ‫أعمال الكاتبة‬ ‫مارجريت أتوود‬ Poetry 314   



2015 ‫ أغسطس‬،1‫ ط‬،‫ نقد أدبي‬،‫ مارجريت أتود نموذجا‬،‫ الرواية الكندية‬:‫أشرف إبراھيم زيدان‬



The Animals in That Country. Toronto: Oxford University Press, 1968. The Circle Game. Toronto: Anansi, 1966. Double Persephone. Toronto: Hawkshead Press, 1961. Interlunar. Toronto: Oxford University Press, 1984. The Journals of Susanna Moodie. Toronto: Oxford University Press, 1970. Morning in the Burned House. Toronto: McClelland and Stewart, 1995. Power Politics. Toronto: Anansi, 1971. Procedures for Underground. University Press, 1970.



Toronto:



Oxford



True Stories. Toronto: Oxford University Press, 1981. Two-Headed Poems. Toronto: Oxford University Press, 1978. You Are Happy. Toronto: Oxford University Press, 1974. Novels Alias Grace. Toronto: McClelland and Stewart, 1996. The Blind Assassin. Toronto: McClelland and Stewart, 2000. Bodily Harm. Toronto: McClelland and Stewart, 1981. Cat’s Eye. Toronto: McClelland and Stewart, 1988. The Edible Woman. Toronto: McClelland and Stewart, 1969. 315   



2015 ‫ أغسطس‬،1‫ ط‬،‫ نقد أدبي‬،‫ مارجريت أتود نموذجا‬،‫ الرواية الكندية‬:‫أشرف إبراھيم زيدان‬



The Handmaid’s Tale. Toronto: McClelland and Stewart, 1985. Lady Oracle. Toronto: McClelland and Stewart, 1976. Life before Man. Toronto: McClelland and Stewart, 1979. Oryx and Crake. Toronto: McClelland and Stewart, 2003. The Robber Bride. Toronto: McClelland and Stewart, 1993. Surfacing. Toronto: McClelland and Stewart, 1972. “Up in the Air So Blue.” Unpublished novel, 1963–64. Short Fiction Bluebeard’s Egg. Toronto: McClelland and Stewart, 1983. Bluebeard’s Egg and Other Stories. New York: Fawcett Crest, 1987. Dancing Girls and Other Stories. Toronto: McClelland and Stewart, 1977. Good Bones. Toronto: Coach House Press, 1992. Murder in the Dark: Short Fictions and Prose Poems. Toronto: Coach House Press, 1983. Wilderness Tips. Toronto: McClelland and Stewart, 1991. Children’s Fiction Anna’s Pet. Coauthored with Joyce Barkhouse. Illus. Ann Blades. Toronto: James Lorimer, 1980. Up in the Tree. Toronto: McClelland and Stewart, 1978. 316   



2015 ‫ أغسطس‬،1‫ ط‬،‫ نقد أدبي‬،‫ مارجريت أتود نموذجا‬،‫ الرواية الكندية‬:‫أشرف إبراھيم زيدان‬



Criticism and Theory Negotiating with the Dead: A Writer on Writing. New York: Cambridge University Press, 2002. Second Words: Selected Critical Prose. Toronto: Anansi, 1982. Strange Things: The Malevolent North in Canadian Literature. Oxford: Clarendon Press, 1995. Survival: A Thematic Guide to Canadian Literature. Toronto: Anansi, 1972. Other Works (Selected Articles, Plays, Librettos) Barbed Lyres: Canadian Venomous Verse. Toronto: Key Porter Books, 1990. “The Bombardment Continues.” Story of a Nation: Defining Moments in Our History. Westwood Creative Artists and the Dominion Institute. Toronto: Doubleday, 23–7 .2001. “Bowering Pie . . . Some Recollections.” Essays on Canadian Writing 38 (1989): 3–6. “Case of the Crazed Cashier.” Toronto Life, Mar. 1990: 46–47. Days of the Rebels: 1815–1840. Toronto: Natural Science of Canada, 1977. “Dennis Lee Revisited.” Descant 39 (Winter 1982): 13– 15. 317   



2015 ‫ أغسطس‬،1‫ ط‬،‫ نقد أدبي‬،‫ مارجريت أتود نموذجا‬،‫ الرواية الكندية‬:‫أشرف إبراھيم زيدان‬



“ A Flying Start.” That Reminds Me: Canada’s Authors Relive Their Most Embarrassing Moments. Ed. Marta Kurc. Don Mills, Ontario: Stoddart, 1990. 11–13. “Getting Out from Under.” Address to the Empire Club of Canada. 15 Apr. 1973. Margaret Atwood Papers. University of Toronto. Box 56:19. Margaret Atwood Papers. University of Toronto. “Marie-Claire Blais Is Not for Burning.” Macleans, Sept. 1975: 26, 28–29. “On the Trail of Dashiell Hammett.” Globe and Mail, 23 Feb. 2002: R1 and R7. “Self-Discovery through Integration with One’s Past.” Shastri Institute Conference. 1988. Margaret Atwood Papers. University of Toronto. Box 148: 27. The Servant Girl. CBC-TV, 1974. “True North.” Saturday Night 102.1 ( Jan. 1987): 141–48. The Trumpets of Summer. Music by John Beckwith. CBC Radio, 1964. “Who Created Whom?” New York Times Book Review, 31 May 1987: 36. “Why I Write.” Quill and Quire 59.8 (Aug. 1993): 1, 21. “Why I Write Poetry.” This Magazine, Mar.–Apr. 1996: 44–48. 318   



2015 ‫ أغسطس‬،1‫ ط‬،‫ نقد أدبي‬،‫ مارجريت أتود نموذجا‬،‫ الرواية الكندية‬:‫أشرف إبراھيم زيدان‬



INTERVIEWS Atwood, Margaret. “Dancing on the Edge of the Precipice.” Interview with Joyce Carol Oates. Margaret Atwood: Conversations. Ed. Earl Ingersoll. Princeton, NJ: Ontario Review, 1990. 74– 85. …… “The Empress Has No Clothes.” Interview with Elizabeth Meese. Margaret Atwood: Conversations. Ed. Earl Ingersoll. Princeton, NJ: Ontario Review, 90–177 .1990. …… “Margaret Atwood.” Interview with Graeme Gibson. Eleven Canadian Novelists. Toronto: Anansi, 1973. 5–31. …… Personal interview with author. 1 May 1996. …… Using Other People’s Dreadful Childhoods.” Interview with Bonnie Lyons. Margaret Atwood: Conversations. Ed. Earl Ingersoll. Princeton, NJ: Ontario Review, 1990. 221–33. …… “Witch Craft.” Interview with Camille Peri. Mother Jones, Apr. 1989: 28–33. …… “Witness Is What You Must Bear.” Interview with Beatrice Mendez-Egle. Margaret Atwood: Conversations. Ed. Earl Ingersoll. Princeton, NJ: Ontario Review, 1990. 162–70. 319   



2015 ‫ أغسطس‬،1‫ ط‬،‫ نقد أدبي‬،‫ مارجريت أتود نموذجا‬،‫ الرواية الكندية‬:‫أشرف إبراھيم زيدان‬



Ford, James. Telephone interview with author. 23 Jan. 1998, 9 June 1998. Lloyd, Chris. Telephone interview with author. 26 Apr. 1996. Pachter, Charles. Personal interview with author. 8 Sept. 1995. …… “Personal interview with author. 4 Nov. 1997. LETTERS Atwood, Margaret. Letter to Charles Pachter. 28 Dec. 1968. Private Collection. …… Letter to Pierre Castonguay. 20Feb. 1984. Margaret Atwood Papers. University of Toronto. Box 74: 15. Author’s translation. …… Letter to the author. 26 Aug. 1995. …… Letter to the author. 28 Nov. 1995. Bingley, Xandra. Letter to the author. 21 May 1996. Boyd, Shelley. Letter to the author. 21 July 2003. Cogswell, Kay. Letter to the author. 26 Jan. 1998. Sims, Mary. Letter to the author. 2 Apr. 1996. Verkade, Rachel. Letter to the author. 18 March 2003. Zurbrigg, Terri. Letter to the author. 1 Oct. 2002.



320   



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫صدر في ھذه السلسلة‬ ‫‪ -1‬جمال الجزيري‪ :‬اإلبداع والحضارة عند شكري عياد‪ .‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬ ‫رابط الكتاب للتحميل‪:‬‬ ‫‪http://www.mediafire.com/?27a322saft098fi‬‬



‫‪321 ‬‬ ‫‪ ‬‬



‫أشرف إبراھيم زيدان‪ :‬الرواية الكندية‪ ،‬مارجريت أتود نموذجا‪ ،‬نقد أدبي‪ ،‬ط‪ ،1‬أغسطس ‪2015‬‬



‫فھرس‬ ‫ص‬



‫العنوان‬ ‫تقديم‬



‫‪4‬‬



‫‪ -1‬كرونولوجيا‬



‫‪7‬‬



‫‪ -2‬السمات العامة لألدب الكندي‬



‫‪39‬‬



‫‪ -3‬الرواية الكندية‪ :‬مسيرة قرون‬



‫‪101‬‬



‫‪ -4‬مارغريت أتود‪ :‬سيرة ذاتية‬



‫‪144‬‬



‫‪ -5‬الثورة واإلبداع‪ :‬قراءة في رواية " امرأة صالحة لألكل"‬



‫‪165‬‬



‫‪ -6‬ديكتاتورية دينية عسكرية ‪ :‬قراءة في رواية "حكاية الخادمة "‬



‫‪222‬‬



‫‪ -7‬ھيمنة الجنوب ورعب الشمال‪ :‬قراءة في رواية "السطح"‬



‫‪265‬‬



‫قائمة المراجع‬



‫‪311‬‬



‫صدر في ھذه السلسلة‬



‫‪321‬‬



‫‪322 ‬‬ ‫‪ ‬‬